بيان اليوم العالمي للمرأة: منظمة حرية المرأة في العراق

قفي صفا متراصا ضد اعدائك لا تتنازلي عن ثوريتك وحريتك ومساواتك

منـــظمة حـــرية المــرأة تـــطالب بــحل وزارة المــــرأة واللجنة الوطنية العليا لقمع المرأة في وزارة النفط

تطاولت ممثلة الاحزاب الاسلامية والمكلفة عنوة بموقع وزارة المرأة على مكانة المرأة العراقية بوصفها للمرأة على انها في موقع ادنى من الرجال في مقابلة مع جريدة المدى. واسفرت الوزيرة بذلك عن موقفها المعادي للمرأة وعن كونها ممثلا صادقا عن جماعات كراهية المرأة الذين تنحدر منهم والذين كلفوها بمنصب وزارة محاربة المرأة وابقاءها تابعة للرجل

ما هي المثلية تعريف مفصل للمثلية

أن الحديث عن المثلية بجزئها الجسدي أو الجنسي يعد بمثابة التابو وأننا لسنا نشجع على المثلية ها هنا بل نعرف عنها ونحاول إحاطتها من مختلف الجوانب انطلاقا من دورنا التثقيفي التربوي وأمانة إيصال الحقيقة للقراء خصوصا لهؤلاء الذين يعانون من رهاب المثلية (الهوموفوبيا). فالمثليون يشكلون شريحة لا يُستهان بها من أي مجتمع ولهم ظروفهم وأسبابهم التي ينبغي الوقوف عندها لمحاولة تقبلهم أو مساعدتهم -حسب الحالة- فإن المثلي-ـيه بالنهاية إنسان-ـيه مثله- ـها مثلك

التحرش الجنسي: آلية جديدة لقمع الحريات

ألا ينبغي على المرأة أن تتحمل جزء من المسئولية أم نكتفي بإلقاء اللوم على الرجل الذي يرى المرأة على أنها جسد مباح العبث به الحقيقة لا تكاد تخفى على احد أن جهل المرأة بحقوقها القانونية سبب رئيسيا في اتساع دائرة التحرش وجهلها بأنها بإمكانها وضع الرجل خلف القضبان لأشهر ما أن لمس جسدها متعمدا

إنجاب الكثير من الأطفال مشغلة المحرومين

طفلة قد تكون ابنة الربيع الثامن أو التاسع تفترش أرضية احد (العلاوي) تبيع بعض الحلوى الرخيصة الرديئة أثارت انتباه احدهم لأنها ليست في المكان ولا الزمان الصحيحين بتاتا ربما تقبلنا واقع عمالة الأطفال والحاجة المعيشية إلا إن مكانا كهذا صعب جدا على الفتيات بعمرها كما وانه محدود الرزق بالنسبة لها





جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Thursday, October 11, 2012

يريدون المرأة ناقصةً وتابعةً ومملوكةً




ينار محمد
رئيسة التحرير

لا تُعتبر المرأة في العراق الجديد مواطناً له حقوق دستورية واضحة ومساوية لباقي المواطنين. اذ تصر الدولة على فرض قوانين القرون المظلمة من قبيل زواج عدة نساء من رجل واحد، واعطاء الرجل ضعف حصة الانثى من ميراث اهلها، وابقاءها تابعا للرجل يمكنه ان يتجاوز على حقوقها ويعتدي عليها متى ما شاء.
حتى عندما تُفرض على الدولة قوانين تهدف العدالة للنساء كقانون منع الاتجار بالبشر الذي اقر في شباط 2012، يرفض ذكوريو المجتمع تنفيذ هذا القانون الذي يوفر الحماية للمرأة المتاجر بها كونها ضحية وليس مجرمة. وتوجّه الطبقة الحاكمة تعليمات لمؤسساتها بعدم تسهيل اية معاملة حكومية للمرأة سواء تغيير حالتها الاجتماعية على الهوية، او بيع ملك خاص بها، او استحصال جواز سفرـ كل تلك الحقوق التي يضمنها الدستور لاي مواطن بغض النظر عن جنسه، لا يتم السماح للمرأة بالحصول عليها الا بعد ضمان موافقة الاب او الزوج او الاخ، اي انهم يريدون ضمان رضوخ المرأة وتبعيتها لذكور عائلتها ويضمنون آنذاك استغلالها لها.
اي بمعنى آخر، تسعى الدولة الذكورية جاهدةً بقوانينها وممارساتها وتوجيهاتها -غير المكتوبة على ورق احيانا- الى الاصرار على ابقاء المرأة مواطنا من الدرجة الثانية مهما كان موقعها الاداري او الاقتصادي او السياسي، ضامنين بذلك كراهيتهم وتمييزهم للمرأة عبر الطبقات. اذ يبدو ان مسؤولي النظام الحالي في العراق ينظرون لنسائهم نظرة التابع الكريه والشاذ الذي يجب سجنه ليلا ونهارا، ويتعاملون معهن كتعامل الاقدمين مع الدواب؛ والا فما معنى ان يجمع الرجل اربعة نساء وما ملكت ايمانه في بيت او فراش واحد. وما معنى ان يسرقوا حصة اخواتهن من الميراث بحجة كونهن اناث، علما بان خمس نساء العراق من الارامل المسؤولات عن الاطفال وهن يحتجن الى الميراث اكثر من اخوتهم من الرجال.
لقد اغلقت الدولة منطقة الكاظمية عن النساء ووضعت قطعة في مدخلها ومفادها ان المرأة السافرة غير مرحب بها، اي ان المرأة بمظهرها الطبيعي سوف تمنع من دخول مدينة الكاظمية. وعلى حد علمنا لم تولد اية انثى والحجاب على رأسها، بل هم يحاولون لصقه على الرؤوس بقوة المال والسلاح والسياسة.
هم يكرهون المرأة بمظهرها وشخصيتها ويمنعون عنها كل حقوق المواطن في المجتمع؛ اذ يستغلونها في بيوتهم كخادمات منزلية وكأوعية لانتاج اطفالهن. وعندما يبحثون عن المتعة، يضمنون وجود جيش من الرق الابيض من المستعبدات في بيوتهم الليلية حيث يستغلون يتيمات وارامل الحرب من المعدمات في لياليهم الحمراء. ومن ثم يستفيقون في الصباح ليذهبوا الى الصلاة وممارسة النفاق اليومي في اروقة قصور الحكم في المنطقة الخضراء.
ان غرق الطبقة الحاكمة من برلمان وجهاز تنفيذي والجحوش العسكرية التي تنفذ بطشهم بالمواطنين لضمان تقسيم اموال النفط بينهم فقط، ان هي الا وجه آخر لعملة فاسدة تبدأ باستغلال المرأة وتحويلها الى كائن ممسحوق ومذلول لتنتهي باستغلال المجتمع وسرقة امواله.
لن ترى الجماهير يوم هناء ورغد او سلام في ظل نظام منشغل بسن قوانين السرقة، اذ ما حاجة البنى التحتية لقانون خاص يسن لها الا اذا كان الغرض من هذا القانون ضمان حصص وعمولات وكلاء الكتل الحاكمة.
لم يفت الأوان على الجماهير لأن تقوم بتنظيم صفوفها ورسم خططها لمستقبل العراق بما يضمن حقوقنا بواردات النفط، بقوانين المساواة، وقوانين ضمان الحريات كلها وبالذات حرية المرأة.
الحرية لا تُعطى ولكن تُنتزع، وعلى نساء العراق ان لا ترضى بتحويلها الى القواصر التوابع والأذلاء والمغطاة باطوال من الاقمشة التي تمنع شكلهن وحضورهن في المجتمع.
انهضي وارفضي واصرخي بالضد من سجانيكِ ... وثوري وناضلي لكي تقضي على الفساد وتنفي كل من ظلمك وترسلينهم الى غياهب السجون التي يستحقونها.
ليس لكِ سبيلا الى حريتك سوى النضال والثورة تجاه عالم افضل ... عالم الحرية والمساواة.

منع النساء السافرات من دخول مدينة الكاظمية هجمة وتمييز ضد النساء!




ينار محمد
تمّ رفع لافتات في مدينة الكاظمية في وقت سابق من هذا الأسبوع تشيد بقرار للحكومة يمنع "السافرات والمتبرجات وكذلك الرجال الذين لم يلتزموا بمظهرهم الخارجي (من قصات الشعر والملابس) من دخول المدينة" وتضيف اللافتة عبارة "من لم يلتزم بهذا القرار فسوف يحاسب حساب قانوني" ووُقعت بعبارة "أهالي الكاظمية المقدسة". أثارت هذه اللافتات موجة من السخط والتساؤلات والمخاوف الجدية بين أهالي بغداد. إن رفع لافتات بمدينة تجارية مثل الكاظمية، يقطنها ويرتادها للتسوق وللعمل سكان متنوعون من مختلف فئات المجتمع، تُحذر فيها وتمنع فيها النساء السافرات اللواتي يعشن أو يعملن أو يتسوقن في المدينة  من الدخول إليها بشرط الإذعان لتقاليد الجماعات الدينية الحاكمة وفرض قوانينها بالقوة والإذلال، هو دليل على مساعي قوى السلطة لفرض أيدلوجيتها وتقاليدها الخاصة عنوة على المجتمع وانتهاك الحريات الفردية والمدنية والتدخل في أخص خصوصيات الأفراد وخياراتهم. تطال هذه الحملات المرأة وكرامتها وحقوقها في خياراتها الشخصية وتضع مكانتها الاجتماعية والحقوقية موضع التساؤل وتحيلها إلى مواطن من الدرجة الثانية ينوء تحت وطأة الاضطهاد ووصاية التقاليد الذكورية والاستبداد وتجرده من الحماية القانونية. إن اختيار الملبس وطبيعته هو أمر شخصي من الحقوق الفردية بالنسبة للسكان رجالاً ونساءاً ويجب عدم التدخل به. وإن تعميم الإجراءات المتبعة في المساجد ودور العبادة الدينية على شوارع المدينة والأسواق وطرقاتها يعدّ تجاوزاَ على الحريات وانتهاكاً للحقوق ومسعى لإحكام ديكتاتورية سلطة التيارات الإسلامية الشيعية ورجال الدين على حياة المجتمع ومقدراته وحريته ومصادرتها. ففي الوقت الذي تعاني فيه غالبية المجتمع العراقي من سوء الخدمات وانعدام بعضها وغياب الأمان وانتشار آفة الفساد الذي تقوده وتديره بشكل منظم القوى الحاكمة والمتنفذة، نرى نفس هذه القوى والأطراف في الحكومة المركزية والمحلية والمسؤولة عن هذه الأوضاع الوخيمة تسعى لإبعاد الأنظار عن إخفاقها وسوء إدارتها ورعايتها للفساد بافتعال أزمات بين الحين والآخر وشنّ مختلف الهجمات على النساء والشباب وتقييد حرياتهم وفرض تقاليد فئة معينة على كافة أفراد المجتمع بدلاً من الإجابة على تلك المعضلات وتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع.
تدين منظمة حرية المرأة هذه القرارات الحكومية والتحريض الذي يصاحبها وتحمّل الحكومة مسؤولية أية نتائج لتحريضها ضد النساء وبقية فئات المجتمع. على الحكومة تحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية للجميع دون تمييز. كذلك تدعو المنظمة كافة القوى والأطراف المدافعة عن المدنية والمساواة في المجتمع وسلامته للوقوف بوجه هذه القرارات والإجراءات الرجعية من أجل إحباطها.
لتعش نساء وسكان بغداد وكافة أنحاء العراق في ظل الحرية والمساواة للجميع!
منظمة حرية المرأة في العراق
1/ 9/2012    


زيارة وفد فرع سامراء لمنظمة حرية المرأة في العراق الى مكتب محافظ صلاح الدين تلبية لدعوته




ماجد حميد

قام وفد  فرع منظمتنا في سامراء بتلبية دعوة السيد ناثب محافظ صلاح الدين وبزيارته في مكتبه الرسمي في مبنى محافظة صلاح الدين في يوم 9 تموز وضم الوفد ماجد حميد ياسين المنسق العام واحلام طه رئيسة فرع سامراء وشيماء يونس الناشطة في فرعنا والرفيقة رحاب فيصل عضوات الهيئة الادارية لفرع سامراء
وفي بداية اللقاء اشاد السيد احمد عبد الجبار الكريم محافظ صلاح الدين بالوكالة  ونائب المحافظ بدور منظمتنا وما تقدمه من نشاطات على مستوى المحافظة ودورها الكبير في تطوير قابلية المرأة والنهوض بالمستوى الذي تطمح اليه المرأة العراقية وكما اشاد ببرنامج منظمة حرية المرأة بصورة عامة ودورها على كافة المستويات لما تملكه من قابلية وناشطات نفتخر بها . وتحدث ماجد حميد عن دور منظمتنا بصورة عامة ودور فرع سامراء وقدم نبذة تعريفية عن منظمة حرية المرأة ونشاطاتها وفعالياتها والجانب الثوري والانساني الذي تمتلكه منظمتنا وتحدث عن النشاطات التي اقيمت في سامراء .وتحدثت رئيسة الفرع احلام طه عن الدور الايجابي لمنظمتنا وما قدمته للمرأة وتطرقت عن برامج ونشاطات فرعنا في سامراء وما قدمته للمرأة وخير دليل على ذلك التطور الايجابي الكبير لدى النساء في سامراء والتحرر والمساواة الذي هو من اهداف منظمتنا وعن دور مشاركة المرأة في الاحتجاجات الجماهيرية التي خرجت في سامراء ورفعها لشعارات تطالب بالمساواة والتحرر. وتحدثت الناشطة شيماء يونس عن دور المرأة في سامراء منذ افتتاح فرعنا ولحد الان ومدى النجاح الكبير الذي تحقق من خلال منظمتنا وكذلك عن اثبات المرأة لهويتها من خلال حرية المرأة . وتحدثت الرفيقة رحاب فيصل عن دور منظمتنا وتاثيرها الايجابي داخل الحرم الجامعي وخصوصا في جامعة تكريت حيث لدينغا العديد من الناشطات من الطالبات الجامعيات والعمل على تحقيق اهداف منظمتنا في التحرر والمساواة .



الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

ندوة ثقافية عن (أهمية العمل الاجتماعي للمرأة) أقامها فرع سامراء لمنظمة حرية المرأة في العراق





ماجد حميد

ضمن (منتدى المساواة الثقافي) عقدت يوم الخميس 19 تموز 2012 ندوة ثقافية بعنوان (اهمية العمل الاجتماعي للمرأة) وأدار الندوة ماجد حميد وأحلام طه والناشطة بشرى طه والناشطة لمى حسين وتحدث حول اهمية العمل  الاجتماعي للمرأة وهي سلسلة ندوات للعمل الاجتماعي للمرأة حيث أنه وبفضل هذه الندوات أصبح لدينا عدد كبير من الناشطات النسويات لهن المكانة الاجتماعية الكبيرة ضمن محلاتهن السكنية وأماكن عملهن وكذلك أصبحن موضع اهتمام الجميع ولهن جماهيرهن العريضة وأصبحن على مستوى عال من تحمل المسؤلية والنشاط الكبير في المجتمع . وفي هذه الندوة وضع برنامج عمل لعدد من الناشطات النسويات وبعض رفيقات الحزب ونحن بصدد أجراء مسح كامل لمناطق عدة من المدينة لمعرفة قدرات ناشطاتنا في مجال العمل الاجتماعي وتحدثت الرفيقة أحلام طه وأجابت على بعض الاستفسارات والأسئلة وكذلك تحدثت عن دور المرأة ونشاطاتها في سامراء والتطور الكبير والهائل في قدرات ناشطاتنا وعضوات منظمتنا على العمل الاجتماعي بحيث أصبحن بمكانة اجتماعية مرموقة جدا ويحملن أسم منظمة حرية المرأة وأهدافها .علما ان التطور الحاصل في سامراء وبعض الاقضية القريبة لسامراء اصبحت المرأة تستطيع تعبر عن رأيها بكل حرية بعد ان كان القمع الذكوري هو المسيطر على حريتهن واليوم اصبحت النساء يستطعن ان يصنعن القرارات المهمة فضلا عن تحررهن من بعض التقاليد البالية والعشائرية المتخلفة حيث نجد المرأة اليوم في سامراء تأتي الى الندوات وتشارك في جميع الفعاليات النسوية وتناقش وتحاور بعد ان كانت حبيسة المنزل وكانت معزولة عن العالم لخارجي وكل هذا التطور الكبير بفضل منظمتنا حرية المرأة .ونحن متواصلون في عمل مثل هذه الندوات التي تقوي من شخصية المرأة وتثقفها ضمن أهداف وبرامج حرية منظمة حرية المرأة في العراق


كما وأقامت الفرع صباح يوم السبت التاسع عشر من ايار ندوة ثقافيه اخرى تكملة لسابقتها حيث شاركت فيها مجموعه من رفيقات الحزب وناشطات وعضوات المنظمة. وأدار الحوار والندوة الناشط ماجد حميد والناشطة  أحلام طه. وتطرق في الحديث عن الدور الاجتماعي للمرأة وأهمية إن يكون لها الدور الأساسي في قيادة المجتمع وتأثيرها فيه من خلال المشاركة الفعلية في جميع المجالات الاجتماعية . وتم التأكيد على مسالة العنف الأسري وكيفية الوقوف بوجه التيارات العشائرية والدينية والتقاليد التي تحط من شان المرأة . وقد كانت مشاركات عدد من الحضور من خلال المداخلات والاقتراحات وتحدثت الرفيقة أحلام عن بعض الأمور التي من شانها أن يكون للمرأة دور اجتماعي مؤثر وحفزت الحاضرات على إن يعملن وبكل جهد من اجل الارتقاء بواقع المرأة والمساواة.



الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

ندوة حول العنف ضد المرأة أقامها فرع سامراء لمنظمة حرية المرأة في العراق





ماجد حميد

عقدت في سامراء لمنظمة حرية المرأة في العراق وضمن برنامج ملتقى المساواة الثقافي ندوة حول (العنف ضد المرأة) وذلك يوم الاحد الموافق الأول من تموز 2012 وحضر الندوة عدد كبير من عضوات وناشطات فرعنا وكذلك حضر الندوة الاستاذ سامي عبد اللة أمين سر المجلس البلدي في سامراء وتناول موضوع الندوة كيفية انهاء العنف ضد المرأة وسبل الكفيلة بذلك وبرنامج منظمتنا حول انهاء العنف ضد المرأة وكانت للندوة قد خصصت بعد ان جاءتنا احدى النساء العاملات في القطاع الخاص (معمل مواد غذائية) حيث اشتكت من تعرضها للمضايقات ومن رب العمل مثل محاولته ضربها والاعتداء عليها بالكلام الجارح وقد اتخذنا خطوات عدة من اجل مقاضاة هذا الشخص والذهاب اليه واستدعائه الى المجلس المحلي وتم توبيخه اضافة الى اقامة شكوى رسمية في المحاكم المختصة وقد ادى عملنا هذا الى ارسال الكثير من الناس الى فرعنا من اجل التراجع عن موقفنا ولكننا رفضنا قبول اي شيء الا من خلال المحاكم المختصة بذلك واستمر بأرسال الكثير من الناس الى العاملة التي تعرضت لهكذا عنف لكنها رفضت وقالت : بأن لاتريد التنازل عن حقها الا من خلال المحاكم المختصة وقالت بأن منظمة حرية المرأة في العراق هي من لها الحق في التحدث بالنيابة عني وقد تم تشكيل وفد من ناشطات فرعنا وذهبنا اليها الى البيت وقدمنا لها الدعم المعنوي وتشجيعها على موقفها من القضية وقد حضرت الى فرعنا في هذه الندوة . وقد اشاد المجلس المحلي من خلال امين سره بموقف منظمتنا من هذه القضية ودعا الى ان تكون هناك تبعيات بالموضوع وسوف يكون المجلس المحلي مع منظمتنا والوقوف الى جنبها من اجل انهاء العنف ضد المرأة اينما كانت .


الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

يوميات ناشطة نسويه




دلال الربيعي

دندش في العشرين من عمرها ترتدي ملابس سوداء التقيت بها على جسر الجادرية كانت تحاول ان ترمي بنفسها من على الجسر اقتربت منها بحذر كانت لحظات لا تنسى كلما حاولت الاقتراب منها أصرت على الانتحار منظر لا ينسى المارة يتوقفون كأنهم يرون مشهد تمثيلي ونحن الممثلون بحدود النصف ساعة أتوسل بها أنا وزميلتي والسائق إلى ان هدأت وقالت هل تسلميني إلى أهلي ؟ أجبتها كلا وألف كلا
هدأت وشربت قليلا من الماء صعدت إلى السيارة لم اسألها أي سؤال، وصلنا إلى الدار استقبلتها البنات بالتقبيل تناولنا الطعام ونامت قليلا نظرت إليها عندما كانت نائمة مثل قصيدة نزار قباني
(كطفل أعادوه إلى أبويه ) وبعد حوالي ساعة استيقظت من النوم مرعوبة كأنها رأت في منامها ما لا يسر، رجعنا إلى المربع الأول تروم الخروج والانتحار وبعد محادثة طويلة وتوسل مني استقرت قليلاً تناولت الطعام وصعدنا السطح لننام وقد اضطررت إلى ربط يدي بيدها لكي لاتهرب وعند الصباح ذهبنا إلى الطبيب النفسي لأجل العلاج وعندما رجعنا البيت بدأت اسألها بعض الاسئله عن العائلة عن الدراسة عن امور مرت بحياتها استرسلت بالكلام  وقالت كلام لم افهمه إنها تشاجرت مع آخيها وسقطت المبردة عليه وتوفي على اثر صعق بالتيار الكهربائي وتروم الانتحار اعتقاد منها إنها سبب قتله ومرة ثانية ان عائلتها مهجرة إلى الديوانية وإنها تعلمت فن رقص الباليه وبالفعل قدمت رقصة باليه بدون موسيقى وان خالها يدرس خارج العراق لم اعر أي أهمية لكلامها اعتبرته مثل التغطية،  بقيت معي خمسة عشر يوماً وفي اليوم الأخير ذهبنا إلى دار ابني لكي تغير المكان والجو العام لعلي أجد قصة حقيقية استند عليها لكي أتمكن من تقديم المساعدة لها تناولنا الطعام والشاي وأخذت قيلولة وكنت ارقبها لاحظت إنها تتكلم في نومها  اقتربت منها لكي اسمع عرفت إنها تتكلم بلغة غير مفهومة قلت في نفسي ليتني اعرف ما تتحدث عنه استيقضت من نومها وعدنا إلى شرب الشاي سألتها هل تعرفين لغة أخرى أجابت بالنفي و ضحكت وبعد عدة نكات ومزاح وقالت هل فهمتي لغتي أجبتها إني اشك بأنها عبرية أو انغوشية أو من دول البلقان وأخر المطاف إنها لغة بابلية قديمة ضحكت لا أقول لك أي لغة تعلمت الباليه في لبنان في الملجاء وأنا .............هنا سكتت وانتفضت أريد الذهاب والخروج أرجوك أنت مثل أمي دعيني اخرج أتوسل إليك  أين تذهبين ألان والى أين مكان  اخبريني أريد ان اذهب لكي لا اسبب لك أي إحراج أخذت علبة الدواء وقبلتني والدموع تنهمر من عينييها عندما اشعر إني احتاج إلى الأمان وعد مني سيكون صدرك وبيتك هو الملاذ الأمن لي .
ليتني اعرف أين أنتي يا دندش ؟


الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

زاوية/ انســــانة حـــرة




زهراء جُمــان

يا ايها الرجل الشرقي المسكين
متى تعلم ان المرأة انسان
حالها من حالك من حقها ان تقول بدون مشورة احد
من حقها أن تخرج بدون مرافقة احد
من حقها أن تفعل ماتفعل انت
لما انت مباح لك حرية العيش كما يحلو لك والمرأة لا!!
هل انت تتحلى بعقل وهي لا!!
او هل انت تتحلى بشجاعة وهي لا!!
لاتقل مجتمع انت وامثالك همّ من كونوا المجتمع
بتغييرك انت وهمّ ستتغير مفهوم المجتمع القشري للمرأة كونها إنسان
لا احتاج حتى اخرج موافقة من السلطات العليا
سوى ان افعل كما تفعل قبل خروجي اقل انا ذاهبة وانتهى الامر
ما المشكلة في ذلك!!!
هل من الصعوبة على عقلك ان يستوعب ذلك
انت شبه انسان لانك ترضى لنفسك ولا ترضى للمرأة
ماهذه الأنانية المكتسبة حتى اصبحت اطباع اشك انها بدأت تورث من الولادة
ماهذه حب النفس حب التسلط والقوة وكأن من صنعك لم يصنع غيرك
افهم المرأة مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوية
وليست مكمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلة
فيكفيك التبطن بغطاء الحرية وانت رجعي المحتوى فارغ الفهم للإنسان والإنسانية
انا امرأة بالغة حرة من حقي ان افعل ماتفعل
فأن كان هذا الامور منوط برجولتك فحريتي منوطة بانوثتي
وأن كان خروج المرأة بدون مرافق ينقص رجولتك
فأعتبرها سوف تكون كذلك حينما تفهم المرأة مايجب عليها فعله
حينها انت وغيرك لن تستطيعوا فتح افواهكم اللعينة
ولن تُمارسوا بعدها افكاركم الضحلة البدوية
فقط اغسل عقلك وقلّ المرأة انسان حالها من حالي...
عسى ولعل ذلك يرجع عقلك الى محله

 

الصفحة الثامنة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

قضية تثير الجدل: حجاب المرأة : 14 دليل على عدم فرضيته




المساواة

هذا كتاب مثير للجدل‮.. كن صفحاته لا تخلو من منطق ومن شجاعة‮..من رغبة فى الاشتباك مع الأفكار السائدة والمسيطرة‮..فى كتابه‮ "‬مشكلة عورة المرأة وملبسها".. ‬يرجع د‮. ‬مصطفى عوض مدرس الفكر الإسلامى‮ - ‬جامعة   عين شمس‮ - ‬لنصوص الكتب الفقهية ويقول إن الفقهاء أجمعوا على أن المرأة‮ - ‬الجارية والأمة‮ - ‬لا‮ ‬يجب عليها الحجاب‮! ‬وأن عورة المرأة مثل عورة الرجل‮!‬ ويستخلص‮ ‬14‮ ‬دليلا على عدم فرضية الحجاب‮!
"‬المرأة ليست جوهرة مصونة فى محل مجوهرات،‮ ‬وليست قطعة ثمينة من المتاع المملوك للمسلمين الرجال ليحرموها من نعمة الحرية والإرادة وينزلوا بها إلى مرتبة الشىء والجماد فيحجبوها ويخفوها تبجيلاً‮ ‬وتكريماً‮ ‬وحفاظاً‮ ‬عليها من‮ "‬عيون الذئاب"!‬
هذه الكلمات القاطعة بدأ د‮. ‬مصطفى عوض كتابه ويتحدث عن أدلة وبراهين تدعم أن الحجاب ليس من الدين فى شىء بل‮ ‬يذهب لأبعد من ذلك ويقول إن من قرأ القرآن بدقة ونزاهة وأخذ بالثابت والصحيح فقط من السنة النبوية،‮ ‬يخرج بأن النساء وإن كن‮ ‬يشتركن مع الرجال فى عورة السوءتين‮ "‬الفرجين‮ - ‬القبل والدبر" ‬إلا أن النساء‮ ‬يزدن على الرجال بعورة جيوبهن أى‮ "‬صدورهن‮ - ‬النهدان" ‬ووجوب سترها،‮ ‬لا أكثر من ذلك‮!‬
يقول الكاتب فى كتابه‮: ‬إنه لا‮ ‬يمكن فهم أو مناقشة مسائل معينة فى الفكر والتراث الإسلامى كمسائل الحب والزواج ولباس المرأة والزينة والحجاب،‮ ‬دون مناقشة مسألة الرق والإماء‮ "‬الجوارىٍ وبالرغم من أن الخلقة واحدة فى كل من الإماء والحرائر،‮ ‬وبالرغم من أنه لا‮ ‬يوجد دليل شرعى جازم أو حاسم على التفريق بينهما من حيث العورة إلا أن الواقع التاريخى مدعوماً‮ ‬برأى جمهور الفقهاء الساحق،‮ ‬وتلك هى الفضيحة الكبرى على حد قول الكاتب،‮ ‬جرى على خلاف ذلك تماماً،‮ ‬فذهب جمهور الفقهاء إلى أن عورة الإماء كعورة الرجال،‮ ‬هى ما بين السرة والركبة،‮ ‬بينما عورة الحرائر أوسع من ذلك بكثير فتشمل جسدها كله عدا الوجه والكفين .


 
وأن ابن قدامة ذكر فى‮ "‬المغنى" ‬أن ابن حامد‮ "‬وهو من الحنابلة" ‬قال‮: ‬إن عورتها‮ "‬الأمة أو الجارية" ‬كعورة الرجل وقد لوح إليه أحمد رحمه الله،‮ ‬وقال القاضى فى المجرد‮: ‬إن انكشف منها فى الصلاة ما بين السرة والركبة فالصلاة باطلة،‮ ‬وإن انكشف ماعدا ذلك فالصلاة صحيحة،‮ ‬ويفند الكاتب الأسباب التى‮ ‬يستند إليها العلماء لجعل عورة الإماء كعورة الرجال ومنها حاجة الإماء إلى الكشف عن أجزاء من أجسامهن بحكم المهنة أو كثرة قيامهن بأعمال الخدمة‮.. ‬
فكانت إماء عمر‮ ‬يخدمن الصحابة مكشوفات الشعر بل مكشوفات الصدور وأن عمر بن الخطاب كان‮ ‬يضرب أية جارية تحاول أن تتشبه بالحرائر أو وجدها تلبس جلباباً‮ ‬أو خماراً‮ ‬أما السبب الثانى فهو اعتبار الإماء نوعاً‮ ‬من المال والغنيمة وعرضة لعملية البيع والشراء،‮ ‬الأمر الذى‮ ‬يلزم عنه التدقيق فى سنهن وجمالهن وسلامة أجسادهن وفحصها بحكم تبادلهن كأموال واتخاذهن متعة وانتقالهن من‮ ‬يد مالك إلى‮ ‬يد آخر،‮ ‬فيقول‮ ‬الكاتب أن هذا السبب واه،‮ ‬فإذا كانت هناك ضرورة أو مصلحة تدعو إلى الكشف عن أجزاء كثيرة من جسم الإماء أثناء تعرضهن لعملية البيع والشراء وتوزيع الغنائم فما الداعى إلى استمرار جواز الكشف عن تلك الأجزاء مثلاً‮ ‬أثناء مشيهن فى الطرقات أو خدمتهن للضيوف بعد انتهاء عملية البيع والشراء وتوزيع الغنيمة؟‮!
‬بعد ذلك توقف الكاتب عند دلالات التمييز بين عورة الحرائر وعورة الإماء،‮ ‬فقال إن لباس المرأة الذى‮ ‬يستر جميع أجزاء جسم المرأة أو‮ ‬يستر جسمها كله عدا الوجه والكفين‮ "‬والذى قد‮ ‬يسمى بالحجاب" ‬يرتبط فى ذهن الكثير من الناس بمعان نبيلة للغاية حتى أنه صار رمزاً‮ ‬للعفة والطهارة والأخلاق،‮ ‬فلماذا اقتصر هذا اللباس على النساء الحرائر فقط؟ لماذا اقتصرت كل هذه المعانى النبيلة على الحرائر فقط وحرمت منها النساء الإماء بعدم إيجاب هذا الحجاب‮ "‬اللباس" ‬عليهن،‮ ‬وأضاف الكاتب هادماً‮ ‬أهم سند‮ ‬يستند عليه دعاة الحجاب قائلاً‮: ‬إذا افترضنا أن الغرض من هذا الحجاب هو الحفاظ على العفة وحماية الرجال من الفتنة والدفاع عن الفضيلة ألم‮ ‬يكن من الطبيعى إذن تحجيب أولئك الفاتنات‮ "‬الجوارى" ‬واحتجابهن أم أنه بوصلة شهوة الرجال مضبوطة على الحرائر فقط ولا تتجه نحو الجوارى‮!
‬ ويزيد الكاتب‮: ‬إن هذا‮ ‬يبين لنا بشكل قاطع أن أطروحة الحجاب التى تتخذ الآن من فتنة المرأة للرجل محوراً‮ ‬لها،‮ ‬تقوم فقط على أساس اجتماعى جنسى لا‮ ‬يخلو من التمييز والنزعة الطبقية،‮ ‬إذ كيف نأمر بتحجيب الحرائر ونسمح بانكشاف الإماء؟‮! ‬وكيف‮ ‬يتفق هذا مع مفهوم أن المرأة عورة،‮ ‬والأمة أصلا امرأة وكذلك الذمية امرأة؟‮! ‬وهل‮ ‬يعقل أن الإماء شبه العاريات‮ ‬يحافظن على عفة الرجل بينما الحرائر اللواتى‮ ‬يكشفن عن وجوههن أو حتى لا‮ ‬يكشفنه بتاتاً‮ ‬يطعن تلك العفة؟‮! ‬ويضيف‮: ‬إن التفريق بين الأمة والحرة فى مسألة الحجاب إنما هو أمر‮ ‬يشكل فى حد ذاته واحداً‮ ‬من أكبر الفضائح الاجتماعية الساحقة فى التاريخ والتى لا راد لها،‮ ‬بل هو أمر دال بذاته على زيف قضية الحجاب‮.‬ 
هذا‮ - ‬وفقا للكتاب‮ - ‬يجرنا إلى السبب الحقيقى وراء التوحيد أو التطابق بين عورة الإماء وعورة الرجال من جهة والتفريق بين عورة الحرائر وعورة الإماء من جهة أخرى،‮ ‬وهو سبب اجتماعى جنسى أكثر مما هو سبب شرعى،‮ ‬فمن الملاحظ أن تأثير الرق الهدام،‮ ‬يظهر أول ما‮ ‬يظهر فى مجال الأخلاق الجنسية وما‮ ‬يتصل بها من نظم اجتماعية،‮ ‬فالمجتمع العربى الإسلامى باعتباره مجتمعاً‮ ‬مارس الرق على نطاق واسع،‮ ‬لم‮ ‬ينج من آثاره الوبيلة على الأخلاق‮ ‬الجنسية وبالتالى على وضع المرأة،‮ ‬فقد أدت كثرة الرقيق خصوصاً‮ ‬من النساء إلى انتشار جو من التساهل الجنسي.
وكان وجود عدد هائل من النساء‮ ‬يمكن الحصول عليه بقدر من المال سبباً‮ ‬فى اندماج الناس فى الملذات الجنسية والإكثار من شراء الجوارى للاستمتاع بهن وليس فى ذلك من حرج عليهم ولا فيه خروج على الشريعة الإسلامية،‮ ‬ويضيف‮: ‬إن النقطة الأهم فى الموضوع أن السماح للرجل المتزوج بمعاشرة الإماء كان‮ ‬يؤدى فى معظم الأحيان إلى بث شعور الغيرة فى نفس الزوجة وجرح كرامتها،‮ ‬وهناك من استطعن كبت شعور الغيرة ولكن ذلك لم‮ ‬يكن حال النساء جميعاً،‮ ‬فالتجاء الرجال إلى الإماء ومعاشرتهم للجوارى ترتب عليه فى كثير من الأحيان خيانة من جانب الزوجات بل وكثيراً‮ ‬ما كانت مثل هؤلاء الزوجات‮ ‬يتصلن جنسياً‮ ‬بأبشع عبيدهن‮!
‬وهذا هو المحور الذى تدور حوله قصة‮ "‬ألف ليلة وليلة" ‬فكان طبيعياً‮ ‬أن‮ ‬يفكر الرجال فى وسيلة تمكنهم من الحيلولة بين المرأة ومثل هذه الخيانة،‮ ‬غيرة منهم ورغبة فى المحافظة على شرعية النسل،‮ ‬والمحافظة فى نفس الوقت على حريتهم فى المجال الجنسى،‮ ‬فوجد الحل الملائم هو حجاب المرأة الحرة،‮ ‬ومن ثم أخذ الرجال‮ ‬يحجبون نساءهم ويمنعونهن من الاتصال بالرجال ويفرضون عليهن القعود فى البيت والانزواء فى ركن بعيد،‮ ‬وهكذا انقسم النساء إلى فريقين كبيرين،‮ ‬الحرائر وهؤلاء أبعدن عن الحياة العامة داخل المجتمع،‮ ‬والإماء‮ ‬يعشن داخل المجتمع ويساهمن فى وجوه النشاط المختلفة،‮ ‬ويختم الكاتب كلامه فى هذه المنطقة قائلاً‮: ‬يمكن أن نقول أن المفكرين والفقهاء والمصلحين لو علموا أن الحجاب وما‮ ‬يرتبط به من آداب وتعاليم معينة فى اللباس،‮ ‬ليس نظاماً‮ ‬إسلاميا لأراحوا أنفسهم وأراحونا من كل هذا العناء الذى تكبدوه فى محاولة تبرير نظام دخيل على الإسلام ألصق به فى‮ ‬غفلة من الزمن،‮ ‬واصفاً‮ ‬أن محاولات الفقهاء فى الاستدلال بالأدلة الشرعية على شرعية الحجاب ليست سوى محاولات فاشلة تنطوى على مخالفات واضحة وهدفهم من ذلك هو تبرير الحجاب من الناحية الدينية وإيجاد سند شرعى له بعد أن أصبح نظاماً‮ ‬اجتماعياً‮ ‬مستقراً‮.‬
ويسهب الكاتب فى التأكيد على أن آية الحجاب كانت مختصة بنساء النبى ‬فقط ‮: "‬وإذا سألتموهن متاعاً‮ ‬فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"‬،‮ ‬فيقول الكاتب توضيحاً‮ ‬للآية ‬يمكن أن نلاحظ أن سياق الآية وصياغتها‮ ‬يوضحان أن المقصود بالحجاب فى هذه الآية ليس هو الثوب كالجلباب والرداء والخمار،‮ ‬فيستحيل أن‮ ‬يكون المراد أنكم‮ "‬إذا سألتموهن متاعاً" ‬فاسألوهن من وراء ملبس،‮ ‬بل المراد اسألوهن من وراء حاجز وهو بالتحديد‮ ‬يقصد نساء النبى فقط،‮ ‬ويضيف الكاتب أنه من أدلة اختصاص الحجاب الكثيف بزوجات النبى أن النبى عندما تزوج‮ ‬غيابياً‮ ‬أسماء بنت النعمان وأرسل أبا أسيد الساعدى لإحضارها،‮ ‬قال لها أبو أسيد‮: "‬إن نساء رسول الله لا‮ ‬يراهن أحد من الرجال"‬،‮ ‬وأنه عندما حدث ولم‮ ‬يدخل بها النبى‮ ‬أقامت بالمدينة حتى تزوجها المهاجر ابن أبى أمية فى عهد عمر،‮ ‬فأفزع عمر أنها تزوجت بعد رسول الله‬فقالت له موضحة سبب زواجها والله ما ضُرب على الحجاب ولا سميت أم المؤمنين،‮ ‬فكف عنها‮..
‬ومن الأدلة أيضاً‮ ‬على اختصاص آية الحجاب على نساء النبى أنه عقب سبى صفية بنت حيى فى‮ ‬غزوة خيبر سنة‮ ‬7هـ وعند دخول النبى بها تساءل الصحابة هل سيتزوجها النبى أم سيعاشرها كجارية مملوكة،‮ ‬فقال بعض الصحابة‮: ‬إن أرخى عليها الحجاب فهى من‮ "‬أمهات المؤمنين" ‬وإن لم‮ ‬يضرب عليها الحجاب فهى مما ملكت‮ ‬يمينه‮..
 ‬أما عن آية الجلابيب كما‮ ‬يقول الكاتب "‬يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين‮ ‬يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن‮ ‬يعرفن فلا‮ ‬يؤذين"‬،‮ ‬فيقول إن هذه الآية نزلت للتمييز بين لباس الحرائر والإماء،‮ ‬والآية بذلك على حد قول الكاتب وكما‮ ‬يشهد الواقع التاريخى،‮ ‬لم تجئ بتشريع دائم،‮ ‬وربما هو تشريع خاص بحدث معين وبظروف معينة،‮ ‬كانت موجودة فى زمان قديم،‮ ‬ذلك لأن التمييز بين الحرائر والإماء لم‮ ‬يعد موجوداً‮ ‬اليوم لعدم وجود إماء‮ "‬جوارى"‬،‮ ‬ويورد الكاتب فى الفصل السابع‮ ‬14‮ ‬دليلاً‮ ‬على إباحة كشف ما‮ ‬يزيد على الوجه والكفين،‮ ‬وأن الأصل فى الأشياء الإباحة قائلاً‮: ‬إن الدليل الأكبر على أن عورة المرأة هى السوءتان والجيوب فقط هو عدم وجود دليل شرعى صحيح مع المعارضين‮ ‬يؤيد وجهة نظرهم وبعبارة أخرى إن أكبر دليل على إباحة كشف كل جسد المرأة عدا الفرجين والجيوب هو أن الأصل فى الأشياء الإباحة،‮ ‬بالإضافة إلى الأمر المشترك‮ "‬بالغض من الأبصار" ‬بين الجنسين،‮ ‬وقد دعم الكاتب رأيه بعديد من الأحاديث النبوية الشريفة وتفسيرها فى سياق عصرها خاتماً‮ ‬كتابه بأن الحجاب الذى‮ ‬يفرضه كثير من المشايخ والمسلمين على نسائهم باسم الدين ليس فى حقيقته أمراً‮ ‬دينياً‮ ‬وليس من الإسلام فى شيء.

