جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Wednesday, October 10, 2012

إفهمي القرآن و إخلعي الحجاب فهو ليس فرضًا دينيا بل تصنيفٌ طبقيّ





الدكتور خالد منتصر

لم يعد سراً أنَّ الحجاب قديمٌ في البشريّة, وفي منطقتنا العربيةِ تحديداً. وأنه - كان- للرجالِ كما للنساء.

وإلى عهدٍ قريب, كان خروجُ الرجل من داره "مفرِّعا" - أي من دون غطاء يسترُ فَرْعه والفرْع هو الشَّعر- عارة. ومنذ ان تمديَنَت الناس وتحول الذكور الى الطرابيش، فإنه صار لزاماً على المرأة ان تظهرَ بلباسِ المدينة - وكان في عصر بني عثمان الملاية التي تحجب رأسها وجسمها وكامل وجهها... وهكذا ظنَّت الناس أن هذا هو الإسلام.. لم تعرف العربُ نقابَ الوجهِ في اي يومٍ من الأيام, حتى جاء العصرُ العباسيُ بفتوحاته وحروبه وإمائه وعصر الجواري الذي ازدهر, فحلَّت المرأةُ الأمةُ محلَّ الحُرّة في حياةِ الرجلِ وحياةِ المجتمع, وقَرَّت الحرّةُ في عقر دارها, ومُنعت من التجوال ومعاقرة الحياة, لأنه لم يكن لها مكان وتجارة الرقيق تزدهر وتنافسها في موقعها من قلب الرجل وعقله, وهكذا اخترع لها الرجل حجابها الأوّل في البيت فلا تخرج, وإذا خرجت فلا ينبغي أن ُتعرف, فاخترع لها الحجاب المتنقّل الذي تضربه على وجهها فتصبح عندئذ من "عَلم" الى "نَكرِة". هذا التاريخ يخفيه أهل المصالح في تقييد المرأة, كما يخفون حقيقة أخرى وهي أن الحجاب لم يكن ليرد في القرآن لولا حادثة شهيرة وهي تحرُّش الرجال المسلمين في عهد الرسول بالنساء المسلمات. ولما غضب النبي مما حدث، زعم الرجال المسلمون انهم قد ظنوا أن النساء المسلمات من الجواري!! فكان الحجاب "علامة" لا أكثر ولا أقل "يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهنَّ, ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤْذَيْنَ" (الأحزاب: 59).
وإذا عرفنا أن الجلبابَ ثوبٌ تلبسه المرأة منذ الجاهلية, وأن المسلمةَ وغير المسلمة تستعمله على حدٍّ سواء, وأنه جزء من الفولكلور العربي في الجزيرة العربية وسواها, فلا يصح أي معنى في اضفاء ايِّ صبغةٍ دينيةٍ عليه, لأن الآيةَ لم تقل باختراع زيٍّ خاصٍ للمسلمات اسمه "جلباب". وكل ما في الأمر هو "دفعُ الاذى" عن النساء من تحرّش الذكور- الجاهزين للتحرش في كل عصر وآن!!-, حيث ليس للجارية -كما نرى- حرمة ولا كرامة. وعلى ذلك فلا معنى لكل تلك المبالغات التي تربط الحجاب بفتنة المرأة, وبالحرص على الأخلاق, وكلُّ ما في الأمرِ أنه "تمييزٌ بين النساء الحرائر, والنساء الجواري". وعلى ذلك اعتمد عدد من الفقهاء والمجتهدين في انتفاء الواجبية في الحجاب اليوم, لانتفاء السبب فيه وهو "التمييز بين الحرائر وغير الحرائر" لزوال الرقيق من على ظهر هذا الكوكب. صحيح ان ثمةَ رقيقاً آخرَ من نوع آخرَ يأتي تحت شعارِ البغاء, ولهذا حديث آخر. فإذا انتفى سبب الحجاب, فلم يعد الحجاب مطلباً شرعياً, لأن جميع ما ينزل من أحكام مرتبطة بسبب, يزول يزوال أسبابها. هذا الكلام لا يعجبُ أهلَ السطوةِ ممن يجبُ في عرفِهِم السيطرةُ على المرأةِ وتوجيهها إلى الضعفِ والتستّرِ كأن فيها خللاً بالفطرة. ولا يعجبهم لأنّه ينزعُ من أيديهم سوطَ الشرعِ الذي به يسوطون النساء .. حيث تبلغُ مخيّلاتهم الأبعدَ والأقصى عن الشرع, فيجعلون الحجابَ عبادةً, وتقرباٍ الى الله.. فيحل الحجاب تدريجيا" في وعي المرأة محلّ الضميرِ الذي تميز به الخير من الشر, والذي تجد به موجَّها نحو الحق. لأن الامر -في النهاية- أنَّ الحجابَ محضُ خرقةٍ لا تملك بذاتها ان تضرّ أو أن تنفع. وأنه قطعة من ثوبٍ أَمْلَتْها -أصلا- ظروفُ البيئةِ الطبيعية من شمسٍ قادحة ورمال سافية. ينبغي ان تعرفَ جميعُ النساءِ المسلماتِ أصلُ الحجابِ, وسبب نزول آية الأحزاب وآية النور, وكيف آلَ الأمرُ تاريخياٍ الى اختراع النقاب الذي يُلغي إلغاءً بشعاً هويةِ المرأةِ بإلغاءِ وجهها. ينبغي أن يعرفن أيضا أنه لا حجاب للطفلات, وأنّ من حق الطفلات التمتعَ بطفولتهن, لا حشرهن في أثواب البالغات وأفكارهن, وأثواب المجتمع الذكوري وأفكاره عن الانثى, البالغة التشويه.



الصفحة الخامسة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

0 comments:

Post a Comment