بيان اليوم العالمي للمرأة: منظمة حرية المرأة في العراق
قفي صفا متراصا ضد اعدائك لا تتنازلي عن ثوريتك وحريتك ومساواتك
منـــظمة حـــرية المــرأة تـــطالب بــحل وزارة المــــرأة واللجنة الوطنية العليا لقمع المرأة في وزارة النفط
تطاولت ممثلة الاحزاب الاسلامية والمكلفة عنوة بموقع وزارة المرأة على مكانة المرأة العراقية بوصفها للمرأة على انها في موقع ادنى من الرجال في مقابلة مع جريدة المدى. واسفرت الوزيرة بذلك عن موقفها المعادي للمرأة وعن كونها ممثلا صادقا عن جماعات كراهية المرأة الذين تنحدر منهم والذين كلفوها بمنصب وزارة محاربة المرأة وابقاءها تابعة للرجل
ما هي المثلية تعريف مفصل للمثلية
أن الحديث عن المثلية بجزئها الجسدي أو الجنسي يعد بمثابة التابو وأننا لسنا نشجع على المثلية ها هنا بل نعرف عنها ونحاول إحاطتها من مختلف الجوانب انطلاقا من دورنا التثقيفي التربوي وأمانة إيصال الحقيقة للقراء خصوصا لهؤلاء الذين يعانون من رهاب المثلية (الهوموفوبيا). فالمثليون يشكلون شريحة لا يُستهان بها من أي مجتمع ولهم ظروفهم وأسبابهم التي ينبغي الوقوف عندها لمحاولة تقبلهم أو مساعدتهم -حسب الحالة- فإن المثلي-ـيه بالنهاية إنسان-ـيه مثله- ـها مثلك
التحرش الجنسي: آلية جديدة لقمع الحريات
ألا ينبغي على المرأة أن تتحمل جزء من المسئولية أم نكتفي بإلقاء اللوم على الرجل الذي يرى المرأة على أنها جسد مباح العبث به الحقيقة لا تكاد تخفى على احد أن جهل المرأة بحقوقها القانونية سبب رئيسيا في اتساع دائرة التحرش وجهلها بأنها بإمكانها وضع الرجل خلف القضبان لأشهر ما أن لمس جسدها متعمدا
إنجاب الكثير من الأطفال مشغلة المحرومين
طفلة قد تكون ابنة الربيع الثامن أو التاسع تفترش أرضية احد (العلاوي) تبيع بعض الحلوى الرخيصة الرديئة أثارت انتباه احدهم لأنها ليست في المكان ولا الزمان الصحيحين بتاتا ربما تقبلنا واقع عمالة الأطفال والحاجة المعيشية إلا إن مكانا كهذا صعب جدا على الفتيات بعمرها كما وانه محدود الرزق بالنسبة لها
All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote
Tuesday, February 21, 2012
نفط الشعب للشعب ... مو للحرامية: في ذكرى 25 شباط، يوم الغضب العراقي
ينار محمد
تحولت ساحات التحرير العراقية في نهاية ذاك اليوم الى ساحات قتال بين مأجوري النظام المدججين بالاسلحة والهراوات وخراطيم المياه، وما بين جماهير عزل مصرّين على نيل حقوقهم والا فعدم السكوت او القبول بمعادلة الاستغلال بعد ذاك اليوم.
ولعل الشعار الذي جمع كل المتظاهرين على كل الوانهم: المتدين والعلماني، التحرري والمحافظ، والرجل والمرأة، كان: (نفظ الشعب للشعب مو للحرامية). انتشر هذا الشعار بيننا انتشار النار في الهشيم. اذ انتفض الكل بالضد ممن يجلسون في المنطقة الخضراء ويسرقون اموال الشعب باسم الدين والأمة والديمقراطية. وتوحدت ارادة الشعب في يوم الغضب العراقي لترفض اي استمرار لحالة التباين الموجودة بين الحكام والشعب...وحتى الطفل ادرك في ذاك اليوم، انه قد حل اليوم الذي لن يمكن فرض قوانين اللامساواة الاقتصادية التي جعلت من الطبقة الحاكمة اثرى من اثرياء الخليج، بينما اتى الكثير من المتظاهرين باحذية ممزقة.
كانت حقاً الثورة الاقتصادية للجياع تجاه قلب الموازين، تجاه حكم الشعب وتوزيع الثروات على الجميع،...اي ما يرمي الى تحقيق الاشتراكية والحريات الاقتصادية والاجتماعية.
رمى بعض الشباب باجسامهم التي كانت تقدح نارا وثورة ً تجاه جدران الصبّات الكونكريتية، ونجحوا في قلب عدة قطع منها، في محاولة عبور الجسر من ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء ... وكان النظام قد وضع جيشا معاديا للشعب على الجسر لكي يمنع العبور.
فلنأخذ لحظة ها هنا، ولنفترض ان العبور قد تم، وان اقتحام المنطقة الخضراء ببرلمانها ومجلس وزرائها قد حصل ....
وكلنا نعرف انه ليس للشعب العراقي اي توهّم بالجيش و"وطنية" الجيش مثلما حصل في مصر. ولنفترض ان شباب ساحة التحرير طردوا من المنطقة الخضراء آنذاك كل مستغّل وفاسد رأسمالي بعد معركة مع الجيش العراقي والامريكي آنذاك.
ولنفترض ان مجموعة قادة ساحات التحرير شكلوا مجلسا انتقالياً جديداً...نعم، ولكن ليس على غرار المجلس الانتقالي السيء الصيت الذي شكله الاحتلال عام 2003، بل مجلسا جديدا يضم كل ثوار العراق المعارضين للاستغلال باطيافه: ذات اليسار والوسط وبعض اليمين...والكثرة الكثيرة من تحرريي الألفية الثالثة والذين لم يكونوا يرضوا سوى باقتصاد مساواتي للجميع وقوانين تحررية للجميع نساءً وشباباً وطبقةً عاملة حاكمة، هي تصبح الاكثرية الحاكمة.
لكنا عشنا في عالم آخر...ليس بالضرورة عالم الاحلام، ولم يكن انتهى بنفس مصير ليبيا او مصر، اذ اننا في العراق قد عشنا تجربة الذين يحكمون باسم الآلهة والاوثان الدينية والطائفية والقومية، ولن نرضى حتى ان يقتربوا من مبان نظام حكم الشعب.
تظافرت في ذاك اليوم المؤسسات الامنية والمخابراتية والدروس الامريكية لقائد القوات المسلحة برسم خطة منع سير العجلات والدراجات بل وحتى الحمير لمنع وصول المتظاهرين الى ساحات التحرير، واضطررنا جميعا ان نسير عدة ساعات للوصول الى ساحة التحرير... ولولا ذلك، لكان يوم الغضب العراقي عشرة اضعاف ما كان اي مليوني الحجم، ولكنا فرّغنا المنطقة الخضراء من كل مستغّل، وفتحناها للجماهير ورمينا دستورهم وقوانين ترسيخ التباين الطبقي وظلم المرأة في مزبلة التاريخ.
كم كان عظيما يوم الغضب الغضب العراقي، يوم الـ 25 من شباط. وكم نحن نغلي من الغضب في قلوبنا لغاية هذه اللحظة منتظرين يوم الغضب العراقي الثاني، حيث لا ينفعهم جيش امريكي ولا منع تجوال ولن تكفى كل مؤسساتهم الامنية القمعية لردع غضب عشرات الملايين التي ستقتلعهم من الجذور وترميهم في نفس السجون التي رموا فيها المتظاهرين والثوار التحرريين وعذبوهم لأيام وأيام.عاشت الجماهير
عاشت الحرية
عاش الخامس والعشرون من شباط يوم انتفاضة كل الشعب ضد جلاوزة العراق الجديد
لتخرس كل الاصوات المبوّقة ضد حرية المرأة
لم يستوعبوا فكرة تحرر المرأة والمناداة بمساواتها، مع الرجل واما لعيب وقصور في فهم ماتعنية، هذة الكلمة واما ان اعداء المرأة يريدون ان تبقى المرأة مستعبدة ومضطهدة، من قبل الرجل سواء كان الاب اوالاخ او الزوج، ولربما في احيان اخرى الاولاد انفسهم يضطهدون الام ،ولكن صوت المرأة المنادي بالتحرر والمساواة، سيظل صداه مسموعا في كل مكان وفي كل زمان، ومهما ازدادت التحديات والخطابات العدائية لتشوية الصورة الحقيقية، لمعنى هذه الحرية اذا فالمرأة ستظل تواصل المسيرة، ولا يهمها المبوقون ضد حريتها التي تعني كرامتها وانسانيتها ولايمكن ان تعني اي شيء اخر مما تتصور، عقولهم الساذجة تلك العقول التي تحمل اسدودادية التصور، والاستيلاء والاستعباد للمرأة فما ان يسمعوا بحرية المرأة يتبادر الى اذهانهم مفهوم الاباحية بل العكس هو الصحيح فالمطالبة بالحرية اي فك قيود المرأة من قبل تجار بيع الاجساد ومن قبل كل الذين يضطهدون المرأة ان المطالبة بحرية المرأة امر لاينافي الحقوق الانسانية بل هو جزء من تلك الحقوق فالمرأة انسان والانسان يجب ان تكون له حقوق اذا فما الداعي للوقوف ضد حرية المرأة لماذا يحاولون ان يضيقوا عليها الخناق ويجهلون صوتها وان تكون دائما متخفية ما وراء الكواليس والستائر لماذا دائما يضعون المرأة خلف جدار من العتمة والظلام والاسودادية التي لامعنى لها ابدا والذي نريد ان نذكر هو اننا نذكر الجميع وخاصة من الذين يحاربون المرأة وحريتها بان حرية المراة اصبح مطلبا مهما لايمكن التراجع عنه مهما بلغ الامر ومهما كثرت الاقاويل الكاذبة بحق المرأة فالمرأة ستواصل المسيرة وستتحدى الصعاب وكل ضعاف النفوس واخيرا ستنال ماتريد فهي لاتريد غير الحرية والمساواة كي تثبت انسانيتهاوكرامتها امام العالم اجمع واصوات المبوقين ضد حرية المرأة سوف لن تسكت صوت المرأة الحرة لان صوتها سيكون دفاعا وليس من موقع الهجوم وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ثقافة المرأة المتحررة .
يوميات ناشطة نسوية / العدد19
دلال الربيعي
خ,ع امرأة في الاربعينات من عمرها، تربطني بها صلة قربى عرفتها امرأة قوية مكافحة، تزوجت وهي في الرابعة عشر من عمرها، انجبت بنتين افصلت عن زوجها وعادت الى بيت اهلها، مع ابنتيها تزوجت من شقيق زوجه اخيها مطلق، لديه بنتين من زواج سابق خلال اثنا عشر سنة زواج متكامل، بعد احداث 2003 انتقلت من دار ايجار الى احدى الاماكن، التي تركت (حواسم) سكنت في مخزن وبدأت شراء اثاث على قدر المستطاع، وبدأت تدبر الحياة مره ثانية في مثل عراقي ((ماعنده دار يومية الى جار))حياة هذه العائلة، بعد ذلك في 2006والاحداث التي مر بها العراق انتقلت العائلة الى مكان اخر ، هنا بدأت المرحلة الاخرى من حياتها فتحت كشك في داخل الدار لبيع اشياء بسيطة، لسد العجز المالي كانت تتابع بنتها (ن، د) بالرغم من كونهما متزوجتان، اضافة الى اطفالها الاربعة والزوج العاطل، باستمرار بدأت مشاكل متنوعة من مادية اذا كان عاطل ومشاكل من نوع ثاني عندما يجري المال في يديه انه زير نساء لديه كثير من العلاقات بدات الغيرة تلعب بعقلها رغم هدوئها وانشغالها بالعمل والبيت كانت تتابع زوجها وتعاتبه الى حد الصراخ بدأت صغيرة الى الحد الذي لم تستطيع تحمل الحياة ومشاكلها قبل وفاتها بحوالي اسبوعين اتصلت بابنتها (د) لوجود مشكلة في البيت ذهبت (د وزوجها )الى والدتها وتم حل المشكلة تقول ابنتها (د) ان زوج والدتها قد رش البيت بالنفط وحطم اثاث البيت وتم تهدئة الوضع وبعد خمسة ايام اتصلت بي (د) وقالت ان امي قد حرقت نفسها وهي ترقد الان في مستشفى الكندي ارجو ان تاتي كي تاخذني اليها تركت (د) طفلها البالغ من العمر اسبوعان مع شقيقة زوجها ذهبنا الى المستشفى وجد الزوج ويده محروقة وفي غرفة الطوارئ و (خ،ع) في ردهة الحروق تعاني من حروق صعبة جدأ وتعاني من صدمة في اليوم الثاني عندما زالت الصدمة عنها قالت ماذا فعلت بنفسي لم اتصور ان هذا سيحدث في ان الندم لا ينفع الان انه ليس وقت الكلام عن الاسباب والمسببات عندما تقومين للشفاء سيكون لنا كلام مع زوجك هذا ما قاله شقيقها لها تم الاستفسار من ابنتها البالغة من العمر 11سنة عن الحادث وكيف تم قالت (س): ان امي تشاجرت مع ابي اليوم صباحأ وهددته بان تحرق نفسها لتتخلص من الحياة ومشاكلها ومشاكل والدي صبت النفط على ملابسها ذهبت الى ابي وقلت له ان امي سوف تحرق نفسها اجابني فلتحرق نفسها اعادت صبت النفط على نفسها بعدما اغلقت باب الممر عليها هرع والدي والجيران احاطها بالبطانية واحترقت البطانية ايضا واحترقت يد والدي ونقل الجيران امي بعد اسبوع توفيت (خ,ع)وتركت اسئلة بلااجوبه تركت اربع ايتام شاهدوا امهم تحترق اي قلب قاسي؟ اي مشكلة في الحياة لا حل لها اي مشكلة تستحق الهروب منها بهذه الطريقة البشعة ولماذا لا افكر بحياتي انا وحياة اولادي الف طريقة وطريقة لحل المشاكل ابسطها الطلاق كيف لهذا الزوج ان يضع زوجته في زاوية لا مفر منها الا هذه الطريقة اسبوع في المستشفى لم يزرها هرب بابنائها الى منطقة ثانية حتى مجلس العزاء لم يحضر يا لقساوة القلب على اقل ما يكن ان يتذكر الايام الحلوة التي قضاها معها وايام التعب؟ كلها ضاعت في لحظة غضب اتكلم عن نفسي امام الجميع وبكل صدق وحرية عشت في بيت انا المدللة وعندما تزوجت صدمت بالواقع كان اهل الزوج يتدخلون في الصغيرة والكبيرة في حياتي الخاصة انا استقلنا في بيت منفرد وكانت الصدمة الكبرى لكل اختصار يحب نفسه اناني قاس الى حد انه توجد اثار الضرب والاذى في جسمي بعد نضال 21سنة زواج قلت كفى عنف واكملت حريتي واعدت بناء حياتي مره ثانية عندما كنت اغضب احاول ان اصرخ اوان ادخل الحمام وتحت الماء البارد ابقى لفتره اوان افتح جهاز التسجيل لاغاني شعبية وابدأ بخياطة حمالات القدور او اي شيء لكن حياتي اهم من اي مشاكل يأخذها الهواء ويذهب بعد سنتين من زواجي اضطررت الى الذهاب الى عيادة دكتور نفساني تحدث معي بلطف وقال بل الحرف الواحد اذا كان لديك حل حلي المشكلة واذا لم تكن لها حل اتركيها فالايام كفيلة بحلها وكفى صرخت بعد 21سنة معاناة واستعدت حريتي لماذا ارضى بالعبودية والذل انا حره انا اعمل لا انتظر من زوجي قبل اي شيء ان نفكر بعقلانية لا بعقل الهروب الحرية ثمنها غالي وانا دفعت الثمن 21سنة معاناة وشكرأ للنساء المكافحات.
