بيان اليوم العالمي للمرأة: منظمة حرية المرأة في العراق
قفي صفا متراصا ضد اعدائك لا تتنازلي عن ثوريتك وحريتك ومساواتك
منـــظمة حـــرية المــرأة تـــطالب بــحل وزارة المــــرأة واللجنة الوطنية العليا لقمع المرأة في وزارة النفط
تطاولت ممثلة الاحزاب الاسلامية والمكلفة عنوة بموقع وزارة المرأة على مكانة المرأة العراقية بوصفها للمرأة على انها في موقع ادنى من الرجال في مقابلة مع جريدة المدى. واسفرت الوزيرة بذلك عن موقفها المعادي للمرأة وعن كونها ممثلا صادقا عن جماعات كراهية المرأة الذين تنحدر منهم والذين كلفوها بمنصب وزارة محاربة المرأة وابقاءها تابعة للرجل
ما هي المثلية تعريف مفصل للمثلية
أن الحديث عن المثلية بجزئها الجسدي أو الجنسي يعد بمثابة التابو وأننا لسنا نشجع على المثلية ها هنا بل نعرف عنها ونحاول إحاطتها من مختلف الجوانب انطلاقا من دورنا التثقيفي التربوي وأمانة إيصال الحقيقة للقراء خصوصا لهؤلاء الذين يعانون من رهاب المثلية (الهوموفوبيا). فالمثليون يشكلون شريحة لا يُستهان بها من أي مجتمع ولهم ظروفهم وأسبابهم التي ينبغي الوقوف عندها لمحاولة تقبلهم أو مساعدتهم -حسب الحالة- فإن المثلي-ـيه بالنهاية إنسان-ـيه مثله- ـها مثلك
التحرش الجنسي: آلية جديدة لقمع الحريات
ألا ينبغي على المرأة أن تتحمل جزء من المسئولية أم نكتفي بإلقاء اللوم على الرجل الذي يرى المرأة على أنها جسد مباح العبث به الحقيقة لا تكاد تخفى على احد أن جهل المرأة بحقوقها القانونية سبب رئيسيا في اتساع دائرة التحرش وجهلها بأنها بإمكانها وضع الرجل خلف القضبان لأشهر ما أن لمس جسدها متعمدا
إنجاب الكثير من الأطفال مشغلة المحرومين
طفلة قد تكون ابنة الربيع الثامن أو التاسع تفترش أرضية احد (العلاوي) تبيع بعض الحلوى الرخيصة الرديئة أثارت انتباه احدهم لأنها ليست في المكان ولا الزمان الصحيحين بتاتا ربما تقبلنا واقع عمالة الأطفال والحاجة المعيشية إلا إن مكانا كهذا صعب جدا على الفتيات بعمرها كما وانه محدود الرزق بالنسبة لها
All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote
Friday, March 8, 2013
عندما يسطو الدين على الحكم والمعارضة سوية كيف نتجه لنضالاتنا؟
ينار محمد
جرى التقليد في هذه الايام من كل سنة، اي الايام السابقة لليوم العالمي للمرأة 8 مارس، ان نستذكر نضالات التحررين ودفاعهم عن الانسان من كل طغمة مسلّطة على الرقاب وعلى الحريات ... وبالذات على حرية المعتقد.
كما ونستذكر كذلك في 19/20 آذار الذكرى المؤلمة لاحتلال العراق من قبل الطغمة الرأسمالية القابعة في البيت الابيض، والتي ارسلت بجيوشها في طائرات عبر القارات، وحسب ادعائها لكي تحرر رجال ونساء العراق من دكتاتور دموي- ولم يذكروا آنذاك بانهم سوف يكرسوا حكم دكتاتور جديد اثناء احتلالهم- مع فارق واحد – ان الدكتاتورية الجديدة تعتاش على القمع الديني عوضا عن القومي، وتكرس قوانين لاستعباد نصف الجماهير على اساس الجنس، ونصفه الآخر على أساس الطائفة ... وكان لنا درس جديد في السياسة، بان مرض الطائفية ومرض كراهية المرأة وجهان لعملة واحدة. وصاحب هذه العملة ذكوري يحكم باسم الدين.
يقولون بانهم اوصلوا المرأة الى اعلى المناصب، ويهملون ذكر بانها تخجل من مظهرها وتلف رأسها باقمشة ثمناً لذلك المنصب...وكأن ما على رأسها مصدر للجرب او للرذيلة يجب اخفاؤه عن اعين البشر الذكوريين المحترمين.
يتقدم العالم اجمع باعتماده على العلم والثقافة والآداب والفن ويوّفر الرفاهية والوعي لجماهير تتمتع بكل هذه الامكانات. بينما يبتدع "علماؤنا" أساليب لذم المرأة واخفائها عن النظر ان كانت ملكيتهم الخاصة – اي زوجة، ابنة، ام اخت. ولكن لا يعيبهم ابدا ان يستغلونها في زواج متعة، او جعلها ملكاً لايمانهم، او زوجة ثانية وثالثة ورابعة او اكثر، وخاصة ان كان احدهم مقتدرا (العفو اقصد مستغِّلا)- كأن يكون عضو برلمان او وكيل وزارة او ما اشبه من الطبقة التي استغلت كل ما فينا، وحتى تخطط لاستغلال لحومنا ومستقبلنا.
وقد وصلنا الى اليوم الذي يقف فيه المعمم سابقاً ومرتدي البدلة حالياً على شاشات الفضائيات لكي يعظنا بما يجب ولا يجب. وعندما ندير القناة الى فضائية اخرى لا يمكن ان تتفق مع الاولى بشيء، نجد معمماً آخرا يعظ بما يمكن ولا يمكن ...والأدهى من ذلك بان كل من يفرض الحجاب والمثنى والثلاث علينا، قام يتحدث بحقوق المرأة ويرفض اعتقالها، بالرغم من ان النساء تم اعتقالهم في معسكرات الاحتلال والحكومة سواسية، وكانت معاملتهم سيئة في كل مكان ومنذ بدء الحقبة السياسية التي نعيشها حالياً.
يستغل كل منهم منبره لينطق قوانين استعبادنا على اساس الجنس كما على اساس الطائفة ... ويتحررون بالتهم والقدح والذم كما يهوون.
ولربما افضل اسلوب للاحتفال بيومنا او يوم المرأة، بان نتحرر نحن ايضا ونتكلم كلاما غير مسؤول، كما يتكلمه الحكام والمعارضة، وان يكون كلامنا حول رفضهم جملة وتفصيلا ورفض سيطرتهم على اي من مقدرات حياتنا.
اتركوا العراق ايها الاسلاميين الطائفيين المعادين للمرأة وللبشرية بشكل عام... لن نرى يوما هانئا بوجودكم وطغيانكم على مقدرات المجتمع.
ثوري ايتها الجماهير التوّاقة للحرية على كل ذوي العقول المتعفنة والتي تحاول فرض ثقافة كراهية العلم والفن والحرية والمساواة.
لم تكن هذه الافاعي تقدر على الانطلاق من حجورها وتسميمها للعقول لولا دفاع الاحتلال عنها وتقويتها وتوفير اسباب بقاءها.
ورغم كل ذلك، نُديم بنضالاتنا ابدا ودوما.
عاشت الحرية والمساواة
عاش الثامن من مارس رمز نضالاتنا
الصفحة الأولى/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
لا يمكن القول عن مجتمع انه مجتمع سويا ونساءه تتعرض للقتل بكل لا مبالاة/ حول تنامي ظاهرة قتل النساء في الناصرية
تكاد تتواتر الأنباء يوميا, ولاسيما الأيام القليلة الماضية, عن العثور على جثة أو أكثر لنساء معنفات ومقتولات وإلقاء جثثهن في مناطق مهجورة لتكن عرضة للضواري تنهش بقاياهن, وأغلبية أحداث القتل هذه تقع في المناطق الريفية التي تسود فيها الأعرف والتقاليد العشائرية المتخلفة التي لا تعرف قيمة للمرأة كإنسان, تحت طائلة ومغزى مبهم للقتل يعرف بـ (غسل العار).
إن الباعث على الأسى إن هذه المجزرة المتواصلة بحق النساء, تتعرض للتجاهل التام من قبل أوساط عديدة وفي مقدمتها, السلطات الرسمية, التي تتفادى حتى مجرد التطرق للحديث بهذا الأمر خشيةً على مصالحها ومكاسبها السياسية, وكان الأجدر بالمسئولين جعل الحفاظ على حياة أفراد المجتمع في المدينة من أولوياتهم ومن واجباتهم, بدلا من خيار المساومة على حياة النساء والتغاضي عن القتلة حتى بدا الأمر وكأنه قتل رسمي وتحت سلطة وكفالة الدولة.
ولم لا وقد أمسى القتل سمة ملازمة لحياة المرأة في الريف دون تعرض يذكر للقتلة ومحاسبتهم على جرمهم الآثم هذا, والأرقام والحالات في تزايد مطرد ومتواصل يوميا, لا يمكن القول عن مجتمع انه مجتمع سويا ونساءه تتعرض للقتل بكل لا مبالاة, ولا يمكن تبرير هذه المجازر على إنها أعراف أو تقاليد اجتماعية, أي عرف أو ثقافة اجتماعية تبيح القتل وتسكت عنه، إنها همجية ووحشية, لا يمكن تبريرها إلا كون هذه المجازر, يقوم بها همج تغذيهم الوحشية المفرطة, وجرمهم مسكوت عنه.
إذا سكت الآخرون عن هذه المجازر وهذه الجرائم, وفي مقدمتهم السلطة والقوى الأمنية, فإننا في الحزب الشيوعي العمالي منظمة الناصرية سوف لن نسكت عن هذا الأمر قطعا, وسوف نعمل بكل ممكن للوقوف ضد هذه الظاهرة المؤلمة والمخزية, وسوف لا ندخر جهدا محليا أو دوليا يفضح هذه الممارسة الممعنة بالهمجية, وإبلاغ السلطات إنهم يساومون على أمر خاطئ لا يقبل المساومة لأنها الحياة هي الحياة لا تقبل المساومة, إن حياة النساء في خطر داهم ودائم لذا نناشد كافة الجماهير التحررية كافة الجهات والشخصايات التي تدافع عن الحياة المدنية. أن ينظموا الى حملتنا من أجل أيقاف قتل النساء في الناصرية. والضغط على الجهات الحكومة للتدخل في وقف تلك المجازر المخزية لكل الإنسانية ...
