المرأة في سجن المدائن

 صباح الشاعر

لاتسغرب من هذا الشعار عن سجن المدائن انه سجن بمعنى استعاريّ نعني به التقاليد العشائرية وليس سجن في مركز الشرطة. يتميز بهيمنة التقاليد العشائرية والظروف القاسية التي تحيط بالمراة من كل النواحي المادية والمعنوية فنجده متمثلا بتلك التقاليد التعسفية بحق المرأة منذ صغرها حيث تُحرم وتُمنع من إكمال دراستها مما يجعلها تتراجع عقليا بفكر الاهل الجائر وحكم الاعمام القاسي من ناحية وناحية اخرى حتى وان أكملت درستها فلا يجوز مواصلة مشوارها وأخذ مكان لها بين قريناتها في دوائر الحكومة أو ممارسة أي عمل أو شغل وظيفة. وحتى من ناحية الزواج لا يسمح لها بالتعرف على الشاب الذي يتقدم لها ليكون شريك حياتها، فتبدأ المشاكل والخلافات بعد الزواج لقلة الوعي لدى الطرفين أو سوء فهم أو صغر سن المرأة. كما و يحكمها ويقيدها أن تشاهد ما تقدم نحوه المجتمع وتطور وهي راوح مكانك، بينما تجد نفسها مشلولة مقيّدة حتى في الملابس وكأنها كفن يسوقها به إلى القبر، ويمنع عنها الدخول والخروج في البيت ويمنع عنها زيارت الاقارب و كأنه قرار قاضي بالحكم عليها بالسجن المؤبد.

الصفحة الرابعة/ آراء/ السنة التاسعة/ العدد19 /20 شباط 2012