ورشة تفعيل ودعم الصحافة الاستقصائية للرصد والتصدي لجرائم القتل باسم غسل العار في ذي قار
بوستر حملة الـ16 يوم للتصدي لجرائم القتل بحق النساء بسام غسل العــار
كما القى الاعلامي مرتضى الشختور محاضرة حول دور الصحافة الاستقصائية في المجتمع لكشف الجرائم. كذلك تم طرح موضوع تعريف الصحفيات بالمجال من الصحافة لتعزيز قدراتهن الصحفية لتقصي الحقائق التي لا يستطيع الصحفيون الرجال تقصيها بسبب الوضع الاجتماعي وخاصة في جنوب العراق خاصة جرائم القتل التي تتعرض لها النساء باسم (القتل غسلا للعار). كما شاركت ناشطات المنظمة (دلال الربيعي ، احلام العبيدي وجنات الغزي) في الحوارات التي اجريت خلال الورشة متحدثات عن دور منظمات المجتمع المدني وتوسيع دائرة التوعية والتثقيف للمجتمع من خلال تلك المنظمات للحد من ارتكاب جرائم اخرى تؤثر على المجتمع بما يعمس صورة بشعة عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وذلك من اجل بناء عراق ديمقراطي حر تتجسد فيه مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق بما يكفله الدستور.
مشاركة وفد من منظمة حرية المرأة في العراق في مؤتمر التضامن العالمي الذي عقد في اربيل للفترة (8-9) تشرين الاول لعام 2011
الناشطة : آية اللامي
شارك وفد من منظمة حرية المرأة في العراق في مؤتمر(التضامن العالمي ) والذي عقد في اربيل للفترة (8-9) تشرين الاول لعام 2011 برعاية منظمات المجتمع المدني الدولية الاجنبية وكان الوفد يتضمن كل من دلال الربيعي نائب رئيسة منظمة حرية المرأة والناشطة اية اللامي واحلام طه مسؤولة فرع سامراء وماجد حميد منسق الوفد من فرع سامراء وربان شكر محمد ومحمود العبيدي من فرع الحويجة.
المشاركات في اللجنة التحضيرية
شارك منسق الوفد ماجد حميد في اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر، واقترح ادخال فقرة حول المرأة والمساواة، الى جانب تدخلات اخرى تجاه مواضيع عمالية كونه كادرا قياديا في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق.
وقد تضمن المؤتمر المحاور التالية
اولا) محور الاحتجاجات (حوار مجموعة من الشباب حول المشاركة الشبابية في ساحة التحرير ومن ضمنهم ناشطة المنظمة آية اللامي).
دار الحوار باشراف (فيان الشيخ علي) رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية تحدث كل من اية اللامي واحمد البغدادي وجهاد حول ما تعرضوا له من اعتداءات واعتقالات من قبل الاستخبارات الحكومية. وتحدثت اية اللامي حول ما تعرضت له من خطف وتعذيب وايضا حول المداهمات التي تعرض لها مقر منظمة حرية المرأة واهمها بسبب عقد مؤتمر صحفي يوضح ما تعرض له ناشطات منظمة حرية المرأة من اعتداء بالضرب والتحرش الجنسي وانتهاك حرمة أجسادهن وقد شاركت دلال الربيعي في الحوار مطالبة الحكومة بجعل مقرات منظمات المجتمع المدني كالحرم الجامعي (اي لا يجوز مداهمتها)
ثانيا) محور مساواة المرأة
الميسر للمحور الناشطة احلام طه مسؤولة فرع سامراء لمنظمة حرية المرأة والمتحدث دلال الربيعي ناشب رئيس المنظمة وشذى عباس عن تشكيلة النساء العراقيات واهم ما دار في الحديث مناقشة القوانين الرجعية التي اعطاها الدستور الشرعية مثل تعدد الزوجات وضرب الزوجة وزواج القاصرات وكان التعبير عن مطالب منظمة حرية المرأة وضع دستور علماني مساواتي غير قومي والحفاظ على كينونة المرأة وضمان حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
كما وكان التركيز حول برامج مكافحة البغاء والاتجار بالنساء ووضع قوانين تحترم المرأة بدل تعنيفها. وكان مسألة التعاون والعمل مع منظمات المجتمع المدني احد محاور الجلسة.
ثالثا) محور حملة الدفاع عن الحويجة
شارك في هذه المحور كل من ماجد حميد منسق وفد المنظمة ووفد من الحويجة من ضمنهم رئيس منظمة الجيل محمود عباس. وكان هناك ايضا من منظمات المجتمع المدني الدولية ايضا وبحضور الطبيبة لوريتا موسي المدير التنفيذي لمنظمة جسور الايطالية وقاموا بشرح مفصل عن معاناة اطفال الحويجة وطلبت الدكتورة من ماجد حميد ووفد الحويجة بكتابة مشروع عن اطفال الحويجة وعن النساء المعنفات ايضا وذالك للحصول على دعم من الاتحاد الأوربي.
رابعا) معرض الصور
اقامت منظمة حرية المرأة معرضا للصور وكان المعرض يضم صور نشاطات مقر المنظمة ونشاطات فرع سامراء والحسينية وايضا يضم صور معاناة اطفال الحويجة وكان معرض الصور من تنظيم الناشطة آية اللامي.
خامسا) حملة التواقيع
قام وفد من منظمة حرية المرأة في العراق بجمع تواقيع من قبل الحاضرين في المؤتمر لغرض تقديم الدعم والمساعدة لاطفال الحويجة الذين يعانون الشلل الدماغي والكثير من الامراض بسبب ميدان الرمي المنكوب وذالك عن توزيع استمارة على الحاضرين الاجانب والعرب وتتضمن الاستمارة اسم الشخص واسم المنظمة والايميل والتوقيع.
سادسا) كتابة البيان الختامي للمؤتمر
قام وفد منظمة حرية المرأة في العراق والذي يتضمن الناشط ماجد حميد واحلام طه واثنين من القائمين على المؤتمر وثلاثة اجانب من منظمات المجتمع المدني الدولية بكتابة البيان الختامي للمؤتمر بعد انتهاء محاور المؤتمر وتقديم التوصيات والمقترحات حول قيام الحملات.
زيارة ناشطات المنظمة لمدرسة تأهيل الأحداث
امسية شعرية
ميدان رمي امريكي يحول قضاء الحويجة الى منطقة منكوبة: مئات من الاطفال المعاقين ومراهقون مُصابون بالسرطان
بعد زيارات قام بها وفد من منظمة حرية المرأة الى قضاء الحويجة في محافظة كركوك، ومنذ 16 آب ولغاية نهار اليوم 23 آب، وجد ان مدينة الحويجة وقرى هذا القضاء قد تحولت الى الساحة الخلفية الملوثة باشعاعات وفضلات ميدان الرمي العسكري الامريكي، مما قد تسبب بمأساة انسانية لا تعترف بها الحكومة العراقية ولا الامريكية، بل ويحرصون ابقاء الموضوع طي الكتمان رغم المآسي اليومية التي يعيشها أهالي المنطقة.
في قضاء يبلغ عدد سكانه 109,000 نسمة، يتواجد جيل من المعاقين بمرض شلل الأطفال وحالات ضمور وتلف الدماغ بحيث يبلغ عدد المسجلين في المركز الصحي 412 حالة، بينما تصل الارقام الحقيقية الى ما يزيد على الـ 600 حالة من عوق الأطفال. كما وينتشر السرطان كالوباء بين كل الاعمار وخاصة المراهقين الذين ينتظرون موتهم دون اي علاج تعرضه عليه الحكومة العراقية او الامريكية-المسؤولة عن الإشعاع- والتي اطلقت يد ترسانتها الامريكية لتتدرب بالذخيرة الحية والمتفجرات في ميدان لا يبعد عن بيوت الاهالي اكثر من كيلومتر واحد ونصف، ولا يفصله عنه سياج او حائط يمنع دخول الأطفال او رعاة الاغنام او الاهالي.
تزداد حالات العوق والسرطان في القرى الاقرب من ميدان الرمي الامريكي والتي تقع باتجاه مهب الريح منها، وخاصة في قرى الكبيبة والحمدونية وابو صخرة والقرية العطشانة وقرية هور السفن. وعلى سبيل المثال يبلغ عدد سكان قرية الكبيبة 1400 نسمة فقط، بينما تم تشخيص 21 حالة من السرطان فيها توفى منهم ثلاثة بينما ينتظر البقية وفاتهم دون توفير اي علاج او ادوية لهم من قبل السلطات المسؤولة عن وضعهم.
اصطحب وفد منظمة حرية المرأة نهار اليوم 23 آب جمعا من الاعلاميين من الفضائيات والوكالات الاعلامية العالمية لكشف هذا الموضوع عالميا، بعد ان حاولت السلطات المحلية في كركوك التكتم عليه بالتعاون مع القوات الامريكية التي استدعت الشخص الذي اخذ عينة ترابية للفحص في مؤسسة صحة كركوك.
تطالب منظمة حرية المرأة تشكيل لجنةً دولية للتحقيق والتقصي خلف اسباب النسب العالية للعوق والشلل لدى الاطفال وحديثي الولادة في منطقة الحويجة. كما وتوجه نداءً للمنظمات الانسانية العالمية لتقديم المساعدة للضحايا واهاليهم بعد ان قامت الحكومة العراقية بتعريضهم الى اصعب ظروف معيشية من ناحية عدم توفر ماء الشرب او الخدمات والمعيشة، ناهيك عن اهمال توفير العلاج البدني او النفسي لهم بأي شكل من الاشكال.
تطالب منظمة حرية المرأة كذلك تحميل الحكومة الامريكية مسؤوليتها عن مآسي عشرات الآلاف من منكوبي هذه المنطقة والذين يعانون من وجود طفل او عدة اطفال معاقين داخل عوائلهم مما جعل عوائل المنطقة تكف عن التفكير بالانجاب لمزيد من الاطفال المعذبين. ان تعويض الضحايا واهاليهم ماديا ومعنويا جانب ضئيل مما يمكنها للحكومة الامريكية ان تعتذر به عن اقترافاتها والتي تدل على عدم اكتراثها لحياة البشر؛ اذ ان تعريض مئات الآلاف لإشعاع الذخيرة الحية وللتفجيرات ولإشعاع اليورانيوم المنضب قد خلق جيلا منكوبا غير قادر على رعاية نفسه، كما ونكب عشرات الآلاف من عوائلهم، مما لا يقل عن كونه جريمة حربٍ او ابادة جماعية لسكان مدنيين ابرياء وعزل.
