خاص بالمساواة
صابرين كاظم رمز الشابة العصامية حرة التفكير قوية الإرادة. اتخذت الإعلام سحابة لها فحلّقت وتفوقّت فعلى شعرها العذب على ضجيج المجتمع البطريركي ..
صابرين كاظم رمز الشابة العصامية حرة التفكير قوية الإرادة. اتخذت الإعلام سحابة لها فحلّقت وتفوقّت فعلى شعرها العذب على ضجيج المجتمع البطريركي ..
بين الأدب والإعلام وتخصصها في العلوم السياسية كان للمساواة جولة صغيرة في عالمها ومراحل خوضها فيه التي تمخضّت عنه بتلك الشخصية الرزينة الطموحة منفتحة الذهن.
من هي صابرين كاظم؟ هل من الممكن تلخيص ذاتك بعدد من السطور؟
*صابرين كاظم، مواليد بغداد 1989.. إعلامية تخصصي تحديدا مراسلة ميدانية للأخبار، أما بشأن دراستي فأنا طالبة في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، تنقلت بين عدة محطات فضائية فور تخرجي من الصف السادس العلمي، و غادرت اثر عملي تخصصي الجامعي الأول: كلية العلوم/ جامعة بغداد قسم البيولوجي، لأنه "تخصصي الأول" كان بعيدا بعض الشيء عن عملي و ما أتطلع له على الصعيد ا لشخصي من التواصل مع العمل بمهنة الأعلام.. بعد تينك السنوات بُعث لي أن التحق بقناة الحرة مكتب بغداد للعمل بذات الصفة معهم "مراسلة" و أنا الآن مستمرة بهذا العمل و سعيدة به كونه حلم ماض قارب أن يكون مستحيلا و تحقق بعد جهد جهيد.
بين الإعلام والكتابة، من طرق بابك اولا؟ أو بالاصح اي بابِ طرقت اولا؟
*في الصغر نما معي الاثنان، حب مهنة تتسم بالجرأة و المخاطر و التحدي وحب الكتابة و صياغة أشيائي اليومية بكلمات أدندن فيها أوقات العزلة في سطح قائظ صيفا، الاثنان عالمان غريبان على جو الأسرة إذ لم يكن ثمة احد من قريب أو بعيد في العائلة الكبيرة و الأقارب الكثر يعمل في الإعلام أو يشتغل بالكتابة، انتبه لي أولا معلمو الابتدائية بإتقاني قراءة القران بصورة جيدة و أحيانا بتصحيح أخطائهم، و معلمو اللغة العربية، رشحت استنادا لهذا لإلقاء نصوص شعرية في "وقفة الخميس" في المدرسة ثم انتقل ذلك إلى المتوسطة والإعدادية، مدرسات اللغة العربية الجيدات صرن مقربات مني و غير الجيدات حنقن آنذاك عليّ، و صرت اكتب الكلمات و انظم الاحتفالات المدرسية أيضا، لم أكن اعلم أن حبي لكتاب الأدب والنصوص له مآرب مستقبلية ولم أدر أن إلقائي و تمتعي بحضور عال سينتهي إلى عملي بالإعلام.. لكن سرعان ما تحقق الأخير بعد تخرجي من الإعدادية بعد تقديمي على فضائية محلية و قبولي السريع فيها ثم بعد عمل واشتغال على الكتابة لم يظهر للآخرين إلا القلة منهم قيل لي بأني اكتب الشعر و نشروا لي دفعا منهم لاستمراري بالنشر.
ما رأيك (بجندرة) الأدب وتقسيمه لأدب نسائي وآخر رجالي؟
*أنا أرفض أن أُصيّر "كوتا" شعرية تحسب على أدب نسوي، لأن الأدب وليد الذات و ليس في الذات و عناءاتها ذكر و أنثى، طائفة من المشتغلين بالأدب لا يؤمنون بهذا التصنيف حين يصير حديث عن جندرة الأدب، لكن بعضهم سرعان ما يقر بها حين يصل الأمر إلى نتاج النساء المشتغلات بالكتابة، إذن هذا أمر ليس وليد اللحظة بل وليد رؤية مترسخة في الأذهان، ساهمت بعضهن في إرسائها و تدعيمها و اعترضت عليها أخريات.. لكن أولا و أخيرا الجيد من أحب عالمه الداخلي هذا و تعمق فيه و عبره.