الصفحة الرابعة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

حملة منظمة حرية المرأة للمطالبة بمحاسبة الجناة في اغتصاب وقتل نيجار رحيم في مدينة السليمانية من قبل ذويها




المساواة
اطلقت منظمة حرية المرأة في العراق حملة للمطالبة بتحقيق العدالة من خلال محاسبة الجناة الا وهم ذوي الضحية نيجار رحيم الذين قتلوها بالسكين بعد ان اغتصبها اخوها حين تسلمهم اياها من مركز شرطة السليمانية بداعي الحفاظ على شرف الأسرة في العشرين من شهر تموز 2012. هم يفضلون شرف الاسرة على عن الانسان وحياتة وكرامته وحقوقه! اطلقت الحملة عالميا الناشطة هوزان محمود ممثلة المنظمة في لندن والتي ستطاعت ان تستقطب الكثير من الموقعين كالناشطين بمجال حقوق الانسان والمرأة تحديدا وعدد كبير من المثقفين والمحامين والفنانين ورجال الاعمال وغيرهم من مختلف الجنسيات سعيا لتشكيل ضغط على المسؤولين من ممثلي حكومة كردستان ومن ثم الحكومة العراقية لوضع حد لهذه الجرائم المرتكبة بحق المرأة من قبل الاهل اولا والمجتمع ثانيا من خلال سن قانون يحمي المرأة وتطبيقه فعليا وبشكل صارم.
نيجار رحيم تلك الضحية البالغة من العمر 15 عاما التي اغتصبت على يد اخ لم ينل عقابه وقتلت على يد اخٍ آخر لم ينل عقابه ايضا باسم الشرف! نيجار هي واحد من الكثير من الضحايا بسبب الاعراف والتقاليد القبلية التي تضطهد المرأة وتستلب ابسط حقوقها حتى تدفع الثمن حياتها ولو كان الجاني فردا من عائلتها. كانت نيجار قد اعتقلت من قبل الشرطة مع اخيها المغتصب ببداية هذا العام، وكان قد حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما لكن وبسبب مفاوضات قام بها اخوها الآخر وبعد توقعيه على عريضة (عدم التعرض لنيجار) مع المركز وبهذا تمكن من اطلاق سراح شقيقه المغتصب بكفالة بعد ستة اشهر بعد الحماية التي عرضت لها من قبل المديرية هي وطفلها لمدة ستة اشهر بعد ولادتها للطفل الذي حملت به من شقيقها المغتصب.
" اعترفت الضحية امام الشرطة بان المولود الذي وضعته في المستشفى هو نتيجة تعرضها للاغتصاب على يد أخيها، لكن الشرطة اخفت المعلومة عن الرأي العام، وسلمت الفتاة لذويها الذين قتلوها قبل يوم من الجلسة الاولى لمحاكمة شقيق الضحية بتهمة الاغتصاب" حسب وكالة السومرية نيوز
بعض الاسماء الموقعة في الحملة:

Houzan Mahmoud: Organisation of Women’s Freedom in Iraq-UK
Ophelia Benson, blogger and columnist.
Najiba Mahmud: Women’s rights activist-Sweden
Edith Rubinstein: retired, Woman in Black.
Jim Catterson: Regional Contact person MENA Region Industrial Global Union
Choman Hardi: Writer and academic researcher
Mariwan Kanie: Assistant professor of Arab and Middle Eastern studies at the University of Amsterdam-Netherlands
Bahar Monzir: Women’s rights activist-Kurdistan
London Feminist Network- UK
MADRE: International women's human rights organization-U.S.A
Thomas Schmidinger: Political Scientist- Austria.
Fuad Qaradaghy: Writer-Kurdistan
Mary Kreutzer: (Leeza, Association for Emancipatory Development Cooperation; and University of Applied Sciences Dornbirn)-Austria
Nicola Stott: Centre for Women's Studies, University of York-UK
Lesley Abdela: Shevolution-UK
Bill Weinberg, author and independent journalist, New York
Chilura Hardi: Women’s rights activist-Kurdistan
Deanne Rauscher: Journalist researcher (member of The Swedish Journalist Association)-Sweden
Valeria Dessì: Research Student, SOAS-University of London-UK
Göran Gustavsson: Member of the representative assembly Municipal Workers Union Stockholm- Sweden.
Noori Bashir: Writer-UK
Avin Fatah: Social researcher and women’s rights activist in Hawler-Kurdistan
Maryam Namazie: Spokesperson, Equal Rights Now – Organisation against Women’s Discrimination in Iran and One Law for All, UK
Maria Fantappie: Researcher and Writer-Italy
Lisa-Marie Taylor: Feminism in London 2013 Project Manager-UK
Gjuner Nebiu: Women's Civic Initiatives Antico, Republic of Macedonia
Sawsan Zakzak: Researcher- Syria
Lilian Halls-French: European Feminist Initiative IFE-EFI-France
Muslih Irwani: Lecturer and Researcher-UK
Diana Ferrus: Writer, and Poet from the University of the Western Cape, Cape Town- South Africa
Lawzha Jawad: Women’s rights activist- Denmark
Stara Arif: Journalist, and civil society activist-Kurdistan
Parwa Ali: Journalist-Kurdistan
Shwan Mohammed: Journalist-Kurdistan
Arian Omed Arif: Red Honour group-Norway
Christian Ronse, University Professor of Computer Science (France)
Nask Hussein: Poet-Canada
Aso Jabar: Writer-USA
Tara Twana: Member of Social Democratic Party & Stockholm municipality-Sweden
Halala Rafie: Nina Centre-Sweden
Sarkaw Hadi: Theatrical actor and writer
Nahid Mokri: Women’s rights activist and writer-Sweden
Glyn Harries: Hackney Trades Union Council-UK
Gona Saed: Women’s rights activist-UK
Nyaz Abdullah: journalist and women’s rights activist-Kurdistan
Saira Zuberi: Association for Women’s Rights in Development (AWID)
Sophie Boiszeau: Initiative-Communiste-Ouvrière-France
Stéphane Julien: Teacher, Solidarité Irak-France
Liam McNulty: Alliance for Workers' Liberty-UK
Jani Diylan: Journalist-USA
Rebecca Hybbinette: PHD in political philosophy -Sweden
Shahla Nouri: Director of Women's Liberation-Sweden
Joana Vicente Baginha: Member of Portuguese feminist organisation UMAR-UK
Floyd Codlin: PCS Trade Union Chair at the British Library-UK
Esther Townsend: Workers' Liberty, Women's Fightback & NCAFC Women's Committee (PC)-UK
Twana Taha: Journalist-Soran-Kurdistan
Kawan Kadir: Artist-Canada
San Saravan: Documentary film maker-Kurdistan
Hawzhin Gharib: Journalist-Kurdistan
Halwest Abdulah Karim: Civil society activist-Kurdistan
Salah Raouf: Musician-Netherlands
Sara Omar: Writer, and lawyer (Denmark - Germany)
Muhsin Adib: Writer and researcher in law theory
Sara Qadir: Journalist, and lecturer at Sulaymaniah University-Kurdistan
Naliya Ibrahim- Women’s rights activist-Sweden
Chairwoman for Never forget Pela and Fadime Organisation in Sweden
Arland Mehmetaj: activist with Initiative communiste-ouvrière-France
Nwenar Ahmad: Artist, Musician, director of Bara house of Art
Samal Ali: Philosophy lecturer at university of Raparin-Kurdistan
Zilan Ali: Journalist at Warvin Foundation for Women’s Rights-Kurdistan
Nergiz Qadir: Journalist at Warvin Foundation for Women’s Rights-Kurdistan
Arsalan Rahman: Journalist at Warvin Foundation for Women’s Rights-Kurdistan
Sakar Rostam: Journalist and programme manager at Warvin foundation-Kurdistan
Kaywan Hawrami: Journalist-Kurdistan
Faraidon Arif: Writer and journalist-India & Kurdistan
Yadgar Fayaq: TV presenter and journalist-Kurdistan
Aram Jalal: Member of Network in defence of rights and freedoms of people in Kurdistan & Religious critic based in Finland
Yaseen Hama Ali: Designer at Hawlati Newspaper-Sulaymania
Akram Nadir: international Representative of FWCUI-Canada
Khulia Hussein / Poet and women's Right's advocate
Pola Qasim Nori: Student at Fine Arts Institute-Kurdistan
Kazhal Nuri: Writer, and civil society activist-Netherlands
Dr. Yousuf Zangana: Academic, London-UK
Dr.Rebwar Karim Mahmoud: political science Lecturer -University of Sulaymania-Kurdistan
Kaziwa Salih: Writer and journalist-Canada
Chiman Salih: Editor in chief of KurdistanOnline
Awezan Noori: Writer and human rights activist-Kerku
Dr.Salar Basira: University of Sulaymaniah-Kurdistan
Aziz Raouf: Writer-Kurdistan
Sarbast K. Arif: Painter, writer-Norway
Fariba Mohamadi: Writer-Kurdistan
Mahin Shokrolahpoor: Women’s rights activist-France
Chia Yasin: Journalist and women’s rights activist
Ibrahim Abbas: Journalist-Kurdistan
Azad Hama Rasoul: Artist-Norway
Halgurd Samad, Journalist/ France
Shwan Raouf: Civil society activist-Kurdistan
Tara Hawrami: Women’s rights activist-Sweden
Adiba Ahmad: Journalist- Kurdistan
Shwan Sdiq: Journalist- Kurdistan
Shankar Abdula: Journalist-Kurdistan
Kamil Ahmed: Artist-Germany
Jasim Gafour: Artist-UK
Twana Ali: Journalist-Kurdistan
Kit Larsen Hughes: Teacher-Sweden
Avin Mirawdeli: PHD Student-UK
Mihraban Ali: Women’s rights activist-Finland
Serwa Ali: Women’s rights activist-Canada
Hana Ali: Women’s rights activist-Canada
Samira Hamasalih Fathulla: Nurse – Finland
Laura Guidetti: Italian feminist journal Marea, Italy
Jaza Hamasalih Wali: Social researcher-Kurdistan
Salah Fathollah: Artist-Finland
Sarkawt Ahmad: UK
Salah Kermashani: Finalnd
Aram Hawrami: Gothenburg-Sweden
Nigar Ibrahim: Step by Step in Gothenburg-U.S.A
Blend Said: Kurdistan
Hazha Najat: Kurdistan
Rebwar Raza Chuchani: Journalist-Kurdistan
Nicolas Dessaux, on behalf of Solidarité Irak- France
Shahen Husain: Kurdistan
Goran Jaf: Switzerland
Hawrey Nishtman: Kurdistan
Rubar Gule: Kurdistan
Dana Sherzan Osman: Kurdistan
Goran Osman: Worker-Switzerland
Soran Palani: Lawyer and journalist
Kalè Karim: Wome’s rights activist-Switzerland
Choman Osman: Journalist-Kurdistan
Goran Ali: Writer-Sweden
Pekin Hussein: Kurdistan
Muhammed Rash: Kurdistan
Dillan zandy: Kurdistan
Farman Sadiq: Journalist-Kurdistan
Aram Salim: Kurdistan
Mohammed Ahmad Hassan: Kurdistan
Chra Ali: Kurdistan
Sangar Salem: Kurdistan
Lanja Abdullah: Director of Warvin for Women’s Rights in Kurdistan
Warvin Foundation for Women’s Rights- Kurdistan
Roj Aziz: Political activist
Hersh Yasin: Kurdistan
Shahla Dabaghi: Women’s rights activist-Sweden
Soraya Taher: UK
Vian Mariwani: Germany
Halima Rasouli: Women’s rights activist-Kurdistan
Katha Pollitt: The Nation
Aram Ali: University lecturer in Sulaymaniah University-Kurdistan
Tara Jaff: Musician-UK
Dalia Mahmood: Sweden
Hama Ghafour: Political activist-The Netherlands
Sozan Amin: Women’s rights activist, and member in Nina Centre-Sweden
Joanna Payton: Iranian and Kurdish Women’s Rights Organisation
Karzan Ali: UK






الصفحة الثالثة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

Wednesday, October 10, 2012

ندوة حول نبذ العنف ضد المرأة وتمكين المرأة من مواجهة التحديات التي تعيق مسيرتها في الحياة




رحاب السامرائي

كما وأقام فرعنا في سامراء ندوة ثقافية حول نبذ العنف ضد المرأة وتمكين المرأة من مواجهة التحديات التي تعيق مسيرتها في الحياة وكذلك حول مسألة المساواة وتم شرح عن هذه المواضيع التي تهم المرأة وكذلك الحديث عن الجوانب الاجتماعية في عمل المرأة ومن خلال المناقشات التي حصلت بين الحاضرات تم تقديم اقتراح من لدن ناشطات فرعنا وعضواته على ان تكون هناك استطلاعات حول مسألة العنف ضد المرأة والعمل على ان تكون هناك ندوات تكون الدعوة فيها عامة ومن كلا الجنسين لتبيان موقف منظمتنا من هذه الممارسات اللانسانية التي يقوم بها العنصر الذكوري ضد المرأة . ومن خلال الندوة تم وصول وفد منظمتنا من بغداد والمتمثل بالسيدة دلال الربيعي وعدد من ناشطاتنا في بغداد وتم استكمال الندوة حيث تحدثت السيدة دلال الربيعي عن واقع المرأة والمساواة وحول العنف ضد المرأة وما يتطلب من الجميع الوقوف بوجه الممارسات التي تنتهك حق المرأة وكان هناك حوار بين السيدة دلال الربيعي والحاضرات وكانت فاعلة جدا ومثمرة وقدمت الحاضرات شكرهن وتقديرهن العالي لمنظمتنا حرية المرأة والقائمين عليها .




الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

حجاب الصغيرات وحفلات التكليف تطبيقا للشريعة أم تجاوز على حقوق الطفولة !




فاتن الجابري / ألمانيا

جرى مؤخرا في بغداد حفل تحجيب خمسمائة طفلة يتيمة ويسمى حفل التكليف  وتتم من أجل ذلك احتفالات ومراسيم يحضرها مسؤولون ورجال دين واسر الفتيات المعنيات ،ينظر الكثيرون الى حجاب الفتاة الصغيرة  تقييدا  لطفولتها ويعيق  طريقة لعبها واندماجها مع أقرانها وأعتبره  البعض انتهاكا لحرية الاطفال في الاختيار والتجربة  قضية حجاب الصغيرات تثير جدلا الان على المواقع الاجتماعية في مقالاتهم ، فهناك  رافضين لفكرة تحجيب الطفولة فيما أيد اخرون  الفكرة منطلقين من مبدأ تعويد الفتاة على الحجاب والالتزام الديني منذ صغرها ،كوننا نعيش في مجتمع أسلامي تغلب عليه صفة التدين ،وقد استندوا في رأيهم على ماجاء في القران الكريم من أيات في هذا الموضوع بين مؤيد ورافض تطرح جريدة المواطن موضوع حجاب الصغيرات على ناشطين في حقوق الانسان والطفل واساتذة مختصون .
لا أكراه في الدين 
الكاتب والاكاديمي ضياء الشكرجي عبر عن استهجانه في مقالة يذكر فيها :ــ

مهرجانية تحجيب طفلات صغيرات، ما زلن لم يشبعن لعبا وطفولة. لا أريد أن أناقش موضوع الحجاب، فقد أثبتُّ كإسلامي يومذاك وكمتفقه بالشريعة، أثبتُّ عدم وجوب الحجاب، وكما أعتبر إن اتخاذ قرار نيابة عن طفلات دون سن الرشد العرفي لا الديني، هو اعتداء على حقوقهن ومصادرة استباقية لحريتهن في الاختيار، وهو يمثل تناقضا صارخا، بين دعوى أنهن أصبحن مكلفات، وبالتالي مسؤولات بأنفسهن عن خياراتهن والتزاماتهن من جهة، وبين أن يتخذ الكبار من جهة أخرى من آباء وأمهات ومجتمع ودعاة دين ودعاة إسلام سياسي القرار نيابة عنهن، فالتكليف قرين المسؤولية بين يدي الله حسب الفهم الديني، والمسؤولية قرينة الاختيار الحر، لا الفرض الخارجي من الآباء والمجتمع والسياسة.
مع هذا دعونا نقول - ولو تسامحا - إن هذا السلوك المصادر للحريات والقاتل للطفولة، هو ما يقع تحت عنوان الحرية الدينية، التي ندافع عنها كعلمانيين أكثر من دعاة تسييس الدين والمؤسسة الدينية التقليدية. لكن حتى من موقع الحكمة، وحتى من موقع من يريد الدفاع عن الإسلام السياسي، وإظهاره بمظهر الانفتاح والمعاصرة، ليحببه إلى النفوس؛ هذا التحبيب الذي هو من الشروط الأساسية لتطبيق القاعدة القرآنية للدعوة «بالحكمة والموعظة الحسنة» وقاعدة أن «لا إكراه في الدين»، فبكل تأكيد ليس من الحكمة أن يكون من هو في هذه المواقع السياسية المتقدمة من يقوم بمثل هذا النشاط.

أقبال الصغيرات على الحجاب
في الازقة والشوارع والمدارس نجد العشرات من الفتيات الصغيرات المحجبات يتراكضن ويلعبن في براءة طفولية والسؤال هنا هل أخترن أن يكن محجبات أم فرض عليهن من قبل الاهل .
زهراء أحمد في الثامنة من العمر تبتسم وهي تجرجر حجاب رأسها وتخفي شعرها الذي تسلل منه قائلة :ــ أنا أحب الحجاب ولم أشعر أنه يعيقني عن اللعب في الشارع أو المدرسة مع صديقاتي وكلنا في الزقاق محجبات وأنا تأثرت بهن وأرتديت الحجاب .
مريم جاسم عمرها سبعة أعوام تقول أبي نصحني بالحجاب لان جميع أخواتي الاكبر سنا محجبات وعندما وضعته على رأسي جلب لي هدية ،لكني أشعر بالضيق خصوصا عندما يكون الجو حارا لكني لن أخلعه كي لا يغضب والدي .
تمارا رياض  ستة اعوام تختبئ خلف عباءة والدتها وحين تبتسم تبدو أسنانها الامامية فارغة ،وحسب رأي الام فأن الطفلة لاتحب الحجاب وتتضايق منه لكنها تخشى والدها المتزمت جدا .
السيدة الهام راضي أم لاربع فتيات صغيرات محجبات : الحجاب واجب على كل مسلمة وينبغي على الام تعويد أبنتها على أرتداء الحجاب منذ الصغر لئلا تنفر منه بالكبر وأن يكون أسلوب المكافأة والهدايا لاقناع الفتاة لا القسوة والقوة والاجبار .
قمع الطفولة
الصحفية والناشطة راجحة عبود عبرت عن رأيها :ــ  مارايناه خلال حفلة التكليف الشرعي هو تعدٍ صارخ على الطفولة واستغلال لمعاناة اليتيمات  وهم يجسدون افكارهم واهدافهم بأسلمة المجتمع ومصادرة الحريات والقضاء على كل مظاهر الحضارة في الوقت الذي ينصبون انفسهم أولياء وأوصياء على المجتمع وهذا يبدأ كله من مصادرة طفولة الابرياء وادخالهم بمتاهات من الافكار والعقد والسلوكيات التي لاتخدم سوى اهدافهم بجعل المجتمع اعمى لكي يتمكنوا من قيادته والسيطرة بدون رقابة ولا حساب
  ويبدو ان جميع الساسة في العراق على الرغم من اختلافهم على مصالحهم الا انهم متفقون على ارجاع المجتمع الى الوراء وابقاء حالة التخلف والجهل وهم في الوقت نفسه يوجهون  رسالة  واضحة الى قمع حرية المرأة ودورها في المجتمع ومصادرة ارادته وبدل ان يتركوا الاطفال يتمتعون ببرائتهم وطفولتهم ويوفرون لهم كل اسباب الراحة والحياة الكريمة يقودونهم الى افكار ومتاهات اكبرمن اعمارهم وتخيلاتهم وطفولتهم .
فرض الحجاب في المدارس الابتدائية
كريم مطر استاذ التاريخ في جامعة بابل يرى أن :ــموضوع الحجاب بين الشريعة والمجتمع فيه كثير الاراء . عندما تسألين رجل دين عن الموضوع يجيبك احدهم : ان على المرأة ان تحتجب عن الرجال في بيتها ، ويجيبك اخر ان على المرأة ان تستر نفسها بملابس لاتظهر فتنتها ، واخر يقول ان للمرأة الحق في لبس الملابس اللائقة وان كانت تظهر بعض مفاتنها على ان لاتتجاوز الخطوط الحمراء ...ان المجتمع العراقي بصورة عامة مجتمع محافظ ومتمسك بتقاليده الاجتماعية ولكن ليس بالضرورة هذه التقاليد مطابقة لفتاوى المجتهدين .
موضوع حجاب الفتيات دون سن التاسعة (سن التكليف او البلوغ) فيه اراء متعددة ، منهم من يرى ضرورة ان تتعلم الفتاة على الحجاب قبل سن التاسعة وهذا رأي قسم من الاسلاميين ومنهم رجال الدين . في حين يرى اخرون ان الحجاب للصغيرات تكبيل لطفولتهن وتحديد لحريتهن ووقت الحجاب مبكر جدا في هذا العمر ، عندما تدخل الاعدادية ستلبس الحجاب ، او قبل ذلك في المتوسطة .
في رأيي المتواضع ان هذه المسألة (حجاب الصغيرات) تتعلق بنشأة الاسرة وتربيتها ، ويبدو واضحا ان للمجتمع وموروثه الاجتماعي تأثيرا كبيرا على الاسرة وتصرفاتها ، ولا انكر التأثير الديني في المجتمع لكن طبيعة المجتمع عدم التشدد في التفاصيل ومنها زي الصغيرات .
بعد عام 2003 وبسبب زيارات كثير من العوائل العراقية الى ايران وسوريا وبلدان اخرى وجدوا ان هناك حرية واسعة في زي المرأة الناضجة فكيف بالصغيرة ، ولذا ارى ان الدولة هي التي فرضت الحجاب في المدارس الابتدائية دون رغبة كثير من الاسر العراقية .
من الضروري ان يعي المجتمع ثقافته الاسلامية ولكن ليس بالاكراه وانما بالثقافة والتوعية وعدم التشدد في تطبيق الازياء
ان الندوات والدورات الخاصة بالفتيات البالغات سن التكليف خطوة جيدة لكنها في حقيقة الامر لاتمثل الا نسبة ضئيلة في المجتمع العراقي الذي تتباين فيه الاعراف والتقاليد بين منطقة واخرى ، بين الريف والمدينة . ولذلك فأن تأثيرها محدود وهي اقل تأثيرا من التعليم في المدارس الابتدائية.
التميز ضد المرأة
التشكيلية والناشطة في حقوق المرأة ايفان الدراجي تشير الى أن:ــ 

الحجاب ليس الا تقليدا اجتماعيا نابع من تأثر علماء المسلمين بالحضارات القديمة في كثير مما يخص المرأة. وكذلك تأثيرهم بالكثير من الديانات القديمة الأخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية، باعتبار ان الاديان مشتقة من بعضها البعض منذ اقدم الديانات التي عرفتها البشرية سواء ما تسمى –سماوية او غير سماوية- . والحجاب هو احد الأسس التي على أساسها بني التمييز بين الرجل والمرأة فمنه انحدرت باقي التشريعات التي اضحت قوانينا تدعم التقاليد والعادات القديمة لدرجة القدسية فصارت تابوها يحكم المرأة بمختلف الأعمار. كما وأود توضيح أن للتمييز بين الرجل والمرأة جذورا تعود إلى مراحل تاريخية قديمة في أكثر من حضارة في قانون حمورابي وفى فلسفة أرسطو وفى القانون الروماني وقد عززت اليهودية والمسيحية ذلك كما جرى على سننهم وكذلك فقهاء المسلمين.
اما عن انتشار هذه الظاهرة وجعلها اساسا لمقياس شرف واخلاق المرأة بمجتمعاتنا العربية ففي الثلاثينيات والاربعينيات من القرن العشرين لم تعرف ظاهرة الحجاب إلا باعتبارها قضية اتيكيت أو آداب وليست عقيدة أو فرض. الاخلاق ليست مطلقة: الاخلاق نسبية فما كان حلالا أصبح حراما بمنطق اليوم والعكس صحيح. لكن ظاهرة الحجاب تصاعدت واصبحت موجة ركبت على رأس أجندة الجهات الرجعية الدينية خاصة التي تسلقت للسلطة في هذا البلد وذاك اذ كان هدفهم الاول قمع المرأة وتقييدها وجعلها تابع محكوم ومسيّر ففي ذلك سيطرة على اكثر من نصف المجتمع بصورة مباشرة وضمان السيطرة على ما بقي منه من خلال الادلجة التي ستتوارث من خلال تلك النسوة فهن المسؤلات عن وجود وتربية ونشأة المجتمع باكمله (اذا كنت تريد هزيمة عدوك فقم بتربية أولاده - حكمة شرقية). وضاعت مصداقية المسألة بين تلك الفتوى وهذه وبين هذا المرجع وذاك فمنهم من يجعله فريضة واجبة ومنهم من يسقط عنه الوجوب.
ان مفتاح حل كل تلك الاشكالات في المجتمع التي تعترض طريقنا بالتقدم والتطور ونيل السلام كباقي الدول هو العلمانية.

تقييد حرية المرأة منذ الصغر
حقي كريم هادي
مؤسس ورئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية

يقول :ـــ موضوع حجاب الصغيرات فأنه من المواضيع المهمة التي تستحق كل اهتمام من كافة منظمات المجتمع المدني والمهتمين  في مجال حقوق الانسان والطفل كون حجاب الصغيرات هو فرض طبقي فرضه ويفرضة المتخلفون في المجتمع من اجل ان يكون تقيد حرية المرأة منذ الصغر هو من اهم الاهداف التي يعمل عليها هؤلاء المتخلفون وخصوصا المؤثرين في المجتمع واللذين يفرضون آرائهم على الجماهير الفقيرة والغير متعلمة ويحاولون بشتى الطرق ان يكون دور هذه الاسر الفقيرة هو حمايتهم من المثقفين بعدة طرق يحاولون فيها زج الدين مع التربية الاجتماعية التي تحاول ان تفرض الدولة المدنية والمتحضرة ، وبهذه الطريقة يكتسب هؤلاء المتخلفون رأي الشارع في الحصول على مايطمحون اليه في نشر ثقافة التخلف والاحتواء الفكري الغير مبني على اسس دينية بعيدة عن مثل هذه التصورات في تقييد حرية الطفل تحت عدة مسميات واهداف غير نبيلة وغير شرعية.

الحجاب فرض على المسلمة
السيد شاكر الموسوي يقول أن الحجاب فرض على المسلمة أما بالنسبة للفتيات الصغيرات  يجب على وليهن أن يؤدبهن بآداب الإسلام، فيأمرهن بأن لا يخرجن إلا ساترات لعوراتهن، خشية الفتنة وتعويداً لهن على الأخلاق الفاضلة حتى لا يكن سبباً في انتشار الفساد، ويأمرهن بالصلاة في خمار، ولو صلت بدونه صحت صلاتها. لقول النبي محمد ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار..(
وتوضح هذه الآية الإيضاح البيّن ذلك الحجاب، فلا ترتضيه إلا ساتراً لمحاسن المرأة كلها مما يشوق القلب ويلوثها بجرثوم الشهوات، ويبقى من المرأة حديثها الذي هو من وراء حجاب : {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} سورة الأحزاب (32).
فالحديث رغم الحجاب الساتر والحائل دون رؤية الوجه الحسن يجب أن يكون جدِّياً للغاية حازماً لا يتطرق إليه وهن في اللهجة ولا نعومة في الصوت والعبارة ولا تطرُّف في الموضوع وقد أمر تعالى النساء أن يظللن في بيوتهن لأن فيها عملهن الثمين المنتج ألا وهو تربية البنين والبنات وإعداد جيل للمستقبل صحيح في الجسم والعقل، ولكن إذا اضطررنَ إلى الخروج فقد وجب عليهن صيانة للأخلاق العامة ولسلامة قلوب الناس جميعاً أن يتأدبن بالشرع الآتي: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى...} سورة الأحزاب (33).


الصفحة الرابعة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

حجاب الرجل دليل عفّته


ناشطون في حملة (حجاب الرجل دليل عفته)


“اخي المسلم… حجابك عفّتك… لا تجعل جمالك فتنة للنّساء… أخي المسلم تذكّر عذاب القبر.. هذا الشّعر الذي تتركه عاريا سينتف شعرة شعرة…”

هذه واحدة من التعليقات التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مع انطلاق حملة (حجاب الرجل دليل عفته) التي تصدّرها الايراني مجدي توكلي بعد ان قرّر لبس الحجاب كي لا يفتن بنات بلاده. وقد بادر من بعده عدد من الرجال الى لبس الحجاب معبرين عن سرورهم وغبطتهم بهذا اللباس الذي يحمي شرف الرجل ويقيه من عيون النساء الجائعة على حدّ قولهم، وتدعو الحملة الرجال كافة لتجربة هذا اللباس تاج الرجل وحامي عفته، وتحديدا مع انطلاق فصل الصيف.