تأمل منظمة حرية المرأة ان تحصل على يد العون من منظمات عالمية لتحقيق هذه الأهداف، اذ علمتنا تجارب السنين الثمان بان لا نتوقع اي استجابة ايجابية من كلا الحكومتين الامريكية والعراقية في الكوارث الانسانية التي يفرضونها على جماهير المدنيين في العراق.
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
23-08-2011
المرفقات:
-وفد منظمة حرية المرأة: المنسق ماجد حميد، اعضاء الوفد: دلال جمعة، احلام حسن، احلام طه، علي الكندي وعدد من ناشطات المنظمة في سامراء.
- الفضائيات والاعلام المرافق: الحرة، الفيحاء، السلام، رويترز، المساواة
- الشركاء المحليون: منظمة الجيل للتنمية البشرية، اربعة من وجهاء الحويجة وكادر طبي
الحركة النسوية وضريبة الديمقراطية في ظل الربيع العربي
منى أسعد/ سوريا
باندهاش وذهول تابع ملايين البشر عبر شاشات التلفاز المرأة العربية المنقبة أو غير المنقبة، وهي تخرج في بلدان عربية عدة، لتقف ليس خلف الرجل ولا إلى جانبه، بل لتقف أمامه في التصدّي بكلّ إباء وإصرار لوحشية الاستبداد والتهميش، ولتعتصم معه في الساحات والميادين تتلقّى مثله دون تردّد ولا خوف، الإهانات والضرب المبرح، أو الاعتقال، أو حتى الرصاص الحيّ. وهي المرأة ذاتها التي ألفوا فيها الاستكانة والخنوع لسلطة الرجل ولسلطة المجتمع ولسلطة النظام.
ومن المفارقات المثيرة أنّ بواكير الربيع العربيّ جاء عبر البوّابة التونسية، وأنّ المرأة التونسية كانت تتمتّع بوضع اجتماعيّ وقانونيّ وسياسيّ متقدّم على مثيلاتها في المنطقة العربية ككلّ، منذ صدور قانون الأحوال الشخصية عام 1956، الذي أكّد، وصان، المساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات عبر نصوص قانونية ملزمة. حيث لاحظنا الدور الخلاق لمساهمة المرأة في إنجاح هذه الثورة.
لكن التصريح الذي نقلته وكالات الأنباء عن زعيم حركة النهضة الإسلامية فور فوز حزبه بانتخابات المجلس التأسيسي، والمتعلق برغبته في تعديل نصين اثنين فقط، هما منع تعدّد الزوجات، والنص المتعلق بالتبني، لا يمكن اعتباره إلا تراجعاً عن تلك المكاسب التي كانت تحظى بها المرأة التونسية، وأنه ربما جاء نتيجة لضغوط التيارات الإسلامية المتشددة، خاصة وأنه كان قد سبق للزعيم الغنوشي ذاته أن أعلن قبل الانتخابات عبر وسائل الإعلام، عن التزام الحركة بعدم المساس بقانون الأحوال الشخصية التونسي وتحديداً ما يتعلق بمكتسبات المرأة التونسية. فهل سينتهي الأمر عند هذه الرغبة في التعديل، أم أننا أمام محاولة لاستيلاد هيمنة وتسلط جديدين بلبوس إسلامي هذه المرة وعبر بوابة الانتخابات الديمقراطية؟
هذا ما حاولت الدكتورة آمال قرامي الأستاذة في الجامعة التونسية والمتخصصة بدراسات الجندر والدراسات الإسلامية الإشارة إليه عندما قالت:" لا يتعلق القلق بحزب النهضة فحسب، بل بأحزاب أخرى منها من نالت الترخيص ومنها من لم تنله بعد، كحزب التحرير وتيارات سلفية أخرى. ولفتت الانتباه إلى أمرين، أولهما تناقض تصريحات الزعماء الإسلاميين بين ما يدلون به إلى الصحافة وما ينطقون به في المساجد أو في المجالس الخاصة، وثانيهما، انفصال خطاب القادة عن القاعدة، فالشباب يريد عودة النساء إلى البيت وتحجيب النساء بالقوة وإلباسها النقاب متأثراً بالفضائيات المتطرفة.."
وكما الحال في تونس كذلك هو في مصر، حيث خرجت المرأة المصرية إلى الشارع بكامل عنفوانها إلى جانب الشباب الثائر وجموع المهمشين، فسكنت الميدان معهم وتعرضت معهم أيضاً، للضرب المبرح والتنكيل والإهانة والعسف والاعتقال والقتل أحياناً. بل وأكثر من ذلك، إذ تعرضت هي دون الرجال، لانتهاك فظّ لإنسانيتها ولذاتها ولكرامتها، من خلال تعريضها لفحص العذرية فور اعتقالها، لكنّ ذلك كله لم يلغِ إحساسها بأهمّيتها وأهمّية دورها في تلك اللحظة التاريخية، ولم يحدّ أيضاً، من فخر الرجل المصري واعتزازه بها. هذا ما أكّدته الدكتورة عزّة كامل، الناشطة في مجال حقوق المرأة إذ تقول" لأول مرة منذ عقود طويلة، تعامل النساء على أنهن كاملات الأهلية لا فرق بينهن وبين الرجال، لا فرق بين محجبة، ومنتقبة، وغير محجبة، مسلمة، أو مسيحية". لكن فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية يعيد الكثير من المصريين إلى دائرة الخوف من المستقبل، خاصة وأن خيبة أمل المرأة المصرية في الربيع المصري، استبقت تلك الانتخابات، وكانت مقاربة لخيبة جزء مهم من الشارع المصري، وأكثر إيلاماً، إذ كشفت لها الأيام التي تلت الثورة عن خيبة أملها في الطيف الأكبر من مجتمعها الذكوري، والذي ما لبث أن عاد وتغاضى عن مطالبها بالمساواة الكاملة، متجاهلاً الدور المؤجج لها في الثورة المصرية، فوقف متفرجاً في 8 مارس /آذار الماضي، عندما تجمعت النساء مع بعض الرجال المؤيدين للحركة النسائية أمام نقابة الصحفيين حاملات لافتات تعبر عن مطلبهم المتفق عليها، وتوجهن جميعا إلى ميدان التحرير ليلتحمن بمسيرات أخرى من مناطق مختلفة، إلا أن البلطجية وبعض السلفيين كانوا بانتظارهم وحالوا دون تقدمهم، بل وقاموا بأعمال استفزازية ضد المتظاهرات كالتحرش بهن وتوجيه العبارات البذيئة لهن.
ولم يكن حال المرأة الليبية بأحسن من مثيلاتها في مصر وتونس، فرغم ما قدمته من تضحيات كأمّ وأخت وزوجة، وما عانته خلال أشهر الحرب من تهجير وتجويع وقنص واغتصاب، بالإضافة إلى ما تعرّضت له من انتهاكات جسيمة لذاتها ولكرامتها الإنسانية من قبل أزلام القذافي ورجالاته، إلا أنه وفور انتصار الثورة بادر السيد عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي إلى الإعلان بأن المجلس سيلغي الكثير من القوانين التي كانت سائدة في عهد القذافي، ومنها ما يتعلق بتعدد الزوجات.
ولأنّ ظروف المنطقة العربية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية متشابهة، وإن بنسب متفاوتة، فإن أحوال المرأة العربية أيضاً متقاربة مع فروقات نسبية بين دولة وأخرى، الأمر الذي يمكن معه القول، أن المرأة العربية في البلدان الساخنة التي تعيش الآن خضمّ الحراك الثوري، كسورية واليمن والبحرين وغيرهم، رغم ما أظهرته هذه المرأة من حضور استثنائي ومساهمة فعالة ومؤثّرة على جميع الصُعد والمستويات، وما أبدته من شجاعة وقدرة على المواجهة في حرب غير متكافئة، خلال الأشهر الطويلة الماضية، إلا أن حالها بعد الثورة لن يكون أفضل من حال مثيلاتها في البلدان التي حققت ربيعها العربي، وأن تميزها في الحراك الثوري سينتهي بنهاية هذا الحراك، وستعود كما عادت المرأة في تونس ومصر وليبيا إلى ما كانت عليه قبل الثورة، وبالتالي سنشهد حالة نكوص للحركة النسائية العربية.
قد يتبادر إلى أذهان البعض أن حالة النكوص هذه سببها المعوقات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وسيطرة الجهل والأمية، وخاصة في أوساط المرأة العربية، هي معوقات حقيقية ومتأصلة في مجتمعاتنا، لا يمكن تجاهلها أو تجاهل الآثار السلبية لها.
وقد يعزو البعض الآخر السبب إلى افتقار المنظمات النسائية العربية الرسمية عموماً للمؤمنات جدياً بقضايا المرأة والمدافعات عنها، رغم كل محاولات تلك المنظمات لتجميل واقع المرأة في هذه الدول، كاستجابة منها لما تمارسه المنظمات العالمية لحقوق الإنسان وحقوق المرأة من ضغوط على الأنظمة والأحزاب السياسية. بحيث سادت مجتمعاتنا العربية منظمات نسائية غير فاعلة وغير مؤثرة، بل وبلا مصداقية في كثير من الحالات. الأمر الذي يحول دون أي تغيير في المجتمع من شأنه خلق واقع جديد يضمن للمرأة المساواة وعدم التمييز.
هذه الأسباب مجتمعة تشي بالكثير من الصحة، لكنها ليست السبب الأساس في نكوص المرأة العربية. إذ إن السبب الجوهري يكمن في الأنظمة العربية التي سادت بعد الاستقلال. إذ المعروف أن الدول العربية بغالبيتها كانت قد أنجزت تحررها الوطني، وشكلت حكوماتها الوطنية، ودستورها الوطني منذ أواسط القرن الماضي، وقد أخذت على عاتقها معالجة تلك المعوقات المجتمعية، تطوير المرأة والمجتمع والانطلاق به ليكون جزءاً من العالم المتقدم والحضاري. لكننا وبعد مضي نصف قرن أو يزيد، نستطيع القول أن هذه الأنظمة لم تقم بإنجاز مهامها الوطنية، بل على العكس تماماً، فقد جهدت في تمكين عائلة أو فرد من الاستئثار بالسلطة والتحكّم مع شريحة صغيرة بمقدرات البلاد وثرواتها، تاركة شعوبها في فقر مدقع، ومسخّرة حتى القوانين المحلية لتحصين نفسها وصون مصالحها وامتيازاتها، بل وأكثر من ذلك، فأن أغلب هذه الأنظمة لجأت إلى فرض القوانين الاستثنائية (حالة الطوارئ)، معطلة بذلك الدستور والقوانين الدستورية لصالح مزيد من القمع والترهيب على شعوبها، غير عابئة بتطلعات هذه الشعوب إلى التحرر والتقدم.
في هذا المجتمع المشحون بالتمييز والإقصاء، وبالترهيب والملاحقة، نمت وتفشت حالات الاحتقان لدى عموم الشعب، والذي عبّر عن ذاته بظهور حالات التطرف والتشدد، خاصة لدى بعض التيارات الإسلامية الساعية إلى تحقيق التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مستفيدة من البيئة الإسلامية في المجتمع العربي كحاضنة اجتماعية لها.
في هذه الفضاءات، وعندما سنحت اللحظة التاريخية، كان من الطبيعي أن تخرج الفئات المهمشة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ إلى الشوارع والساحات، للتعبير عن رفضها لهذا الواقع والمطالبة بدولة حديثة تقوم على أساس المواطنة في ظل دولة الدستور وسيادة القانون، دولة يتمتع جميع المواطنين فيها بالحقوق الكاملة بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو المعتقد، فلا تمييز أو إقصاء أو تهميش لأي فرد كان. وكما هو معروف فقد نجحت هذه الثورات في أكثر من دولة عربية، دون أن يعني هذا نجاح الشعوب في تحقيق ربيعها العربي بما يتضمنه أساساً من حقوق المواطنة لجميع الأفراد، حيث لاحظنا أن المدخل الديمقراطي باتجاه المستقبل قادنا إلى سيطرة التيارات الإسلامية مع تباينات بين الاعتدال والأصولية، لكنها عموماً وأمام سطوة النص الديني المقدس ستكون مضطرة لإعادة تهميش تلك الفئات وخاصة النساء منهم.
من هنا يمكننا القول: أن نجاح الثائرين في إسقاط الأنظمة السياسية، لا يعني بالضرورة الوصول إلى دولة المواطنة والمساواة المنشودة، فالطريق إليها لا يزال طويلاً وصعباً، لأن التيار الإسلامي المعتدل في تونس وفي المغرب، والإسلاميين الأكثر تشدداً في ليبيا ومصر وغيرها من البلدان العربية التي ينتظر إسلاميوها حصاد ثمار الثورات العربية، لن يتمكنوا من تجاوز سقف النصوص القائمة أساساً على التمييز، فهناك تمييز بين الأديان باعتبار الدين الإسلامي هو أكرم الأديان، وهناك تمييز بين المرأة والرجل باعتبار المرأة تابعة للرجل وعليها إطاعته. هذا الاتجاه ورغم فوزه بشكل ديمقراطي إلا أنه سيبقى محكوم بالأيديولوجيا وإرث الحركات الإسلامية وخطر الانشقاقات التكفيرية والأكثر أصولية داخلها، وكل ذلك سيحول بالضرورة وتحقيق دولة المواطنة، لذلك ستبقى تلك الديمقراطية التي أوصلت الإسلاميين للسلطة محكومة بإرث تلك الأنظمة التي حكمت باسم الوطنية سابقاً، فخرّبت الأوطان وشوهت الأفكار والمعتقدات.