من هي صابرين كاظم؟ هل من الممكن تلخيص ذاتك بعدد من السطور؟
*صابرين كاظم، مواليد بغداد 1989.. إعلامية تخصصي تحديدا مراسلة ميدانية للأخبار، أما بشأن دراستي فأنا طالبة في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، تنقلت بين عدة محطات فضائية فور تخرجي من الصف السادس العلمي، و غادرت اثر عملي تخصصي الجامعي الأول: كلية العلوم/ جامعة بغداد قسم البيولوجي، لأنه "تخصصي الأول" كان بعيدا بعض الشيء عن عملي و ما أتطلع له على الصعيد ا لشخصي من التواصل مع العمل بمهنة الأعلام.. بعد تينك السنوات بُعث لي أن التحق بقناة الحرة مكتب بغداد للعمل بذات الصفة معهم "مراسلة" و أنا الآن مستمرة بهذا العمل و سعيدة به كونه حلم ماض قارب أن يكون مستحيلا و تحقق بعد جهد جهيد.
بين الإعلام والكتابة، من طرق بابك اولا؟ أو بالاصح اي بابِ طرقت اولا؟
*في الصغر نما معي الاثنان، حب مهنة تتسم بالجرأة و المخاطر و التحدي وحب الكتابة و صياغة أشيائي اليومية بكلمات أدندن فيها أوقات العزلة في سطح قائظ صيفا، الاثنان عالمان غريبان على جو الأسرة إذ لم يكن ثمة احد من قريب أو بعيد في العائلة الكبيرة و الأقارب الكثر يعمل في الإعلام أو يشتغل بالكتابة، انتبه لي أولا معلمو الابتدائية بإتقاني قراءة القران بصورة جيدة و أحيانا بتصحيح أخطائهم، و معلمو اللغة العربية، رشحت استنادا لهذا لإلقاء نصوص شعرية في "وقفة الخميس" في المدرسة ثم انتقل ذلك إلى المتوسطة والإعدادية، مدرسات اللغة العربية الجيدات صرن مقربات مني و غير الجيدات حنقن آنذاك عليّ، و صرت اكتب الكلمات و انظم الاحتفالات المدرسية أيضا، لم أكن اعلم أن حبي لكتاب الأدب والنصوص له مآرب مستقبلية ولم أدر أن إلقائي و تمتعي بحضور عال سينتهي إلى عملي بالإعلام.. لكن سرعان ما تحقق الأخير بعد تخرجي من الإعدادية بعد تقديمي على فضائية محلية و قبولي السريع فيها ثم بعد عمل واشتغال على الكتابة لم يظهر للآخرين إلا القلة منهم قيل لي بأني اكتب الشعر و نشروا لي دفعا منهم لاستمراري بالنشر.
ما رأيك (بجندرة) الأدب وتقسيمه لأدب نسائي وآخر رجالي؟
*أنا أرفض أن أُصيّر "كوتا" شعرية تحسب على أدب نسوي، لأن الأدب وليد الذات و ليس في الذات و عناءاتها ذكر و أنثى، طائفة من المشتغلين بالأدب لا يؤمنون بهذا التصنيف حين يصير حديث عن جندرة الأدب، لكن بعضهم سرعان ما يقر بها حين يصل الأمر إلى نتاج النساء المشتغلات بالكتابة، إذن هذا أمر ليس وليد اللحظة بل وليد رؤية مترسخة في الأذهان، ساهمت بعضهن في إرسائها و تدعيمها و اعترضت عليها أخريات.. لكن أولا و أخيرا الجيد من أحب عالمه الداخلي هذا و تعمق فيه و عبره.
" لقد اصبح من المعتاد ان نسمع خلطاً ما بين ادب نسوي وأدب لكاتبات نساء، اذ ان الادب النسوي يقصد منه التعبير عن وجهة نظر تحارب تحجيم المرأة والتقليل من الشأنها، حتى لو كان كاتبها رجل. بينما ان الادب الذي تكتبه امرأة يجب ان يتم تصنيفه على اساس محتواه او نمط نظمه واهدافه."
