هل . . ؟

فادي قدسي

 
لأترك الغضب ينفجر
ما رأيك في أن أقذف الكوب الذي في يدي . . بعد افراغه داخلي
سأقذفه الآن .  .ليخترق الزجاج

توقف

أريد أن ارى مشهد جانبي للزجاج . . عندنا يخترقه الكوب .  .وهو يواجه الشمس . . يواجه حرارة الظهيرة و يعزل العالم الداخلي عن الخارجي .  .يحمي خصوصيته . . أو قل أسراره الكامنة الحية داخله . . كالجسد الذي يحمي أسرار الروح
هل ينظر العالم لي من خلاله . .
أم  أنني أنظر للعالم من خلاله .  .

يتهشم الزجاج .  .تطير شظاياه . . ربما جسد الزجاج بالكامل يسقط . . ربما تظل بعض حوافه متعلقة . .  متشبثة بالإطار حتى لا تسقط . . تحاول أن تحتفظ بوجودها أو مكانها رغم تحطم الجسد
يتناثر . .  شظايا الزجاج في الهواء . . يسقط من علو
يطير الكوب . . نحو العالم الذي قذفته بالكوب . . من خلال الزجاج   . .

توقف

سأكون أرضاً  . . أبصر السماء . . أزرقها . . و سحابها . . وشمسها .  . أريد أن اشعر بأقدار البشر في خطاها . .  أريد أن أري مشهد رأسي للكوب بعد  أختراقه للزجاج . . ليحلق في الهواء ليسقط على وجهي . . أراه يطير محلقاً . . يسقط من علوه .  . كحلم تهاوى .. بعدما أحترقت أجنحته . . تزداد سرعته كلما اقترب . . ويرتطم . . تتبعثر شظاياه . . على وجهي . .  ويتلاشى وجوده . .

توقف . .

ما زال الكوب في يدي
ما رأيك في أن أقذف الكوب الذي في يدي . . بعد افراغه داخلي
سأقذفه الآن.
 

الصفحة العاشرة/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز 2012