منظمة الناصرية
25 / 1 / 2013
الندوات الثقافية التي اقامها فرع منظمة حرية المرأة في العراق في سامراء
رحاب السامرائي
قام فرع منظمة حرية المرأة في العراق/فرع سامراء بعمل ندوة ثقافية تتحدث عن الواقع الاجتماعي للمرأة ومكانتها في سامراء وادار الندوة احلام الدوري رئيسة الفرع وماجد حميد المنسق العام لفرع المنظمة وبحضور عدد من عضوات وناشطات الفرع وتم النقاش وطرح بعض السلبيات التي تتعرض لها المرأة في المجتمع ووكيفية مواجهتها من خلال منظمة حرية المرأة ومبادئها التي ترسخت في عقول نسائنا التحرريات اللواتي اثبتن وجودهن من خلال كسر قيود المجتمع المتخلف الذي طال انسانية المرأة .ومن هذا المنطلق أثبتت المرأة العراقية جدارتها بأثبات هويتها الانسانية ومكانتها في المجتمع متحدية جميع القيود والضغوطات التي تمارس ضدها فخرجت لتعلن انها المرأة القوية الصامدة التي لاتقهر حيث لم تعد تلك المرأة التي تهتم بشؤؤن البيت فقط وتربية الاولاد وانما بدات بكسر حاجز الروتين الذي كان يخيم على واقعها المعيشي الى واقع أجتماعي راقي جدا يرتقي بها نحو سلم الابداع والتواصل المرموق الذي يليق بها كأنسان من الدرجة الأولى.
وقد كان تفاعل العضوات الناشطات في هذه الندوة ايجابي جدا ولاقى ترحيبا كبيرا من خلال المناقشات وطرح القضايا والأفكار التي تهم المرأة وخاصة في سامراء كونها مجتمع عشائري ديني يسوده العادات والتقاليد.
أقام فرع منظمتنا في سامراء ندوة ثقافية حول مسألة قرار الحكومة الفاشلة بألغاء البطاقة التموينية وقد شارك في الندوة عدد كبير من ناشطاتنا وتم التطرق الى مسألة القرار الذي يراد منه تجويع الشعب العراقي أكثر من اي وقت مضى وتم من خلال هذه الندوة أقامة حملة جماهيرية واسعة للتنديد والاستنكار لهذا القرار الجائر.
وكذلك تم التطرق الى مسألة دور فرع منظمتنا في سامراء حول مسألة تشكيل لجنة من عدد من النساء العاملات من اجل تشكيل نقابة المرأة العاملة او تجمع المرأة بأسم المرأة العاملة وذلك للعدد الكبير من نساء في سامراء وخصوصا في المعامل الحكومية القطاع العام والخاص من اجل دمجها في أتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق / فرع صلاح الدين وبنفس الوقت هن عضوات ناشطات فرعنا .
اقام فرعنا في سامراء بتاريخ 15 كانون الاول ندوة ثقافية حول تقييم وضع المرأةفي سامراء وذلك للوقوف على ماقدمته منظمة حرية المرأة في سامراء من عمل على مدى اربع سنوات من عمر تأسيس فرع سامراء وماقدمه من عمل تطويري لواقع المرأة في المدينة وكذلك حول برامج منظمة حرية المرأة في العراق وماتم تحقيقه والعمل به على مدى السنوات الماضية وقد لوحظ وبشكل جلي وواضح كيف ان المرأة في سامراء بدأت تأخذ وضعها الطبيعي في الحياة الاجتماعية ومطالبتها بالمساواة والتحرر حيث انها تشارك وبشكل فعال في جميع الأنشطة والفعاليات التي تشارك من خلالها عضوات وناشطات منظمة حرية المرأة في العراق\فرع سامراء.حيث ان هناك شيء كبير تم تحقيقه في هذا المجال الا وهو تميز عضوات منظمتنا في أي محفل أو ندوة أو تجمع وذلك لما يمتلكنه من قوة أرادة وثقافة عالية وثورية وهذا أن دل على شيء أنما يدل على مايقدمه فرعنا من ندوات وأنشطة تخص المرأة وواقعها وتطوير قابلياتها وقد كان هناك نقاش واقعي من قبل الحاضرات ومثمر ولاحظنا ان هناك أضرار كبير من لدن ناشطات وعضوات فرعنا على أدامة هذه الندوات بحيث تكون على الأقل مرتين في الشهر بدل من مرة واحدة ونحن بدورنا نلبي مطلبهن من أجل التثقيف على أن تكون للمرأة دور فعال ومكانة متميزة في المجتمع.
أقام فرعنا في سامراء ندوة ثقافية حول نبذ العنف ضد المرأة وتمكين المرأة من مواجهة التحديات التي تعيق مسيرتها في الحياة وكذلك حول مسألة المساواة وتم شرح عن هذه المواضيع التي تهم المرأة وكذلك الحديث عن الجاونب الاجتماعية في عمل المرأة ومن خلال المناقشات التي حصلت بين الحاضرات تم تقديم اقتراح من لدن ناشطات فرعنا وعضواته على ان تكون هناك استطلاعات حول مسألة العنف ضد المراة والعمل على ان تكون هناك ندوات تكون الدعوة فيها عامة ومن كلا الجنسين لتبيان موقف منظمتنا من هذه الممارسات اللاانسانية التي يقوم بها العنصر الذكوري ضد المرأة .ومن خلال الندوة تم وصول وفد منظمتنا من بغداد والمتمثل بالسيدة دلال الربيعي وعدد من ناشطاتنا في بغداد وتم استكمال الندوة حيث تحدثت السيدة دلال الربيعي عن واقع المرأة والمساواة وحول العنف ضد المرأة ومايتطلب من الجميع الوقوف بوجه الممارسات التي تنتهك حق المرأة وكان هناك حوار بين السيدة دلال الربيعي والحاضرات وكانت فاعلة جدا ومثمرة وقدمت الحاضرات شكرهن وتقديرهن العالي لمنظمتنا حرية المراة والقائمين عليها .
رحاب السامرائي
عقد بتاريخ3\10\2012 الاربعاء ندوة ثقافية في مقر فرعنا في سامراء حول واقع المرأة وكذلك حول قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من منع النساء من مزاولة عمل كمديرات مكاتب او سكرتيرات لرؤساء الجامعات والمدراء العامين في الوزارة وقد تراجعت الوزارة عن هذا القرار بسبب الأعتراضات والاستنكارات والضغوطات التي واجهتها من قبل المواقع الألكتروني والصحف والفضائيات وقد بين الرفيق ماجد الدور السلبي للحكومة واحزاب الأسلام السياسي من المرأة وحث في كلمته أن تكون للمرأة حضورها المميز والفعال من اجل تفويت الفرصة على الأحزاب الرجعية وقرارات الحكومة بهذا الشأن وتحدث ايضا عن دور منظمتنا النضالي والمميز من أجل أن تكون المرأة أساس المجتمع ومن أجل الحرية والمساواة والوقوف وبشكل تام مع أهداف منظمتنا وجعلها أمر واقعي في الحياة الأجتماعية.
وتحدثت الرفيقة أحلام طه عن دور منظمتنا ودفاعها عن المرأة وابراز دورها التاريخي والكفاح من أجل محاربة التقاليد والأعراف العشائرية الرجعية والتي تريد النيل من تحرر المرأة وقد شاركت الحاضرات النقاش الذي دار وأكدن استعدادهن وحرصهن على ان يكون للمرأة دور فعال وايجابي في المجتمع وهتفن بأسم منظمتنا نعم نعم للمساواة...نعم نعم للتحرر.
جلسة حوارية حول تزايد ظاهرة العنف ضد المرأة
ماجد حميد
نظم فرع منظمة حرية المرأة في الحويجة يوم الاحد 16/12/2012 لقاء لعدد من النشاطات في مجال الدفاع عن حقوق النساء لمناقشة تزايد ظاهرة العنف ضد المرأة .... وحضر اللقاء عدد من الناشطات في قضاء الحويجة ونواحي الزاب والعباسي وكان اللقاء في مقر المركز الصحي للعلاج الطبيعي.
الصفحة الثانية/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
الوضع الأسري للمرأة العراقية وانعكاساته على المشاركة في العملية السياسية
ماجد حميد
تمثل إشكالية المشاركة السياسية للمرأة في العملية السياسية القضية الأولى في سلم التطور الاجتماعي للمجتمع . فهي قضية اجتماعية اصلاً ، تعكس بشكل جذري وضع النساء في المجتمعات المعاصرة , فما زال الكثير من المؤسسات المعنية بالشأن الاجتماعي في العراق تتحرج من طرحها أو مناقشتها لأنها تتقاطع مع الصورة النمطية للمرأة السياسية في ذهنية الرجل.
ان المشاركة السياسية للمرأة ترتبط بالبناء الاجتماعي الذي قد يكون محفزاً لها أو عائقاً أمامها , وعلى طبيعة الحرية التي يمنحها المجتمع للمرأة كاندماجها في الجمعيات , والمنظمات المهنية , والنقابية , والأحزاب السياسية , والهيئات التمثيلية . إذ تعد المشاركة السياسية للمرأة في العملية السياسية وادارة شؤون المجتمع المدني من المؤشرات الدالة على تطور المجتمع وديمقراطية نظام الحكم في الدولة .
ان من اخطر التحديات التي تواجه العلاقة بين الجنسين في المجتمع العراقي بشكل خاص و في المجتمع العربي عموماً تتمثل في شيوع النموذج التقليدي للنوع الاجتماعي الذي يتسم ب :-
1- مركزية العائلة , عوضاً عن مركزية الفرد , حيث تلعب النساء والرجال ادواراً متكاملة ولكنها ليست بالضرورة متكافئة .
2- مركزية دور الرجل كعائل وحيد للأسرة وأن كانت زوجته عاملة .
3- حاكميه القيود على الاختلاط بين الجنسين وذلك باعتبار كرامة وشرف الأسرة مرتبطان بسمعة الرجل .
4- سيادة ميزان قوي غير متكافئ بين الرجل والمرأة في المجال الخاص مما يؤثر سلباً على ولوج المرأة في المجال العام .
ان هذه العوامل منفردة أو مجتمعة تسهم بشكل كبير في الحد من المشاركة السياسية للمرأة لانها تمثل ولوج المرأة في الشأن العام الاجتماعي الذي ارتضى الرجل ان يكون قيماً عليه بلا منازع مع وجود فرق في الدرجة وليس في النوع بين الدول العربية تبعاً لمستوى التطور الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بها .
وعلى الرغم من التقدم الكبير في مجال مشاركة المرأة العربية في العملية السياسية والمتمثل في :-
1- زيادة تمثيل المرأة العربية في البرلمانات .
2- اشراك المرأة في العمل السياسي كجزء أساس من عملية الاصلاح السياسي في البلاد العربية .