الحملة الافتراضية الطريفة هذه تطرح بشكل ساخر مأساة احادية النظرة إلى المرأة من منطلق جنسي صرف باعتبارها مثيرة الغرائز والشهوات الجنسية. المأساة في النظرة هذه هي اولا في اختصارها دور المرأة ووجودها في البعد الوظيفي الجنسي، وثانيا في شيطنة الطبيعة البشرية التي تنجذب الى الاخر وهو شرط من شروط بقاء النوع البشري على هذا الكوكب، وثالثا في اعتبار المرأة كائن بهيمي يُفعل به ولا يفعل، فالمرأة تَفتن ولا تُفتن، تَجذب ولا تُجذب، تَسحر ولا تُسحر.
وهذا ما تسخر منه الحملة الافتراضية هذه، باعتبار ان الغواية قائمة بين الرجل والمرأة، والغريزة بحكم الطبيعة البشرية موجودة بين الطرفين والا لكنا انقرضنا منذ زمن بعيد.
الى الرجل العزيز، انت ايضا محل فتنة لي، سيما وان كنت بجمال رشدي اباظة او وسامة رئيس المكسيك الجديد. وان كان الهدف من تحجيب المرأة-العورة مقاومة الفتنة بذاتها فالأحرى بكم وبرجال الدين المطالبة بحجاب الرجل وستره كما المرأة، علكم تكسبون بذلك حسنة وحيدة وهي المساواة بين الجنسين.

الصفحة الخامسة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

إفهمي القرآن و إخلعي الحجاب فهو ليس فرضًا دينيا بل تصنيفٌ طبقيّ





الدكتور خالد منتصر

لم يعد سراً أنَّ الحجاب قديمٌ في البشريّة, وفي منطقتنا العربيةِ تحديداً. وأنه - كان- للرجالِ كما للنساء.

وإلى عهدٍ قريب, كان خروجُ الرجل من داره "مفرِّعا" - أي من دون غطاء يسترُ فَرْعه والفرْع هو الشَّعر- عارة. ومنذ ان تمديَنَت الناس وتحول الذكور الى الطرابيش، فإنه صار لزاماً على المرأة ان تظهرَ بلباسِ المدينة - وكان في عصر بني عثمان الملاية التي تحجب رأسها وجسمها وكامل وجهها... وهكذا ظنَّت الناس أن هذا هو الإسلام.. لم تعرف العربُ نقابَ الوجهِ في اي يومٍ من الأيام, حتى جاء العصرُ العباسيُ بفتوحاته وحروبه وإمائه وعصر الجواري الذي ازدهر, فحلَّت المرأةُ الأمةُ محلَّ الحُرّة في حياةِ الرجلِ وحياةِ المجتمع, وقَرَّت الحرّةُ في عقر دارها, ومُنعت من التجوال ومعاقرة الحياة, لأنه لم يكن لها مكان وتجارة الرقيق تزدهر وتنافسها في موقعها من قلب الرجل وعقله, وهكذا اخترع لها الرجل حجابها الأوّل في البيت فلا تخرج, وإذا خرجت فلا ينبغي أن ُتعرف, فاخترع لها الحجاب المتنقّل الذي تضربه على وجهها فتصبح عندئذ من "عَلم" الى "نَكرِة". هذا التاريخ يخفيه أهل المصالح في تقييد المرأة, كما يخفون حقيقة أخرى وهي أن الحجاب لم يكن ليرد في القرآن لولا حادثة شهيرة وهي تحرُّش الرجال المسلمين في عهد الرسول بالنساء المسلمات. ولما غضب النبي مما حدث، زعم الرجال المسلمون انهم قد ظنوا أن النساء المسلمات من الجواري!! فكان الحجاب "علامة" لا أكثر ولا أقل "يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهنَّ, ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤْذَيْنَ" (الأحزاب: 59).
وإذا عرفنا أن الجلبابَ ثوبٌ تلبسه المرأة منذ الجاهلية, وأن المسلمةَ وغير المسلمة تستعمله على حدٍّ سواء, وأنه جزء من الفولكلور العربي في الجزيرة العربية وسواها, فلا يصح أي معنى في اضفاء ايِّ صبغةٍ دينيةٍ عليه, لأن الآيةَ لم تقل باختراع زيٍّ خاصٍ للمسلمات اسمه "جلباب". وكل ما في الأمر هو "دفعُ الاذى" عن النساء من تحرّش الذكور- الجاهزين للتحرش في كل عصر وآن!!-, حيث ليس للجارية -كما نرى- حرمة ولا كرامة. وعلى ذلك فلا معنى لكل تلك المبالغات التي تربط الحجاب بفتنة المرأة, وبالحرص على الأخلاق, وكلُّ ما في الأمرِ أنه "تمييزٌ بين النساء الحرائر, والنساء الجواري". وعلى ذلك اعتمد عدد من الفقهاء والمجتهدين في انتفاء الواجبية في الحجاب اليوم, لانتفاء السبب فيه وهو "التمييز بين الحرائر وغير الحرائر" لزوال الرقيق من على ظهر هذا الكوكب. صحيح ان ثمةَ رقيقاً آخرَ من نوع آخرَ يأتي تحت شعارِ البغاء, ولهذا حديث آخر. فإذا انتفى سبب الحجاب, فلم يعد الحجاب مطلباً شرعياً, لأن جميع ما ينزل من أحكام مرتبطة بسبب, يزول يزوال أسبابها. هذا الكلام لا يعجبُ أهلَ السطوةِ ممن يجبُ في عرفِهِم السيطرةُ على المرأةِ وتوجيهها إلى الضعفِ والتستّرِ كأن فيها خللاً بالفطرة. ولا يعجبهم لأنّه ينزعُ من أيديهم سوطَ الشرعِ الذي به يسوطون النساء .. حيث تبلغُ مخيّلاتهم الأبعدَ والأقصى عن الشرع, فيجعلون الحجابَ عبادةً, وتقرباٍ الى الله.. فيحل الحجاب تدريجيا" في وعي المرأة محلّ الضميرِ الذي تميز به الخير من الشر, والذي تجد به موجَّها نحو الحق. لأن الامر -في النهاية- أنَّ الحجابَ محضُ خرقةٍ لا تملك بذاتها ان تضرّ أو أن تنفع. وأنه قطعة من ثوبٍ أَمْلَتْها -أصلا- ظروفُ البيئةِ الطبيعية من شمسٍ قادحة ورمال سافية. ينبغي ان تعرفَ جميعُ النساءِ المسلماتِ أصلُ الحجابِ, وسبب نزول آية الأحزاب وآية النور, وكيف آلَ الأمرُ تاريخياٍ الى اختراع النقاب الذي يُلغي إلغاءً بشعاً هويةِ المرأةِ بإلغاءِ وجهها. ينبغي أن يعرفن أيضا أنه لا حجاب للطفلات, وأنّ من حق الطفلات التمتعَ بطفولتهن, لا حشرهن في أثواب البالغات وأفكارهن, وأثواب المجتمع الذكوري وأفكاره عن الانثى, البالغة التشويه.



الصفحة الخامسة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

اعتقال اكبر مسؤولة عن سوق النخاسة في بغداد بعد تهديدنا وإرهابنا من قبلهم



منظمة حرية المرأة في العراق، 8 ايلول- 2012

وأخيرا تم اعتقال (ايمان داخلية) في ساعة متأخرة من ليلة الأحد المصادف الثاني/ الثالث من سبتمبر  مع عدد من التجار الآخرين والقوادين الذين يتاجرون باجساد النساء وكرامتهن وارواحهن بسوق النخاسة، وقد تم القاء القبض عليهم من قبل القوات الأمنية العراقية. يذكر ان ايمان لديها العديد من (المنازل) التي تستخدمها لهذا الغرض والتي تقع في وسط بغداد بالعديد من المناطق كالبتاوين، الكرادة و شارع فلسطين . يترأس العصابة المدعو (عمار زيتونة) الذين يقوم بخطف الفتيات وإجبارهن على العمل في بيوت البغاء التابعة للمدعوة إيمان داخلية، وبخلاف ذلك فانه يقوم بقتلهن أو على الأقل إحداث ضرر بوجوههن كتشويههن. العشرات من النساء والفتيات المراهقات يتم اخذهن لبيوت البغاء وهن يعشن في ظروف مروعة، تحت التهديد المستمر والضرب، مع إعطائهن الكثير من المخدرات والكحول وحبوب منع الحمل و الهلوسة.

تعاون الأمن المحلي لمنطقة السعدون مع إيمان منذ عام 2007.  حيث تم نقل رجال الشرطة الذين لم يبدوا المساعدة على الفور من المركز، هذا واكتسبت إيمان لقب (داخلية) من اسم (وزارة الداخلية).

المتاجرة بالاعضاء البشرية ايضا: لم تقتصر تجارة ومجال استغلال ايمان داخلية للنساء على البغاء فحسب بل تعداه للتجارة بالاعضاء البشرية أيضا: حيث ان النساء اللواتي لا يمكنهن أن يدفعن نقدا لتسديد ديونهن يتم اخذ أعضائهن مقابل ذلك !

ناشطات (منظمة حرية المرأة) اللواتي كافحن الاتجار بالنساء: كانت إيمان داخلية مستجدة على سوق النخاسة حينما عملت منظمة حرية المرأة على نشر تقرير لتقصي الحقائق بشأن الاتجار والبغاء في العراق وفقا  لوثائق منذ عام 2008 . لكننا لم نجرؤ على تقديمه إلى الحكومة خصوصا اذ كنا نُعامل على اساس كوننا "خونة" لمكانة المرأة العراقية بعد ان كشفنا تقارير حول بيع النساء الى اسواق النخاسة في المنطقة ولم يرق للحكومة العراقية ان نقوم بـ "تخريب" سمعتهم امام المجتمع الدولي.  تم إدراج العديد من المتاجرين في هذا التقرير الذي نشر علنا في عام 2010، ولكن لم يصل لمسامعنا اعتقال اي منهم.
تم الكشف عن إيمان كمتاجرة للنساء في البغاء من خلال جريدتنا المساواة العدد17 / الصفحة 6 في أكتوبر عام 2010 من خلال تقرير حول منازل البغاء الخاصة بإيمان، ورجال العصابات و الخاطفين وكم تتقاضى في بيع الفتاة الواحدة محليا ودوليا، بعد أن تم أجراء مقابلات مع الضحايا. وقد كتبه بكل جرأة رفيقنا الراحل وسام يوسف.
التهديدات الخطيرة التي توجهت بالضد من منظمة حرية المرأة: في الأسبوع الثاني من أكتوبر عام 2010، أرسلت لنا إيمان داخلية  قوادينها (عمار زيتونة) و (ابو الحمرا) لتهديد كاتب العمود (وسام يوسف) ونائبة رئيسة منظمة حرية المرأة (دلال الربيعي) للبقاء بعيدا عن أعمالهم، وإلا فإنها سوف  ترسلهم "وراء الشمس" . انها هددت أيضا توجيه اتهامات ضد منظمة حرية المرأة بالنشر الكاذب.  عالجنا الامر على الفور بارسال رسالة إلى وزير الداخلية السيد البولاني وابلاغه عن التهديدات، ولم يكترث ان يجيب على شكوانا باي شكل من الاشكال.
 
ناشطة منظمة حرية المرأة تصرح \ متحديا في مؤتمر صحفي عقد في 6 أغسطس: في مؤتمر صحفي عقد لاحقا في وزارة الداخلية بشأن قضية الاتجار بالبشر، فان ناشطة منظمة حرية المرأة السيدة دلال الربيعي أعلنت أمام جميع المسؤولين الذين حضروا من وزارة الداخلية والشرطة بان أسماء التجار وأماكنهم معروفة جمعها ، وينبغي أن تعقد حملة اعتقالات ضدهم وخصوصا ضد المدعوة ايمان داخلية بدلا من الحديث وإعطاء الوعود في المؤتمر.

أخيرا الاعتقال: في ليلة الثاني / الثالث من شهر سبتمبر قامت قوة أمنية خاصة بعمل كمين لإيمان داخلية والعصابات التابعة لها وأعتقلتهم جميعا، وهكذا تم كسر واحدة من أشرس عصابات الاتجار بالنساء في بغداد.

على الرغم من أنها لم تكن المتاجرة الوحيدة بالنساء في بغداد، الا ان عصابتها الاجرامية ازدهرت بسرعة لأنها بدأت من أفقر حي في بغداد وهو البتاوين حيث تكثر فيه الشابات اللواتي بلا مأوى واللواتي ينتهي بهن المطاف متعبات، جائعات ويأسات. وليس هناك من يأويهن.  في دراسة حديثة للأمم المتحدة يذكر بان أيتام الحرب من العراقيين يقدرون بـ 5 ملايين يتيم ويتيمة، وفيما لو افترضنا بان نصف هؤلاء هن من الإناث، ونصف هذه الإناث من المراهقات، أي ما لا يقل عن مليون عراقية من المراهقات عرضة لنفس المصير من أن تباع وتشترى في تجارة الجنس من قبل إيمان داخلية أو غيرها، بينما يقع العراق على واحدة من أكبر خزانات النفط في العالم.
ان منظمة حرية المرأة تساعد وتحافظ على الفتيات اللواتي تم انقاذهن من عصابات الاتجار بالنساء، الا ان دعمكم ووقفتكم معنا في هذا المفصل التاريخي مهم جدا ... لكي تتجاوز ضحايا الحرب والفساد محنتها المفروضة عليها.


ينار محمد

رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
الثامن من سبتمبر 2012

مشاركة منظمة حرية المرأة في العراق بورشة تثقيف الأقران التي أقامها صندوق الأمم المتحدة



آية اللامي

شاركت منظمة حرية المرأة في العراق عن طريق ممثلتها آية اللامي بالورش التدريبية التي أقامها صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع جمعية معا لحماية الانسان والبيئة، وهي اربع ورش تدريب للشباب  حول المهارات الحياتية ولإعداد مثقفي اقران خلال شهر نيسان   كانت مدة الورشة الواحدة  4 ايام حيث تم فيها منح الشاب شهادة مشاركة موقعة من صندوق الامم المتحدة للسكان وجمعية معا لحماية الانسان والبيئة. هذا وقد تميزت مشاركة الناشطة أية اللامي في ورشه عمل تثقيف الإقران التي كان عنوانها ( العنف و التمييز) ضد المرأة بجميع إشكاله حيث القت محاضرة حول التحرش الجنسي بالنساء في المجتمعات الشرقية وفي العراق بصورة خاصة وكيف يمكن للتحرش الجنسي أن يترك اثأر سلبية على المرأة اذ يمنع حركتها بحرية ويؤثر على عملها السياسي والاجتماعي  وقد يصل إلى قتلها غسلا للعار من قبل الأهل . وقد شملت المحاضرة أيضا  أسباب التحرش الجنسي وما هي الوسائل للتخلص من هذه الظاهرة التي أصبحت مثل الآفة التي تنتشر بسرعة في المجتمع .


الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

تطوع ناشطات وناشطي فرع سامراء لمنظمة حرية المرأة في العراق بمركز معالجة الأطفال في الحويجة





ماجد حميد


من خلال مشاركة ناشطات فرعنا في الحويجة في العمل كمتطوعات في مركز معالجة أطفال الحويجة للعلاج الطبيعي  وتعتبر مشاركة فرعنا في هذا العمل كاستمرار في متابعة صحة الأطفال والعمل على ان يكون فرعنا من المساهمين في العمل التطوعي بالاشتراك مع مؤسسة الجيل شريكنا المحلي في الحملة التي اقامتها منظمة حرية المرأة في العراق.  وقد لوحظ وبشكل واضح تحسن الحالة النفسية للعديد من الأطفال وذويهم حيث ان لمنظمتنا حرية المرأة الدور الكبير في العمل على إيصال صوت أطفال الحويجة ومعاناتهم وعند ذهاب ناشطاتنا من فرع الحويجة الى المركز الصحي يستبشر ذوي الأطفال والأطفال انفسهم خيرا وذلك للثقة الكبيرة التي تتمتع بها منظمتنا لدى الأهالي والمعنيين في الحويجة. علما ان مشاركة ناشطاتنا في هذا العمل هو يومي باستثناء يوم الجمعة . وان فرعنا في الحويجة وناشطاتنا دؤبين على الاستمرار في هذا العمل .




نشاطات أخرى في الحويجة

قامت النشاطات والنشاطون بزيارة الى فرع منظمتنا في الحويجه وذلك يوم الثلاثاء 3 تموز وقد تكون الوفد من كل من ماجد حميد واحلام طه والرفيقه ام اشرف والرفيقه ام حاتم والناشطه النسويه ليلى ياس وزينب عباس والرفيق عيدان عليوي وتضمنت الزياره الوقوف على اخر النشاطات والبرامج التي تم اعدادها لفرع الحويجه وكيفية العمل والمشاركه الفعليه لفرعنا وناشطاتنا في الحويجه من اجل النهوض بواقع المرأة هناك وايضا الوقوف على مشاركة ناشطاتنا في العمل التطوعي مع مؤوسسة الجيل لرعاية الاطفال المرضى في مركز العلاج الطبيعي هناك . وتم وضع برنامج عمل لفرعنا في الحويجه وعمل دورات ثقافيه ودورات صحيه وندوات ثقافيه من اجل ترسيخ اهداف منظمتنا ونشرها في المجتمع . وقد فرحنا عندما راينا التطور الحاصل لدى بعض الناشطات وكيفية مناقشتهن لمبادئ واهداف منظمتنا وتم الاتفاق على عمل ندوات ثقافيه شهريه وذلك من اجل رفع الواقع الثقافي للنساء في الحويجه وفي ختام زيارتنا التي استغرقت 6 ساعات .