من هنا نقول إنّ الانتقال بتلك المجتمعات المخرّبة بالفساد والتهميش إلى أفق ديمقراطية حقيقية، يفترض مرحلة انتقالية مليئة بالمخاضات والمفاجآت التي قد لا تكون كلها ايجابية، لكننا بمزيد من العمل المؤمن والجادّ والشاقّ يمكن لنا أن نبقى محصنين بالأمل لتحقيق تلك الديمقراطية التي تشكل معبراً للدولة المدنية التي تحترم التعددية ومبادئ حقوق الإنسان، ويقوم دستورها على أساس المواطنة والمساواة التامة بين جميع رعاياها، عندها فقط يمكننا القول إن حلم المرأة العربية بالتحرر والمساواة التامة قد تحقق.
رسالة تضامن لحركة (احتلال وول ستريت) من منظمة حرية المرأة في العراق
ان جماهير العالم اجمع يراقبونكم ، يتابعون اخباركم عن كثب ويتأملون أن لا تكون تحركاتكم مجرد تنفيس عن غضب وإحباط، بل ان تحقق مطالبكم وأحلامكم.
يُفترض في الديمقراطية أن تضمن قدرة متساويةً لجميع المواطنين في التدخل والتأثير في صنع القرارات التي تؤثر على مسار حياتهم، الا انكم تجدون أنفسكم مجبرين على الاعتصام في الشوارع، وفي الوقت الذي يقوم رجال السياسة واصحاب المصارف اتخاذ تلك القرارات وراء الأبواب الموصدة التي يحيط بها جيش من الشرطة ليضمنوا ارجاعكم الى بيوتكم دون تحقيق اي من مطالبكم.
في حين أن الأثرياء الذين يشكلون نسبة 1 ٪ ينهشون في فرص العمل المتاحة لكم، وفي خدماتكم الصحية، بل وحتى في تفاصيل حياتكم، يظل مرجعهم وتركيزهم الاول على اوضاع ثرواتهم في البنوك، وليس على رفاه ومستقبل ملايين من الجماهير المحرومة. خلال فترات النمو والرخاء الاقتصادي، تمتلئ هذه البنوك بمبالغ ناتجة من عملكم، ويغرق بالنتيجة الـ1% من الاثرياء في بحور هذه الثروات. بينما في حالات الازمات الاقتصادية، يحرصون ان يجعلونكم انتم تدفعون ثمن اخفاقاتهم ويحرمونكم من حقوقكم الاقتصادية بل وحتى من المستلزمات الاساسية لادامة وجودكم.
هي نفس فئة الـ 1 ٪ التي قررت شن الحرب على العراق من دون الاستماع الى الملايين الذين تظاهروا في الولايات المتحدة وحول العالم - للإعراب عن معارضتهم الشديدة للاحتلال. ومن السخرية ان تدعّي هذه الفئة نفسها الديمقراطية، في الوقت الذي تبني الجيوش الجرّارة التي تطلقها بالضد من جماهير العالم من جهة وكذلك بالضد منكم عندما تطالبون بحقوقكم.
بدأت الموجة الثانية من الثورات العالمية عندما قرر الـ 99 ٪ (وهم الطبقة العاملة العالمية) ان يرفضوا الاستبداد، والتهميش ، والفقر الذي تفرضه الحكومات الرأسمالية الاستبدادية على المليارات منا. ورغم كل ادعاءاتهم بتمثيل الجماهير ومصالحها، تصرّ هذه الدول الرأسمالية على ان يدفع الناس ثمن الاخفاقات الاقتصادية للنظام السياسي القائم عن طريق فرض البطالة والغاء وتقليص البرامج الحكومية للرعاية الاجتماعية. وفي نفس الحين، تقوم نفس القوى بدعم البنوك بمبالغ تم سرقتها في اوقات سابقة من جهد وتعب الجماهير العاملة. ان مسألة دفع الفقر والجوع عن المليارات من جماهير الطبقة العاملة لم تكن مصدر قلق لصانعي القرارات ممن يسمّون انفسهم بالديمقراطيين، قدرما كانت اولويتهم تدور حول ثبات واستقرار نظامهم السياسي. وبالاضافة الى ذلك، فان نفس هذه الطبقة، الـ 1 ٪ تحاول إعادة انتاج نفس النموذج الفاشل لهياكل سياسية رأسمالية "ديمقراطية" في البلدان التي احتلتها حديثا في ارجاء العالم.
ان النظام السياسي الجديد في العراق المسمى بـ"الديمقراطي" والذي قام ببنائه الاحتلال الرأسمالي الغربي ، يضمن تقسيم الموارد الضخمة للنفط العراقي بين الساسة من الـ 1 ٪ ، والجيش الذي تم بناؤه مؤخرا، وهو الآن مدرب تدريبا جيدا لسحق العراقيين بالذخيرة الحية، والتعذيب ، والضرب في ساحة التحرير – وهي ممارسات اتضحت منذ انتفاضة يوم الغضب في 25 شباط في كل مدن العراق. بينما تمر جماهير الـ 99 ٪ من العراقيين بحالة غليان وغضب في انتظار الظرف المناسب للمطالبة بما هو لهم ، فأنهم يتابعون وبشغف تقدمكم في احتلال وول ستريت، اذ يدركون ان العدو واحد سواء كان الـ 1% من الاميركيين او العراقيين، اذ كلاهما من فئة قليلة استغلالية وعديمة الرحمة.
بالرغم من اعلان الحكومة الامريكية لخطط انسحاب قواتها العسكرية من العراق، الا اننا على يقين من أن القواعد العسكرية ستبقى حول مدننا وقرانا بشكل أو آخر، حيث تكون على اهبة الاستعداد لمهاجمة وسحق أية امكانية لثورة جماهيرية عند الضرورة. على الرغم من أن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس وتثبيت شريحة من العراقيين للحفاظ على نظام القمع واللامساواة في العراق ، الا انها تستمر في الحفاظ على ترساناتها العسكرية في القواعد المحيطة بالمدن تحسبا لأسوأ الحالات. هذا ما وفرته الديمقراطية الجديدة لنا: الفقر وانعدام المساواة، وقمع المعارضة ، وغياب الحريات المدنية بالنسبة للغالبية العظمى من الناس ، ولا سيما النساء.
تنتفض شعوب العالم اليوم لرفض ثقافة الحروب، وكذلك لرفض ديمقراطية الاغنياء. آن الأوان لنظام جديد يضمن التوزيع المتساوي للثروات على الجميع، اي بعبارة أخرى ، نظاما اشتراكيا، يمنع قوانين السوق الحر من ان تنهش انيابها في مليارات من الجماهير الجياع حول العالم لغرض ملء جيوب فئة قليلة. ان تنظيم حركة من هذا النوع على الصعيد العالمي كان بمثابة الأحلام التي لا يجرؤ على توقعها حتى اكثر الثوار تمرداً، ولكن ثبت خلال عام 2011 انها في متناول اليد. ولعبتم انتم دورا بارزا في اشعال فتيل هذه الثورة العالمية.
في حين تقوم فئة الـ1% التخطيط لجوع وحروب عديمة الرحمة بالضد من البشرية، تنهض الـ 99 ٪ بمهامها لخلق عالم أفضل ، مبني على قيم المساواة والإنسانية والرفاه للجميع. في هذا العالم، لن تكون عملية صنع القرار مهمة اصحاب البنوك الدولية، الرأسماليين ، ورجال الدولة الممثلين لمصالحهم ، بل سوف يُقتلَع هذا الحق ليصبح للممثلين المباشرين للطبقة العاملة.
ان تقديم المطالب منكم الى فئة الـ 1 ٪ لن يكون حلا ابدا، اذ انهم فشلوا مرارا وتكرارا، وليس بمقدورهم سوى المضي قدما
بأساليبهم المعتادة لتجويع الجماهير العاملة، وجلب المزيد من إخفاقات اقتصادية.
لقد حان الوقت للخطوة الثانية، اذ بعد احتلال شارع وول ستريت تأتي خطوة اقتحام القلاع والقصور التي تحتمي بها الـ 1٪، لكي تستعيدوا ما هو حق لكم، لبدء عهد جديد قائم على السلام العالمي والمساواة في توزيع الثروات ، وعلى الإنسانية.
نحن نقف خلف نضالاتكم ونستمر من طرفنا بمقاومتنا لسيادة فئة الـ 1 ٪ في العراق، سوريا ، مصر ، تونس، اليمن ، والعالم بأسره. تحيا نضالات الاكثرية الـ 99 ٪، وسحقاً لهمينة الـ ٪ 1.
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
2011/10/31
قوات المالكي تطوق مقر منظمة حرية المرأة لايقاف مؤتمر صحفي
في نهار اليوم 13 حزيران، احاطت قوات امنية وعسكرية واستخبارات ترتدي اللباس المدني مقر منظمة حرية المرأة في منطقة السعدون وملأت شارع الزعيم بدوريات من الشرطة قبيل عقد المؤتمر الصحفي المعلن من يوم البارحة.
هدف المؤتمر الصحفي فضح الاساليب الوحشية التي تعامل بها بلطجية المالكي مع ناشطات المنظمة في ساحة التحرير؛ اذ تم ضربهم بوحشية والتحرش الجنسي بهم كمحاولة لجعلهم يشعرون بالعار لغرض كفهم من الاعتراض والتظاهر.
كما وتمت مداهمة وتفليش الدار السكنية لاحدى الناشطات لغرض تخويف جميع الناشطات وكفهم عن التكلم مع وسائل الاعلام حول الاساليب الوحشية التي استعملت ضدهم.
تعرف بعض المتظاهرين المتواجدين في مقر منظمة حرية المرأة على وجوه العناصر الامنية التي قامت بتطويق المقر، واذ هم نفس البلطجية الذين كانوا مرتدين اللباس المدني واعتدوا على المتظاهرين والمتظاهرات يوم الجمعة بحجة كونهم موالين للمالكي. كما وتم التعرف على البعض كونهم من لواء 56 التابع لاستخبارات الفرقة السادسة المسؤولة عن اعتقالات المتظاهرين وتعذيبهم.
يخاف جلاوزة العراق الجديد هم وجيشهم وقواتهم الامنية وبلطجيتهم من بضعة نساء عزل يتكلمون كلام الحق ويفتضحونهم امام العالم لوحشيتهم ودناءتهم مع المرأة التي تحاول توا الانخراط في العمل السياسي الحقيقي الذي من شأنه ان يدفع بعجلة المجتمع الى الامام، الا وهو تظاهرات ساحات التحرير وثورات المجتمع في العالم العربي والشرق الاوسط.
عاشت الحرية والمساواة والجماهير التي تمثلها
ولتسقط الرجعية والتخلف والوحشية والاستبدادية والنظام الذي يمثلها
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
13-6 -2011
المرأة في سجن المدائن
صباح الشاعر
Monday, February 20, 2012
اعتقال ناشطين ومشاركين في التظاهرات العراقية بعد تصريحات في مؤتمر صحفي
اقامت منظمة حرية المرأة في العراق احتفالها باليوم العالمي للمرأة في يوم الثامن من آذار في منتدى بغداد المجاور لساحة التحرير. وكان قد تقرر افتتاح الاحتفال بمؤتمر صحفي لمعتصمي ساحة التحرير من تجمع 25 شباط تضامنا من (حرية المرأة) مع موجة الاعتراضات المتصاعدة في العراق.
تكلم المعتصمون علاء نبيل وعلي سلام وفراس علي وحسين الفتلاوي والذي كانوا من أول الافراد الذين اعتصموا في ساحة التحرير منذ عدة أسابيع، وشهدوا كل حالات المنع من قبل الجيش، والضرب من قبل الشقاوات (البطجية) ليلة 24 شباط، ومن ثم المطاردة بالرصاص والقنابل الصوتية والضرب المبرح يوم 25 شباط. وعبر علاء نبيل وعلي سلام عن مطالبهم بالحق بالتظاهر دون ان تتعرض الاجهزة الامنية لهم بالعنف والضرب، وهو مطلب يكفله الدستور. وعبر فراس علي عن مطلب معظم المتظاهرين الشباب بحق العمل في بلد اصبحت اغلبيته عاطلة عن العمل. كما وعبر حسين الفتلاوي وهو اعلامي حر بالقمع والاعتقالات التي اصابت الاعلاميين الذين اصروا على تغطية التظاهرات. واختتمت المؤتمر ينار محمد بالمطالبة بحق شريحة مليونية من أرامل ويتيمات الحروب في العراق بدعم يتناسب مع المستوى المعيشي في العراق، كما وطالبت بالغاء الفقرة 41 المشينة من الدستور، والتي تجرد الدولة من مسؤولية حماية المرأة من ممارسات تسمح بها الشرائع الدينية.