3- انشاء منظمة المرأة العربية .
4- تنامي الدور الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية.
إلا إن تقرير (( تمهيد الطريق نحو التمكين )) الذي اعده المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة الانمائي للمرأة . أشار وبشكل صريح الى ان درجة مشاركة المرأة العربية في العملية السياسية تتسم بدرجة أكبر من البطء ، وعدم التنظيم . ولعل هذا الوضع يختلف كثيراً بالنسبة للمرأة العراقية اذ إن من أهم المكاسب التي تحققت للمرأة العراقية في ظل النظام السياسي والاجتماعي الذي انبثق في أعقاب التغيير الذي حدث بعد 9/4/2003 هو زيادة نسبة التمثيل النيابي للمرأة إلى 25% في البرلمان العراقي ، وهي أعلى نسبة تمثيل للمرأة في دول المنطقة وفي الكثير من دول العالم .
أن مشاركة المرأة العراقية في الحياة السياسية ووصولها الى مؤسسات صنع القرار السياسي لاسيما مجلس البرلمان ، يقدم صورة ايجابية عن الديمقراطيات الناشئة في المجتمع المعاصر , ويسهم في تغيير نظرة شريحة الرجال لدور، ومكانة المرأة في الحياة , فضلاً عن تحفيز النساء أنفسهن للاهتمام بالأنشطة العامة في المجتمع وتهيئة أنفسهن لممارستها .
الصفحة الثانية/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
الفتيات الاكثر تفوقا
رحاب السامرائي
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية نشأت الحاجة لقوى نصف المجتمع النسائية للنهوض بمعدلات التنمية والتخلص من آثار الحرب المدمرة، وهكذا شمرت النساء عن سواعدهن وبنين أوطانهن من جديد، ومازلن يعملن باجتهاد ومثابرة لتصبح دول مثل ألمانيا واليابان من طليعة الدول المتقدمة تقنيا واجتماعيا.
وفي عالمنا العربي، وفي العراق تحديدا، بعد سلسلة الحروب والعقوبات الدولية نفتقد بالطبع إلى مؤشرات إحصائية واضحة لمعدلات تعليم المرأة ومشاركتها الفعلية في العمل والتنمية. ومع هذا النقص أعدت وحدة المعلومات المتخصصة في أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا في الإكونومست تقريرا بعنوان "دفع عجلة النمو: دور المرأة في العلوم والتكنولوجيا في بلدان الشرق الأوسط العربية"، تحدث عنه في مؤتمر صحفي حضرته مؤخرا تريفور ماكفارلين كبير محرري الصحيفة مسلطاً الضوء على مدى أهمية تعزيز مساهمة المرأة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا في بلدان الشرق الأوسط العربية، وكيفية تحسين طرق تنشئة وتعليم جيل من علماءالمستقبل في المنطقة، والسبل الكفيلة بجعل بيئة العمل خياراً أكثر جاذبية للمرأة.
أوضح هذا التقرير حقيقة أن عدد الإناث الحاصلات على درجات علمية أعلى بكثير من عدد النساء اللاتي يخضن مهناً في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأن هذه المعضلة تشكل عائقاً كبيراً في طريق تحقيق اقتصاد معرفي لبلدان المنطقة. وأشار أيضاً إلى أن الفتيات يتفوقن على الفتيان في مجالي العلوم والرياضيات. ووفقاً لبيانات"دراسة التوجهات العالمية في الرياضيات والعلوم"، فإن فتيات الصف الثامن يسجلن درجات أفضل من الفتيان في اختبارات الرياضيات والعلوم في غالبية البلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط.
وتتدرج التقرير إلى أنماط مماثلة لذلك في الجامعات العربية أيضاً، إذ تظهر أرقام اليونسكو أن 56٪ من عدد المسجلين في الجامعات في عام 2010 في فلسطين كانت من النساء، مقابل 47٪ قبل عقد من الزمان. ويظهر ذلك بوضوح أكبر في مجال العلوم، ففي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، كانت نسبة 65٪ من المسجلين في جميع الدرجات العلمية في عام 2010 من النساء، مقابل 40٪ قبل عقد من الزمان.
ومن ناحية أخرى، فإن النساء يشكلن نسبة 1٪ فقط من الباحثين في المملكة العربية السعودية، و19٪ في فلسطين، و22٪ في ليبيا، في الوقت الذي تتوجه أعداد متزايدة من الشابات إلى دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ولكن العديد منهن يخترن عدم مزاولة المهن في هذه الميادين.
أما معالجة هذه المعضلة فتكمن في حل المشاكل المتعددة التي تقف عائقاً أمام شق المسيرة المهنية في مجال العلوم، بما في ذلك التشريعات والسياسات التي تشكل نقطة عالقة واضحة أمام النساء العاملات، وتحقيق المساواة بين الجنسين في الحصول على فرص العمل، وتوفير إجازات أمومة للنساء وساعات عمل تتسم بالمرونة. لكن على النساء بالدرجة الأولى تحقيق المشاركة الفعلية في العمل للوصول نحو النمو المنشود، وإذا اجتمعت مشاركة النساء في التشغيل واستغلال فرص العمل إلى جانب الارتقاء بمستوى تعليمهن فيمكن حينذاك الحصول على طفل ذكي واحد في الأقل. لكن ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية عموماً هو مجموعة من الطلاب اللامعين في كل المراحل الدراسية ومن ثم في حياتهم المستقبلية تحقيقا لتنمية أكبر وأشمل.
في قراءة ما بين السطور كما يذكر تريفور، ومع تأكيد نتائج التقرير على دور الإناث ومشاركتهن الفاعلة في التعليم بسبب تحدي الفتيات وإصرارهن على التفوق، يبقى حظ الذكور أكبر في الحصول على فرص العمل. ففي السعودية مثلا بلغت نسبة الطلبة في العام 2008، 59 % مقابل 73 % من الطالبات، لكن نسبة كبيرة من الطلبة لم ينهوا دراستهم وحصلوا على الوظائف أيضا في الشرطة والجيش بسبب إغراءات تلك الوظائف لما تقدمه من رواتب عالية مستقرة دون الحاجة لإكمال التعليم.كما أن معظم الذكور يحصلون على فرص لإكمال الدراسة في الخارج بدرجة تفوق فرص النساء بكثير. كما يلاحظ انخفاض نسبة النساء في حصولهن على دراسات عليا بعد الجامعة إذ تشكل هذه النسبة 29% فقط في السعودية للنساء الحاصلات على شهادة الماجستير أو الدكتوراه.
من ناحية أخرى تعتبر مشاركة النساء في دورات العلوم والرياضيات والتفوق الدراسي بشكل عام ايجابية جدا، لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة لعموم الوطن العربي، ذلك أن مشاركتهن في سوق العمل منخفضة جداً نسبة لمشاركة المرأة الأوربية. نتيجة لظروف اجتماعية من تقاليد بالية ضاغطة على المرأة باتجاه تركها العمل بعد الزواج أو عدم السماح لها بالعمل بعد التخرج أصلا. ومن هنا نحتاج لتقدم في هذا المجال وتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز دور المرأة في سوق العمل.
الصفحة الثانية/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
شر البلية، يخرب ضحك
في كل الشعوب يكون للجيش استقلالية عن السلطة إلا هنا، عرف عن دور الجيش العراقي على مر التأريخ اقتصاره على حماية السلطة وقمع الشعوب العراقية، رغم هذا و قبل أيام ليست بالبعيدة، احتفل أبناء الوطن، مع حماتهم، بعيدهم الثاني والتسعين، متمنين سوياً إن يقلص إعدادهم، داخل المدن ويقتصر دورهم على حدود المحافظات والحدود الخارجية، حتى يكونوا سوراً لنا لا سوراً يحاصرنا؟، لكن حين ترى مشهد لم يحصل حتى في زمبابوي رغم إني لم ازور باكستان، حين ترى مشهد مثل الذي حصل هذا، حيث وأنا واقف تحت مضلة الشمس أمام منزلي في مدينة الصدر شارع الداخل، سمعت اصوات اطلاقات ناريه كثيفة، عند تقدمي الى الأمام، شاهدت دورية الجيش العراقي، وهي تهرول فراراً من مجموعة من الناس، الذين سارعوا بالركض وراء الدورية، و ارشاقهم بأنواع الأسلحة الخفيفة والحصى و(البواري) إضافة إلى ألهوسات العشائرية، لم استوعب الفكرة، كيف لجيشنا الذين نراهن بأنهم من يدعونا نغمض العين مطمئنين، إن يفروا هاربين من المواطنين، عجيب!، وكوننا في بلد اشتهر بالإشاعات والتزوير والتسويف، و بعد معاناتي عن كشف سبب تلك الفوضى، وسؤالي لأكثر من شخص، اتضح والوضوح على الموضح، إن احد إفراد الجيش العراقي صوب رصاصة نحو سائق (سايبا)، مميتاً إياه مما أدى إلى هذه الثورة الثأرية، تاركين ورائهم أوابل من الحصى والزجاج المحطم وسط الشارع، لكن العجيب من هؤلاء الذين هلعوا وراء الحرس الـ لا وطني؟ كما صرحوا هل هم أبناء عشيرته أم أبناء منطقته أم أبناء حجي جبار !!!
الحدث الساعة الثانية ظهراً بتوقيت مدينة الصدر.
المعركة على النساء
محمد أبوعبيد
حكام الشرق الجدد، الذين جاءوا على ظهر 'الربيع العربي' يريدون اقناعنا أن مشاكلنا هي تلك الممثلة، أو هذه الأديبة، أو في أن للرجل الحق في الزواج من أكثر من واحدة، أو أن الخلاص يكمن في قوننة حياة المرأة.
بعد أن سقطت بعض الأنظمة الفاشية والديكتاتورية في إطار ما يطلق عليه "الربيع العربي"، أوحى بعض السياسيين، أو المسيَّسين، أنّ مشكلة الأوطان العربية لم تكن سوى مشكلات حول النساء. فمن يتابع كثيراً المدفعية الخطابية الثقيلة لبعضهم سيعتقد أن المواطن العربي لم يكن يعاني الفقر والبطالة، وقلة التعليم وغياب التطبيب المجاني، ولم يكن يعاني أزمة السكن والتعليم، وفوق كل ذلك لم يكن يعاني سلب الحرية والكرامة منه.
اليوم أغلب نصوص خطابات هؤلاء تتمحور حول المرأة وكأنها هي التي غرزت الوطن العربي بالوحل فلم يتقدم. فصار همُّ المنادين بتغيير الدساتير، أو تعديلها، هو "المرأة"، وكيف يضيقون السجن عليها، ويطالبون بسن قوانين متعلقة بها، بالطبع سلباً، ما يوحي أن المجتمعات العربية في أبهى أوضاعها، وهي في حاجة فقط إلى "قوننة" حياة المرأة بما يشتهون هم وليس الدين.