الصفحة الثالثة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

حوار مع ينار محمد حول أوضاع المرأة في العراق




*ينار محمد ناشطة نسوية ورئيسة منظمة حرية المرأة في العراق. حاورها سنان أنطون لــــ موقع (Jadaliyya)

سنان أنطون: يكثر الحديث عن الحرب والاحتلال وتبعاتهما وآثارهما على أوضاع المرأة في العراق، دون الإلتفات، بما فيه الكفاية، إلى تأثير الحصار وسنوات العقوبات الاقتصادية بين ١٩٩٠ و٢٠٠٣. هل لك أن  تحدّثينا عن عواقب الحصار على العراق بما يخص أوضاع المرأة في العراق اقتصادياً واجتماعياً؟
ينار محمد: إن الحرب والاحتلال لم يحلّا  على مجتمع كان يعيش أوضاعه الطبيعية، بل على مجتمع كان يترنّح محاولاً الاستفاقة من ضربات طالته خلال عقد وأكثر من الحصار الاقتصادي، والتي تمت بموافقة مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة عندما قررت أن تعاقب مجتمعاً بأكمله بسبب قرار اتّخذه دكتاتور كان يستبد بذلك المجتمع.
إن فترة الحصار الاقتصادي نقلت أكثرية الجماهير في العراق من أوضاع مجتمع مرفّه إقتصادياً إلى مصاف المجتمعات المعدمة التي منع عليها الطعام والشراب والدواء وبقرار سياسي دولي. ولم تكن أرقام الأطفال العراقيين الذين فقدوا حياتهم بسبب هذه الاجراءات –مايقارب النصف مليون- كافية لمراجعة المجتمع الدولي لقرار كان بمثابة مجزرة جماعية يومية لمئات من الأطفال الأبرياء. كان المجتمع العراقي آنذاك بمثابة الضحية التي ظلت تتلقى الضربات من مجتمع دولي عمل كأداةً طيعة للسياسات الإجرامية للماكنة البرجوازية الأمريكية التي لم يهمها آنذاك إحصاء عدد قتلى الحصار الإقتصادي، قدر ما كان يهمها أن توفر الأجواء المناسبة لشن حرب على العراق لكي تحصل على أكبر قاعدة عسكرية لها في قلب الشرق الاوسط، وتسيطر على واحدة من أهم منابع النفط في العالم.
وكانت لهذا الحصار نتائج مدمرة ومتنوعة يصعب حصرها في نقاط قليلة، بيد أن بعضها كان عزل العراق عن العالم الخارجي والتسبب بنشر الأمية والحرمان وبالنتيجة دفع المجتمع إلى مواقع متخلفة؛ وفي نفس الوقت إفقاره إلى مديات لم يعرفها في تاريخه الحديث، بحيث أصبحت اللقمة والغذاء الجيد حلماً لمعظم العوائل العراقية، والأمراض يصعب علاجها بسبب عدم توفر الأدوية التي منعها الحصار الإقتصادي من الإستيراد تحت مبرر أنه يمكن استعمالها في صناعة الأسلحة الجرثومية المبيدة. وبسبب الحصار الاقتصادي الذي منع تصدير النفط والمنتجات الأخرى، تدهور الإقتصاد العراقي إلى درجة غير مسبوقة في تاريخه، بحيث انخفضت قيمة الدينار العراقي إلى  ٠،٠٠٣ بالمئة من قيمته قبل عقد وأكثر من الزمن. وبذلك تدهور مستوى معيشة العائلة العراقية بنفس القدر ولم يكن ممكناً لمائدة الأسرة العراقية أن تقدم ربع احتياجات أفرادها من الغذاء، ولذا تكاثرت بعض الامراض التي كانت منسية لما يقارب من النصف قرن من التاريخ الحديث.
وبالرغم من زيادة الرواتب التي كانت حكومة البعث تهبها بعملة مطبوعة من دون غطاء، أصبح معدل الراتب الشهري للأسرة العراقية لا يتجاوز الثلاثة دولارات، بينما كان يساوي ما يقارب الألف دولار في وسط الثمانينيات.
كان من الشائع منذ الثمانينيات أن المرأة العراقية تشكل ما يقارب من ٤٠ بالمئة من عاملي القطاع العام- أي من الوظائف الحكومية، إذ كان يتم توزيعنا أو بالأحرى تعييننا على الوزارات مباشرة مع تخرجنا من الجامعات. وكانت المرأة العراقية تتميز عن أقرانها من البلدان العربية في الشرق الأوسط بأنها الاكثر ثقافة وحصولاً على مستويات عالية من الدراسة. كما وكان معروفاً بأن في العراق النسبة الأعلى من النساء العاملات/ أي المستقلات اقتصادياً، مما جلب ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي قوة واقتداراً للمرأة العراقية بما لم يكن له مثيل في جغرافيا وتاريخ المنطقة.
بيد أن قرار الحصار الإقتصادي الإجرامي، قد اقتص من معظم انجازات المرأة العراقية، وضرب استقلالها الاقتصادي عرض الحائط، بل وجعلها حائرة بكيفية إطعام اطفالها ومعالجتهم من أمراض أتى بها الحصار، وترك نصف مليون امرأة منهارة بسبب فقدانها لوليد أو طفل لم يستطع تجاوز مصاعب عدم وجود الغذاء والأدوية والتي منعها المجتمع الدولي عنهم. قد لا يستطيع البعض ممن لم يزامن تلك الفترة أن يصدق بأن الأمم المتحدة تمنع الحليب عن الأطفال، أو الأدوية التي تمنع أمراض الأطفال الرضع، بالإضافة إلى كثير من مقومات الحياة التي لا يفكر بها الإنسان الذي يعيش في المجتمعات العصرية الحالية، إلا أن جيلنا الذي عانى من الآثار المدمرة للحصار قد شهد هذه الجريمة وعانى أطفالنا منها.
ومن النتائج غير المباشرة للحصار كان فرض جدار من العزلة على العراق، وترك المجتمع ضحية للفقر والجوع واستبداد الدكتاتورية والمجتمع الدولي في آن واحد، مما ترك الجماهيرعرضة للاستسلام للغيبيات التي قد تسند الفرد معنوياً وتساعده في تجاوز صعوبات حياته اليومية والتي لم يكن لها أي حل أو جواب في العالم الواقعي. وكل ذلك ساهم على تفشي الاستسلام للدين وللحركات الدينية المعادية للنظام البعثي الحاكم، والتي بدأت تبث افكارها وسمومها من الجوامع والحسينيات على كل من يبحث عن بديل للتعذيب اليومي الذي يعيشه من جراء الجوع والفقر والحرمان ومراقبة العوائل تتمزق والأفراد يعانون. كما واستغل النظام البعثي هذا النزوح إلى الدين بمثابة جواب لصعوبات الحياة، مما وفر له الغطاء للاستمرار باحتكار الثروات المتاحة بينما ترك الجماهير عرضة لمعاناة اقتصادية غير مسبوقة مما جعلها فريسة ضعيفة أمام الاستسلام للغيبيات. وكلّف الدكتاتور آنذاك المؤسسة الدينية الداعمة له ببث دعاية معاداة الغرب، وتصوير النظام البعثي كضحية للامبريالية الغربية.
وبعد أن كانت فترة السبعينيات وبعض من الثمانينيات فترة توجُّه شباب الجامعات وشباب الطبقة العاملة إلى التنظيمات السرية الثورية والحياة العصرية التي تدعهم يتمتعون بانفتاح العلاقات الانسانية بشكل يواكب أكثر مدن العالم تطوراً؛ مروا وخلال العقد التالي من التسعيينات بكارثة من الجوع والحرمان الناتج من الحصار الاقتصادي، مما دفع نفس ذلك الجيل إلى الجوامع ليسمع ما بامكانه أن يخاطب الغضب الجماهيري تجاه الحصار وتجاه الاستبداد. وبعد أن قام جيل بمعظمه بنزع الثياب العصرية وارتداء الدشداشة للتوجه إلى الجوامع، بدأ يتضح تخلف المجتمع بخطوات سريعة جداً تجاه كونه مجتمعاً اسلامياً مستسلماًَ للغيبيات، مما سبب تغييراً مدمراً وغير مسبوق في التاريخ الحديث للمجتمع العراقي.
وتزامن هذا التخلف المفروض مع فقدان مكتسبات كانت المرأة العراقية قد حصلت عليها في العقود السابقة، سواء في مكانتها الاجتماعية وكذلك في التشريعات التي كانت تضمن لها حقوقها وعدم تبعيتها للرجل. وانتشر آنذاك الحجاب كالفايروس وخاصة في ١٩٩٤ عندما اشتدت ظروف الحصار وأصبحت أقرب إلى المجاعة والعوز مما ترك المرأة ممزقة بين اطفال جياع ومجتمع يحاول استغلالها لكي تحصل على ما تطعم أطفالها به، أو عوائل تضحي ببناتها في زيجات لكي تضمن معيشة باقي العائلة. ولم يكن انتشار الحجاب سوى القشرة المرئية للتعذيب والمعاناة اليومية لملايين من النساء لإطعام أطفالهن والبقاء على قيد الحياة، وبدأت تنتشر آنذاك حالات عشائرية من قتل النساء لأسباب تخص الشرف العشائري. وكانت المعاناة على أشدها في الأسر التي فقدت الأب أثناء الحربين المتتاليتين، وأصبحت المرأة الأم هي المعيل، إذ أن الحرب العراقية الإيرانية وبعدها عاصفة الصحراء - حرب أمريكا على العراق، قد تركت ما يزيد عن المليون من النساء الأرامل المسؤولات عن عدة أطفال. وكان النمط المعتاد لهذه الأسر أن تكون قد باعت معظم ممتلكات دارها خلال السنوات الأولى للحصار وأصبحت تعيش في بيوت تخلو من مصادر الراحة، وكأنها رجعت في مستوى تطورها المعيشي نصف قرن الى الوراء.
هذه الظروف بمجملها كانت ظروف المرأة العراقية أثناء بدء الحرب واحتلال العراق عام ٢٠٠٣. وبعد أن كان التصور السائد بأنه لا يمكن أن يحل بالمرأة العراقية أسوأ مما حل من مآسي الحروب السابقة والحصار وتسييس الدين وطرد المرأة تدريجياً من المنابر العامة وترك تلك المنابر للعسكر والعشائر ورجال الإسلام السياسي. ومع ذلك كله، أثبتت أيام الإحتلال وسنوات الحرب الطائفية التي نتجت من الاحتلال، أن مصيراً أكثر سواداً كان ينتظر المجتمع ويعرض المرأة لأنواع جديدة من مظالم التي لم ترَها في تاريخها السابق.
س. أ: التعبئة الدعائية للحروب التي تشنها أمريكا استخدمت موضوع حقوق المرأة واستغلت معاناتها لتسويق فكرة الحرب وتصوير أهدافها على أنها نبيلة تهدف إلى تحرير المرأة “الأخرى” في مجتمعات أبوية محافظة. حدث هذا في أفغانستان وبعدها في العراق. لو أردنا رسم صورة عامة بخطوط عريضة، فما هي تبعات الحرب والاحتلال وكيف أثرا على أوضاع النساء في العراق بعد مرور عقد؟
ي. م: إن استغلال موضوع المرأة للتعبئة تجاه إطلاق الحرب الامريكية بالضد من العراق كان للاستهلاك الدعائي العام فقط؛ بينما كانت الـ"خبيرات الجندرية" العائدات للسفارات الامريكية والبريطانية يدعون النساء العراقيات للتعامل والتعاون مع رجال الإسلام السياسي الجدد وكذلك مع شيوخ العشائر بما يتناسب مع تقاليدهن. أي أن دعايتهم لتحرير المرأة العراقية لم تستمر بعد أن استقروا لاحقاً في المنطقة الخضراء؛ بل لقد تخلصوا من هذا الخطاب ليستبدلوه بعلاجات سطحية الطابع لا تمس الوضع الاجتماعي للمرأة العراقية، بل اكتفوا بمنجز الكوتا (٢٥ بالمئة من مقاعد البرلمان للنساء) والذي أتى بنساء اسلاميات معاديات للمرأة إلى الحكم. وكلما اعترضنا كان جوابهم بأن الأكثرية هي التي انتخبت الاسلاميين، اذن هم اختيار الجماهير وليس من يطلب مساواة المرأة؛ مما دل على أن إجراءً مجتزءاً كهذا لم يكن سوى غطاء لتنصيب واحدة من أكثر حكومات العراق كراهية للمرأة خلال تاريخنا الحديث. وكان الاحتلال بذلك حريصاً على تطبيق قانون الغاب، أو بالأحرى أن يروا من هو الأقوى والأكثر بطشاً في المجتمع (من أصحاب الميليشيات) ليقفوا بجانبه ضد الضعيف أو الذي يساعدون على إضعافه، من فئات النساء والتحرريين الذين رفضوا رفع السلاح خلال سنوات فوضى إرهاب المجتمع من كل حدب وصوب.
وتحققت أمنيات إدارة البيت الابيض خلال السنوات الأولى من الإحتلال، إذ كانت الغلبة في كتابة الدستور وفي إدارة المنابر العامة والإعلام كلها لصالح رؤوس الإسلام السياسي والذكوريين الذين يمجدون قيم العشائر. وأصبح تعامل الدستور مع المرأة عبارة عن محاولة شرسة لتكريس عبوديتها وتبعيتها للرجل بأشكال متعددة وحسب الديانة التي تتبع لها المواطنة. فإن كانت مسجلة مسلمة على الهوية، تسمح الدولة لزوجها أن يجمع معها ثلاث نساء أخريات في الزواج، وأن تكون ألعوبة بيد الرجل يطلقها متى ما شاء حتى ولو بتلاوة كلمات في الهواء. وإذا كانت مسيحية، فعندها تحرمها الدولة من حق الانفصال، وإذا كانت يزيدية، تتركها الدولة ملكية بيد أسرة زوجها يسجنونها كما يشاؤون خاصة لو ترملت، إذ أنها تعتبر ملكاً صرفاً لأسرة الزوج. وطالما راسلت منظمتنا نساء يزيديات مثقفات يصعب عليهن الوصول لباب الدار بسبب سيطرة أسرة زوجها المتوفي على مصيرها بالكامل. أما الجزء العربي من العراق، أي الوسط والجنوب والغرب فقد تدهورت أحوال المرأة فيه بشكل لم تشهده أية حقبة أخرى وظهرت ظاهرة الزوجة المهجورة (٢٠ بالمئة من نساء حوض الفرات الأوسط) والتي عادةً ما تكون الزوجة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو زوجة المتعة في مدن ما يشبه الفاتيكان الشيعي، حيث انتشرت تقاليد أشبه بتقاليد القرون المظلمة في أوروبا عندما كانت الكنيسة تحكم بالحديد والنار.
وهكذا وبعد حرب الاحتلال والتي سموها حرب التحرير للرجال والنساء، فقدت المرأة العراقية وبحكم الدستور الجديد أية استقلالية كأنسانة يدافع المجتمع عن كرامتها وحريتها بل وحتى سلامتها الجسدية. إذ تشجع المؤسسات الدينية الرجال من على منابرها بأن يتحكموا بنسائهم بالنهر والزجر والضرب والهجر وكأن النساء مصدر مستمر للرذيلة يجب حفظة داخل أحجبة وسجون منزلية تمنع شرورهم عن المجتمع. وتظافرت المؤسسة القضائية بتشريع كل ما بإمكانه إضعاف المرأة اقتصادياً واجتماعياً وإدارياً. إذ كانت هنالك بعض المسَلمات في العهود السابقة من مثيل تحكم المرأة بهويتها أو سفرها أو أملاكها كما تشاء، بينما تتدخل الآن مؤسسات الدولة لكي تطلب مستمسكات أو موافقة الزوج أو الأب أو حضورهما في معظم معاملات الهوية أو السفر أو نقل الملكية. كما ويتحفنا الإعلام الرسمي – فضائية العراقية - بخطب لمعممين يشرحون سبب زواج القاصر لكون مواصفاتها الجسدية مكتملة النمو، أو السخرية من"مضايقة" الزوجة الأولى في حال تزوج زوجها من الثانية، مما يوضح أن نظرتهم للمرأة أصبحت كمخلوق تابع للمجتمع الذكوري وقائمة على تلبية الحاجات الجنسية والخدمة وتربية الأطفال وفقط ولا غير. ولا ترقى المؤسسات الإعلامية النصف علمانية إلى مستوى أرقى بكثير؛ إذ أصبح مشهد الضرب العنيف للمرأة بضاعةً لترويج المسلسلات في رمضان وغير رمضان. والكل يعلم أن الدولة بامكانها منع هذه المسألة أو تحديدها إن أرادت.
كانت الايام المعدودة التي شعرنا بها بقيمتنا كنساء أثناء تظاهرنا في ساحة التحرير في بغداد خلال شباط وآذار ٢٠١١. وبالذات عندما أصبحت النساء هن اللواتي يمثلن الكتل الموجودة في الساحة وتؤخذ تصريحاتهن بجدية وتعرض على شاشات الفضائيات. ولم ينس الأمريكان ومؤسساتهم الإعلامية الموجودة في العراق أن يقوموا بالتعمية على السنة الكاملة من التظاهرات من قبيل اليوم المجيد ٢٥ شباط وبعده لأشهر عديدة- إذ تجمع خلال ذلك اليوم مئة ألف متظاهر بالرغم من كل تحذيرات الطبقة الحاكمة وكذلك فتاوى من يسمون أنفسهم بالمرجعيات. كما وأن الإعلام الغربي من قبيل السي إن إن لم يكترث بأن يغطي هذا الخبر إذ فكر الامريكان بأن صور هذه التظاهرات لن تخدمهم أمام المجتمع الدولي والذين يدعون أمامه بأن العراق تحرر وحلت فيه ديمقراطية تجري من تحتها الانهار.