المساواة
كيف تقيّمين الإعلامية العراقية المرأة داخل وخارج العراق؟ وهل هناك وضع استثنائي لأي منهما؟ وما هي أوجه الاختلاف؟
*يحدثني كثيرون عن فجيعة خلو الساحة الإعلامية العراقية و غير العراقية من حضور إعلاميات عراقيات كثيرات، هنالك نماذج نعم، لكنها محدودة. التي تعمل في سلك الإعلام داخل العراق لا ادري لربما تحتاج إلى ان تعتمد على نفسها بالدرجة الأساس و أن ترفض وصاية الآباء الكثر و المعلمين المتزايدين، لكي تكون صنيعة نفسها و تجاربها و لا اعني بذلك غلق الأبواب تماما و بطريقة تعادي من يحاول "بحسن نية" أن يعلمها ألف باء الأعلام.. مع محنتها هذه (كونها إعلامية_ امرأة مشتغلة بالإعلام) هنالك محن أخرى تتشارك فيها مع محنة الإعلامي من ظروف العمل في بلد غير مستقر متتابع الأزمات على الصعد كافة.. أما عن السيدات اللواتي يعمل في ذات العمل خارج البلد، فقد تحدثت إلى صديقات إعلاميات و اخبرنني عن ظروف سيئة أيضا ترتبط بمحن (المرأة المشتغلة بالإعلام) و محن الاصطدام بسياسات وسائل الإعلام المختلفة و المتناقضة سواء وسائل الإعلام العراقية أو العربية هناك، و بعضهن من الإعلاميات و هن قلة حسبما قيل لي قد أسأن التصرف و تركن انطباعا غير مستحسن.
كيف تقيّمين الإعلامية العراقية المرأة داخل وخارج العراق؟ وهل هناك وضع استثنائي لأي منهما؟ وما هي أوجه الاختلاف؟
*يحدثني كثيرون عن فجيعة خلو الساحة الإعلامية العراقية و غير العراقية من حضور إعلاميات عراقيات كثيرات، هنالك نماذج نعم، لكنها محدودة. التي تعمل في سلك الإعلام داخل العراق لا ادري لربما تحتاج إلى ان تعتمد على نفسها بالدرجة الأساس و أن ترفض وصاية الآباء الكثر و المعلمين المتزايدين، لكي تكون صنيعة نفسها و تجاربها و لا اعني بذلك غلق الأبواب تماما و بطريقة تعادي من يحاول "بحسن نية" أن يعلمها ألف باء الأعلام.. مع محنتها هذه (كونها إعلامية_ امرأة مشتغلة بالإعلام) هنالك محن أخرى تتشارك فيها مع محنة الإعلامي من ظروف العمل في بلد غير مستقر متتابع الأزمات على الصعد كافة.. أما عن السيدات اللواتي يعمل في ذات العمل خارج البلد، فقد تحدثت إلى صديقات إعلاميات و اخبرنني عن ظروف سيئة أيضا ترتبط بمحن (المرأة المشتغلة بالإعلام) و محن الاصطدام بسياسات وسائل الإعلام المختلفة و المتناقضة سواء وسائل الإعلام العراقية أو العربية هناك، و بعضهن من الإعلاميات و هن قلة حسبما قيل لي قد أسأن التصرف و تركن انطباعا غير مستحسن.
ما هي مفاتيح نجاح المرأة في هكذا أوساط (الإعلامية والأدبية) من وجهة نظر صابرين كاظم؟
*إنه لعمل شاق، و بالضرورة أن لا يولد نجاحا نهائيا و حتميا، النجاحات الصغيرة هي ثمار تقتطف من هذا الدرب الطويل و الشائك، على كل المشتغلات بالإعلام أن تكون صادقة مع المهنة، محبة لها، صبورة في الاستمرار المتعب.. مفاتيح النجاح ليست من الخيال، هي مجموعة من تطبيقات واقعية تتطلب مجهودا ذهنيا و عضليا، و تولد بالتأكيد جملة من الارهاقات و المتاعب، المفاتيح لكل العاملات بهذا الميدان و العاملين أن يتقنوا المهنة و التواصل بالتعلم، و متابعة تجارب الآخرين الجيدين، أما بشأن الأدب لربما أنا بحكم انشغالي اليومي بالعمل لي تجربتي الخاصة، إذ لا استطيع التواصل مع الفعاليات الأدبية و تواصلي محصور بقراءة الكتب أو الاطلاع على صفحات الانترنت و أكتبُ حين يزدحم الخيال و تأتي الكلمات.
*إنه لعمل شاق، و بالضرورة أن لا يولد نجاحا نهائيا و حتميا، النجاحات الصغيرة هي ثمار تقتطف من هذا الدرب الطويل و الشائك، على كل المشتغلات بالإعلام أن تكون صادقة مع المهنة، محبة لها، صبورة في الاستمرار المتعب.. مفاتيح النجاح ليست من الخيال، هي مجموعة من تطبيقات واقعية تتطلب مجهودا ذهنيا و عضليا، و تولد بالتأكيد جملة من الارهاقات و المتاعب، المفاتيح لكل العاملات بهذا الميدان و العاملين أن يتقنوا المهنة و التواصل بالتعلم، و متابعة تجارب الآخرين الجيدين، أما بشأن الأدب لربما أنا بحكم انشغالي اليومي بالعمل لي تجربتي الخاصة، إذ لا استطيع التواصل مع الفعاليات الأدبية و تواصلي محصور بقراءة الكتب أو الاطلاع على صفحات الانترنت و أكتبُ حين يزدحم الخيال و تأتي الكلمات.