كان من المفترض أن ينصرف الاهتمام والانتباه من قبل هؤلاء الذي تسلموا الحكم، أو يؤثرون في من تسلموا الحكم، إلى ما هو أولى بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة. فالمواطن العربي عاني بما يفوق طاقته، ولعله استبشر خيراً بحقبة ما بعد الديكتاتوريات، وإنْ كانت بوادر ديكتاتوريات جديدة تلوح في أفقه المضْيقّ أصلاً، وهذا الاستبشار قائم على ما يعده بحياة أفضل وأكثر هناء، وليس بتسخير الاهتمام نحو ما هو ليس همّا لأغلبية العرب.
عندما يثور الإنسان ضد القمع والقهر والحرمان، فإنه حتماً يسعى لما هو عكس ذلك تماماً، وإلا فإن ثورته ستذهب هباء منثوراً حين يحيد البعض بمنجزها نحو غايات أخرى. لذلك لو رصد المرء أغلب الخطابات والتصريحات على ألسن من ظهروا اليوم كقادة، سيرى جليا غياب ما يبشر بمستقبل واعد للمواطن العربي. ولعل هذا ما يذكّر البعض بأول ما بشر به، مثلاً لا حصراً، الزعيم الليبي الجديد مصطفى عبدالجليل حين نفث بشراه لليبيين الذكور قائلاً، بما معناه، اليوم يمكن لكم أن تتزوجوا من أربع نساء، علمأ أن مشكلة الليبي لم تكن هذه المسألة.
حتى في مصر، كاد البعض أن يوحي بأن مشكلة المصريين لم تكن سوى تلك الممثلة، أو هذه الأديبة، فلم يسخروا ظهورهم، والظهور هنا بمعنى الإطلالة، على شاشات التلفاز إلا للتشهير بهذه أو تلك، أو لمنع هذا المشهد السينمائي أو ذاك. لعلهم في حاجة إلى من يذكرهم بأن هناك فقرأ وبطالة في مصر، وثمة تدني أجور، وأن مصر تعاني فساداً إداريا وأزمات سكن وهي في حاجة إلى استثمارات كبيرة لخلق فرص عمل تجعل المصري قابعاً في أرضه لا باحثاً عن الهجرة. وما مصر هنا إلا مثال لا حصر، حيث الأمر عينه ينطبق على الكثير من دول "الربيع العربي".
المطلوب تمكين المرأة وإشراكها في كل أطياف الحياة في حقبة ما بعد الطغاة، وليس التضييق عليها، لأن شلّ نصف المجتمع سيخلق مجتمعاً مشلولاً.
الصفحة الثالثة/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
المرأة العراقية في ظل قوانين الاستبداد
بدأ المجتمع الإنساني بالانتساب إلى المرأة الأم التي يولد من رحمها كل شئ من تفاصيل الحركة والحياة والنماء.. وكانت المرأة في المجتمعات الأولى سيدة الموقف حتى كانت تسمية نسب الفرد تعود إليها. وسجّلت الشرائع القديمة حقوقها فأعلت من مكانتها وحفظت لها تميّزا مهما في الحياة الاجتماعية...
ولكنها كثيرا ما عانت جراء التشوهات التي نجمت عن طبيعة تقسيم العمل الاجتماعي ونتيجة لسطوة القوة والتسلـّط في الحياة العامة عندما صار للملكية وتوزيع الثروة منزلة القانون العام وجوهر سياسة السلطة الجديدة في المجتمع الإنساني..
وعراقيا كان للمرأة عبر تاريخنا القديم والحديث دورها المميّز. وقد سجّل لها تاريخ وادي الرافدين موقعها المؤثر في الحياة العامة.. فلقد كانت الأم التي تدير منزلها وتدبر شؤونه بكل التفاصيل ولكنها لم تكتفي بذلك ولم تقف عند جدران البيت وحيطانه الصماء..
فنزلت إلى حقول الرعي والزراعة وأدارت أنواع الصناعة حياكة ونسجا وطحنا وتشكيلا وتصنيعا لمواد السوق وبضاعة المجتمع البشري.. وظلت المرأة العراقية محتفظة بموقعها في تصدرها قائمة اليد العاملة في الريف وفي مساهمتها الفاعلة في المدن والقصبات..
ونتيجة للخبرات التي اكتسبتها في نضالاتها الاجتماعية العامة وفي حياة الفرد العراقي عبر تاريخه ولإصرارها على اكتساب المعارف والتعاطي معها.. كانت كثيرا من القرى والنواحي تـُقسم وتحلف بأسماء نساء.. وأسفار بلاد ما بين النهرين تحتفظ هي الأخرى بتاريخ حافل لقيادة المرأة ممالك ودول ومنظمات وليس غريبا هذا على تاريخ وادي الحضارات الإنسانية الأولى..
لكنّ كلّ هذا المجد لم يأتِ سهلا فلقد عانت المرأة العراقية الأمرَّيـْن وهي تحيا في كنف البيت الجديد للعائلة العراقية منذ ما يقارب الألفي سنة من الشدائد.. وفي الدولة العراقية الحديثة فقدت العراقية كثيرا من مواقعها التي ثبتتها عبر تاريخها النضالي المميز وعبر مكانتها الحقيقية ومساهماتها الجدية الكبيرة..
وعادت من جديد تعمل من أجل استعادة مكانتها.. وكان مطلع القرن العشرين مرحلة منطلق ومبتدأ للثورة الاجتماعية عندما عبر الشاعر عن تلك الثورة بدعوتها لتمزيق اللفائف التي كانت تحجبها عن النور وتحيطها بظلمة الفكر قبل أنْ تحجبها لباسا وثيابا!
اسفري يا ابنة فهر فالحجاب ظلم وخيم
وهكذا نزلت متظاهرة بل قائدة للمنظمات السياسية والمهنية والفئوية الاجتماعية، ليرافق عملها هذا واقع وجودها في المزارع والمعامل والمصانع ودوائر العمل والانتاج وفي المدارس والمعاهد والجامعات.. وكان من نتيجة تصدرها أنْ كانت أول وزيرة في المنطقة عندما تسلّمت الوزارة بُعيد ثورة الرابع عشر من تموز 1958...
ومع ذلك واجهت المرأة العراقية مقاصل الجلاد في العام 1963 مثلما جابهتها يوم أصدر الدعي الفاسق قوانين " العار!؟" بذبح المتهمات بجرائم مخلة بــ"الشرف"؟! في التسعينات وهو يخفي عاره محاولا منع المرأة العراقية من العمل السياسي والاجتماعي العام، عبر خلطه أوراق القضايا الوطنية المشرّفة بأمور ينتمي إليها هو لا نساء العراق وأحراره..
وبالعودة إلى مكتسبات المرأة العراقية نتذكر معاَ َ قوانين الأحوال الشخصية التي نالت بوساطتها النسوة بعضا من حقوقهنّ. ولكن تلك القوانين كثيرا ما كانت تحتقن بهجمات معادية للنيل منها ومما احتفظت به من مكتسبات للمرأة..
وليس بعيدا عن مثل تلك السياسة القذرة ما يجري من تشويه للمرأة العراقية في الزمن الجديد.. ومن هجمات تتعرض لها بخطورة أكبر.. فبحجة الحجاب الذي انتهت منه المرأة العراقية منذ مطلع القرن المنصرم، تجري مضايقات خطيرة الأهداف على نساء العراق..
وبحجة العفة والشرف والتديّن يجري منع المرأة من التوجه للعمل؛ علما أن المرأة العراقية هي نفسها التي سدّت موقع أخيها الرجل الذي أرسلوه إلى مطاحن الموت وحروب الدمار المتعاقبة التي ما توقفت منذ ثلاثين سنة من العنف والدم وروائح الموت الأسود طاعون بلاد الخير والنماء..
ويتمّ منع الشابات والنسوة من التوجه للجامعات والمعاهد ولمدارس العلم والمعرفة.. والأنكى منه منع الفتيات الصغيرات من التوجه إلى مدارسهنّ وإباحة فتاوى لتزويجهنّ بهذا العمر من محتلّي بلادنا من دخلاء توجهوا إلينا تحت راية الدين الإسلامي من شرق البلاد وغربها على حدّ سواء ولكلّ دخيل دوره وآلياته في التعاطي مع هذه القضية الخطيرة..
إنّ المشكلة الحقيقية لا تكمن في مظاهر حجاب الثياب وبراقع الملابس وأقنعة السواد [كبنكات قادمة من الغرب والجنوب أو كواني قادمة من الشرق] ولكنّها في جواهر ما يلفون بها عقول نسائنا ويمنعونهنّ من الحياة العادية وممارسة وجودهن الإنساني الطبيعي السوي..
ومن الطبيعي فالمعركة كما ترون بالأمس لم تكن بين رجل وامرأة بل بين فلسفة ذكورية مرضية وفلسفة إنسانية صحية صحيحة
ولن يختلف طغاة المراحل الجديدة عن تلك القديمة في استغلال بعض نساء للعبث بمصير المرأة وحقوقها كما هو حال تسيير بعض المظاهرات المتلفعة بالسواد من حجاب العقل والحياة ووضعهنّ على أرفف الفلسفة الذكورية المريضة وتطويعهنّ لمآرب رخيصة وأهداف أقل ما يقال فيها مرضها!!!
وتتشكل اليوم منظمات من "نسوة" قياديات لهن دور فاعل في المجتمع رافضات كل أنواع الظلم والأضطهاد .لذا صار على المرأة العراقية أن تضاعف مهامها من أجل التمسك بمكتسباتها بل من أجل تطويرها والحصول على مواقع جديدة مختلفة عن هوامش الأمس وتزويقاته.
من هنا كان على المرأة العراقية وهي تجابه مشكلة التمثيل الحقيقي لصوتها في البرلمان ومشكلة التمثيل الحقيقي في رسم الدستور أن تعمّق تحالفاتها مع القوى المتنورة من أجل منع الاستدارة بالتاريخ ضد مصالحها وضد القيم الإنسانية السليمة الصحيحة..
لابد للمرأة العراقية أنْ تعي ما تجابهه اليوم وألا تنخرط في منظمات حجاب الخدعة وحجاب العقل وأن تتصرف بوصفها إنسانة حرة وليست عبدة لأي إنسان فالعبودية ليست لبشر. وعليها أن توسع من منظماتها وتوحدها في جهة قوية أو تنسّق الجهود وأن يجري التثقيف باتجاه تصعيد العمل الاجتماعي العام والمبادرة قبل أن تضع تلك القوى ثقلها وتتخذ إجراءات ليس من السهل مجابهتها ..
