رئيسة التحرير
ينار محمد
ينار محمد
كانت مرةً أولى ينتفض فيها الشعب بكل شرائحه ضد نظام يستولي على الثروات ويترك الجوع والحرمان والقمع للجماهير.
تحولت ساحات التحرير العراقية في نهاية ذاك اليوم الى ساحات قتال بين مأجوري النظام المدججين بالاسلحة والهراوات وخراطيم المياه، وما بين جماهير عزل مصرّين على نيل حقوقهم والا فعدم السكوت او القبول بمعادلة الاستغلال بعد ذاك اليوم.
ولعل الشعار الذي جمع كل المتظاهرين على كل الوانهم: المتدين والعلماني، التحرري والمحافظ، والرجل والمرأة، كان: (نفظ الشعب للشعب مو للحرامية). انتشر هذا الشعار بيننا انتشار النار في الهشيم. اذ انتفض الكل بالضد ممن يجلسون في المنطقة الخضراء ويسرقون اموال الشعب باسم الدين والأمة والديمقراطية. وتوحدت ارادة الشعب في يوم الغضب العراقي لترفض اي استمرار لحالة التباين الموجودة بين الحكام والشعب...وحتى الطفل ادرك في ذاك اليوم، انه قد حل اليوم الذي لن يمكن فرض قوانين اللامساواة الاقتصادية التي جعلت من الطبقة الحاكمة اثرى من اثرياء الخليج، بينما اتى الكثير من المتظاهرين باحذية ممزقة.
كانت حقاً الثورة الاقتصادية للجياع تجاه قلب الموازين، تجاه حكم الشعب وتوزيع الثروات على الجميع،...اي ما يرمي الى تحقيق الاشتراكية والحريات الاقتصادية والاجتماعية.
رمى بعض الشباب باجسامهم التي كانت تقدح نارا وثورة ً تجاه جدران الصبّات الكونكريتية، ونجحوا في قلب عدة قطع منها، في محاولة عبور الجسر من ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء ... وكان النظام قد وضع جيشا معاديا للشعب على الجسر لكي يمنع العبور.
فلنأخذ لحظة ها هنا، ولنفترض ان العبور قد تم، وان اقتحام المنطقة الخضراء ببرلمانها ومجلس وزرائها قد حصل ....
وكلنا نعرف انه ليس للشعب العراقي اي توهّم بالجيش و"وطنية" الجيش مثلما حصل في مصر. ولنفترض ان شباب ساحة التحرير طردوا من المنطقة الخضراء آنذاك كل مستغّل وفاسد رأسمالي بعد معركة مع الجيش العراقي والامريكي آنذاك.
ولنفترض ان مجموعة قادة ساحات التحرير شكلوا مجلسا انتقالياً جديداً...نعم، ولكن ليس على غرار المجلس الانتقالي السيء الصيت الذي شكله الاحتلال عام 2003، بل مجلسا جديدا يضم كل ثوار العراق المعارضين للاستغلال باطيافه: ذات اليسار والوسط وبعض اليمين...والكثرة الكثيرة من تحرريي الألفية الثالثة والذين لم يكونوا يرضوا سوى باقتصاد مساواتي للجميع وقوانين تحررية للجميع نساءً وشباباً وطبقةً عاملة حاكمة، هي تصبح الاكثرية الحاكمة.
لكنا عشنا في عالم آخر...ليس بالضرورة عالم الاحلام، ولم يكن انتهى بنفس مصير ليبيا او مصر، اذ اننا في العراق قد عشنا تجربة الذين يحكمون باسم الآلهة والاوثان الدينية والطائفية والقومية، ولن نرضى حتى ان يقتربوا من مبان نظام حكم الشعب.
تظافرت في ذاك اليوم المؤسسات الامنية والمخابراتية والدروس الامريكية لقائد القوات المسلحة برسم خطة منع سير العجلات والدراجات بل وحتى الحمير لمنع وصول المتظاهرين الى ساحات التحرير، واضطررنا جميعا ان نسير عدة ساعات للوصول الى ساحة التحرير... ولولا ذلك، لكان يوم الغضب العراقي عشرة اضعاف ما كان اي مليوني الحجم، ولكنا فرّغنا المنطقة الخضراء من كل مستغّل، وفتحناها للجماهير ورمينا دستورهم وقوانين ترسيخ التباين الطبقي وظلم المرأة في مزبلة التاريخ.
كم كان عظيما يوم الغضب الغضب العراقي، يوم الـ 25 من شباط. وكم نحن نغلي من الغضب في قلوبنا لغاية هذه اللحظة منتظرين يوم الغضب العراقي الثاني، حيث لا ينفعهم جيش امريكي ولا منع تجوال ولن تكفى كل مؤسساتهم الامنية القمعية لردع غضب عشرات الملايين التي ستقتلعهم من الجذور وترميهم في نفس السجون التي رموا فيها المتظاهرين والثوار التحرريين وعذبوهم لأيام وأيام.عاشت الجماهير
عاشت الحرية
عاش الخامس والعشرون من شباط يوم انتفاضة كل الشعب ضد جلاوزة العراق الجديد
تحولت ساحات التحرير العراقية في نهاية ذاك اليوم الى ساحات قتال بين مأجوري النظام المدججين بالاسلحة والهراوات وخراطيم المياه، وما بين جماهير عزل مصرّين على نيل حقوقهم والا فعدم السكوت او القبول بمعادلة الاستغلال بعد ذاك اليوم.