س. أ: خلقت الحروب المتتالية والاحتلال والحرب الأهلية مجتمعاً يترسخ العنف في لاوعيه الجماعي وفي ممارساته وخطابه السائد؟ ما هي أهم تمظهرات هذا المناخ التي خبرتها من خلال عملك ومعايشتك؟
ي. م: إن تواجد مجاميع الرجال المدججين بالسلاح في الشارع وفي نقاط التفتيش الكثيرة، وتعاملهم الفظ مع المواطن أصبح أمراً معتاداً عليه؛ بل وينقل ثقافة كون الحكام يحكمون بالعنف إلى الاجيال الجديدة، التي ترى السبيل الوحيد لاقتدارها بأن تكون جزءاً من الجهاز الاستبدادي عوضاً عن الجهة المستلمة له. ولقد بدأ هذا الأمر منذ أيام الدكتاتور صدام حسين وجهاز البعث الاستبدادي، واستمر أيام الاحتلال الامريكي وعلى صعيد أوسع، إذ أن الدبابة الامريكية في شوارع بغداد كان يجلس عليها جندي اعتاد أن يهين المارة برمي قناني الماء عليهم. ولم يكن مسؤولاً فيما لو صدمت الدبابة المارة أو السيارات المدنية، بل وكانوا يضعون لافتة التحذير من عدم الاقتراب لخمسين متر منهم وإلا فهم يرمونا بالرصاص حتى لو كنا أمام بيوتنا، بينما كانوا يتجولون نهاراً وليلاً في شوارعنا على دبابات مهمتها قتلنا وفرض أنفسهم بالعنف علينا. ويبدو أن تكرار المشهد لسنوات تسع متتالية عزز مفاهيم ومظاهر فرض العنف والسيطرة، بما فيه الملبس العسكري وقصات الشعر المسماة بالمارينز والتي اصبحت متبعة من خلال الشباب لفترة ما. 
ولعل أقسى إرهاب شهده المجتمع خلال فترة الاحتلال كان هجوم الميليشيات الشيعية الحاكمة ولفترة تجاوزت السنتين على المناطق المعروفة بكونها سنية الطائفة، واعتقالها للشباب وقتلهم بعد ترك آثار الحفر بالدريل الكهربائي عليهم. وفي كثير من المناطق كانت تتبع حملات كهذه اعتداءات جنسية ضد النساء اللواتي بقين وحيدات في المنطقة بسبب اعتقال أو قتل الأب أو الأخ. وهذه بحد ذاتها كانت سابقة قي المجتمع العراقي لم تعرفها الذكرة الحية أو تذكر كتب التاريخ أي مثيل لها منذ بدء الكتابة. وظلت مئات الآلاف من حالات التعدي الحاصلة تحت عيون جيش الاحتلال وبتشجيع منه في طي الكتمان، ولم تسمح هذه السنوات بالكشف عنها بسبب كون الدماء الجارية لا زالت حارة، وبسبب احتمال تكرار نشوب الحرب الطائفية احتمال قائم.
وبعد أن قامت العملية السياسية بمكافأة قادة الميليشيات من الصوبين الشيعي والسني والتجمعات القومية والإثنية والدينية الأخرى، انتقل الصراع إلى داخل البرلمان ولكن ليس لفترة طويلة. إذ أن هذه الميليشيات أدركت بأن ثقلها السياسي الوحيد ناتج من قدرتها على البطش والإرهاب. واستمرت التفجيرات في كل مفصل سياسي تختلف فيه كتلة مع أخرى، مما أنتج لنا الاربعاء الدامية في البداية، ولكن لم يقتصر الموضوع على يوم الأربعاء فقط بل امتد ليشمل كل أيام الأسبوع التي شهرت حوادث دامية وبشكل مريع. ويستمر مسلسل العنف إلى هذه الاشهر دون توقف، حيث قتل أكثر من مئة مواطن عراقي في التفجيرات خلال يوم واحد، ولم يعتبر اكثر من خبر عادي تبثه أجهزة الإعلام.
وبنفس المنوال انتشر العنف الحكومي والميليشياتي ليصبح أيضاً جزءاً من المشهد المجتمعي بل وحتى المنزلي، حيث أصبح ضرب النساء داخل البيوت ممارسة معتادة تشجعها عقلية الطبقة السائدة سواء من خلال المنابر الدينية أو الأجهزة الإعلامية المغرقة في الذكورية. ونواجه في منظمة حرية المرأة نداءات استغاثة من مئات النساء سنوياً ممن يعانين من عنف مفرط تصعب معه حياتهن. تتصل بعضهن عبر الإنترنت، ولا يقتصر ذلك على شريحة معينة، ولكن يزيد في العوائل التي لديها أبناء تحولوا إلى مسؤولين وبعد أن كانوا في تنظيمات الميليشيات.
وليس من قبيل المفاجأة أن تتصل بنا أستاذة جامعية لا سبيل أمامها لضمان سلامتها البدنية وتطلب منا الإيواءـ علماً منها بأن مؤسسات الدولة من قبيل الشرطة (لدى الدولة ما يزيد عن خمس عشرة مؤسسة أمنية) أو غيرها لن تقدم لها أية حماية، ولكن سوف تعيدها إلى الدار التي حياتها مهددة بداخلها دون أية محاسبة للرجال الذين تراهم الدولة "قوامين" على النساء.
وصادفتنا حالة إسراء فتاة بعمر أربعة عشر عاماً التي أخفقت في أن تكون خادمة مثالية لزوجها وأهله، ولذا فقام الزوج الذي يكبرها سناً بعشرين عاماً بربطها على الكتائب المعدنية لشباك ولم يتردد بتعذيبها بضربها بقابلات، أسلاك معدنية على كل جسدها، ومن ثم حرق أطرافها بسجائر مشتعلة. ولم يرَ الزوج أو أهله أو أي من الجيران الذين سمعوا صراخها باستمرار أي تجاوز من الرجل الذي من "حقه" تأديب الزوجة. وحتى ولو كان أحدهم قد اتصل بالشرطة فان إجابة الضباط كانت ستكون بانه شأن عائلي لن يتدخلوا به. ومن الجدير بالذكر أن قانون العقوبات العراقي وعوضاً من أن يدافع عن الزوجة، يدافع عن حق الزوج بتأديب زوجته وذلك بالفقرة ٣٩ والتي لا تزال سارية المفعول الآن.
تحصل هذه الاعتداءات يومياً دون أن يخاطبها القضاء أو مؤسسات الأمن والشرطة أو المؤسسة التشريعية. بل أن مؤسسة الشرطة المجتمعية التي أسسوها لهذا الغرض كانت منشغلة بأخذ صور للمتظاهرات في ساحة التحرير لغرض إيصالها الى الاستخبارات التي تخطف المتظاهرات وتعذبهن، كما حصل لناشطة منظمتنا آية اللامي في أيلول الماضي. كما أن كافة مقرات الشرطة في بغداد وصلتها صورنا وكانت جاهزة في انتظارنا أثناء مراجعتنا لقضايا عنف تخص النساء في الأشهر اللاحقة.
س. أ: أحد أهم المشاكل التي انتشرت في السنين الأخيرة هي وجود شبكات للاتجار بالنساء والفتيات في العراق تعمل داخل العراق وفي المنطقة. هل لك أن تحدّثينا عن الظروف التي ساعدت على ظهورها وديمومتها والجهود التي تقوم بها بعض المنظمات لمحاربتها؟
ي. م: سببت أوضاع الاحتلال الأمريكي الشلل في الاقتصاد العراقي وفي معيشة أفراد المجتمع بسبب تجميد كل مرافق الدولة والوزارات والمنشآت حيث كانت الملايين من النساء موظفات ويعلن أسرهن من هذا العمل. وسببت أوضاع تجميد الاقتصاد العراقي ترك الملايين من الجماهير دون مورد للسنوات العديدة الأولى من الاحتلال، مما أدخل المجتمع بحلقة مروعة من فقر مدقع غير مسبوق، وبطالة مفروضة على الجميع.
في بلد زاد فيه عدد الأرامل عن المليوني أرملة ويقابله أيضاً ما يزيد عن المليوني يتيمة حرب، وجدت هذه الملايين من الأناث نفسها تتحول إلى بضاعة يتم المتاجرة بها لإمتاع طبقة مستغلة جديدة نشأت مع الحرب من رؤوس وأفراد الميليشيات، وتجار المشهد الديمقراطي الأمريكي الجديد.
كما وأن مساعي أسلمة المجتمع بدأت تشجع ظاهرة الزوجة الثانية والثالثة والرابعة وكذلك زواجات المتعة اللامحدودة للذكور والتي حولت شريحة كبيرة من يتيمات وأرامل العراق إلى محظيات لأبطال السلب والنهب ومجازر الحرب الطائفية. كما وظهرت ظاهرة جديدة لم تكن مألوفة في العقود الاخيرة؛ ألا وهي تزويج الأحداث بل والأطفال الإناث دون الاهتمام بقانون الحد الأدنى لزواج الانثى دون موافقة ولي أمرها، والذي كان عمر الثامنة عشرة للأنثى. ولعل ذلك انتشر أكثر بعد تاسيس المحاكم الشرعية الإسلامية في مدينة الصدر والمدن الجنوبية، حيث حلت هذه المحاكم محل محاكم الدولة وحلت الشريعة محل قانون الأحوال الشخصية لعام ١٩٥٩. وزاد الطين بلة كون الدستور الجديد الذي تم فرضه على المجتمع عام ٢٠٠٥ فسح المجال لمحاكم الشريعة بأن تضطهد النساء كيفما تشاء، تحت فقرة ٤١ التي نصت على أن "العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية، حسب ديانتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم ..." وكأن بنت عمرها ١٢ سنة تستطيع أن تختار قانوناً يصون ويحمي طفولتها بالضد من ذكور العائلة الذين قرروا تزويجها سواء الأب أو الأخ أو العم.
تسببت أوضاع الفوضى والعنف الميليشياتي والأسلمة المفروضة وتعملق المؤسسات الاسلامية وأحزابها وجيوشها غير النظامية باستحداث مجتمع أشبه بالقرون المظلمة التي حلت في اوروبا حيث كانت الكنيسة تحكم بكل ظلم، وحيث لم تكن لحياة الانسان وحقوقه أية أهمية أمام هيمنة الكنيسة ومحاكم التفتيش. وفرضت استقطاباً طائفياً كذلك على مجتمع لم يكن يعترف بهذه المسألة كتفرقة بين البشر. وبنفس طريقة محاكم التفتيش العائدة للقرون المظلمة، بدأ التابعون لطوائف أخرى يتم قتلهم بطرق بشعة وظهرت جيوش دينية من قبيل جيش المهدي وعصائب الحق وغيرها من الذين أصبح الدريل الكهربائي والبلوك الكونكريتي إحدى وسائلهم المفضلة في القتل.
وكما كانت المرأة في القرون المظلمة واحدة من إثنتين: إما وسيلة للإنجاب مما يجعلها سجينة الدار وخدمة الرجل وملكيته ومنجبة لأولاد يساعدونه في عمله، أو أن تكون وسيلة لمتعة الرجل وتصبح بذلك بغية يستعملها الرجال كما يشاؤون ويمتلكونها وقتياً بمبلغ من المال ويتصرفون بها كما يشاؤون إذ لن يطالب بها وبسلامتها أي أحد. وفي الحالتين، فان المرأة كانت تعتبر مجرد وسيلة للحصول على الأطفال والخدمة او المتعة، ويمكن تغييرها أو استبدالها أو حتى التخلص منها في حال عدم أدائها الغرض المطلوب منها. وبنفس المنوال أصبحت المرأة العراقية في ظل المؤسسة الاسلامية والديمقراطية الامريكية الموهومة، إما واحدة من الزوجات الأربع للرجل، أو بغية يتم استغلالها لمتعة البرجوازية دون أن يكون لها أية حقوق حتى بضمان حياتها. وظلت شريحة كبيرة من الأرامل وغير المتزوجات يعانين من فقر مدقع لقلة توفر فرص العمل، أو لمصدر العيش، وذلك في واحدة من أغنى الدول ذات أعلى احتياطي نفطي في العالم. إن إبقاء الاكثرية مستضعفة ومحرومة اقتصادياً لم يكن سهلاً لولا إطلاق يد المستغلين والمحتكرين لتغيير السياسات الاقتصادية للعراق لتكريس رأسمالية تقوم على أساس اللامساواة والحرمان الاقتصادي للاأكثرية السائدة. وبالرغم من أن ذلك يشمل المجتمع برجاله ونسائه، بيد أن معاناة النساء مضاعفة عن الرجال بسبب تكريس قوانين المؤسسات الدينية التي تشجع على استعباد النساء والتحديد من استقلالهن الاقتصادي، وتجعلهن كذلك محل شك من ناحية سلوكهن ومظهرهن الاجتماعي. إذ كلفت حكومة المالكي وزيرة المرأة بأن تسن قرارات تمنع الملبس العصري للمرأة وتفرض الخرق البالية والتاريخية عليها. بل وحتى تدخلت بنوع الحذاء الذي يجب على النساء ارتداؤه. كما يتدخلون في هذه الايام بفرض طقوس الصيام والسير للمراقد في كل شهر وصرف الملايين من الدولارات من ميزانية الدولة على إطعام السائرين ودون أن يأخذوا رأي الجماهير بذلك.
أما عن موضوع الاتّجار بالنساء فلقد كانت منظمة حرية المرأة سباقة في اثارة هذا الموضوع ولوضع البرامج لتوفير الفرصة لبعض الفتيات اللواتي يردن بناء حياتهن من جديد بعيداً عن البغاء. وأبلغنا المجتمع بواجبه للتصدي لهذا الوباء الذي يجب أن لا يحل في دولة غنية كالعراق. وكانت النتيجة أن الدولة شنت حملة بالضد من منظمتنا على شاشات الإعلام الرسمي، فضائية العراقية، واسمتنا بـ "... اولئك الذي يحقّرون المرأة العراقية". إذ شعر قادة العهد البرجوازي الإسلامي الأمريكي في العراق بأن حملتنا لمحاربة البغاء والاتجار بالمرأة كونها تهز ركناً من أركان عروشهم التي تقوم على أساس المتعة واستغلال النساء كمحظيات يستبدلونهن في كل ليلة بينما يحتفظون في بيوتهم بالزوجة الأولى والثانية أو أكثر.
لم تجرؤ باقي المنظمات النسوية علي الانضمام إلى حملتنا في البداية وخاصة بعد أن شهدوا عدوانية الدولة معنا، إذ عرضوا وجه ناشطتنا النسوية دلال الربيعي محاطة بدائرة سوداء وكأنهم يعرضون وجه إرهابي. ولكن غيرت المنظمات النسوية سياستها لاحقاً وبدأت تتجه بنظرها الى هذه المعضلة وتعترف بها يوماً بعد يوم. ولقد شهدنا في تلك الأيام العصيبة والتي حاربتنا الدولة فيها بأن الناشطات النسوية نوعان: أما ناشطة مناضلة تضع نصاب عينيها أنها ستواجه الدولة بمؤسساتها من أجل إنقاذ المرأة، أو ناشطة حكومية تفضل أن تدافع عن حق الدولة بالاحترام حتى ولو كان ذلك على حساب حياة وكرامة المرأة، وبالنتيجة تقوم هذه الناشطة بممارسة العنف ضد المرأة ومنظمات المرأة عندما تتهمنا بالكذب والمبالغة وكافة الاتهامات الاخرى. وحدث ذلك من قبل برلمانيات وكذلك نساء موظفات في المكاتب المحلية لمؤسسات الامم المتحدة.
بعد نضال سنوات عديدة في موضوعة الدفاع عن المرأة المتاجر بها، اضطرت الدولة أن تلتفت إلى هذا الموضوع وأن تقوم بالتوقيع على قانون (مكافحة الاتجار بالبشر) رقم ٢٨ لسنة ٢٠١٢، الذي جرم بموجبه – لأول مرة في العراق – فعل الاتجار بالبشر ، فكان خطوة هامة في طريق المساهمة في الجهود الدولية للوقوف بوجه هذه الظاهرة الخطيرة، بالرغم من وجود بعض النقوصات في هذا القانون من قبيل إيقاع العقوبات بمجرمي الاتجار.
وتظل مسألة وجود شريحة واسعة من الإناث في العراق ممن أصبحن شريدات وضعا شاذاً اجتماعياً، ولا تعترف الدولة بمسؤوليتها عنهن بأي شكل من الأشكال، بل وحتى لا تكترث بتزويدهن بهويات ومستمسكات رسمية. وتتعامل منظمة حرية المرأة مع هذه الضحايا بشكل يومي، وتخطط الآن لحملة جديدة للنهوض بواقعهن وفرض قضية اعتراف الدولة بهن من قبيل تزويدهن بأوراقهن الرسمية.
س. أ: ماهي أهم الإشكاليات والعوائق القانونية والدستورية التي تنتهك حقوق المرأة في العراق وتحرمها من حقوقها المشروعة؟ كيف يتعامل النظام القائم مع هذا الموضوع؟