كامرأة ما هي التناقضات والصعوبات التي تواجهين بمعترك الوسط اجتماعيا ومهنيا؟
*في مجتمع مزدحم بالتناقضات أصلا، لا أعتقد أن المرأة ستكون بمنأى عن هذه التناقضات.. لكن الأمر جله يكمن في كيفية موازنة هذه التناقضات و المرور خلالها إذ لا مفر من المرور خلالها و أن لا تكون مصدا في أول الطريق..
هل يمكن تحديد سقف طموحات صابرين كاظم؟
*لا أعتقد، في كل خطة "خمسية"، لدي أكثر من "خمسة" أحلام كبيرة.. لكن كيف لي أن أمررها بثقب إبرة الوقت الضيق.. أعتقد أن علي الـ"صبر" كما يقول لي أصدقائي
ماذا تقولين للنساء بجميع مراحلهن العمرية فيما يخص حياتهن وأوضاعهن بالمجتمع العراقي وبظل هذه الظروف؟
*"من رام وصل الشمس حاك خيوطها، سببا إلى آماله و تعلقا"
من وجهة نظرك؛ هل حذت المرأة العراقية بمختلف مجالات تخصصها حذو المرأة العربية من حيث دورها بالربيع العربي؟
*التضييق بصورة عامة، أدى إلى انحسار دور الجميع بضمنه النساء.. لكنهن مستمرات لاسيما من النساء المعنيات بمتابعة حقوق الإنسان والحريات ليس في الهتافات فحسب بل بعمل صامت يُنحنى له إجلالا و إكبارا.
" الفة السير وحيداً"
صدى الوقوف الدائم
عثرة،
كسر حنجرة الساعة
للكتب العتيقة وجه وقور
قضمته عثة لاهية بطرف من الليل
أطلق لحيته مهملا قيافته
لا تضيء الشموع مرآته
،شمعدان،
شاخ
من الفة الليل و بيوت العناكب
علب فارغة، تكوم عليها التراب
لا تمسها يد الذكريات على عجل
و لا تصدر صرير الوحدة الرتيبة
أرضية "حوش الدار"
متربةٌ ،
بعد سنتين
اثار أقدام هرٍ
غشاها التراب
ألفت النوافذ
الضباب الزائر..
لا دفء من خلفها
و لا محتفلينَ بموسم البرد
الستائر الباردة وحدها
ألفت وحشة النوافذ
صغير ينفخ في الماء
الماء القليل في كفه،
ليمحو وجهه
جسد مزهرية ميت
من جفاء الزهر
لم يلحظ المارون
روحها المنتصبة
اعلى الدار.
طاولة كبيرة
كبيرة جدا و مزدحمة بالزخارف
طاولة كبيرة وحيدة
تراب، لا يفضي الى عشب
تراب يستر عورة الموتى
و ينتظر الأحياء
يسد اعين الحساد عن القبور
و العشبُ اصفرّ من شدة الموت
و من شدة الظمأ
ترى اقدام العمود
و لا يُرى راسه الميت
،مصباح،
ترنحت اسلاكه
بفولتيه عالية..
وقع خطواتٍ
شبحان، هو وظله
متعثران
أساور الدرب
اسلاك شائكة،
معاصم الدرب من.. الى..
حواجز من الكونكريت
الدرب المريب مُعتقلٌ.
أعقاب سجائر
على لوحة الاسفلت
قرابتها بقع دم متناثر
سقطت أصابعها الكثيرة،
شجرة عارية
صيرها النجار
عتبة على باب أرملة
قصب تطفو ضفائره
على جبهة الماء
و الملح
صاحب الصوتِ
يتحدث الى سجنه الانفرادي
:"جدران يا جدران
أنا حرٌ أبدي.. العتمة نور"
ليألفَ صوتَه
وحده و وحدته
و صوت الهارمونيكا
ثلاثةُ نفيهِ... نفسه
تجردي من ثيابك
و ادخلي عارية في الخواء
انفخي عن المرآة خيوط العنكبوت
و حدقي... كم وحدة وحيدة أنت؟
الصفحة الثامنة/ السنة التاسعة/ العدد20 /08 آذار 2012
0 comments:
Post a Comment