تلا المؤتمر الصحفي فقرة اسئلة واجوبة من بعض الاعلاميين الحاضرين. وتلتها فقرات احتفال اليوم العالمي للمرأة من كلمات وافتتاح معرض فني وموسيقى؛ الا ان الحضور من الشباب اصابهم التوتر لتواجد عناصر امنية كانت مسؤولة عن اعتقالات سابقة.
بعد انتهاء الاحتفال وتفرّق الحاضرين في حديقة الأمة المحيطة بمنتدى بغداد، قامت عناصر من الجيش ومباشرةً باعتقال الناشط الاعلامي المشارك في المؤتمر حسين الفتلاوي ومعه الشاعر خالد محمد والذي القى شعرا داخل الاحتفالية بالضد من بعثية النظام السابق. تم نقل المعتقلين الى لواء المثنى في العامرية حيث تعرضوا للضرب والإهانة في المعتقل. افرج عن حسين الفتلاوي بعد ساعة من الزمن بينما ظل خالد محمد معتقلا يوما كاملا وتعرض للضرب المبرح في معتقل كان يضم عشرات من المعتقلين الآخرين من المتظاهرين.
تدعم منظمة حرية المرأة مطلب تجمع 25 شباط والذي يتوجه الى البرلمان العراقي بمحاسبة القائد العام للقوات المسلحة والذي اعطى الأوامر بالاعتقالات وضرب المعتقلين واهانتهم واجبارهم التوقيع على تعهدات ثمانية بعدم مشاركتهم في تظاهرات اخرى،كأسلوب للتعامل مع الاعتراضات المتصاعدة ومحاولة اخماد المد الجماهيري الثوري باجراءات امنية لا تختلف عن ممارسات النظام البعثي الاجرامي.
ان التظاهرات السلمية والاعتصام حق يكفله الدستور ومن مسؤولية السلطات حماية هذه التظاهرات عوضا عن التعامل اليومي معها بالنار والحديد والاعتقالات.
ان السلطات العراقية واهمة اذ تشعر بانتصارها على المتظاهرين سلميا بقوة اجهزتها الامنية ومعتقلاتها التي تضم اليوم العشرات بل المئات ممن شاركوا في هذه التظاهرات،وان كل ما حققته السلطات هو كبت الحريات التي تختزنها الجماهير لتتحول بالتالي الى نهر ستجرف مياهه كل من يقف في طريقها،وان من يتخيل بانه قادر على ان يحبس مياه نهر جارف واهم.
اننا نعلن عن رفضنا لهذه الاساليب التي تتعارض مع مواد الدستور العراقي التي تكفل لنا حق التظاهر السلمي،وان تصريحات رئيس الوزراء حول حق العراقيين بالتظاهر ومن ثم ارسال الالاف من رجال الامن والجيش لقمع هذه التظاهرات بكل الاساليب التسلطية لن تنطلي على العراقيين ولا على الرأي العام العالمي بالرغم من منع الصحافيين والقنوات الفضائية من تغطية التظاهرات.ومن هنا نؤكد اصرارنا على الخروج في تظاهرات الاحتجاج على ما تعانيه الجماهير من بطالة وانعدام خدمات ونطلب محاكمة الفاسدين في الحكومة واطلاق الحريات واطلاق سراح المعتقلين وضمان حقنا الدستوري في التظاهر.ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
8-3-2011
بلطجية ومرتزقة وعشائر المالكي تتعدى بالضرب والتحرش الجنسي على ناشطات منظمة حرية المرأة في ساحة التحرير
انقضت مجاميع من البلطجية المرتدين اللباس المدني على ناشطات منظمة حرية المرأة وانهالوا بالضرب وبالتحرش الجنسي على الناشطات الشابات وبوحشية واحتقار للمرأة لم يسبق له مثيل في تظاهرة في العراق. اذ تم الضرب والاعتداء على كل ناشطة من قبل مجاميع من الرجال البلطجية والامن المرتدين اللباس المدني والمدربين على ضرب المتظاهرين. وكانوا مدججين بالسكاكين والانابيب الحديدية والكيبلات وموجهين لكي يقوموا بالاعتداء الجنسي الطابع على الناشطات الشابات. تعرضت اربعة ناشطات شابات الى ضرب مبرح واعتداءات موجهة ضد كونهن اناث، وعندما دافع عنهم شبان تجمع 25 شباط ايضا اصبح بعضهم ضحية السكاكين والضرب المبرح والتهديد بمسدسات كاتمة للصوت.
تعرضت وفاء بغدادي وجنات باسم وآية وشيماء للضرب المبرح كما ولم تنج من الضرب الناشطات الاكبر سنا. كما تم ضرب علاء عبد وتسبيب جروح كبيرة له ولمصعب كريم بعد محاولتهما الدفاع عن سلامة واعتبار الناشطات، وضرب علاء نبيل سكينا، واصابه طه هاشم بالضرب المبرح.
اتضح في هذا اليوم ان متظاهري ساحة التحرير ومنهم منظمة حرية المرأة وتجمع 25 شباط كانوا رموزا للتحرر وممثلين لارادة الجماهير وللحريات والمساواة وانهاء الفساد، بينما كان ممثلو المالكي من بلطجية ومرتزقة وقوات أمن متخفية وعشائر رمزا للفساد والرشاوى والعنف بالضد من التحرريين وبشكل خاص العنف الموجه بالضد من المرأة ومحاولة ارجاعها الى بيتها بعيدا عن ساحات النضال السياسي.
استعمل بلطجية المالكي اساليب العنف المنظم واساليب العنف الجنسي بالضد من الناشطات النسوية معلنين بذلك موقفهم من نضال المرأة التحرري والذي تتم معاقبته بالعنف الذكوري المنظم والمدعوم من قبل السلطات الحكومية.
لن تثنينا المحاولات الدنيئة لمُوالي المالكي عن معركتنا تجاه حرية المجتمع ومساواته وانهاء فساد المنطقة الخضراء.
ولن يسود المالكي وحاشيته المتخلفة ولن يمتصوا ثروات الجماهير ويتركونهم جياعا ودون اية خدمات اساسية. وستقف نساء وشباب العراق بالمرصاد لهم، ومهما كانت هناك من اعتقالات اواعتداءات او قمع دنيء موجه بشكل خاص للمرأة كالذي قام به بلطجية المالكي اليوم في ساحة التحرير.
عاشت الحرية ...عاشت المساواة ...عاشت الجماهير الحرة
حلت ساعة رحيل المالكي ولن يطيل هذا الاجرام او الاعتداءات من بقاءه
ينار محمد علاء نبيل الشيخلي
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق تجمع 25 شباط – الناطق الرسمي
11 حزيران 2011
اطلقوا سراح جميع شباب ساحة التحرير: ان الاعتقالات تعجِّل بساعة رحيلكم
عندما اقتربت نهاية المهلة التي حددها المالكي للقيام بالاصلاحات التي طلبها متظاهرو ساحات التحرير في العراق، واتضح عدم محاولته للتحرك على اية من هذه الإصلاحات، حاول ان يتجاوز تحدّي المائة يوم باعتقال كل من يقوم بالتنظيم لذلك اليوم، وكأنه يرى وبكل تأكيد نهايته قادمة على ايدي ثوار ساحة التحرير حيث يلتحق بجمع بن علي ومبارك وآلاخرين الذين بدأوا مفاوضات التنحي.
اتجهت قوات المالكي المخصصة لقمع الحريات واجهاض تظاهرات ساحة التحرير الى اماكن تجمع الشباب من منظمي التظاهرات خلال يومي 27 و28 ايار واعتقلت ثمانية عشرة من الشباب والشابات من منظمي التظاهرات ودون اية مذكرة اعتقال، اذ ان مخالفة القانون اصبح روتينا لمؤسسات شرعت تعمل بنفس طرق النظام البائد، لاعتقال كل صاحب رأي او معتقد سياسي مخالف للطبقة الحاكمة.
إعتُقِل يوم الجمعة 27 أيار في ساحة التحرير كل من جهاد جليل، علي عبد الخالق الجاف، مؤيد فيصل الطيب، وأحمد علاء البغدادي. ولم تكتفِ قوات المالكي باعتقالات يوم الجمعة، بل وتلتها باعتقالات اخرى يوم السبت، وبعد ان تعقبت منظمي التظاهرات الى قاعة اجتمعوا فيها مرارا خلال الشهر الحالي في منطقة الميدان، الا وهي قاعة منظمة (أين حقي). وجرت هناك اعتقالات لجميع المتواجدين في الاجتماع ومنهم علاء نبيل (للمرة الخامسة) وطه شهاب (والذي لا يزال اخوه معتقلا) واحمد جمعة وقاسم حنون (الذي سبق وان اصيب بعيار ناري في يوم جمعة الغضب) والارقم حسن سلمان واحمد محمد احمد الامين العامل لمنظمة أين حقي وعدنان الشريفي ومحمد حميد وعماد فزع وعدنان عبد علي. ولم تتورع القوات الامنية من اعتقال النساء المتواجدات اذ شمل الاعتقال الناشطة شيرين طاهر من لجنة الاحتجاجات الجماهيرية كذلك.
تستنكر منظمة حرية المرأة في العراق الاساليب القمعية التي تتبعها حكومة المالكي، ويتضح من اصرارهم على الاعتقال والتعذيب عدم امكانية حكومة الميليشيات ان تتعلم أساليب إدارة دولة عصرية يراقبها العالم ويتوقع منها على الأقل ان تتبع دستورها والموائيق العالمية لاحترام حق الانسان بالمعتقد الفكري والتنظيم والتظاهر. كما وتستنكر حرية المرأة اعتقال النساء اللواتي تجرأن للانخراط في العمل السياسي الثوري لكي يأخذن بدفة قيادة المجتمع في أيديهن، بعكس العمل السياسي الشكلي لبرلمانيات اعتادت رفاهية المنطقة الخضراء دون الاكتراث بمآسي المجتمع المتأتية من فساد الاجهزة الحكومية غير القابلة للاصلاح. وليس متوقعا من حكومة المالكي موقفا داعما للعمل السياسي الحقيقي للمرأة، بل دعوة مستمرة لها للانخراط في انظمة الفساد ليس الا.
انتهى زمن الدكتاتوريات وهبت في المنطقة رياح الحرية والثورة، ولن تسعف الاساليب الصدامية حكومة المالكي ولن تديم عمرها، بل ستعجِّل من موعد رحيلها من مواقع الحكم، وتدق آنذاك ساعة تغيير النظام الفاسد برمته، ولتستلم وللمرة الأولى في العراق الجماهير التحررية مقادير الحكم وتقوم باجتثاث الفساد وقوانين ونظام الطمع والتفرقة واللامساواة.
عاشت إرادة الجماهير
عاشت الحرية
ينار محمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
28-05-2010
إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما : الانسحاب وحده ليس كافيا بعد تخريب البلاد وتدميرها...
منذ ما يقارب التسع سنوات اجتاحت قواتكم العراق تحت ذريعتين؛ الاولى وجود اسلحة الدمار الشامل والثانية نشر الديمقراطية. اما الذريعة الاولى فقد ثبت بطلانها وكذبها وهو ما اعترف به جهارا الرئيس السابق جورج بوش، وهو ما يشكل عارا في ابسط الاحوال. واما بخصوص نشر الديمقراطية؛ فقد انتشر عوضا عنها القتل والسلب والنهب والحرب الطائفية وسيطرة المليشيات المسلحة والارهاب والفساد وفرض التراجع على حياة الناس وبالاخص النساء، وانتشار الاتجار بالبشر وشبكات البغاء، وانهيار المؤسسات الثقافية وتراجع التعليم. لقد تم نهب ثروات المجتمع، من السلطات التي قمتم بايصالها الى الحكم والتي اخذت تتقن البقاء في الحكم عن طريق فن ادارة الانتخابات.
لقد انتشرت انواع من الجريمة والعربدة السياسية والتوحش، لم تمر بالبلاد من قبل، ولا حتى في عصور انحطاطه السياسي قبل قرون. وتراجعت المدنية بابعاد مخيفة، ولم تنج مكتسبات الاجيال التي تشكل حصيلة عقود من النضال والتطور التاريخي، ولم ينج من الاحتلال والخراب ولا حتى عظام البابليين القدامى التي نبشت بحثا عن الاثار واللقى النفيسة، ولا اطلال السومريين والاكديين الغابرين والتي حولتموها الى ثكنات لتدريب جنودكم الذين حفروا بالشفلات بحثا عن الاثار ودمروا حتى الرقم الطينية التي كتب عيها الانسان الاحرف الاولى منذ ألوف السنين.
لم يكتف الاحتلال بهذا الخراب فحسب، بل جلب الى السلطة قوى سياسية زرعت الكراهية والعداوة، ومحاربة كل ما له صلة بالحداثة والتقدم والتحرر، واحيت نزاعات وصراعات الماضي السحيق، وادخلت المجتمع في دوامة العنف والتاخر والفساد وتدمير اسس المدنية.
