* هل تتذكرون دعاء خليل اليزيدية ابنة الـسبعة عشر عاما والتي رُجمت حتى الموت في بعشيقة بكردستان العراق فقط لانها أحبت شخصا لا ينتمي لليزيدية!
هوزان محمود
ترجمة: المساواة
ترجمة: المساواة
في كل عام؛ مئات من النساء في العراق وكردستان، مثلهن مثل دعاء ابنة السبعة عشر عاما ، يتم قتلهن بوحشية. وقد حان الوقت لتسليط الضوء على هذه المسألة.
مرة أخرى ارتكب قتله النساء في كردستان العراق جريمة أخرى، بيد أن هذا الحادث تتميز بهمجيتها المطلقة. ففي 7 أبريل 2007 دعاء تلك الفتاة الجميلة والتي تبلغ من العمر 17 عاما ؛ جرجرت علنا في وضح النهار ورجمت حتى الموت . وكانت "جريمة هذه الفتاة" هي الوقوع في حب رجل عربي مسلم. كانت دعاء تنتمي لليزيدية الكردية وهكذا وتبعاً للقيم المتعصبة لهم، لا يسمح لها بالزواج من شخص من خارج " اليزيدية ".
تشير التقارير إلى أن دعاء تركت عائلتها قبل ثلاثة أشهر من تلقي حتفها للعيش مع الرجل الذي تحبه، تخلت عن دينها، وهويتها العرقية وحتى أسرتها لتعيش بظل الحب والعاطفة الإنسانية مع هذا الرجل، وكان هذا قرارا شجاعا، رغم كونها تعيش في مجتمع ذكوري قبلي محكوم بسلطة الأب والتقاليد التي تعتبر المرأة ممتلكات خاصة بالرجل وأقل شأنا دون البشر.
نظم رجال الدين اليزيديين في بعشيقة، قرب الموصل، عملية جلب دعاء من المكان الذي كانت تعيش فيه سرا مع حبيبها وقاموا بتسليمها، تجمع المتظاهرون في وسط حشد من نحو 1000 رجل، في المكان المقرر لإعدامها.
سحبوها إلى الخارج ومزقوا تنورتها لغرض إحراجها وإذلالها ، طرحوها أرضا وركلوها بظهرها ومعدتها وكل جسدها، بينما قام آخرون بضرب رأسها مرارا بحجر كبير. حتى غرق وجهها بدمها -وعلى الرغم من ذلك- فإنها صرخت طلبا للمساعدة. لكن لم يكن هناك أي احد من هؤلاء الرجال يتمتع بشيء من الإنسانية بما يكفي للتدخل ومنع وإيقاف هذا الاعتداء، فقد أصبحوا مجموعة من الوحوش الغاضبة.
في الواقع، احتفل المئات منهم!! متخذين مظاهر احتفالية مختلفة كالصفير والتقاط وتوزيع الصور المروعة لوفاتها وعملية رجمها ، وظلوا يرجمونها ويضربونها ويركلونها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة توقف قلبها !! وانتهت حياة دعاء، هذه الفتاة الجميلة الشابة البريئة، انتهت حياتها التي تكن تطلب فيها شيئا سوى الحب الذي عوقبت بسببه اشد وأقسى أنواع التعذيب والقتل وأكثرها وحشية على الإطلاق، ومِن قبل مَن؟ من أهلها وعشيرتها وبنو ملتها باسم غسل العار!! الذين فرحوا اشد فرح وافتخروا بفعلتهم هذه بل وعدوها انتصارا على من تعدى على شرف (اليزيديين) !!
كان هذا "التطهير" جريمة قتل مروعة، لا إنسانية ومشينة . والآن فإن الجماعات الإرهابية الإسلامية تستخدم هذه الجريمة لأغراض خاصة بها. فقد توعدوا بالانتقام من اليزيديين وقتلهم. بل إن حقيقة هذا الأمر أكثر دناءة مما نتصور، فبعد وقت قصير من رجم دعاء تم قتل 21 عاملا يزيديا بمصنع للنسيج من قبل الإسلاميين بطريقهم وهم عائدون من العمل ؛ إنه رعب من نوعٍ آخر وتعبير جبان عن الغضب .
النساء في العراق وكردستان هن ضحايا حتى في طريقة موتهن!! في كل عام، يتم قتل المئات من النساء عمدا من قبل أزواجهن أو إخوانهن، وآبائهن، أو - كما في حالة دعاء - من قبل الرجال الذين يمثلون دينهن. إن قيمة النساء أقل من السلع الأساسية في المجتمع الكردي. وان الطبيعة الأبوية والقبلية التي يتميز بها المجتمع الكردي خلقت مناخا حيث يتم فيه قبول أي مظاهر أو ممارسات للعنف والاضطهاد ضد المرأة ، لذا فان الحريات الشخصية والمدنية لا يمكن أن توجد حتى أو تمارس من قبل كلا الجنسين بظل هكذا مناخ فلا يمكن لأي شخص التمتع بحياة طبيعية مثله مثل أي إنسان آخر، وخصوصا المرأة فهي تعامل على أساس إنها غرض لإمتاع الرجل وتلبية حاجاته وفيها يكمن رمز الشرف الذكوري القبلي والتي يمكن وبكل بساطة التخلص منها ومحوها كأنها خرقة قماش متسخة ليس لها حاجة.
