الصورة لهاتف الفرحان
فاتن الجابري/ ألمانيا
هناك نساء يعشن ويمتن على هامش الحياة لا ينتبه إليهن أحد ، وحيدات مستلبات الحقوق الإنسانية، متسولات مشردات بلا اسر ولا سقف يحميهن وحربية واحدة منهن فمن هي تلك المرأة ، أكيد ليست عضو في البرلمان ولا مذيعة تلفزيون ولا ناشطة في حقوق المرأة هي ببساطة امرأة عراقية مشردة تسكن في احد أزقة ساحة الميدان في غرفة تم استئجارها في الفترة الأخيرة هي لا تعلم كم إيجار الغرفة لأنها ليس من يدفع الإيجار. حدود عالمها هو ساحة الميدان وسوق الهرج تشردت، نامت على الرصيف، تعرضت لأبشع الانتهاكات من قبل السكارى والمشردين الذين يغص بهم الحي. مرضت وفقدت القدرة على المشي، زحفت على الرصيف فترة من الزمن، أصبح لديها الآن عربة للتنقل. باعة الملابس المستعملة يزودوها بكل ما تحتاج إليه من ملابس. أصحاب المطاعم في الميدان وسوق هرج يزودوها بالطعام. إلى كل اللواتي يدعّين إنهن يمثلن حقوق المرأة ورفاهها من المسؤولات ان حضوركن الأنيق على صفحات الجرائد والمحطات الفضائية ؛ ان دل على شيء فهو اقبح دليل على انعدام الإنسانية في مبدأ اللا مساواة، حيث ترتدي البعض الحرير وتتدفق الشحوم المحيطة بجسمها من التخمة، بينما لا تجد حربية من يضمن لها كفافها اليومي. واوق ان اناقتكن هذه مهزلة ومثيرة للسخرية.
الصفحة التاسعة/ السنة التاسعة/ العدد20 /08 آذار 2012
0 comments:
Post a Comment