بعد كل هذا، فان انسحابكم المعلن والمشكوك فيه لن يكون كافبا ابدا لحل الازمات والمشاكل التي ادخلتم المجتمع فيها، حيث يلزمنا سنين طويلة للنسى الالام وذكريات ضحايا الاحتلال والنزاعات، وعشرات السنين لاعادة ما دمرتم، وعشرات السنين لتامين مستقبل الاجيال، واعادة بناء ما خربتم. لقد خلفتم بيئة ملوثة بالاشعاعات وتربة تسممت الى الابد باسلحتكم. مازال الاطفال والكبار المصابون بالامراض المستعصية القاتلة جراء اسلحتكم، يستنجدون ولا علاج، ويتالمون حتى يريحهم الموت من معاناتهم.
لقد انفقتم ترليونات الدولارات من اموال دافعي الضرائب من المواطنين الامريكان الرافضين لحروبكم، وتسببتم في البطالة والافلاس والتقشف وانعدام الامن الحياتي والمعاشي في صفوف الشعب الامريكي. لقد دفعتم الشباب الامريكي للموت في الجبهات او ليقتل الابرياء مرغما تحت ذريعة مكافحة الارهاب، ان المحاربين القدامى يناضلون ضد الحرب، ويرفضون سياستكم علنا. ان عمال امريكا اعلنوا وقوفهم ضد الحرب قبل اندلاعها، وونظموا انفسهم في حملات ومنظمات ضد الحرب.
ستتبادلون التهاني والتحايا ويعود بعض قادتكم العسكريين بهيأة منتصرين، مخلفين الماسي التي لا تمحى، فاي انسحاب هذا دون ان تسجل اي جريمة ضد ما قمتم به؟
انكم مدينون لشعب العراق بالتعويض عما اصابه، والتزام المسؤولية الكاملة عن ضحايا حربكم. اننا نحتفظ بحق المطالبة بحقوقنا هذه سواء نصت اتفاقيتكم مع الحكومة الحالية في العراق على ذلك او على خلافه، وسواء اتفقتم عليه او لم تتفقوا.
ان صوتنا هو صوت ملايين العمال والكادحين في العراق، وهو صوت عموم الجماهير في البلاد، وهو نابع من حسهم ومعاناتهم لما جرى ويجري لهم. وهو في نفس الوقت صوت وضمير مليارات البشر معنا في عموم العالم وخاصة بين جماهير امريكا الداعين للحرية ومناهضة الحروب والعيش بسلام مع العالم. ان الاف الذين يعتصمون في الوول ستريت في "حركة احتلوا الوول ستريت"، هي رسالة سلام بالضد من الحروب ورسالة رفض لاستغلال الانسان للانسان، ورسالة عالمية تدعو للمساواة وانهاء الظلم، وقد وجدت صداها العاصف في كل العالم، ونحن نقف صفا واحدا مع رفاقنا في الوول ستريت ضد سياساتكم ونظامكم الراسمالي.
عاشت الحرية .... عاشت المساواة
الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: المرأة العربية،آفاق التغيير و معوقاته
أجرت الحوار : بيان صالح
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، ومن اجل الإسهام بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام. ارتأينا أن نقدم لكم هذا الحوار مع الأستاذة والمفكرة الدكتورة نوال السعداوي حول: المرأة العربية، آفاق التغيير و معوقاته.
1- هل تتوفر برأيك إمكانية لنشوء حركة نسويه –فمنستية- مستقلة وغير تابعة إلى أيدلوجية معينة أو غير مرتبطة بمؤسسات وأحزاب سياسية في الدول العربية و الإسلامية؟ حيث من المعروف بان الرجل هو من يتحكم بها؟
لا توجد حركة في أي بلد شرقا أو غربا لتحرير النساء أو المقهورين من الرجال دون " فكر" ( يعنى أيديولوجية بالانجليزية )، يعنى دون تحليل للمجتمع الرأسمالي الأبوي وتفكيكه وتغييره ليصبح مجتمعا إنسانيا يقوم على العدل والحرية والصدق والإبداع وليس على القوة المسلحة الطبقية الذكورية الحاكمة دوليا وعربيا ومحليا.
2- الحركات النسوية -الفمنستية- الغربية حققت مكاسب كثيرة لصالح المرأة وخاصة منذ سبعينات القرن المنصرم، ولكن معظم هذه الحركات تحمّل الرجل مسؤولية اضطهاد المرأة فقط ، وبالتالي يتم إبعاد الرجل عن مسؤوليته في المسائل الأساسية الأخرى في قضية المرأة، إذ تعتبر تلك الأمور وكأنها من شأن المرأة وحدها. ما هو رأيك بذلك؟
لا أوافق على استبعاد الرجل الإنسان المتقدم فكريا ونفسيا عن نضال النساء التحرري ، وكان معنا دائما في حركاتنا النسائية زملاء رجال لهم عقول متحررة من الفكر الطبقي الأبوي ، الرجل إنسان مثل المرأة ،لا يفرق الإنسان المتقدم عن الآخر المتخلف إلا العقل وليس الأعضاء التناسلية.
3- ما رأيك بالتمثيل النسائي على أساس -الكوتا- لإتاحة الفرصة أمام المرأة للمشاركة والوصول إلى مواقع صنع القرار؟ وهل هناك ضرورة لـ -الكوتا- داخل الأحزاب السياسية أيضا؟
لست ضد الكوتا على الإطلاق ، وكل بلد وشعب وحزب؛ نساء ورجالا أن يختاروا من الأنظمة ما يحقق أهدافهم التحررية .
4- البرقع والحجاب من مواضيع الساعة الآن في الدول الغربية وبعض الدول العربية، ما هو موقفك من ذلك؟
الحجاب والبرقع والنقاب وكل ما يتعلق بتغطية رأس المرأة عادات عبودية طبقية أبوية انعكست على الأديان والعقائد ودخلت ضمن القيم الدينية الزائفة، وكلها لا علاقة لها بالأخلاق، بل بعبودية المرأة وسيطرة الرجل عليها داخل العائلة والدولة.
5- ما هو رأيك بضرورة أن تقوم الحركات النسوية بإقناع وكسب شيوخ الدين من أجل دعم قضية المرأة ضد العنف الذي يمارس ضد المرأة يوميا في البيت وفي مكان العمل والمدرسة والشارع، وذلك للدور المؤثر الكبير لشيوخ الدين في مجتمعاتنا الشرق الأوسطية؟
يمكن لكل حركة نسائية أن تضع خطتها للتحرر حسب ظروفها الموضوعية ، ويمكن لها أن تقنع أي أحد أو أي قوة اجتماعية أو سياسية موجودة على أرض الواقع ، بما فيها الدينية أو اللادينية أو غيرها.
6- أيمكن أن يقوم شيوخ الدين المتنورين بدور مهم في عملية التنوير الديني وإزالة الغشاوة عن عيون الناس التي تسبب بها التخلف والخطاب الفكري والسياسي والديني المشوه لجمهرة كبيرة منهم؟
نعم لهم دور كبير في هذا، ولغيرهم أيضا دور كبير في هذا، كلهم مسئولون عن إزالة الغشاوة عن العيون.
7- هل من الممكن أن تصل المرأة إلى المساواة الكاملة في ظل نظام طبقي؟ حيث تربطين دوما اضطهاد المرأة وعبوديتها بالنظام الرأسمالي؟ و هل يجب أن يكون نضالها جزءا من النضال من اجل مجتمع ديمقراطي علماني تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية؟
نعم من الصعب جدا أن تحظى أغلب النساء بالعدالة الحقيقية في ظل نظام طبقي يقوم على استغلال الفقراء والعاملين من النساء والرجال ، لهذا من المفيد أن يناضل المقهورون نساء ورجالا معا ضد النظام الطبقي الأبوي وليس فقط ضد القهر الطبقي ، لأن بعض قوى اليسار العربي ( من الرجال ونسائهم ) يضحون بحقوق المرأة من أجل التحالف الانتهازي مع قوى دينية وسياسية لها سلطة في الدولة أو المجتمع.
8- هل التحرر الاقتصادي للمرأة يشكل ضمانة كافية لتحررها؟ ففي الوقت الذي بلغت نسبة النساء المتحررات اقتصادياً حوالي 98% في الدول الغربية المتقدمة اقتصاديا ، فأن المرأة لا تزال غير متحررة كليا، كما تعاني تلك المجتمعات إلى الآن من عدم مساواة في الأجور، وتتحمل المرأة معظم المسؤوليات المنزلة وتربية الأطفال، كما أن معظم المناصب القيادية في الدولة والمجتمع والاقتصاد محتكرة من قبل الرجل إلا استثناءات محدودة. ويلاحظ أن التمييز كبير في حقول العمل المختلفة، في ما عدا حصر بعض المهن بالنساء. كيف تفسرين ذلك؟
لا، التحرر الاقتصادي ليس هو التحرر الكامل للنساء، لكنه قد يقود إلى تحرر في النواحي الأخرى السياسية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية وغيرها ، طالما النظام الحاكم يقوم على التمييز الطبقي الرأسمالي الذكوري الجنسي فان التحرر لا يتحقق إلا للقلة الحاكمة من الرجال والنساء ، والطبقات العليا والطبقة الوسطى أحيانا ،المحيطة بالسلطة وأصحاب الثروة والنفوذ.
9- كما هو معلوم ،لا ينفصل القمع الجنسي في المجتمعات الشرقية عن القمع الاجتماعي و السياسي والاقتصادي، كيف تنظرين إلى موضوع -الجنسانية وأهميته في مجتمعاتنا الشرقية، إذ أن العديد من السياسيين والمفكرين من كلا الجنسين لا يعتبرون –الجنسانية- قضية محورية لتغيير المجتمع أو تمييزها مثل الأمور المهمة الأخرى كالجوع والفقر والتفاوت الطبقي والحروب. فما هو رأيك بذلك؟
هذا هو القصور المزمن في فكر اليسار العربي التقليدي ( والغربي أيضا ) ، الفصل بين الجسد والمجتمع ،الفصل بين القهر الجنسي والقهر الاقتصادي ،اعتبار التحرر الجسدي (خاصة للمرأة) ثانويا أو غير مهم ،ويمكن إلغائه أو إرجائه حتى القضاء على الفقر أو الحرب أو غيرها ، أو حتى تحقيق النظام اللاطبقى الاشتراكي أو الشيوعي ، وقد تعلم بعض الرجال والنساء من حزب اليسار هذا الدرس وبدؤوا يربطون بين المجالات جميعا بما فيها الجنس والسياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والفنون الخ ........
10- في كتابك -الوجه المخفي لحواء- تقدمين وصفا دقيقاً مهماً لما يصيب جسد الأنثى في مجتمعاتنا من أذى وضرر ابتداءً من الختان وانتهاء بترميم غشاء البكارة، ما هو تأثير ذلك على الحالة النفسية و الصحية العامة للمرأة وحياتها العائلية؟
كتابي هذا عنوانه في الأصل العربي " الوجه العاري للمرأة العربية " وليس الوجه الخفي لحواء ، وقد شرحت فيه وفى كتبي الأخرى خاصة كتاب " المرأة والجنس " وكتابي " الأنثى هي الأصل " وغيرها من الكتب ، شرحت الكثير من العادات العبودية مثل الختان ومفهوم العذرية الخاطئ وغيرها ، وتأثيرها الضار على صحة النساء والرجال معا ، أعنى الصحة الجسمية والاجتماعية والنفسية معا ، إنها جرائم ضد إنسانية المرأة والمجتمع كله ، ولا علاقة لها بالأخلاق بل هي ضد الأخلاق مثل تغطية رؤؤس النساء وتحجيب العقول.
11- ما زال الكبت والقمع الجنسيان سائدين في مجتمعاتنا الشرقية، وبشكل عام لا يسمح بل يتم تجريم ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج ، تشريعاً ودينيا، فما هو رأيك بالتحرر الجنسي ؟ وهل هو ممكن في مجتمعاتنا ؟
التحرر الجنسي لا يعنى الفوضى الجنسية ، دون مسئولية تجاه النفس والآخر والأطفال والأسرة والمجتمع بصفة عامة ،الحرية والمسئولية وجهان لشيء واحد ، كما أن المسئولية لا تعنى مجرد توقيع عقد الزواج ، فكم من أزواج وزوجات يخونون العهد رغم وجود العقد ، وأنا بالطبع ضد الكبت والكذب والخضوع لقانون زواج قهري ،أنا مع الصدق والحرية والمسئولية الإنسانية في كل مجالات الحياة العامة والخاصة بما فيها الجنس والحب والعلاقات الحميمة.
12- موضوع المثلية الجنسية لم يصبح موضوعا اعتيادياً لحد الآن في الدول الغربية المتقدمة، وهو موضوع ممنوع و محرم البحث فيه بشكل مطلق في الدول العربية والإسلامية، ويعتبر جريمة يحاسب عليها القانون، كما أن العرف والدين في دولنا يرفضها، فما هو موقفك من ذلك، خاصة وأن كافة الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى أن المثلية ترتبط عضوياً بالهرمونات التي يفرزها الجسم؟
المثلية الجنسية ترتبط بالهرمونات بيولوجيا ، وترتبط بالتربية في الطفولة والسلوك في الشباب ومراحل العمر المختلفة ، وترتبط بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، مثلها مثل نظم الزواج الأخرى بين الجنسين أو الجنس الواحد ، وكلها أنظمة سياسية واجتماعية تؤثر فيها البيولوجيا والهرمونات مثل غيرها من المؤثرات في سلوك الإنسان .
