جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Sunday, July 8, 2012

فتيات بعمر الزهور (يُقتلن منتحرات) فمن المسؤول؟





ثانوية اختر المسائية للبنات في كركوك
فتيات بعمر الزهور (يُقتلن منتحرات) فمن المسؤول؟

إعداد وتقصي: ايناس الوندي
صياغة ومراجعة: ايفان الدراجي

تعد ثانوية اختر للبنات من المدارس المسائية الموجودة في كركوك والتي تأسست منذ أكثر من خمسة عشر عاما، وتميزت بوجود البنات التاركات لدارسة واللواتي لم يتم قبولهن في المرحلة الصباحية أي اللواتي تجاوزت أعمارهن السن القانوني للدراسة الصباحية. الغريب والعجيب في أمر هذه المدرسة أنها تشهد حالات انتحار كثيرة لطالباتها في كل سنة، أي نسبة تتراوح تقريبا بين 10% أو 15% سنويا. تنوعت سبل الانتحار فمنهن من تحرق نفسها ومنهن من تشرب نوع معين من الأدوية أو الحبوب، بينما يلقى البعض الآخر منهن حتفها قتلا بمعدل 10% سنويا تقريبا من قبل الأهل (الأخ أو الأب) والأسباب معروفة وواضحة للجميع ولكن يغض عنها النظر ويتم تجاهلها من قبل الجميع حتى مراكز الشرطة والاسايش وباقي الجهات الحكومية المسؤولة. تتراوح أعمار هؤلاء الفتيات ما بين 14- 20 عاما، أكثرهن مطلقات (بمعدل 20 فتاة مطلقة في كل صف) أو أرامل (بمعدل 10 أرامل في كل صف) أو غير متزوجات أي بمعدل 5% من المجموع الكلي لطالبات المدرسة البالغ تقريبا 500 طالبة من المرحلة الأولى للمتوسطة وحتى المرحلة المنتهية للثانوية. إن نسبة المطلقات والأرامل كبيرة بين الطالبات ومنهن من يتعرض لخداع كبير من قبل الشباب الذين يستغلون أوضعاهن وظروفهن لغرض ممارسة الجنس معهن مقابل مبلغ مالي بسيط ويستخدمن هن بدورهن موانع الحمل المختلفة التي أدت إلى إصابة بعضهن بأمراض كثيرة بينما خلف للبعض الآخر حالة نفسية صعبة . الكثير من البنات يرزخن تحت مختلف الضغوط العائلية من ضرب وشتم وإجبارهن على الزواج المبكر الذي ينتهي بصورة مأساوية اغلب الأحوال فتنعكس نتائجه فيما بعد، إضافة لممارسات أخرى يمارسها الأهل كمنع الموبايلات منهن وحرمانهن من الدراسة أو الغضب الجام الذي يصبه الأب إذا اكتشف أن ابنته على علاقة غرامية مع شاب ما. هذه الأسباب تجمعت -حسب قول الطالبات- لتدفع بهن للانتحار وارتكاب الأخطاء مع الشباب الذين يخدعونهن ويتركوهن بعد أن ينالوا من الفتاة كل ما يشتهون.
إن اغلب عوائل الفتيات متعففة وكل واحده منهن لديها طفلين أو ثلاثة رغم صغر سنهن و بالأخص اللواتي يقطن منطقة (الشورجه) وهي من المناطق الكردية المعروفة في كركوك بتدني مستوى معيشتها من الناحية الاقتصادية كما وتتميز بالعقلية العشائرية المتخلفة المهيمنة هناك مما يدفعهم لدفع بناتهن وهن بعمر الزهور وتزوجيهن مبكرا مما يؤدي لتركهن مقاعد الدراسة. بنفس السياق لكن من زاوية أخرى لكل هذه السلبيات فان هناك مسألة مثيرة للاهتمام ألا وهي تميز بناتهن بالجرأة وعدم الخضوع للتسلط الذكوري مهما كلف الأمر من مواجه وتصدي، لكن هناك بعض الأمور التي تحدث خارج عن إرادتهن إذ يستسلمن عندها للأمر الواقع، فالمدرسة التي لا تشبه المدرسة التي من المفترض أن تكون قد خصصت للتربية قبل التعليم تحدث فيها بعض الممارسات التي تنفي ذلك؛ إذ إن أكثر المدرسات هن اللواتي يدفعن أو يشجعن بعض الطالبات على ارتكاب الأخطاء فعندما يأتي مسؤول ما ويرغب بواحدة منهن ويطلب ذلك إلى أحد المدرسات التي بدورها تفسح له المجال مما يضطر الطالبات أحيانا للخضوع لهكذا أشخاص تحت نير التهديد تجاه المُدرسة نفسها أو المديرة التي أوضحت انه لميس بيدها حيلة تجاه الأمر إذ تقول: "تمنيت لو كان بيدي ما افعله تجاه ذلك، عندما أشاهدهن أتذكر بناتي وأموت حسرت وأقول لو حدث لواحدة من بناتي هذا الشيء ماذا افعل؟ وخصوصا وإن زوجي ليس بغنيٍ فأنا أخاف فقد وظيفتي بسبب التهديدات فإذا حدثت أي حالة انتحار يجب أن لا اذكرها ولا أسال لماذا أو أبحث في الأسباب خوفا من الأهل والمدرسة والتربية والأجهزة الحكومية، ما زلت أذكر أحد حالات القتل التي حدثت  في العام الماضي حين طعن أخ أخته 14عشرطعنة في صدرها ولم استطيع الكلام رغم كونها جارتي وكنت على اطلاع بالأسباب؛ حاولت عدة مرات مساعدتها لكنني لم استطيع وحدي وفشلت وهكذا هذا حال مدرساتي البائسات وطالباتي المسكينات ماذا افعل لهن ما بيدي حتى إنه تم منع منظمات المجتمع المدني من الوصول إليهن لذلك قررت طلب باحثة اجتماعية لتساعدهن حتى لو بالحث على توعيتهن وتقديم النصائح لهن وعسى ولعل ينفع ذلك!! "



الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز  2012

0 comments:

Post a Comment