ي. م: الدستور برمته إشكالية أمام الحقوق الاجتماعية للمرأة اذ يسعى لجعل المرأة شخصاً تابعاً للرجل في كل جوانب الحياة. وعلى العموم يقوم بذلك من خلال تسليط الشرائع الدينية بالضد من القوانين المدنية المعمول بها سابقاً في العراق من قبيل قانون الاحوال الشخصية. وتمت كتابة الفقرة ٤١ في الدستورلتكريس تبعية المرأة للرجل حسبما قررته الاديان. وقد كتبت هذه الفقرة بعبارات منمقة يحاولون بها إظهار حرية المواطنات باختيار مراجعهم في الأحوال الشخصية، إلا أن هذه الفقرة في حقيقتها أضفت الشرعية الكاملة على محاكم الشريعة الإسلامية التي بدأت ومنذ ذلك اليوم تتحكم بحياة الملايين في وسط وجنوب العراق وبشكل يتعامل مع المرأة بنفس مفاهيم القرون المظلمة التي تتعامل مع النساء كمجرد أوعية مملوكة لإنتاج الاطفال، أو أدوات لضمان متعة الرجال شرعياً مع الزوجة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وزوجات وقتية إضافية في بعض الطوائف. بحيث كلما كبرت المرأة قليلاً بالعمر يتم استبدالها بأخرى أصغر منها، وكأنها بضاعة مستهلكة. وذلك يعكس نظرتهم للمرأة بمثابة مادة أو شيء يتم اقتناؤه واستعماله مثل أية بضاعة استهلاكية أو أثاث منزلي.
ولقد حرصت دولة ما بعد الاحتلال أن تقتص حتى من المنجزات الضئيلة للمرأة العراقية في تاريخها الحديث. إن فرض محاكم الشريعة الاسلامية وكذلك الأعراف العشائرية المعادية للمرأة هي الاخرى مثال صارخ لذلك ولكن ليس الوحيد. إذ أن حق المرأة بالسفر أيضاً تم تحديده بابتداع قوانين جديدة، كان أولها سفرها مع محرم، وعندما ثارت نساء العراق على هذا القانون، تم تثبيت إجراءات للحد من حرية المرأة بالتحرك بحيث لا يتم استخراج جوازات السفر دون موافقة الأب او الزوج، حتى لو كانت المرأة طبيبة او وزيرة او قائدة مجتمع. كما وبدأ الزحف والاقتصاص من حق المرأة بالملكية وتم تثبيت حقها بالميراث بنصف ما هو للذكر، بل وحتى لا يمكن للمرأة أن يكون لديها بطاقة تموينية (إحدى بقايا إجراءات فترة الحصار الاقتصادي) إلا اعتماداً على بطاقة أخيها أو أبيها.  وبذلك قاموا بالحد من أي حرية تصرف للمرأة دون علم وموافقة ذكور عائلتها.
ومختصر تعامل الدولة العراقية الحالية مع المرأة هو تشريع قوانين تبعية المرأة للرجل ومنع حقوق المواطنة الكاملة منها، بينما تطلب منها كل الواجبات التي تطلبها من الرجال. وأصبح التمييز ضد المرأة او بالاحرى تحقيرها سمة لديمقراطية ما بعد الاحتلال. وبما أن حرية المرأة هي مقياس لتحرر المجتمعات، فإن عبودية المرأة في الحقبة السياسية الحالية إن هي إلا رمز لعبودية مجتمع يرزح تحت قيود اجتماعية واقتصادية مهولة فرضها النظام السياسي خليقة الاحتلال الامريكي.
وتظل قوانين التغطية على القتل غسلاً للعار، تأديب الزوجة، زواج المغتصب من المرأة التي يغتصبها قوانين نافذة وتحرص الدولة العراقية على المحافظة عليها لغرض إبقاء نصف الجماهير في حالة شلل اجتماعي وتهميش وضمان تقوية نصف المواطنين بالضد من النصف الآخر تحت سياسة فرق تسد.
أما مؤسسات الشرطة والنظام القضائي والسجون فتحتاج إلى إصلاح شامل، لا يمكن أن يحصل أثناء حكم أحزاب الميليشيات الإسلامية والقومية العربية والكردية في العراق؛ إذ تمت تقوية كل يمين المجتمع بأكثر أجزائه المعادية للحريات وللانسان، بينما حرص الاحتلال على تهميش قوى اليسار والتجمعات التحررية للمرأة والشباب والعمال.
س. أ: ماهي خارطة العمل النسوي في العراق؟ ما هي أهم وأبرز المنظمات التي تأخذ علي عاتقها الدفاع عن حقوق المرأة؟
ي. م: مثل كل الحركات النسوية في العالم، الخارطة العراقية متنوعة الأجزاء بدءاً من أقصى اليسار التحرري فيها والمتمثل بتجمعات منظمة حرية المرأة في العراق، إلى تجمع اليسار التقليدي من قبيل جمعية أمل وجمع المنظمات المحيطة بها، إلى جمع من المنظمات الليبرالية والتحررية والعلمانية من أمثال جمعية نساء بغداد وتمكين المرأة وغيرها وينتشر التوجه القومي العلماني كخلفية سياسية للبعض منهم، وانتهاءً بجمع من المنظمات اليمينية الإسلامية والتي يتم دعمها بشكل مباشر أو غير مباشر من الجمهورية الاسلامية في إيران من امثال منظمة بنت الرافدين. والتي تسعى الى أسلمة المجتمع من خلال برامجها وعملها.
ومثل كل الحركات النسوية في العالم اجمع، تمر بعض الفترات التي يستحيل فيها التوحد على أهداف واحدة وذلك بسبب الاستقطاب السياسي العالي في المجتمع؛ بينما نمر الآن بفترة مراجعة للسنوات السابقة وبروز رغبة في توحيد العمل النسوي وعدم السماح بالعناصر التي شتتت التوحيد هذا في السنوات السابقة. وغالباً ما كانت هذه العناصر السلبية تعمل يداً بيد مع المؤسسات البرجوازية المحلية والعالمية لغرض منع التضامن النسوي من أجل القضايا الموحدة.
تعمل منظمتنا الى جانب ثمان منظمات أخرى حالياً وبدعم من مبادرات نسوية مستقلة اوروبية لوضع خطة شاملة لكتابة مقترح لغرض تغيير سياسات الدولة تجاه المرأة، مما يسمى بـ"مبادرة ١٣٢٥ لخطة التفعيل الوطنية" وذلك لغرض مخاطبة الحكومة بناء على بعض مقررات الامم المتحدة لإشراك المرأة أو الدفاع عنها في مناطق النزاعات المسلحة -القرار١٣٢٥. إن التفاتة من هذا النوع جديدة وأولى لمنظمة حرية المرأة والتي اعتادت أسلوب التحدي والتظاهر والضغط تجاه فرض الاصلاح على القوانين والممارسات الحكومية. وبالرغم من كوننا منظمة ثورية، إلا أننا نؤمن أن العمل تجاه إصلاح أوضاع النساء من شأنه أن يقوي هذه الشريحة لكي تصبح أكثر قدرة على العمل الثوري. وقد سعينا بالدفع تجاه تقوية الظروف الثورية إلى الامام خلال أشهر تظاهرات ساحة التحرير العراقية، الا أنه بعد قمع الحكومة لها، رجعنا إلى مواقعنا مجبرين وإلى العمل الروتيني الذي يحافظ على مواقعنا داخل الساحة النسوية وبامكانه أن يجلب بعض التطوير لأوضاع المرأة في العراق.
وعدا عن ذلك، تنهمك منظمتنا بالسعي لإنقاذ المرأة من المهالك التي تسمح بها الدولة أو تقوم بتنفيذها أحياناً دون اكتراث، إذ أننا انشأنا عدة دور إيواء للمرأة من العنف المنزلي والمجتمعي ومن القتل غسلاً للعار، كما أننا نسعى لمخاطبة النساء من ضحايا الاتجار بالبشر ونعرض عليهن سكناً آمناً بعيداً عن عصابات البغاء. وتتميز منظمة حرية المرأة عن منظمات اليسار التقليدي أو المنظمات الأخرى بأنها تتعامل مع النساء اللواتي لفظهن المجتمع على أنهن "زانيات"- ولا توجد هذه الكلمة في أدبياتنا، بل إننا نحرص على التعامل بأعلى احترام معهن كضحايا عنف مجتمعي وأيديولجي منظّم من قبل عصابات الاتجار بالنساء من جهة، وكذلك من قبل المؤسسة الدينية والسلطوية الحاكمة من جهة أخرى؛ سواء النساء الهاربات من بيوت البغاء أو من العنف العشائري الذكوري ، وكذلك فئات المثليين والمثليات الذين تعرضوا لحملة إبادة وقتل في السنوات الأخيرة. ولدينا قناعة راسخة برفض أي تجريم للانسان تبعاً لظروفه الاجتماعية التي تدفعه لبيع الجسد أو ظروفه العضوية التي تقرر توجهه الجنسي، أو الفخ الذي تقع فيه الفتيات اللواتي يتركن عوائلهن بحثاً عن الحب، لتتلاقفهن عصابات البغاء.
 وبالرغم من محاربة الدولة لنا بكافة الطرق من قبيل عدم الموافقة على فتحنا لبيوت الإيواء وكذلك عدم الموافقة على منحنا الإجازة للعمل ولغاية اللحظات التي نكتب فيها هذه الأسطر، إلا أن إصرارنا على العمل النسوي النضالي أثبت كونه أقوى من كل القمع الذي يعرضونا له. وبالرغم من تغير الحكومات الواحدة عقب الاخرى، نستمر نحن في عملنا النضالي ونخلق النموذج المشرق لمجتمع يحترم المرأة ويمسك بيدها لتتطور خلال معارك نضالية وسياسية تجاه مجتمع المساواة. وتشهد بيوتنا في بغداد وسامراء على تحول عشرات من النساء تحولاً ثوريا بعد أن يشعرن بالطمأنينة والسلامة، ويصبحن هن بدورهن المدرّبات الثوريات لصف جديد من الفتيات اللواتي يرغبن في التطور ليصبحن قائدات مجتمع.
س. أ: غالباً ما يتم تصوير الوضع في كردستان العراق بإيجابية مبالغة في الصحافة الغربية فيما يتعلق بالازدهار الاقتصادي وما يتعلق به؟ هل يمكن أن تحدثينا عن التحديات والمشاكل التي تواجه النساء الكرديات؟
ي. م: ما يصفونه بالإزدهار في إقليم كردستان العراق هو مجرد ثراء فاحش لطبقة حاكمة تتشكل من حزبين قوميين كرديين وشق ثالث جديد لا يختلف أيديولوجيا عنهما، بينما تعيش الجماهير حالة من انعدام الأفق والصعوبات الاقتصادية وانعدام فرص العمل؛ مما فرز المجتمع إلى طبقة مستغلّة تعيش في قصور على تلال مدنهم الرئيسية، وإلى أكثرية ساحقة ترسل أولادها الى خارج العراق وبالذات إلى اوروبا لكي يعملوا ويرسلوا مواردهم المحدودة إلى أهاليهم. لقد تكرست طبقة رأسمالية حاكمة في كردستان العراق تتحكم بكل الثروات وتبنى القصور، فإن كان التفاوت الطبقي والهوة الطبقية المخيفة لا تهم الإعلام الغربي الذي يركز على ثروات الحكام في القصور وانعكاسات رساميلهم في الشوارع التجارية، فذلك يتضمن ازدواجية في المعايير. إذ كانت الطبقة البرجوازية الحاكمة في العراق أيام البعث العربي وعلى رأسها صدام حسين تتمتع بنفس هذه الثروات وكانت الأوضاع هي نفسها. وقد تكون الأوضاع الاجتماعية مختلفة بعض الشيء في محافظة السليمانية من ناحية الحريات المحدودة والمكتسبة عن طريق نضالات الجماهير، ولكن في اربيل- عاصمة الاقليم- لا تختلف ممارسات عشيرة البرزاني عن عشيرة صدام التكريتي خلال العقود السابقة. وأصبح من المعتاد سماع أخبار اغتيال مخابرات البرزاني لمن يتحدى سطوته وسلطته، ومن أهم الامثلة لذلك اغتيال الشاب الكاتب سرشت عثمان قبل عامين لمجرد كتابته بسخرية حول أسرة البرزاني.
النساء في كردستان يعشن أوضاعاً صعبة للغاية. وبالرغم من تمتع نخبة قليلة في داخل المدن بوظائف إدارية مجزية في حكومة الأقليم، إلا أنه تظل أكثرية النساء الكردستانيات في أوضاع فقر وتخلف وحرمان من التعليم، في ظل عشائر تتمسك بعادات معادية للنساء وتنظر لها نظرة دونية. وبالرغم من تشريع قانون في كرستان يهدف إلى تجريم قتل المرأة غسلاً للعار، إلا أن العشائر تلتف حول هذا القانون وتجبر النساء على الانتحار لأسباب اجتماعية تخص العلاقات العاطفية والوجدانية والتي هي حق أساسي للبشر. وتظل تقارير حقوق الانسان تصعق الرأي العام باعداد النساء المقتولات غسلاً للعار في كردستان، مما يقترب من كونه إبادة جماعية للمرأة. ولا أعتقد أن أوضاعاً كهذه يمكن تسميتها بالازدهار بأي شكل كان، إلا إذا كان المقصود بالازدهار أرقام المبالغ في أرصدة الطبقة الحاكمة وعلى حساب دماء وألم وحرمان الجماهير.
س. أ: هل يمكن أن تحدثينا عن الأعمال والمشاريع التي تقوم بها منظمتكم والتحديات التي تواجهها؟
ي. م: نعتبر أهم مشروع لنا فتحنا لدور إيواء النساء، والذي يمر بعامه الثامن ونفتخر كل الافتخار بان بيوتنا هذه قامت بتقوية دفعات من النساء الشابات وزيادة وعيهن السياسي، مما جعل أهم النساء المشاركات في تظاهرات ساحة التحرير العراقية لعام ٢٠١١ من خريجات دورنا للإيواء. وذلك جعلنا نتوصل إلى نقطة ومفادها، أن المرأة العراقية لا تنقصها الثورية أو الجرأة، إنما هي تحتاج أن تتحرر من القيود الذكورية العشائرية المحيطة بها كخطوة أولى قبل أن تتجه للعمل السياسي الثوري وتبدع به كقائدة مجتمع؛ وعندئذ لا يكون أداؤها أقل من الرجال بأي شكل، إذ كانت خريجات بيوتنا يفتحن صفحات الفيس بوك لمجاميع من الشباب ويوجهونهم بنظرة قيادية أيام تظاهرات ساحة التحرير.
كما ومن مشاريعنا الاخرى الاتصال بنساء مستضعفات في ظل عصابات الاتجار بالنساء، أو الاتجار بالبشر، وعرض فرصة أو بديل ثان لحياة العبودية والاستغلال الجنسي التي يعانين في ظلها، وتعويضهن بحياة جديدة في أوساطنا وفي بيوتنا. ولقد فوجئنا في السنة الاخيرة أن بعض الشركات الخاصة في العراق بدأت تستورد النساء من دول إفريقية كعاملات تنظيف منزلي واللواتي يجدن أنفسهن عرضة لاستغلال جنسي دون قدرة رفع الشكوى إلى الشرطة التي تقوم باستغلالهن من جديد، ولذلك قامت منظمتنا بإنقاذ العديد من النساء الأفارقة من المنازل وإرسالهن الى بيوتهن في بلدانهن، وكان ذلك بالتعاون مع منظمة الهجرة العالمية.
وبدأنا مؤخراً بمبادرة جديدة لإيواء وتمكين المثليين والمثليات وخاصة بعد حملة القتل المنظم التي قادتها الميليشيات القريبة من الدولة ومنذ اليوم المشؤوم ٦ شباط ٢٠١٢. ولذا فان منظمتنا مصرّة على فتح الابواب أمام احترام المثليين في العراق.
كما ونقوم ببثنا الاذاعي على إذاعة المساواة 103.8FM الخاصة بمنظمة حرية المرأة في العراق، والتي ننظر لها بمثابة مكبرتنا الصوتية لإيصال أفكارنا المساواتية والتحررية إلى أقاصي المجتمع. ونحرص من خلالها على الترويج للاشتراكية وللمساواة الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على حرية المرأة والفئات الجندرية الأخرى المتنوعة ومن ضمنها المثليين والجنس الثالث أو الوسطي. وفي إذاعتنا فقرات يومية توصل أصوات ضحايا العنف إلى المجتمع هادفة أن تجلب تغييراً في النظر إلى قضية المرأة وهادفة للتقليل من ذكورية المجتمع ودفعه إلى مواقع ومفاهيم أكثر تحررية. كما وأننا لا نتخوف من الخوض في مسائل سياسية وفي نظرتنا نحن للايديولوجية التي يمكن أن يعيش الانسان بسلام وحرية في ظلها؛ ولذا فإن الطروحات والشخصيات الاشتراكية والتقدمية والعمالية لها مساحة واسعة خلال ساعات بثنا.
ويظل مشروعنا القديم من قدم الاحتلال والحرب، أي جريدة ”المساواة“ والتي صدر أول عدد لها في نيسان ٢٠٠٣، من المشاريع الأكثر طلباً من قبل جمهور المثقفين في العراق. وتنضم له شخصيات نسوية شابة وخاصة في فترة ما بعد الثورات العربية والتي كسرت حاجز الخوف لدى شباب ونساء العراق والعالم العربي اجمع. 
وكذلك أيقننا خلال عام ٢٠١١ من الثورات العربية بأن عملنا الاساس هو بناء ذلك الجزء الراديكالي التحرري من حركة نسوية سياسية لا تكتفي بالإصلاحات وإنما ترى في نفسها قيادة لحركة ثورية تسعى لتغيير الاوضاع وإرساء مجتمع المساواة الاقتصادية والاجتماعية، ونرى في تشكيل جمع من النساء اللواتي تتمثل فيهن هذه الرؤية وزيادة أعدادهن بحيث يصبح حضورهن وتأثيرهن واضحاً في المجتمع أقصى طموحنا. ومن الجدير بالقول أن هذا الجمع يرى حرية المرأة جزءاً لا يتجزأ من تحرر المجتمع، ولن يرضين بثورة أو أي تغيير سياسي لا يضع المرأة في أجندته ومن اليوم الأول.