في مجتمع كهذا، فإن العذرية والنقاء الجنسي هو شرط للحفاظ على حياة المرأة. الوقوع في الحب وفقا لميول الشخص ورغباته واختياراتها الخاصة ممنوع ومحرم. على الرغم من إن هذا لم يتم سنّه بصورة صريحة من قبل القانون. إن حالات الانتحار اليومية بحق المرأة، القتل والرجم هي أدلة وبراهين كافية تضعنا أمام هذا الوضع وحقيقته. إن الأصوات التي التزمت الصمت فيما سبق صارت تصرخ بما تتعرض له المرأة وتفضح هذه الهمجية التي لا يمكن أن تطاق. فهم يريدون كسر القيود اللامرئية في حياتهم، والتعبير بكل حرية عن الحب... ولو لمرة واحدة فقط في حياتهم.
إن قصص الآلاف من النساء اللواتي قتلن بوحشية في هذه المنطقة على مدى سنوات طويلة هي أمثلة لا يمكن تجاهلها. فقط لأنهن عبَرن وتعديّن الخطوط الحمراء، ولأنهن تجرأن بالتعبير عن حرياتهن الشخصية باختيار وعيش حياتهن العاطفية والجنسية وفقا لرغباتهن باختيار شريكهن ولو كان بشيء من التهور.
أنا أدين هذه الأعمال الوحشية التي تمارس بحق النساء وقد كرست حياتي للنضال من أجل تحريرهن. أشعر بمرارة كبيرة أن العديد من هؤلاء النساء الشابات اللواتي يردن التمرد والاحتجاج ضد الحواجز القبلية والدينية والأبوية، هن الآن جثة هامدة، فدعاء والعديد من الأخريات اللواتي كلفهن الأمر حياتهن لم نفقدهن أبدا بل إنهن ما زلن يعشن معنا بقلوبنا .
إن الحل الوحيد هو الكفاح المتفاني والإصرار على نيل حقوقنا وحقوق شعبنا والتضامن مع أصدقائنا وإخواننا وأخواتنا بجميع. أطلقنا حملة دولية لضمان معاقبة المجرمين وإلى حظر جميع أشكال العنف ضد النساء في كردستان.
مرة أخرى ارتكب قتله النساء في كردستان العراق جريمة أخرى، بيد أن هذا الحادث تتميز بهمجيتها المطلقة. ففي 7 أبريل 2007 دعاء تلك الفتاة الجميلة والتي تبلغ من العمر 17 عاما ؛ جرجرت علنا في وضح النهار ورجمت حتى الموت . وكانت "جريمة هذه الفتاة" هي الوقوع في حب رجل عربي مسلم. كانت دعاء تنتمي لليزيدية الكردية وهكذا وتبعاً للقيم المتعصبة لهم، لا يسمح لها بالزواج من شخص من خارج " اليزيدية ".
تشير التقارير إلى أن دعاء تركت عائلتها قبل ثلاثة أشهر من تلقي حتفها للعيش مع الرجل الذي تحبه، تخلت عن دينها، وهويتها العرقية وحتى أسرتها لتعيش بظل الحب والعاطفة الإنسانية مع هذا الرجل، وكان هذا قرارا شجاعا، رغم كونها تعيش في مجتمع ذكوري قبلي محكوم بسلطة الأب والتقاليد التي تعتبر المرأة ممتلكات خاصة بالرجل وأقل شأنا دون البشر.
نظم رجال الدين اليزيديين في بعشيقة، قرب الموصل، عملية جلب دعاء من المكان الذي كانت تعيش فيه سرا مع حبيبها وقاموا بتسليمها، تجمع المتظاهرون في وسط حشد من نحو 1000 رجل، في المكان المقرر لإعدامها.
سحبوها إلى الخارج ومزقوا تنورتها لغرض إحراجها وإذلالها ، طرحوها أرضا وركلوها بظهرها ومعدتها وكل جسدها، بينما قام آخرون بضرب رأسها مرارا بحجر كبير. حتى غرق وجهها بدمها -وعلى الرغم من ذلك- فإنها صرخت طلبا للمساعدة. لكن لم يكن هناك أي احد من هؤلاء الرجال يتمتع بشيء من الإنسانية بما يكفي للتدخل ومنع وإيقاف هذا الاعتداء، فقد أصبحوا مجموعة من الوحوش الغاضبة.