وأن تتخذ من أرضية القانون المرحلي للدولة سندا لتوسيع المقاصد الإيجابية ومنع الاعتداء على ما سجلته من مكتسبات سابقة بل التوجه لتعزيز مكانتها.. وسنّ قوانين تحميها وتحمي المجتمع من ترسبات القوى الطارئة على مجتمعنا وما أكثرها عددا ولكن أرضيتها لن تكون ذات حجم وقوة بغير سلبيتنا من مسارات الأمور.. بينما سيتحتم علينا أن نمضي في قارب التصويت لقوى غير التي يأتمر بها أزواج وأخوة يتجهون بنسائهم المملوكات لهم إلى طريق عبوديتهنّ!! فهل ستفعلها المرأة العراقية ابنة شبعاد ملكة أعلى حضارة إنسانية شأنا؟
هل ستوقف قوانين الاستبداد التي تزعم وتدعي العدل والإنصاف والتديّن وهي أسّ الظلم والتحيّز والفساد في حقيقتها وفي جوهر مستهدفاتها ولكنها تتستر خلف أقنعة وبراقع وخلف حجاب مزيف يستر عورات استبدادهم ولكنه لا يمكن أنْ يمرره على نسوة العراق اللواتي يعرفنّ عن معايشة ما يجري لهنّ وعليهنّ تربية أبنائهن وبناتهن على الفكر النيّر الذي سيأخذ لهنّ حقوقهن بمساهمة جدية فاعلة منهنّ جميعا..
الصفحة الثالثة/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
حداد في الهند على وفاة الفتاة المغتصبة
قررت زعيمة حزب المؤتمر الحاكم بالهند، سونيا غاندي، عدم الاحتفال بالعام الجديد في ضوء حادث الاغتصاب الجماعي لفتاة في العاصمة نيودلهى.
ونقلت وكالة "برس ترست أوف انديا"، اليوم الاثنين، عن جاناردان دويفيدي الأمين العام للحزب قوله "سونيا غاندي تطلب من أعضاء الحزب وأصحاب النوايا الحسنة عدم تقديم التهاني بمناسبة العام الجديد في أعقاب حادث الاغتصاب الجماعي". وأفاد بأن الجيش أصدر نشرات لجميع تشكيلاته في أرجاء البلاد ضد إقامة حفلات للاحتفال بالعام الجديد.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "الآشين أيغ" أن إحصاءات وزارة الداخلية الهندية كشفت عن إدانة قضية واحدة من 635 قضية اغتصاب سجلت من قبل شرطة دلهي في الفترة من جانفي إلى نوفمبر 2012 وهو يعد أعلى معدل في الخمس السنوات الماضية.
وأضافت أنه تم القبض على 754 متهم في هذه الحالات بينما 403 آخرين مازالوا يواجهون المحاكمات، مشيرة إلى أن التحقيقات مازالت معلقة ضد 348 قضية. وأوضحت أن شرطة دلهي قد سجلت 572 قضية اغتصاب العام الماضي بالمقارنة بـ507 قضايا في عام 2010 و466 قضية في عامي 2008 و2009، مشيرة إلى أن الشرطة قبضت على 745 شخصا العام الماضي من بينهم 18 تم إدانتهم و34 آخرين تم تبرئتهم و86 شخصا مازالوا قيد التحقيق و597 شخص مازالوا يواجهون المحاكمات.
وكانت هذه الفتاة قد تعرضت لاغتصاب جماعي على يد ستة من الرجال في حافلة في 16 ديسمبر الجاري، ثم ضربوها بطريقة وحشية وألقوا بها في الشارع وكانت حالتها الصحية حرجة تم نقلها إلى مستشفي بسنغافورة للعلاج إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.
وقد أثارت قضية اغتصاب هذه الفتاة الرأي العام الهندي مما أدى إلى خروج مظاهرات غاضبة تطالب بتدابير أمنية لحماية النساء ومعاقبة مرتكبي جرائم الاغتصاب.
دراسة: معدل ختان الإناث تجاوز 38% في كركوك العراق
عن اكانيوز
أظهرت دراسة أعدتها منظمتا (وادي) و(بنا لإزالة العنف ضد المرأة) أن معدل ختان الإناث تجاوز 38% في محافظة كركوك المتنوعة عرقيا.
وقالت المنظمتان في تقرير مشترك وزع لوسائل الاعلام بالبريد الالكتروني إن "ختان الإناث سائد أيضا في أجزاء من العراق خارج المناطق الحدودية لإقليم كردستان".
وبحسب منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان فان عدد الإناث اللاتي خضعن لعمليات تشويه الأعضاء التناسلية في أنحاء العالم يقدر بأكثر من 130 مليون أنثى. وبحسب التقرير الذي نشرت (وادي) و(بنا) نتائج جزئية له وتنشر في حزيران يونيو المقبل كاملة إن "38.2% من نساء كركوك يعشن مع عواقب الختان".
وترجع هذه العادة إلى عدة قرون وما زالت شائعة في بعض الدول وبالأخص الدول الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية ودول غرب وجنوب آسيا وبعض دول الشرق الأوسط.
وتظهر الدراسة أن النساء من القومية الكردية الأكثر تأثرا وبنسبة 65.4% والنساء العربيات بنسبة 25.7% ومن القومية التركمانية بنسبة 12.3%.
وبالتركيز على العامل الطائفي فإن المذهب السني له نسبة 40.9% والشيعي 23.4% وان 42.9% من الطائفة الكاكةئية مختونات.
ولم تعثر الدراسة على أي عينة من الديانة المسيحية. وقالت المنظمتان في دراستهما المشتركة إن "تفشي نسب الختان بين الفتيات تحت سن 20 سنة هو بنسبة 15% وهو ما يمكن أن يشير إلى أن هذه الممارسة في طريقها للانحسار تدريجيا". بينما النسبة عند النساء من 60-70 سنة يصل إلى 80%. وعند الحديث عن أسباب هذه الممارسة فإن الأجوبة مقسمة بالتساوي بين التقاليد وبين الدين.
في أغلب الأحيان فإن الختان يعني عملية بتر البظر أو جزء منه. إلا أن بعض النساء- في المناطق الريفية ذات الأغلبية العربية بنسبة 21%- مر بتجارب أكثر حدة يشمل حتى قطع الشفرتين الداخلية والخارجية طبقا لما ذكره التقرير. وقالت الدراسة إن معطياتها تظهر بأن الختان ممارسة مشتركة أيضا بين غير الكرد سنة وشيعة. وهذه البيانات تؤلف دليلا قويا للفرضية التي تقول بأن الختان للإناث سائد في أرجاء العراق.
وحثت الدراسة مجلس النواب العراقي على "مناقشة الموضوع بأسرع وقت ممكن... لمكافحة ختان الإناث في العراق". ونشرت (وادي) قبل عامين دراسة مماثلة أظهرت أن معدل ختان الإناث في إقليم كردستان تجاوز 72% قبل أن تتبنى السلطات الحكومية إدانة رسمية لموضوع الختان وأشكال العنف الأخرى. وتجرى هذه العمليات في العادة لأسباب دينية أو ثقافية لكن معارضيها يقولون إنها نوع من القمع الوحشي وتهدد حياة الفتيات اللاتي يخضعن لها أحيانا.
الكاظمية ..بالأمس مسرح وحفلات لرضا علي يدندن بها أهالي المدينة
نبراس الكاظمي / عن صحيفة المدى
الكاظمية اليوم
خرج والدي من أحد البيوت في محلة التّل الظاهرة في الجانب الأيسر والسفلي من هذه الصورة. الكاظمية، كما أسلفت، كانت منغلقة على نفسها لعقود وقرون، ولكن جمعية بيوت الأمة جمعته مع ثلة من الشباب والشابات من محلات أخرى في المدينة، وأطلعتهم على الموسيقى وعلى مسرحيات ألفها رجل أمريكي، ووجهت طاقاتهم تجاه تنظيم السهرات الفنية التي كان يعود ريعها على فقراء القوم. أي أنها غرست مبادئ المدنية في نفوسهم، ومنها ان الفنون غذاء الروح، ولا توجد رفعة حقيقية اذا لم يسع القوم الى النهوض بكل من حولهم. لم تعزلهم في قوقعة أرستقراطية، لم تقل لهم بأن الفنون محصورة على فئة دون أخرى، لم تجندهم للحفاظ على مكاسبهم الطبقية، ولم تقل لهم انه لا يوجد شيء مجد في العالم الأوسع إلا ما توارثتموه من الأجداد.
ومن هذه المحلة أيضا، خرج أجداد وآباء السيد حازم الأعرجي، ممثل التيار الصدري في الكاظمية، ولكن، وبالرغم من طول إقامته في كندا “المدنية” جدا، جاءنا الأعرجي مؤخرا بحملة الـ “لاءات” الأربعة، التي أطلقها عقب الحملة الداعية الى منع النساء اللواتي لا يرتدن العباية من دخول أرجاء مدينة الكاظمية. وقد دخل المرجع آية الله العظمى اسحق الفياض على الخط، ونشر بيانا يدعو فيه إلى “وجوب تطبيق المؤمنين لحملة اللاءات الأربعة في مدينة الكاظمية”، مضيفاً “أن هذه الحملة تدخل في تطبيق الشريعة المقدسة”.(7)
منذ متى ونحن في مسعى لتطبيق الشريعة؟
بحجم احترامي لهذا المرجع، ولكن في واقع الأمر كان الفياض شابا مراهقا عمره 18 عندما شارك والدي، الذي يكبره بسنتين، في الفعالية المسرحية أعلاه. بل لم يكن الفياض في العراق أصلا، وإنما في محافظة غزني بأفغانستان، مسقط رأسه. فلا عتب عليه إن كان يجهل الانفتاح الذي شهدته الكاظمية حينها. ولكن ليس باستطاعتي أن ارفع العتب عن السيد الأعرجي بنفس الحجة، لأنه ابن الكاظمية، بل أجداده كانوا يسكنون في رأس نفس الدربونة المؤدية إلى بيت جدي. فهل يعتقد الأعرجي بأن الأشخاص الظاهرين في الصور أعلاه “فاجرين” او “فاسقين”؟ هل سيقول بأنهم دنسوا قدسية مدينتهم لأنهم شاركوا على مسرح مع سيدتين “سافرتين”؟ هل خانوا الأمانة عندما دندنوا برفقة المغني رضا علي؟
من أين جاءونا بهذا التطرف من بعد أن استطاعت الكاظمية أن تكسر قيود العزلة قبل 65 سنة؟
لا بد من أن في وقتها كان هنالك من يمتعض من عرض هذه المسرحية سنة 1947 وبنفس عقلية الأعرجي اليوم، ولكن لم تكن لديه الجرأة على التطرف علنا لهذه الدرجة وإطلاق سيل من الاتهامات بالفسوق ضد القائمين عليها، لأن المشاركين هم من عوائل ذات جذور قديمة في المدينة، وتجمعهم أواصر القربى والجيرة والعمل مع عدد كبير من العوائل الأخرى، فإذا أراد احدهم أن يفتعل أزمة، كان سيواجه بتوبيخ من “حكماء” المدينة، وان كانت أجواؤها العامة تقليدية أو حتى رجعية، لأن هؤلاء الوجهاء مكلفون بالمحافظة على السلم الأهلي. إذن، الأواصر المدنية تعمل على تهذيب التطرف أيضا، وتحجيمه، وهذا غير موجود اليوم لأن الكاظمية التي شهدت تمزقا حادا في وشائجها التقليدية والأسرية، فحالها من حال الكثير من المدن التي تعرضت إلى تغيرات اجتماعية وديموغرافية واقتصادية مهولة، ناهيك عن دورات الزمن التي مرت عليها والتي جاءتها بانقلابات وتسفيرات وحروب وحصار وقمع واحتقان.
