جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Thursday, October 11, 2012

يوميات ناشطة نسويه




دلال الربيعي

دندش في العشرين من عمرها ترتدي ملابس سوداء التقيت بها على جسر الجادرية كانت تحاول ان ترمي بنفسها من على الجسر اقتربت منها بحذر كانت لحظات لا تنسى كلما حاولت الاقتراب منها أصرت على الانتحار منظر لا ينسى المارة يتوقفون كأنهم يرون مشهد تمثيلي ونحن الممثلون بحدود النصف ساعة أتوسل بها أنا وزميلتي والسائق إلى ان هدأت وقالت هل تسلميني إلى أهلي ؟ أجبتها كلا وألف كلا
هدأت وشربت قليلا من الماء صعدت إلى السيارة لم اسألها أي سؤال، وصلنا إلى الدار استقبلتها البنات بالتقبيل تناولنا الطعام ونامت قليلا نظرت إليها عندما كانت نائمة مثل قصيدة نزار قباني
(كطفل أعادوه إلى أبويه ) وبعد حوالي ساعة استيقظت من النوم مرعوبة كأنها رأت في منامها ما لا يسر، رجعنا إلى المربع الأول تروم الخروج والانتحار وبعد محادثة طويلة وتوسل مني استقرت قليلاً تناولت الطعام وصعدنا السطح لننام وقد اضطررت إلى ربط يدي بيدها لكي لاتهرب وعند الصباح ذهبنا إلى الطبيب النفسي لأجل العلاج وعندما رجعنا البيت بدأت اسألها بعض الاسئله عن العائلة عن الدراسة عن امور مرت بحياتها استرسلت بالكلام  وقالت كلام لم افهمه إنها تشاجرت مع آخيها وسقطت المبردة عليه وتوفي على اثر صعق بالتيار الكهربائي وتروم الانتحار اعتقاد منها إنها سبب قتله ومرة ثانية ان عائلتها مهجرة إلى الديوانية وإنها تعلمت فن رقص الباليه وبالفعل قدمت رقصة باليه بدون موسيقى وان خالها يدرس خارج العراق لم اعر أي أهمية لكلامها اعتبرته مثل التغطية،  بقيت معي خمسة عشر يوماً وفي اليوم الأخير ذهبنا إلى دار ابني لكي تغير المكان والجو العام لعلي أجد قصة حقيقية استند عليها لكي أتمكن من تقديم المساعدة لها تناولنا الطعام والشاي وأخذت قيلولة وكنت ارقبها لاحظت إنها تتكلم في نومها  اقتربت منها لكي اسمع عرفت إنها تتكلم بلغة غير مفهومة قلت في نفسي ليتني اعرف ما تتحدث عنه استيقضت من نومها وعدنا إلى شرب الشاي سألتها هل تعرفين لغة أخرى أجابت بالنفي و ضحكت وبعد عدة نكات ومزاح وقالت هل فهمتي لغتي أجبتها إني اشك بأنها عبرية أو انغوشية أو من دول البلقان وأخر المطاف إنها لغة بابلية قديمة ضحكت لا أقول لك أي لغة تعلمت الباليه في لبنان في الملجاء وأنا .............هنا سكتت وانتفضت أريد الذهاب والخروج أرجوك أنت مثل أمي دعيني اخرج أتوسل إليك  أين تذهبين ألان والى أين مكان  اخبريني أريد ان اذهب لكي لا اسبب لك أي إحراج أخذت علبة الدواء وقبلتني والدموع تنهمر من عينييها عندما اشعر إني احتاج إلى الأمان وعد مني سيكون صدرك وبيتك هو الملاذ الأمن لي .
ليتني اعرف أين أنتي يا دندش ؟


الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

0 comments:

Post a Comment