ولعل الشعار الذي جمع كل المتظاهرين على كل الوانهم: المتدين والعلماني، التحرري والمحافظ، والرجل والمرأة، كان: (نفظ الشعب للشعب مو للحرامية). انتشر هذا الشعار بيننا انتشار النار في الهشيم. اذ انتفض الكل بالضد ممن يجلسون في المنطقة الخضراء ويسرقون اموال الشعب باسم الدين والأمة والديمقراطية. وتوحدت ارادة الشعب في يوم الغضب العراقي لترفض اي استمرار لحالة التباين الموجودة بين الحكام والشعب...وحتى الطفل ادرك في ذاك اليوم، انه قد حل اليوم الذي لن يمكن فرض قوانين اللامساواة الاقتصادية التي جعلت من الطبقة الحاكمة اثرى من اثرياء الخليج، بينما اتى الكثير من المتظاهرين باحذية ممزقة.
كانت حقاً الثورة الاقتصادية للجياع تجاه قلب الموازين، تجاه حكم الشعب وتوزيع الثروات على الجميع،...اي ما يرمي الى تحقيق الاشتراكية والحريات الاقتصادية والاجتماعية.
رمى بعض الشباب باجسامهم التي كانت تقدح نارا وثورة ً تجاه جدران الصبّات الكونكريتية، ونجحوا في قلب عدة قطع منها، في محاولة عبور الجسر من ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء ... وكان النظام قد وضع جيشا معاديا للشعب على الجسر لكي يمنع العبور.
فلنأخذ لحظة ها هنا، ولنفترض ان العبور قد تم، وان اقتحام المنطقة الخضراء ببرلمانها ومجلس وزرائها قد حصل ....
وكلنا نعرف انه ليس للشعب العراقي اي توهّم بالجيش و"وطنية" الجيش مثلما حصل في مصر. ولنفترض ان شباب ساحة التحرير طردوا من المنطقة الخضراء آنذاك كل مستغّل وفاسد رأسمالي بعد معركة مع الجيش العراقي والامريكي آنذاك.
ولنفترض ان مجموعة قادة ساحات التحرير شكلوا مجلسا انتقالياً جديداً...نعم، ولكن ليس على غرار المجلس الانتقالي السيء الصيت الذي شكله الاحتلال عام 2003، بل مجلسا جديدا يضم كل ثوار العراق المعارضين للاستغلال باطيافه: ذات اليسار والوسط وبعض اليمين...والكثرة الكثيرة من تحرريي الألفية الثالثة والذين لم يكونوا يرضوا سوى باقتصاد مساواتي للجميع وقوانين تحررية للجميع نساءً وشباباً وطبقةً عاملة حاكمة، هي تصبح الاكثرية الحاكمة.
لكنا عشنا في عالم آخر...ليس بالضرورة عالم الاحلام، ولم يكن انتهى بنفس مصير ليبيا او مصر، اذ اننا في العراق قد عشنا تجربة الذين يحكمون باسم الآلهة والاوثان الدينية والطائفية والقومية، ولن نرضى حتى ان يقتربوا من مبان نظام حكم الشعب.
تظافرت في ذاك اليوم المؤسسات الامنية والمخابراتية والدروس الامريكية لقائد القوات المسلحة برسم خطة منع سير العجلات والدراجات بل وحتى الحمير لمنع وصول المتظاهرين الى ساحات التحرير، واضطررنا جميعا ان نسير عدة ساعات للوصول الى ساحة التحرير... ولولا ذلك، لكان يوم الغضب العراقي عشرة اضعاف ما كان اي مليوني الحجم، ولكنا فرّغنا المنطقة الخضراء من كل مستغّل، وفتحناها للجماهير ورمينا دستورهم وقوانين ترسيخ التباين الطبقي وظلم المرأة في مزبلة التاريخ.
كم كان عظيما يوم الغضب الغضب العراقي، يوم الـ 25 من شباط. وكم نحن نغلي من الغضب في قلوبنا لغاية هذه اللحظة منتظرين يوم الغضب العراقي الثاني، حيث لا ينفعهم جيش امريكي ولا منع تجوال ولن تكفى كل مؤسساتهم الامنية القمعية لردع غضب عشرات الملايين التي ستقتلعهم من الجذور وترميهم في نفس السجون التي رموا فيها المتظاهرين والثوار التحرريين وعذبوهم لأيام وأيام.عاشت الجماهير
عاشت الحرية
عاش الخامس والعشرون من شباط يوم انتفاضة كل الشعب ضد جلاوزة العراق الجديد
الصفحة الأولى/ العدد19 /20 شباط 2012
0 comments:
Post a Comment