في الواقع، احتفل المئات منهم!! متخذين مظاهر احتفالية مختلفة كالصفير والتقاط وتوزيع الصور المروعة لوفاتها وعملية رجمها ، وظلوا يرجمونها ويضربونها ويركلونها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة توقف قلبها !! وانتهت حياة دعاء، هذه الفتاة الجميلة الشابة البريئة، انتهت حياتها التي تكن تطلب فيها شيئا سوى الحب الذي عوقبت بسببه اشد وأقسى أنواع التعذيب والقتل وأكثرها وحشية على الإطلاق، ومِن قبل مَن؟ من أهلها وعشيرتها وبنو ملتها باسم غسل العار!! الذين فرحوا اشد فرح وافتخروا بفعلتهم هذه بل وعدوها انتصارا على من تعدى على شرف (اليزيديين) !!
كان هذا "التطهير" جريمة قتل مروعة، لا إنسانية ومشينة . والآن فإن الجماعات الإرهابية الإسلامية تستخدم هذه الجريمة لأغراض خاصة بها. فقد توعدوا بالانتقام من اليزيديين وقتلهم. بل إن حقيقة هذا الأمر أكثر دناءة مما نتصور، فبعد وقت قصير من رجم دعاء تم قتل 21 عاملا يزيديا بمصنع للنسيج من قبل الإسلاميين بطريقهم وهم عائدون من العمل ؛ إنه رعب من نوعٍ آخر وتعبير جبان عن الغضب .
النساء في العراق وكردستان هن ضحايا حتى في طريقة موتهن!! في كل عام، يتم قتل المئات من النساء عمدا من قبل أزواجهن أو إخوانهن، وآبائهن، أو - كما في حالة دعاء - من قبل الرجال الذين يمثلون دينهن. إن قيمة النساء أقل من السلع الأساسية في المجتمع الكردي. وان الطبيعة الأبوية والقبلية التي يتميز بها المجتمع الكردي خلقت مناخا حيث يتم فيه قبول أي مظاهر أو ممارسات للعنف والاضطهاد ضد المرأة ، لذا فان الحريات الشخصية والمدنية لا يمكن أن توجد حتى أو تمارس من قبل كلا الجنسين بظل هكذا مناخ فلا يمكن لأي شخص التمتع بحياة طبيعية مثله مثل أي إنسان آخر، وخصوصا المرأة فهي تعامل على أساس إنها غرض لإمتاع الرجل وتلبية حاجاته وفيها يكمن رمز الشرف الذكوري القبلي والتي يمكن وبكل بساطة التخلص منها ومحوها كأنها خرقة قماش متسخة ليس لها حاجة.
في مجتمع كهذا، فإن العذرية والنقاء الجنسي هو شرط للحفاظ على حياة المرأة. الوقوع في الحب وفقا لميول الشخص ورغباته واختياراتها الخاصة ممنوع ومحرم. على الرغم من إن هذا لم يتم سنّه بصورة صريحة من قبل القانون. إن حالات الانتحار اليومية بحق المرأة، القتل والرجم هي أدلة وبراهين كافية تضعنا أمام هذا الوضع وحقيقته. إن الأصوات التي التزمت الصمت فيما سبق صارت تصرخ بما تتعرض له المرأة وتفضح هذه الهمجية التي لا يمكن أن تطاق. فهم يريدون كسر القيود اللامرئية في حياتهم، والتعبير بكل حرية عن الحب... ولو لمرة واحدة فقط في حياتهم.
إن قصص الآلاف من النساء اللواتي قتلن بوحشية في هذه المنطقة على مدى سنوات طويلة هي أمثلة لا يمكن تجاهلها. فقط لأنهن عبَرن وتعديّن الخطوط الحمراء، ولأنهن تجرأن بالتعبير عن حرياتهن الشخصية باختيار وعيش حياتهن العاطفية والجنسية وفقا لرغباتهن باختيار شريكهن ولو كان بشيء من التهور.
أنا أدين هذه الأعمال الوحشية التي تمارس بحق النساء وقد كرست حياتي للنضال من أجل تحريرهن. أشعر بمرارة كبيرة أن العديد من هؤلاء النساء الشابات اللواتي يردن التمرد والاحتجاج ضد الحواجز القبلية والدينية والأبوية، هن الآن جثة هامدة، فدعاء والعديد من الأخريات اللواتي كلفهن الأمر حياتهن لم نفقدهن أبدا بل إنهن ما زلن يعشن معنا بقلوبنا .
إن الحل الوحيد هو الكفاح المتفاني والإصرار على نيل حقوقنا وحقوق شعبنا والتضامن مع أصدقائنا وإخواننا وأخواتنا بجميع. أطلقنا حملة دولية لضمان معاقبة المجرمين وإلى حظر جميع أشكال العنف ضد النساء في كردستان.
* مترجم عن مقالها المنشور في الكارديان في 2 آيار 2007
الصفحة الأولى/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز 2012
0 comments:
Post a Comment