13- يشكل التحالف في ما بين المنظمات النسوية والمنظمات الحقوقية العربية من اجل رفع جميع التحفظات العربية على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة -السيداو- والانضمام للبرتوكول الاختياري، وحث الدول العربية التي لم تنضم بعد إلى الاتفاقية إلى الإسراع بالانضمام إليها. فهل برأيك أن رفع تلك التحفظات وتطبيق جميع بنود الاتفاقية سيتناقض مع قوانين معظم الدول العربية التي تستند في دساتيرها إلى الشريعة الإسلامية؟
في رأيي يجب علينا تطبيق جميع البنود في الاتفاقيات العالمية الأكثر عدالة من الشرائع الدينية ، يجب الالتزام بمبدأ الأكثر عدلا وليس الأكثر تطابقا مع الشريعة ،الشرائع المستمدة من الأديان ، كلها اجتهادات بشرية سياسية ، فيها مظالم متعددة خاصة للنساء ،الشرائع ليست من الثوابت وتتغير على الدوام مع الرقى الإنساني.
14- تؤمنين بحكمة الأديبة الفرنسية سيمون دي بوفوار "المرأة لا تولد امرأة بل تصبح امرأة" ، وفي نفس الوقت تقفين ضد مقولة عالم النفس سيجموند فرويد حين يقول" إن الطبيعة أو البيولوجيا هي التي تحدد مصير الإنسان، الرجل أو المرأة، فكيف تفسرين ذلك؟
فكرة أن المرأة لا تولد امرأة بل تصبح امرأة ، تعنى تأثير المجتمع والتربية على ما يسمى الطبيعة البيولوجية للمرأة ،وهى تخالف فكرة فرويد أن الطبيعة البيولوجية تحدد مصير الإنسان ، وقد اتضح أن الطبيعة البشرية البيولوجية تتغير على الدوام مع تغير المجتمعات والتربية والتعليم والسياسة وغيرها ،الصحيح أن البيولوجيا والسوسيولجيا ( الاجتماعي ) يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به ، هذا ما كتبته منذ نصف قرن وأكثر.
الفنانة والإعلامية رؤى البازركان؛ ترسم النساء الحالمات وتحيا بالأمل والتفاؤل
تجربتها مميزة كرسامة وإعلامية لامعة ..أثبتت حضورها اللافت وشخصيتها الرصينة ،التي لامست هموم الناس والمرأة بشكل خاص بطرحها قضايا ومشاكل المرأة ومعاناتها ،وتسليط الأضواء على تلك المعاناة ،كما برعت ريشتها في تكريس مواضيعها على الذات الأنثوية بأسلوبها التعبيري الحديث ،نسائها حالمات بغد جميل وفضاء أوسع بعيدا عن العنف والاضطهاد ..تواصل حلمها بالاستقرار الذي لا يتحقق سوى ببيت في حضن العراق .
تجربة برنامج لعبة الحياة علامة مميزة في مسيرتك الإعلامية تآلف الجمهور مع إطلالتك الجميلة ورقي وأهمية المواضيع التي تطرحيها في البرنامج لأنها تعبر عن هموم المرأة والمجتمع العراقي ؟
*هموم المرأة العراقية والرجل في المجتمع لا تنتهي، وبزحمة البرامج السياسية على الفضائيات وتكالب السياسيين على الكراسي أبعد المشاهد وخاصة المرأة عن همومهم و مشاكلهم الإنسانية والحياتية فكان برنامج لعبة الحياة الفضاء الذي تنطلق فيه المرأة للبوح بآلامها وظلمها و لتطالب بحقوقها ولتعبر عن رأيها و تصرح حتى بقراراتها ومن هنا كان برنامج لعبة الحياة نافذة قريبة من كل فئات المجتمع وخاصة المرأة العراقية. وما أتمناه أن تعطى مساحة أكبر لقضايا المرأة والمجتمع في الإعلام العراقي.
ما مدى تأثير دراستك الإرشاد الاجتماعي والغوص في تفاصيل السلوك الاجتماعي على اختيارك لمواضيعك ولوحاتك ؟
*فعلا كان لتأثير التخصص في الإرشاد الاجتماعي متبلور في تفاصيل حياتي واختياراتي لأني درست هذا التخصص باختياري وإرادتي لأني كنت ولا زلت أهتم بجوانب الإنسان العميقة والخفية والتي تتحكم بالسلوك و الانفعال والاختيار و التفكير ،ومن جانب آخر تأثير المجتمع على الإنسان و على سبيل المثال إن الجانب الاجتماعي لا يحمل قانون لو أخذ به الإنسان يحقق السعادة في العلاقات الاجتماعية وهذا ما يجعل كل تجربة إنسانية تحمل قوانينها الخاصة بالخبرات المترتبة عليها ولذلك لا ينتهي الإرشاد في الجانب الاجتماعي ومهما كبر الإنسان يبقى في حاجة للتوجيه والعون لاجتياز تجارب وأحداث الحياة... فقضايا المرأة والرجل كانت المحور الأوسع الذي تناولته في مواضعي للبرنامج حيث لا ينتهي الصراع بين آدم وحواء رغم إنه لا يمكنهما العيش بدون الآخر.
كيف تجمعين بين الفن والإعلام وأيهما خدم الآخر ؟
*خيار الإعلام كان صدفة قادتني لتقديم البرامج والفن كان منحة القدر.. العمل في الإعلام له أدواته كما للفن أدواته ولكل منهما جمهور ومتلقي .. الفنان يحتاج للإعلام ليتعرف على إبداعه جمهور واسع وكبير وهنا كان للإعلام دور مهم وكبير في انتشار أعمالي الفنية والتعرف على جانبي الآخر كرسامة فالإعلام من ناحية خدم الفن ومن ناحية أخرى الإعلامي يحتاج لضيوف في برامجه فالفنان و فنه والفن عموما لا يمكن للإعلام من صحف ومجلات وتلفزيون و إذاعة الاستغناء عنها. كما إن الفن جزء أساسي في الإعلام والتلفزيون و الفن هو الفضاء الذي يضم الديكور الخاص لكل برنامج والديكور فن جميل حيث متعة اللون وقد أضفته بلوحاتي داخل الأستوديو الخاص لبرنامجي بتعاقب سنين البرنامج إذن لكل من الإعلام والفن ترابط وتكامل.
بعد سنوات الاغتراب في القاهرة ومن ثم سفرك إلى الولايات المتحدة كيف وجدت غربة الفنان والمبدع العراق خارج مناخه الطبيعي وهو الوطن ؟
*القاهرة نجمة ساطعة في حياتي أربع سنوات حققت من خلالها ما كنت أحلم به أو ما تخيلته في يوم ما، قابلت واستضفت في برنامجي الكثير من الشخصيات التي كنا نقرأ كتبهم ،رواياتهم ،مقالاتهم أو نشاهدهم عبر التلفزيون فالقاهرة كانت الأفق الأوسع في حياتي.. والقاهرة مناخ إيجابي للمثقف والفنان وكان هناك الكثير من المبدعات العراقيات وكنت سعيدة في تغطية نشاطاتهم الإبداعية. أما هنا في الولايات المتحدة فالمساحة كبيرة حيث هي قارة تحتاج لجود كبيرة حتى يستطيع الإنسان أن يحقق وجوده وحضوره ولكل شيء وقت يجعل للمجتهد مكان مميز في مكانه. وما يخفف عني وجود التواصل الالكتروني في عصر السرعة من فضائيات وانترنيت و أجملهم الفيسبوك الذي أتاح لي فرصة التعرف بك أستاذة فاتن فالتكنولوجيا قاربتنا رغم المسافة و جعلت الفنان والمبدع المغترب يتواصل مع الوطن بسهولة وسرعة إذن فقط المكان هو الذي يسبب الوحشة ومشاعر البعد.
كيف نمت بذرة موهبتك الأولى في الرسم ومن رعى تلك الموهبة؟
*معرفتي بالرسم ككل الأطفال كنت أحب الألوان والرسم لكن سرعان ما تحول الرسم عندي لحالة من التفريغ والتعبير عن تمردي وصراعي في مرحلة المراهقة فكان للون تأثير كبير على مزاجي فانطلق من خلاله نحو عوالم تحقق لي الاستقرار النفسي وكان للعائلة وخاصة والدتي الجانب الكبير في رعاية موهبتي بتشجيعي وتقدير ما أرسمه بالإضافة للإرادة و الإصرار اللذان ساعداني في إنجاز لوحات ولوحات.
المرأة العراقية رغم كل معاناتها وانعكاس ظواهر المجتمع السلبية عليها لكنها أثبتت حضورها في كافة ميادين الحياة والإبداع كيف تقيمين واقع المرأة وتجاربها ؟
*سؤال صعب يتطلب مني الصراحة دون مجاملة للقراء. فرغم محاولات المرأة العراقية من إثبات حضورها كما ذكرتي في كل المجالات فالنساء المتميزات قلة محدودة ومجتمعنا العراقي اليوم يحتاج إلى المزيد والمزيد من النساء المتميزات، خاصة إن المرأة العراقية متميزة بكثير من الصفات الإيجابية والخلاقة ولها القدرة على النجاح وتحمل الصعاب فهي جديرة بأن تعطى الثقة لإدوار حقيقية لإثبات وجودها ورفع صوتها، فلازالت تناضل وتحاول أن تكون الأجدر رغم القمع والتهميش في الواقع اليوم لا زال الطريق طويل في صراعها مع المجتمع الذي يسيطر عليه الرجل الذي يخشى المرأة الناجحة.
الواقع مرير فالحروب أنهكت المرأة العراقية وعدم الأمان نأى بالمرأة بعيدا ،و السياسي حجب المرأة عن ساحة القرار والحضور الحقيقي وهذا واضح على كل المجتمع العراقي فدلالات كثيرا واضحة منها انتشار الأمية بين النساء، زيادة أعداد الأرامل اللواتي لا يمتلكن معيل هذان المثلان وحدهما يحتاجان إلى وعي كبير وجهود حقيقية لإدراك خطورة هذه الظواهر السلبية حتى يكون في الاستطاعة تغير هذا الواقع وعلى كل المؤسسات أن تشترك في بلورة فكرة النهوض بالمرأة والمجتمع.
لا يمكن أن تستمر الحياة لولا أحلامنا بماذا تحلمين الآن وكيف تخططين للأيام القادمة؟
*أحلامي كثيرة وملونة كنساء لوحاتي الحالمات لكل منهن حلم لا ينتهي، وحلمي اليوم هو الاستقرار والاستقرار لا يمكن أن يكون إلا ببيت وهذا البيت لا يتحقق إلا في العراق فهذا حلم لا يحتاج التخطيط ، لذلك أتمنى من كل قلبي أن يستقر العراق ويزدهر بأهله وأحلم للمرأة العراقية في مكانة القمة بين نساء العالم في النجاح والتميز الذي تستحقه.
هل تتابعين إبداعات الأديبات والفنانات العراقيات وحتما هناك أسماء استأثرت باهتمامك ؟
*تشغلني المرأة العراقية بكل تفاصيلها فكيف بالمبدعة العراقية فانا متابعة جيدة لكل إبداع جديد لها إذا كان معرض ,ديوان أو رواية و مسرحية وهذا ما استقطبته في برنامجي من تركيز على أخبار المرأة المبدعة ورصد التقارير الخاصة بنشاطاتها الإبداعية وما لفتني من أسماء لمبدعات عراقيات متميزات هي الشاعرة (وفاء عبد الرزاق) الحائزة على جائزة عن ديوانها من مذكرات طفل الحرب وكانت ضيفة في برنامجي متميزة بشخصية ذكية ورائعة تفيض حبا للوطن وتزرع كلماتها أينما حلت مفتخرة كونها ابنة العراق.
لك عدة معارض فنية داخل وخارج العراق كيف تؤثر أقامة المعارض في رقي منتج الفنان بالاستماع إلى آراء الجمهور والنقاد ومتى تقيمين معرضك القادم ؟
*كل معرض هو نتاج خبرة جديدة بمثابة ديوان، بمثابة أطروحة دكتوراه وتواصل الفنان مع المتلقي هو الوجه الإيجابي والمعارض هي تسجيل إبداعي وبصمة لتاريخه الفني و لان الاستمرار والحضور في ساحة الفن هو تحقيق لوجود الفنان بالإضافة إلى إن المعارض خارج العراق توسع قنوات المشاهدين بإضافة جانب إدراكي جميل بين الفنان والمشاهد وحتى الناقد يزيد ويضيف للفنان عكس الانغلاق في عالم واحد لجمهور مكرر وناقد مجامل.
لازلت مستمرة بالرسم لمجموعة من اللوحات أجهزها إن شاء الله لمعرض للعام القادم.