ما الفائدة من استرجاع ذكريات الماضي “الجميل"؟
قد يقول البعض بأن هذه الظاهرة المدنية التي أزهرت في الثلاثينات والأربعينات كانت قشرية، نخبوية، ولم تمتد جذورها إلى أعماق ووجدان المجتمع العراقي، في حين أن الدين متجذر في بيئتنا، ولهذا استطاع الصمود، ومعاودة الانتشار من بعد الظروف القاسية التي مرت على البلد. ولكن الدين الذي ظهر علينا اليوم هو امتداد لعواصف التشدد التي تعاقبت على العراق، من القومية الشوفينية التي حاصرت وهجرت الأقليات والهويات الفرعية، إلى مطحنة البعث المسخ التي أتت بلوثته على كل حصادنا المدني. ودعونا لا ننسى بأن البعث وظّف الدين لغاياته التسلطية إبان ما كان يعرف بـ”الحملة الإيمانية” في التسعينات، وخّط شعار “الله اكبر” على علمنا. فالدين في العراق اليوم، في شقيه الشيعي أو السني، لا يعكس الإرث المتسامح الذي كان ضاربا فيه، من التصوف قديما إلى الحوزة النجفية في مطلع القرن الماضي والتي أنجبت محمد رضا الشبيبي ومحمد جواد الجواهري، فحتى الدين لم يكن بمعزل عن الانفتاح الذي ساد في تلك الحقبة المتسامحة. بالطبع، بقيت هناك جزر من التطرف هنا وهناك، ولكنها لم تستطع أن تمنع أو تكبت الاندفاع نحو الجديد، في حين اليوم نرى أن هذا التطرف الديني يتمدد كي يفرض إرادته على كل ما يراه مغايرا.
الحنين إلى الماضي
نحن هنا لا نجتر الماضي كي نمارس الـ”نوستالجيا”، أي الحنين إلى الماضي. فغايتنا ليست التباكي على الأطلال، ونعي “زمن جميل وعدا”، وإعلان استسلامنا أمام التطرف. استرجاع الذاكرة المدنية يتيح لنا تقديم أمثلة على ما هو ممكن في مجتمعنا لو سمحت بذلك الظروف وتضافرت الجهود. فالمسافة بين كشيدة جدي وبين هاتين الآنستين اللتين شاركتا في المسرحية قصيرة جدا، بل تقاس بجيل واحد.
عندما ابتدأ المشوار نحو بلد ومجتمع جديد عام 1921، سنة تأسيس الدولة العراقية وإطلاق هوية لها، كان العراق عبارة عن تراكم لمفاهيم متناقضة وحالات ثابتة لم تتغير منذ أزل بعيد، ففي الأرض التي ظهرت فيها أولى مدن العالم كانت الحالة المدنية قد أمست في اضعف حالاتها، من بعد سطوة الحروب والآفات والانفلات. فكان اغلب سكان العراق يسكنون قصبات ريفية منعزلة، أو تتسم حياتهم بمراحل متفاوتة من البداوة. بل أن الكثير من سكانه كانوا حديثي القدوم إلى العراق في هجرات لم يمض عليها إلا قرن أو قرنان. وحتى مدنه، كبغداد، كانت أشبه بتجمع لقرى متجاورة منغلقة هي الأخرى على نفسها، إن كانت “قصبتي” الكاظمية او الأعظمية، أو حارات اليهود والنصارى، أو المحلات التي نشأت جراء هجرات حصلت في القرن التاسع عشر وباتت تعرف بهوية المهاجرين إليها مثل الططران، الهيتاويين، المهدية، التكارتة، السوامرة، الدوريين، الكريمات، . . إلخ.
ولكن، في مطلع القرن العشرين، حدث أمر جديد، فالظرف السياسي والعالمي اخرج العراق من عزلته، ووضعه أمام أمر جديد وصارخ في حداثته، وهو قدوم الانكليز والعهد الفيصلي وإنشاء بلد حديث على أنقاض وركام تاريخه وتناقضاته. وفي فترة وجيزة، جرت متغيرات لربما كانت تبدو وكأن العالم قد انقلب على عقباه في أعين جدّي.
الاستسلام للتحولات الجديدة
لم تصل إليّ آراء جدي وخواطره، هو المتوفى سنة 1951، ولا ادري ما كان يجول في خاطره وهو يرى ابنه يشارك في عرض مسرحيات غربية، وبأزياء غريبة. هل توصل الى قناعة بأن العالم قد تغير، وبأن عليه مراعاة هذا الواقع وعدم الوقوف أمامه؟ لا ادري، ولكن ما استطيع استنتاجه هو انه شهد تحولات جوهرية ومهولة، بالنسبة لما توارثه عن آبائه، في جيل أبنائه وبناته، وحسبما سمعته من والدي وعماتي، فقد استسلم لهذا التحول، بل يبدو بأنه في نهاية المطاف تقبله.
أتصور أن هذه المتغيرات قد مرت على الكثير من العوائل والأسر في العراق، والكل لديه قصة في ذلك. فحتى الطبقات المدقعة مرت عليها تغيرات شديدة عصفت بكل قناعات الأجداد، فوجدوا أنفسهم أمام الحداثة وصخبها واستفزازاتها، خصوصا أولئك الذين هاجروا، لظروف متعددة، من الريف إلى الحواضر المدنية التي باتت تتسع بتسابق مع زمن يمر سريعا وهائجا.
ماذا كان يجول في ذهنهم؟ هل تستطيع يا أيها القارئ أن ترى مطلع القرن الماضي من وجهة نظر أجدادك الذين واكبوه؟
نسترجع الماضي كي نطرح هذه الأسئلة على أنفسنا، ولربما نستعيض ببعض إجاباتها ونحن نواجه متغيرات هائلة في مطلع القرن الواحد والعشرين. فما يعني فيسبوك للمجتمع العراقي؟ ما هي آثار الستلايت والمسلسلات التركية على التركيبة الأسرية وأعرافها؟ كيف سنمارس الديمقراطية ونحن محّملون بأعباء الهويات المتوارثة التي علينا التنازل عن قسم منها كي نُنجح التجربة؟
بين الفينة والأخرى أقوم بتصفّح الدليل الرسمي الصادر باللغتين العربية والانكليزية سنة 1936 لأنني أرى فيه عالما لا يشبه عراق اليوم إلا باسمه وجغرافيته وبعض المؤشرات الشحيحة. ففي هذا الدليل نرى بلداً متحضراً، منفتحاً، متجهاً بثقة نحو المستقبل ونحو العالم. بالطبع، لم يكن هذا الحال معكوسا على كافة أرجاء وطبقات البلد، ولكن الفقر والعوز كان موجودا، بل متفشيا، في الكثير من أرجاء العالم، ولكن بالرغم من ذلك استطاعت نُخبها أن تحافظ على منجزاتها، حتى من بعد حروب طاحنة وسعير اديولوجيات متطرفة. فأعود واسأل نفسي هذا السؤال وأنا اقلب هذا الدليل بين يديّ: أين ضللنا الطريق نحن وبلدان أخرى كمصر؟
أسئلة معقدة، وستذكرنا بآلام مريرة، وقد لا نحصد منها إلا التنهدات. فدعونا نجتر، في هذه المقالة، ما يعود بفائدة وإرشاد علينا في حاضرنا. نعم، علينا أن نستدل كيف انحرفنا إلى الهاوية كي لا نقع فيها مرة أخرى، ولكن قبل الإمعان في ذلك، علينا أن ندب الحياة مجددا في مدنيّتنا. المدنية هي بداية العافية. دعونا نعود إلى ما كان جميلا، وممكنا، في الماضي كي نمضي قدما.
ودعونا نلقن، ونطعّم، أجيال القرن الحادي والعشرين العراقي بأن تاريخنا في القرن الماضي لا يمكن اختزاله بانقلابات وسحل ومشانق وكيمياوي وبوابة شرقية وزرقاوي و”دريل” أبو درع. دعونا نذكرهم بأن تاريخنا يحوي أيضا جمعية بيوت الأمة، ودليل عام 1936.
لأن اكبر تحدٍ يواجهنا اليوم هو التطرف الذي يجتر هو أيضا ما يناسبه من الماضي كي يباعدنا. ويتهيأ لي بأن الظاهرة المدنية أفضل مضاد حيوي يكاسر هذه الحمى.
لِم المدنية تحديداً؟
لأن المدنية مبنية على فكرة بسيطة وعميقة، وهي أن المسافة التي تضعك بمقربة من نقيضك تحتم عليك تقبله، وإلا ستبقى محكوماً بزمن لا ينتهي من المواجع. لك أن تضع مسافة بينك وبين ما يستفزك في الأرياف والبادية، وان تنظم هذه المسافة عن طريق أعراف عشائرية تحفظ لك تفردك ضمن الهوية المتوارثة. ولكن المدينة، في ابسط تجلياتها، تجمع عدد كبير ومتنوع من البشر، وتحتسب لهم أمكنة عامة وخاصة، وتنظمها بقانون يخطط الحد الفاصل بين جدار المنزل والشارع، بين المستوصف وغرفة النوم، بين المسجد وبين الحانة. لك أن تمارس ما توده، ضمن المعقول، في إطارك الخاص والمساحة التي تخصك، ولكن عليك القناعة بأن المساحات خارج هذه الأطر هي لك ولغيرك، وعليك الوصول إلى حل وسطي “يچفيك” و”يچفيه” ما لا يستطيع الطرفان تحمله.
