جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Sunday, July 8, 2012

يوميات ناشطة نسويه



دلال الربيعي

لم أتوقع مكالمتها بهذه العصبية وبهذه الحدة  قالت أنا بحاجة إليك هل أنت في المنظمة أجبتها نعم بعد ساعة جاءت  والدموع تنهمر من عينيها العسليتين طلبت لها فنجان قهوة وماء وهدّأت من حالها قلت لها مهما تكن من مشاكل فلا بد ان يفكر الإنسان بهدوء وعقلانية وأنا مصغية لك بشرط ان تكوني صريحة وواضحة فلنتحدث :
" كما تعلمين لدي خمس بنات ولم ارزق بولد. قبل أيام خرجت للتسوق وعندما عدت لم أجد ابنتي الكبرى (ز) والتي تبلغ من العمر عشرون عاما، لم تكمل دراستها بسبب مررنا بها، اشعر بألمها عندما ترى أخواتها في المدرسة، اشعر بمأساتها عندما ترى رفيقاتها في الجامعة بينما هي حبيسة البيت. وقبل فترة طلبت مني ان اشتري لها موبايل كبقية البنات وتعرفين كم هو قاسي أبوها".. تنهدتُ وتحسرت .
أكملي يا عزيزتي (قلت لها)..........." إيه ماذا أقول مذ كانت طفلة جدتها كانت تقول لها لولا أنت ما رزق أبوك البنات.. أنت أنت أنت.. كلمات تسمها أكثر من السم. حاولت إقناع والدها بشراء موبايل لها وسيكون لأخواتها أيضا حتى لا يشعرن بالنقص. وان يكون لكل منهن (لاب توب) كبقية البنات. ان الزمن يتقدم فلا بد ان يساير التقدم. لكنه رفض رفضا قاطعا وتحجج بحجج واهية لكنه قال بأخر المطاف: "أنت حرة". اشتركت بسلفه مالية مع زميلاتي واشتريت لهن (موبايل ولاب توب) فغدون فرحات. أحاول دائما ان أوفر لهن كل متطلبات الحياة  بينما (السي السيد) له حياته الخاصة اذ انه منظم أوقاته، حيث هو في وادي ونحن في وادٍ، لم يعر أهمية لأي شيء سوى متطلبات البيت لم يشعر انه أب لخمس بنات. بدأن يكبرن؛ كلما نظرت إليهن اشعر بالفخر كلهن متفوقات بالدراسة ما عدا(ز) لأنها تركت الدراسة ومع ذلك كانت تدرس مع أخواتها تبحث في مواقع الانترنيت عن المواضيع العلمية والبحوث والثقافة. قبل أسبوع سمعت والدها يتحدث معي عن عريسٍ لها مع العلم انه اكبر منها بقليل لكنه ميسور الحال (عذرا لأغنية كاظم الساهر ) ووووو.. انتهى الحديث بالرفض من جهتي والقبول من جهته وقال: " كلمتي يجب ان تنفذ ". اعتزلت (ز) في غرفتها بعد ان أعربت عن رأيها كونها ليست سلعة تباع وتشرى كيفما نشاء فهي إنسانه وكفى .. قلت لها: أنهيتِ كلامك؟ هل هذا كل شيء؟ سكتت... وأكملت الحديث فعرفت أخيرا ان العريس المزعوم هو عم لزوجته الجديدة  ".
الكثير منا ينظر إلى الفتاة إنها نقمه بل هي الحياة، زهور و نجوم تتلألأ في الدار، صديقة امها وأبيها . زرعتم الكُره في نفسها منذ الصغر، الخوف من الخروج، لم تشعروها بالأمان والمحبة لم تعطوها قيمتها كإنسانة، الموبايل والانترنيت ليس كل شيء، لم تشعروها بقيمتها كإنسانه؛ بل جئتم لها بعريس لا تحلم به أي فتاة!! أين المحبة أين ذهبت العاطفة أين ذهبت الأبوة ؟ كلها رحلت أو ذهبت مع الريح .. هل الأبوة المقايضة من اجل زوجة شابة أين ذهبت سنين العمر والعشرة وبناء الأسرة؟ من اجل نزوة أقايض ابنتي أي تفكير وأي منطق وجئت الآن تبحثين عن ابنتك وكيف هربت وأين ذهبت وأين هي ألان ؟
هل حاولت الاتصال بالأقارب أو المعارف ؟ أو بلغتم مركز الشرطة أو أي شيء فعلتم ؟ قالت لا شيء سوى إذا عثر عليها سوف يقتلها لان التبليغ اعتبره يمس الكرامة والشرف ويمس الاعتبار العائلي.؟
بدأت الاتصال بعد أن أخذت أرقام هواتف خالتها وأخوالها وبعض الأقارب إلى ان حصلت على نتيجة لقد التجأت إلى خالتها وقالت لها ان والدتها أرسلتها لشعورها بالكآبة وإنها ستكون مع بنات خالتها في أحسن حال. تنفست والدتها الصعداء وتحدث إلى (ز) عرفت إنها هربت من واقع مر ورهيب وإنها كارهه لنفسها وقد حاولت الانتحار وفي اللحظة الأخيرة تراجعت من اجل أمها وأخواتها.
ما هكذا تربى البنات يا أبا (ز) فكر بعائلتك لاتبحث عن زواج جديد بل ابحث كيف تكون أبا صالحا.
 

الصفحة الثانية/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز  2012

0 comments:

Post a Comment