ينار محمد
رئيسة التحرير
لا تُعتبر المرأة في العراق الجديد مواطناً له حقوق دستورية واضحة ومساوية لباقي المواطنين. اذ تصر الدولة على فرض قوانين القرون المظلمة من قبيل زواج عدة نساء من رجل واحد، واعطاء الرجل ضعف حصة الانثى من ميراث اهلها، وابقاءها تابعا للرجل يمكنه ان يتجاوز على حقوقها ويعتدي عليها متى ما شاء.
حتى عندما تُفرض على الدولة قوانين تهدف العدالة للنساء كقانون منع الاتجار بالبشر الذي اقر في شباط 2012، يرفض ذكوريو المجتمع تنفيذ هذا القانون الذي يوفر الحماية للمرأة المتاجر بها كونها ضحية وليس مجرمة. وتوجّه الطبقة الحاكمة تعليمات لمؤسساتها بعدم تسهيل اية معاملة حكومية للمرأة سواء تغيير حالتها الاجتماعية على الهوية، او بيع ملك خاص بها، او استحصال جواز سفرـ كل تلك الحقوق التي يضمنها الدستور لاي مواطن بغض النظر عن جنسه، لا يتم السماح للمرأة بالحصول عليها الا بعد ضمان موافقة الاب او الزوج او الاخ، اي انهم يريدون ضمان رضوخ المرأة وتبعيتها لذكور عائلتها ويضمنون آنذاك استغلالها لها.
اي بمعنى آخر، تسعى الدولة الذكورية جاهدةً بقوانينها وممارساتها وتوجيهاتها -غير المكتوبة على ورق احيانا- الى الاصرار على ابقاء المرأة مواطنا من الدرجة الثانية مهما كان موقعها الاداري او الاقتصادي او السياسي، ضامنين بذلك كراهيتهم وتمييزهم للمرأة عبر الطبقات. اذ يبدو ان مسؤولي النظام الحالي في العراق ينظرون لنسائهم نظرة التابع الكريه والشاذ الذي يجب سجنه ليلا ونهارا، ويتعاملون معهن كتعامل الاقدمين مع الدواب؛ والا فما معنى ان يجمع الرجل اربعة نساء وما ملكت ايمانه في بيت او فراش واحد. وما معنى ان يسرقوا حصة اخواتهن من الميراث بحجة كونهن اناث، علما بان خمس نساء العراق من الارامل المسؤولات عن الاطفال وهن يحتجن الى الميراث اكثر من اخوتهم من الرجال.
لقد اغلقت الدولة منطقة الكاظمية عن النساء ووضعت قطعة في مدخلها ومفادها ان المرأة السافرة غير مرحب بها، اي ان المرأة بمظهرها الطبيعي سوف تمنع من دخول مدينة الكاظمية. وعلى حد علمنا لم تولد اية انثى والحجاب على رأسها، بل هم يحاولون لصقه على الرؤوس بقوة المال والسلاح والسياسة.
هم يكرهون المرأة بمظهرها وشخصيتها ويمنعون عنها كل حقوق المواطن في المجتمع؛ اذ يستغلونها في بيوتهم كخادمات منزلية وكأوعية لانتاج اطفالهن. وعندما يبحثون عن المتعة، يضمنون وجود جيش من الرق الابيض من المستعبدات في بيوتهم الليلية حيث يستغلون يتيمات وارامل الحرب من المعدمات في لياليهم الحمراء. ومن ثم يستفيقون في الصباح ليذهبوا الى الصلاة وممارسة النفاق اليومي في اروقة قصور الحكم في المنطقة الخضراء.
ان غرق الطبقة الحاكمة من برلمان وجهاز تنفيذي والجحوش العسكرية التي تنفذ بطشهم بالمواطنين لضمان تقسيم اموال النفط بينهم فقط، ان هي الا وجه آخر لعملة فاسدة تبدأ باستغلال المرأة وتحويلها الى كائن ممسحوق ومذلول لتنتهي باستغلال المجتمع وسرقة امواله.
لن ترى الجماهير يوم هناء ورغد او سلام في ظل نظام منشغل بسن قوانين السرقة، اذ ما حاجة البنى التحتية لقانون خاص يسن لها الا اذا كان الغرض من هذا القانون ضمان حصص وعمولات وكلاء الكتل الحاكمة.
لم يفت الأوان على الجماهير لأن تقوم بتنظيم صفوفها ورسم خططها لمستقبل العراق بما يضمن حقوقنا بواردات النفط، بقوانين المساواة، وقوانين ضمان الحريات كلها وبالذات حرية المرأة.
الحرية لا تُعطى ولكن تُنتزع، وعلى نساء العراق ان لا ترضى بتحويلها الى القواصر التوابع والأذلاء والمغطاة باطوال من الاقمشة التي تمنع شكلهن وحضورهن في المجتمع.
انهضي وارفضي واصرخي بالضد من سجانيكِ ... وثوري وناضلي لكي تقضي على الفساد وتنفي كل من ظلمك وترسلينهم الى غياهب السجون التي يستحقونها.
ليس لكِ سبيلا الى حريتك سوى النضال والثورة تجاه عالم افضل ... عالم الحرية والمساواة.
0 comments:
Post a Comment