إذاً، المدنية تجبرك على التكيّف والتعايش، مع جار مزعج، مع ضوضاء السوق، مع أجراس الكنيسة، وصوت المؤذن أيضاً. ملكية الشارع متكافئة بين من يقود المرسيدس، ومن يقود السايبا، ومن يمضي على قدميه، او على كرسيه المتحرك. وستقع عيناك على امرأة بعبايتها، وعلى شعر متطاير، وعلى بدلة أنيقة، وعلى دشداشة بهيّة.
الصفحة الرابعة/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
هادي العامري يفرض الحجاب على موظفات الخطوط الجوية العراقية بطريقة تعسفية
كشفت احدى موظفات شركة الخطوط الجوية العراقية عن اسباب تقديم استقالتها كمضيفة في الطائرات العراقية ,واعلنت الموظفة المستقيلة ( س - ج ) امس الخميس عن تقديم استقالتها بعدما كانت تمارس عملها كمضيفة في الطائرات العراقية لافتة الى الوزير الجديد هادي العامري استبدل المدراء السابقين بمدراء ومعاونية مقربين من منظمة بدر الجهة التي ينتمي اليها الوزير .
واضافت ان المسؤولين الجدد طالبوا موظفات شركة الخطوط الجوية العراقية بالتزام الزي الاسلامي والحجاب الشرعي في العمل مبينة ان الاوامر لم تكن وفق سياقات العمل الرسمية مشددة على انها تلقت الاوامر مباشرة من رئيسها في العمل وبدون كتاب رسمي .
واشارت الموظفة الى ان جميع مفاصل الوزارة تم تغيير الكادر القيادي والاداري فيها معتبرة وجود شخصيات ومدراء من الجهة التي ينتمي اليها الوزير امر في غاية الخطورة .
وقررت الحكومة العراقية حل شركة الخطوط الجوية العراقية لتجنب دعاوى قدمتها السلطات الكويتية ضدها في المحاكم البريطانية كما اعلن المتحدث باسم وزارة النقل لوكالة فرانس برس وقال مصدر مسؤول في الحكومة العراقية فضل عدم الكشف عن اسمه أن "رئاسة الوزراء قررت ادراج هيئة الخطوط الجوية العراقية بوزارة النقل بهدف حل الازمة بين العراق والكويت ".
وتتخوف بعض الطالبات في جامعات بغداد من فرض الحجاب مع الزي الموحد بعدما تناقل بعض الاداريين في جامعة بغداد والكلية التقنية الادارية اخبارا حول صدور توجيهات تمنع الطالبات من الدوام في الجامعات دون ارتداء الحجاب مع الزي الموحد . وتقول انوار حسن جاسم وهي طالبة في الكلية التتقنية الادارية في الباب المعظم لوكالة "بغداد بوست "للانباء، ان زميلاتها تناقلن بعض الاخبار حول وصول توجيهات من وزارة التعليم العالي تقضي بفرض ارتداء الحجاب مع الزي الموحد في جامعات بغداد كونها الجامعة التي تضم اكبر عدد من الفتيات غير المحجبات. واكدت ان غالبية الطالبات غير المحجبات اتفقن على القيام بمظاهرة سلمية امام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حال تم اتخاذ هذا القرار وفرضه على الطالبات بشكل قسري. واكدت الطالبة نسرين عبد الحميد التي تدرس الغة العبرية في كلية اللغات ان بعض الطالبات اكدن لها وصول توجيهات الى الكلية تقضي بفرض ارتداء الحجاب مع الزي الموحد داخل الحرم الجامعي ،وان هذا القرار ارجأ تنفيذه لحين التداول بشأنه مع رؤساء الاقسام. وقالت لوكالة "بغداد بوست "للانباء، ان العراق ليس دولة اسلامية كي يتم فرض الحجاب فيه بشكل قسري في الجامعات ،وان هذه المسألة تعود الى الحرية الشخصية ،وليس من الوزارة ان تفرض امرا كهذا.واضافت "لم نصدق اننا تخلصنا من تسلط الميليشيات والجماعات المتشددة التي فرضت علينا ارادتها لاعوام حتى جاءت الوزارة لتفرض علينا رأيها في شأن في صميم الحرية الشخصية للفتاة. واظهرت طالبات اخريات تذمرا كبيرا من مسألة فرض الحجاب في الجامعات البغدادية ،ورغم رفض وزارة التعليم العالي الادلاء بتعليق حول الموضوع وتأكيد الدائرة الاعلامية بانها لا تملك معلومات كافية حول القضية الا ان الكثيرات من الطالبات اكدن ان القرار ورد الى الجامعات ضمن توجيهات خاصة تم ارسالها الى الجامعات تتعلق بمظهر الطلاب والزي الموحد ،حيث اكدت الوزارة على ضرورة التزام الطالبات بقضية الحجاب داخل الجامعة كجزء من الزي الموحد. وتؤكد ريم سامي لوكالة "بغداد بوست " ان فرض الحجاب مع الزي الموحد امر غير منطقي ،لان الفتيات غير المحجبات لن يتمكن من ارتداء الحجاب بشكل مؤقت وبذلك سيكون الحجاب امرا ملزما لهن ما يجبرهن على ارتداءه بشكل دائم.وطالبت فتيات اخريات تطبيق الامر ذاته على اقرانهن الذكور ومنعهم من مجاراة الموظة الحديثة في حال الزامهن بارتداء الحجاب مع الزي الموحد.
ماذا يحدث للنساء تحت اسم الإسلام؟
د. نوال السعداوي
أجلس في مقعدي بالطائرة من مدينة كراكو ( في بولندة ) الي مدينة ديترويت في ولاية ميشيجين بأمريكا الشمالية ( مرورا بمدينة وارسو وباريس ) ، حوالي خمسة عشر ساعة في الجو ، أقرأ فيها صحف العالم ، شمالا وجنوبا
أمامي رزمة الجرائد بلغات متعددة ، منها العربية والفرنسية والانجليزية والبولندية والألمانية ، أرشف القهوة السوداء المرة ، مع الأخبار الأكثر مرارة وسوادا القادمة من المنطقة التي يسمونها الشرق الأوسط ، منذ الاستعمار البريطاني في القرن ١٩ حتي الاستعمار الأمريكي في القرن ٢١ : مصر واليمن وتونس والعراق وسوريا ولبنان وايران وباكستان وأفغانستان وغيرها
تبدو العناوين الرئيسية متشابهة رغم احتلاف الحروف الأبجدية ، تعرفت علي بعض الكلمات البولندية أثناء زيارتي الأخيرة لمدينة كراكو ، حيث زرت متحف شيندلر ، ومحارق الغاز ، في منطقة " أوشويدس " سيئة السمعة الشهيرة ، منذ فيلم المخرج سبيلبرج ،
قلت للمرشدة البولندية ، ونحن داخل محارق الغاز ، وأنفاسي تكاد تنقطع من انعدام الأوكسجين
هل تريدون خنقنا هنا في كراكو؟
ضحكت المرشدة البولندية وقالت :
ربما هناك محاولة لتصوير بشاعة ما حدث من تعذيب لليهود ، لكن الحقيقة يا سيدتي أن
ضحايا هتلر والنازية في محارق الغاز ، من سنة ١٩٣٩ حتي ١٩٤٥ ، كانوا بالآلاف ، من شعوب ٤٣ دولة ، داخل أوروبا وخارجها ، نساء وأطفال ورجال غير القادرين علي العمل ، من مختلف العقائد والأديان ، وليس فقط من اليهود ، لكن الاستعمار البريطاني ( والأوروبي ) تعمد نشر الاشاعة أن اليهود فقط كانوا الضحايا ، من أجل تبرير انشاء دولة اسرائيل في فلسطين عام ١٩٤٨ ، وها هي دولة اسرائيل تفعل بالشعب الفلسطيني ما فعله هتلر بهم وأكثر
كانت الأمطار تبلل ملابسنا ، فقد خدعتنا الشمس في الصباح بقوتها ودفئها ، فتركنا المعاطف بالفندق والشماسي
ضحكت المرشدة وقالت : الشمس تخدعنا مثل التاريخ الرسمي الأوروبي ، نحن الشعب المسيحي في بولندة عانينا من عذاب النازية أكثر من اليهود ، ثم سألتني : هل قرأت الأخبار السيئة الأخيرة ضد النساء في مصر وتونس وطالبان ؟
لم يكن عندي الوقت لقراءة شيء الا في اليوم التالي وأنا بالطائرة أقرأ صحف
العالم ، ماذا يحدث للنساء والبنات باسم الاسلام ؟ اطلاق الرصاص علي الأطفال البنات تحت حكم الطالبان ، لمجرد سعيهن الي العلم والمعرفة في المدرسة ، والانقضاض علي حقوق النساء التونسيات وكرامتهن تحت الحكم الاسلامي الجديد ، حتي تاريخ المرأة التونسية يتم تشويهه ،
هذه السطور من بيان لتحالف نساء تونس في ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
لم نتصور أن ثورة تونس الشعبية العظيمة سوف تتمخض عن هذا الحكم الذي يهدر حقوق النساء وكرامتهن تحت اسم الاسلام ، حتي الرائدات المناضلات يتم تشويه تاريخن المشرف ، منهن السيدة عائشة المنوبية التي ثارت ضد الظلم وضحت بالزواج من أجل العلم ، ودعت ( مثل رابعة العدوية ) الي جوهر الدين وليس الطقوس والقشور ، وكانت تحمل الماء وتطفيء به نار جهنم ، أو تحمل شعلة تضيء بها الجنة ، رمزا الي عمل الخير حبا في الخير وليس طمعا في الجنة أو خوفا من الجحيم ،
والبنات الأطفال المقتولات تحت حكم الطالبان ، منهن الطفلة " مالالا " التي صوبوا الرصاص الي رأسها لأصرارها علي التعلم وليس الانحباس داخل جدران البيت ، وأطفال بنات وفتيات تلميذات ، حرقت وجوههن بماء النار ، لخروجهن الي المدرسة ، أو عدم ارتداء النقاب أو الحجاب
في مصر تعمدت معلمة منقبة ارهاب تلميذة طفلة ، بقص شعرها بالقوة ، لعدم ارتدائها النقاب
أهذه هي نتيجة الثورة الشعبية المصرية العظيمة التي أطاحت برأس النظام السابق الفاسد ؟
هل خرجنا الي الشوارع والميادين منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ لاخفاء وجوه البنات أو من أجل تطبيق ما يسمونها أحكام الشريعة ؟ نحن خرجنا واهدرت دماؤنا وفقئت عيوننا من أجل الحرية والعدالة والكرامة للجميع نساءا ورجالا فقراء وأغنياء ؟