هل تجدين الغربة والبعد عن الوطن أجواء لشحذ عاطفة الفنان والأديب وتحثه لمواصلة الإبداع ؟
*هذا سؤال مهم ويجهل إجابته من لم يتغرب عن الوطن خاصة إن الرأي المأخوذ عن المغتربين هو رأي سلبي... لذلك أحب أن أوضح الكثير عن معنى الغربة بالنسبة لي .. فالغربة هي فضاء آخر مكمل لفضاء الوطن فالغربة تحمل كل الإيجابيات والسلبيات وهي تحمل مجموعة من المشاعر المركبة والتي تتضمن أولها صراع الإنسان نحو الحنين بالرجوع إلى الماضي والأرض التي ولد فيها وصراع الإنسان من أجل البقاء والتواصل والانفتاح على كل ما هو جديد وهذا ما يؤدي إلى تكاثف العواطف المشحونة بالانفعالات الايجابية نحو إيجاد الذات ومن ثم البرهنة على هذه الذات فيرسل الفنان أو الأديب شحناته للوطن من خلال الإبداع عن طريق رسم لوحة أو كتابة قصيدة.
ثيمة مشتركة بين لوحاتك رسم المرأة بحضورها الإنساني كيف تعبرين عنها من خلال الألوان ؟
*المرأة هي الثيمة الأساسية و المترسخة والمسيطرة في لوحاتي فالمرأة بالإضافة لكوني امرأة، تعني بالنسبة لي رمز الوطن والأرض والحياة ومن خلال المرأة أستطيع أن أعبر عن أحداث الحياة بكل جوانبها المؤلمة والسعيدة واللون يشكل عندي تكامل اللوحة بالفكرة والرمز والمشاعر والشكل فاللون المتفائل في لوحاتي يعني لي الأمل الذي يزين المرأة رغم كل ما تعانيه من قسوة المجتمع والحياة.
ما هي الأساليب الفنية التي تتبعيها في الرسم وبمن تأثرت الفنانة رؤى البازركان ؟
*من الممكن أن تصنف لوحاتي على إنها تنتمي للحلم المعاصر و للتعبيرية الحديثة بكل تفاصيلها من ناحية الشكل واللون ، وأنا من اللواتي لا يقلدن لي بصمة تخص لوحاتي وكان هذا واضح من أول اللوحات التي رسمتها. أما التأثيرات كثيرة وغير محددة خاصة إنني متأثرة بأعماق الإنسان وتعابيره المرسومة على حركات الوجه، لم يتحدد توجهي نحو أسم معين لفنان لكن تؤثر بي اللوحة بموضوعها ولونها أو أسلوبها قد تكون لفنان مغمور فالأعمال هي التي ترافق إدراكي و تستحوذ على تأثيري.
أضواء الشهرة وعالمها الذي أمضت فيه الإعلامية والفنانة رؤى البازركان عدد من السنوات كيف تحيا الآن بعيدا عن عالمها وجمهورها ؟
*أحيا بالأمل والتفاؤل لأني في حالة اكتشاف جديد وربما خلق جديد ... أعيد ترتيب الألوان وأحرك الفرشاة لابتكار لوحات نسائي الحالمات بأحلامهن الجديدة وأفكارهن الملونة بذكريات الماضي وآمال المستقبل وسأكون قريبة من جمهوري بألواني المتفائلة
لاشيء يتوقف و الحياة تنبض أينما كنا وتدور الأيام لتلتقي الوجوه من جديد.
الصفحة السادسة/ إبداعهن/ السنة التاسعة/ العدد19 /20 شباط 2012
علياء حسين .. أول ضابطة مرور في البصرة
البصرة - كريم جميل
تقف علياء حسين قاسم مرتدية زيها العسكري كضابط مرور، في أكثر تقاطعات البصرة ازدحاما، وسط ذهول كثير من العابرين الذين يشاهدون للمرة الأولى امرأة، تتولى هذه المهمة في مدينة محافظة إلى حد التشدد.
وتتعرض علياء، (28 عاما) التي ترتدي حجابا كحلي اللون وتنورة تغطي كامل الساقين، للسخرية من بعض السائقين، فيما يشجعها آخرون غالبيتهم من النساء.
وتقول علياء : "احببت النظام منذ صغري وخدمة الناس، ورأيت ان ذلك يكون من خلال الانتماء إلى هذا السلك".
وتضيف الفتاة التي تضع نظارتين، وباشرت عملها قبل شهر واحد "احب التحدي والقيام باعمال الرجال... لدي طموح ان اكون كفوءة اكثر منهم".
وتضيف علياء، التي لا تزال عزباء، والتي تحمل شهادة جامعية في القانون وتتحدر من منطقة الحيّانية اهم معاقل جيش المهدي في شمال البصرة: " كنت اصغي لوالدي عندما كان يتحدث عن العسكر، واشعر بما يجذبني إلى الملابس العسكرية، والانتماء إلى سلك الداخلية".
وعلياء الفخورة ببزتها العسكرية، هي الوحيدة في محافظة البصرة من أصل 83 ضابطا من الإناث، انهين دورة تدريبية في العراق استمرت 9 شهور.
وتوضح علياء: "لم تكن هذه الفرصة متاحة ابان النظام البائد، لكني الان مسرورة بهذا العمل، وخصوصا انني اول ضابط أنثى في محافظة البصرة".
وتتابع " لقيت كثيرا من التشجيع من الأهل، وخصوصا والدي الذي كان ينتظر تخرجي بفارغ الصبر.. واطلب من زملائي الادنى مني رتبة تطبيق القوانين، وألمس التشجيع في الشارع من النساء، اكثر من الرجال".
تتعرض علياء لمضايقات من بعض السائقين، لكنها مصممة على الاستمرار. وتؤكد بهذا الصدد "اسمع كلاما غير لائق من بعض المارة والسائقين، لكنها البداية واعتقد انهم سيعتادون على هذا الامر، وتصبح المسألة عادية... أريد ان اثبت لهم انني على قدر المسؤولية".
وتواصل "شجعني والدي كثيرا ونزلت إلى الشارع بهذه الثقة... بعض صديقاتي في المنطقة تقبلن الفكرة، لكن غيرهن يرفضنها ويتوقعن فشلي في عملي، لكنني يوما بعد يوم اثبت نجاحي".
وتشير علياء إلى أنها منذ تسلمها مهمتها "عاقبت بعض سائقي السيارات لمخالفاتهم قواعد المرور، كما تسامحت مع اخرين، لكني اشعر بالاسف لانهم كرروا الاخطاء نفسها".
وتتلقى الفتاة تشجيعا من زملائها الضباط، الذين يقدمون لها نصائح وارشادات. وتروي بهذا الشان " الكل في المديرية يحترمني، والبعض يتعامل معي وفق الواجب العسكري فينادونني (سيدي)، كما ان الادنى رتبة يؤدي لي التحية".
آراء مختلفة:
تختلف الاراء حول هذه التجربة في البصرة، حيث يعتبرها بعضهم حالة حضارية، وحقا من حقوق المرأة، في حين يقول آخرون انها لا تتفق مع التقاليد في هذه المدينة.
العقيد رياض جاسم العيداني؛ مدير اعلام شرطة المرور، يرى أنها "مسألة حضارية ونتمنى ان يكون العراق في مصاف دول الغرب، خصوصا من ناحية دخول العنصر النسائي في وزارتي الداخلية والدفاع".
ويوضح أن "هذا المجال يمنح المرأة قوة وهذا بحد ذاته تحد... ابارك لعلياء عملها وكثير من الناس يشجعونها، فهي تؤدي واجبها اكثر من الرجل".
وتعرب إسراء محمد احمد (32 عاما)، والتي تعمل مدرسة عن اعتقادها بأن "ابسط حق من حقوق المرأة هو ان تشارك الرجل في كل شيء، واصفة علياء بأنها جريئة واتمنى رؤية نساء في الجيش والشرطة... نحن بلد حضاري، هذه هي الديمقراطية بعينها ان تكون مشاركة المرأه فعالة في كافة المجالات. هذه المرأة ستكون نموذجا تقتدي به نساء البصرة".
لكن علاء اسماعيل كاظم (45 عاما) يرى رأيا مخالفا، لأن " اعرافنا وتقاليدنا لا تسمح بأن تتولى المرأة بهذا العمل".
كما يعبر موظف حكومي عن اعتقاده بأن "هذا العمل محصور بالرجل. لا اعتقد انها تستطيع فرض سيطرتها في هذا المجال. فالمرأة لا تستطيع ان تنهي وتأمر في الشارع، فهي اما مدرسة او موظفة؛ لكن ليس شرطي مرور"
خانم محمد أمين
بين المطرقة والسندان
أحلام العبيدي
عقول يفتخر بها العراق/عبير السهلاني
لم تنجح في انتخابات العراق فدخلت البرلمان السويدي؛ العراقية عبير السهلاني التي قد فازت في الانتخابات الأخيرة للبرلمان السويدي، حاملة شهادة الماجستير في برامجيات الحاسبات، تجيد العربية والسويدية والانكليزية والبلغارية والروسية والفرنسية. عادت عبير وهي من أهالي الناصرية قد عادت إلى العراق فنشطت كسياسية وناشطة في مجال المجتمع المدني والمنظمات النسائية وشاركت في الانتخابات البرلمانية عام 2005 إلا إنها لم تفز للكثير من الأسباب فعادت إلى السويد سنة 2007 وهي أول عراقية عربية في البرلمان السويدي.
كانت تعمل في العراق كسكرتيرة للجنة الأمنية في مجلس الحكم عام 2003، شاركت في كل الفعاليات والنشاطات الديمقراطية، واجهت الكثير من العقول السياسية القديمة ونسجت علاقات راقية مع الكثير من الناشطات من نساء العراق . وساهمت في الحوار العراقي في جزيرة ساندو للمصالحة، حضرت جميع اجتماعات اللجنة الدستورية خلال فترة الجمعية. قادت وأشرفت على ثلاث حملات انتخابية في العراق. وهي نائب رئيس الحركة الليبرالية ورئيس لجنة حقوق الإنسان في الحركة الليبرالية الدولية، تحضر دائما اجتماع الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط العربية والأوربية. وهي رئيسة لجنة الصداقة السويدية العراقية البرلمانية. والآن هي مراقب على انتخابات تونس. وسبق أن كانت مراقب على الكثير من هذه الانتخابات التي جرت في البلدان التي تحاول الانتقال إلى الديمقراطية.
"ضرب الحبيب..معيب"/ حملة ترفض العنف ضد المرأة
أطلقت الهيئة الطبية الدولية ومؤسسة "أبعاد- مركز الموارد للمساواة بين الجنسين" حملة توعية إعلامية بالتزامن مع حملة الـ16 يوماً العالمية من النضال لمناهضة العنف ضد المرأة.
يتوحّد شعار الحملة بعبارة "ضرب الحبيب...معيب"- حملة رجال ونساء يرفضون العنف ضد المرأة. باستخدام مَثَلٍ من الثقافة الشعبية، تسلّط هذه الحملة الضوء على جذور التمييز الكامن في مجتمعنا والموروث الثقافي الذي يبرّر ضرب النساء.
خلال هذه الحملة، نمزّق هذا الموروث تعبيراً عن رفضنا لاستمرار مثل هذه الإنتهاكات الإنسانية بحق النساء والأطفال والأسر في مجتمعاتنا العربية.
وبالشراكة مع Wonderbox Productions، أنهى ثمانية شبابٍ عراقيين وثمانية شباب لبنانيين دورة تدريبية حول مهارات صناعة الأفلام. إكتسبوا خلالها أيضاً معلومات حول الأدوار الجندرية، الإطار المفاهيمي لإشكالية العنف ضد النساء، وأهمية مشاركة الرجال في مناهضة العنف ضد المرأة. والأهم، إكتسبوا كيفية نشر، وبفعالية، رسالة إنهاء العنف الموجّه ضد النساء عبر الأفلام القصيرة.
طوّر هؤلاء الشباب ثمانية أفلام دعائية توجّه رسالة إلى النساء والرجال على حد سواء: "كِلنا عنّا دور بوقف العنف". كل إعلان يوجّه أيضاً دعوة إلى الرّجال للتحرّك، من قبل الرجال أنفسهم... عرضت هذه الإعلانات على محطات التلفزة اللبنانية والعربية إلى جانب عددٍ من الأدوات الإعلامية التوعوية تشمل المئات من اللوحات الإعلانية وإعلانات صحفية وآلاف الرسائل القصيرة والمطويات والملصقات وعدد من أنشطة التوعية المحلية.
هذا بالإضافة إلى إطلاق أغنية بعنوان "بعدا بتنهان" لنقولا الأسطا والمخرج جورج الشدياق، تمّ تقديمها إلى الحملة للتأكيد على دور الإعلام والفن في نشر ثقافة اللاعنف ودور الرجال في كافة الميادين الإجتماعية في المناصرة لوقف العنف الموجّه ضد النساء.
يذكر اخيراً ان صاحب الفكرة هو الطالب محمد داهش من صور، ومثلت الكليب ايضاً الطالبة غيا جهير من صور ايضاً وكان عملهما اكثر من رائع ...