من هو وزير التعليم الذي أصدر قرارا بفرض الحجاب علي تلميذات المدارس؟
ومن هو الوزير الذي سكت علي هذا القرار ولم يعترض عليه بالاستقالة من منصبه؟
وماذا فعل وزير التعليم الحالي أو رئيس الوزراء أو رئيس الدولة لابطال هذا القرار؟
وهل فرض الحجاب علي البنت الطفلة هو الحرية الجديدة تحت الحكم الاسلامي؟
حين جاء باراك أوباما الي القاهرة في يونيو ٢٠٠٨ ، قال أن المرأة المصرية حرة في اختيارها الحجاب أو النقاب ، أهذه هي الحرية والديموقراطية الأمريكية التي تتبعها الحكومات المصرية منذ السادات حتي اليوم ؟
هل تذكرون الأب المصري الذي تعاون مع زوجته في ضرب طفلتهما حتي ماتت لأنها خلعت الحجاب في يوم شديد الحرارة ؟
والسؤال الذي يهرب منه الكثيرون :
ما هي القوي السياسية والاقتصادية الخارجية والداخلية التي مولت وشجعت ودربت علي السلاح هذه التيارات السياسية الاسلامية ، علي رأسها الطالبان والجهاديين الاسلاميين . من أفغانستان الي باكستان الي الجزائر ومصر وتونس وسوريا والعراق وايران والأردن واليمن وغيرها
أليست هي الحكومات العربية والاسلامية المتعاونة مع الاستعمار الأمريكي الأوروبي الاسرائيلي ؟
لا يكون العلاج بوضع المراهم علي الجروح ، أو أن يصدر وزير التعليم قرارا بنقل المعلمة أو فصلها أو سحلها ، فهي امرأة مضللة بالتعليم الهابط والاعلام والثقافة والسياسة الأكثر هبوطا ، مثل غيرها من أفراد الشعب المصري
العلاج هو استئصال الأسباب التي أدت الي تصاعد قوة التيارات السياسية الاسلامية الي هذا الحد ؟
العلاج هو كشف العلاقة بين الاستعمار الأمريكي الأوروبي الاسرائيلي والحكومات المصرية والعربية وغيرها من الدول الاسلامية
العلاج هو ثورات شعبية جديدة ، لاسقاط الحكومات الدينية في كل الدول ومنها الحكومة اليهودية في اسرائيل ، والقوي المسيحية المسيطرة علي السياسة والانتخابات والأسواق المالية والتجارية في أمريكا وأوروبا
العلاج ليس فقط اصدار قرار بمنع النقاب والحجاب في المدارس ، سواء علي التلميذات أو المعلمات ، ولكن بفصل الدين عن التعليم والدستور والثقافة والفنون والقوانين العامة في الدولة ، والقوانين الخاصة في الأسرة ، لا بد من اصدار قانون يعاقب الأم أو الأب الذي يفرض الحجاب علي ابنته في مرحلة الطفولة أو بعدها ،
يجب تنقية الدستور المصري من كل المواد والكلمات التي تشير من قريب أو بعيد الي أحكام دينية تتعلق بالدولة أو الأسرة أو الحقوق الشخصية والعامة للنساء والرجال ، هذا واجب كل فرد من شعب مصر العظيم الذي استطاع دائما أن يتخلص من كافة أنواع العبودية سياسية أو دينية أو غيرهما.
تحقيق عن ذوي البشرة السوداء في العراق
علي يساس
اصحاب البشرة السمراء او مايطلق عليهم في العامية العبيد هذة الكلمة الخاطئة بمفهومها اللغوي من حيث الدلالة والمعنى والتي تطلق على السود اشتقت من العبودية وان الامر لم يقتصر على هذه الكلمة فحسب بل تعداه الى عدم تزويج البيض للسود او العكس من ذلك جاء كردة فعل من السود كما يتحدث بعضهم.
بالمقابل الاشخاص الذين هم من غير السود كانت لهم الاسباب التي دعتهم لرفض التزاوج بين البيض والسود معلقين الامر على شماعة التقاليد والاعراف الاجتماعية التي من غير الممكن تجاوزها حسب قولهم.
نشير الى ان وضع القوانين الصارمة في الدستور العراقي الامر الوحيد الذي يحد من تنافر الزيجات بين العرقيين الابيض والاسود حسب وصف امين سر حركة العراقيين الحرة جلال ذياب مشيرا الى تجارب دول مجاورة كانت تعاني من نفس الامر لكنها وبسعي جاد تمكنت من تجاوز المساله.
هناك مظاهر مختلفة من التفرقة الاجتماعية بالنسبة للسود وأحد هذه المظاهر تتمثل بعدم الاندماج الكامل بين السود والبيض وفي ظل هذا قد تبقى المساواة بين العرقيين مسالة بعيدة المنال الا ان المواطن مصطفى كاظم حسين تخطى كل القيود التي رسمها المجتمع وتزوج بامرأة سمراء رغم ما ماعاناه.
اما زوجته (ام مشاعل زوجة مصطفى كاظم ) فقد القت بالكلام الذي يقال خلفها حول زواجها من رجل ابيض قائلة بانها سعيدة مع زوجها الا ان ما يزعجها هو تحديق الناس فيهم عند خروجها هي وزوجها.
للعودة الى التاريخ وراء وبالتحديد تاريخ السود في امريكا نجد انهم قاتلوا من اجل البقاء أحياء حتى شهد البيت الابيض اليوم رجل اسود يترأسه، حيث تم القضاء شبه الكلي على مثل هكذا تمييز عرقي فكم سيحتاج المجتمع العراقي لكي يتجاوز هذه الأمور؟
بيد ان الكثيرين يرون ان الطريق ما زال طويلا أمام اختفاء كل أشكال التمييز العرقي في المجتمع العراقي.
ذوو البشرة السمراء في العراق ومعاناة التمييز العرقي.. واقع لا يمكن تجاهله
الديوانية – المنارة ــ منتصر الطائي
ذوو البشرة السمراء في العراق ومعاناة التمييز العرقي.. واقع لا يمكن تجاهله..
ذوو البشرة السمراء في العراق (مواطنون) من الدرجة الثانية !!
رغم دخول العالم الألفية الثالثة وطوي أشواط طويلة من عمر البشرية،و كفاح الشعوب المريرة من اجل القضاء على التمييز العنصري بين الناس إلا إن الكثير من العراقيين ما زالوا يحسون في دواخلهم بان صاحب البشرة السمراء مواطن من الدرجة الثانية..
ويعد المختصون في هذا الشأن "إن معاناة ذوي البشرة السمراء ليست وليدة مرحلة عراقية بزمانها ومكانها بل هي امتداد طبيعي لمعاناة ذوي البشرة السمراء في مختلف مدن العالم ضاربة بعمقها التاريخي إلى عشرات القرون وربما أكثر حين كان التقسيم الطبقي على أساس الأحرار والعبيد وهم من السود دائما". وقال (سليم جواد/ ناشط في حقوق الإنسان) "إن التصنيف الطبقي ما زال موجودا في العراق رغم وعي الفرد العراقي وانفتاحه على تعاليم الدين السمحاء وبنود ووثائق حقوق الإنسان". لكنه أشار إلى "ان هذا التمييز وان وجد إلا انه ضئيل جدا وبنسب متفاوتة ". وأوضح (حسين العسلاوي/ الكاتب السياسي) "ان معاناة ذوي البشرة السمراء او السوداء او كما يسميهم البعض (العبيد – بكسر العين) في العراق، أدت إلى تأسيس حركة تعنى بحقوقهم اسموها (حركة العراقيين الحرة) ومقرها في البصرة". وبيّن العسلاوي "ان هذه الحركة هي اول تجمع يعنى بحقوق شريحة ذوي البشرة السمراء في العراق، حيث يتوزعون في مناطق مختلف من العراق الا انهم يتركزون بصورة كبيرة في مدينة البصرة وتحديدا عند مناطق الزبير وابي الخصيب والفاو ومناطق أخرى".
ويذكر (سامي وداعة/ احد أصحاب البشرة السمراء) "أني كرجل اشعر بالاهانة وربما الطرد والتنكيل بي اذ ما فكرت بالتقديم لخطبة أي فتاة بيضاء البشرة، وذلك لبشرتي السوداء". واكد وداعة "نحن السمر او السود نعاني من نظرة استعلاء وانتقاص يقف وراؤها البيض، فهم يعتبرونني (انسانا) من الدرجة الثانية خلقت لأكون في خدمته، لكن تطور الحضارات ومواثيق حقوق الانسان وغيرها هي التي وقفت كحجر عثرة في طريق استخدامنا كعبيد تحت أيديهم". وكشف وداعة عن قصة مؤلمة كان بطله أخيه وهو طالب جامعي ويعمل في احد المحال التجارية، حيث فكر بالارتباط بطالبة جامعية بادلته الاحاسيس والمشاعر، فجوبه بطرد ونهر من قبل ذويها، حيث قالوا له بالحرف الواحد (نحن لا نزوج من خلقوا عبيدا يعملون تحت خدمتنا". وقال الدكتور (علي صعب/ باحث في مجال علم النفس) "انه من المؤكد ان يعاني الفرد العراقي صاحب البشرة السوداء من أمراض نفسية ناتجة عن صراعات داخلية بين رغبة ملحة بالحياة والعيش شأنه شأن بقية أصحاب البشرة البيضاء، يتمتع بكافة الحقوق المتاحة للبيض، وبين صدمة احتقاره ومحاولات الانتقاص منه التي يكون وراؤها أصحاب البشرة البيضاء، مما يجعل هذا الفرد إنسانا مريضا نفسيا وربما تقوده الضغوط مع توفر أجواء البيئة الحضانة ومحفزات الثأر لنفسه وأبناء جنسه، فيعزم على الانتقام لنفسه وربما يتورط بالإجرام". وقد أعلن أمين عام حركة العراقيين الحرة عبد الحسين عبد الرزاق عن دخول حركته المعترك السياسي على أمل الخوض في الانتخابات المقبلة، "لرفع الاضطهاد الذي تعاني منه شريحة السود في العراق" حسب تعبيره. وطالب بضرورة أن "يشرع البرلمان قوانين تكافح التمييز العنصري وتعاقب على إلصاق واقعة العبودية بالإنسان الأسود"، وأضاف "كما نطالب بالاعتذار الى السود عن جرائم استرقاقهم عبر التاريخ وتضمين المناهج الدراسية المختلفة ما يفند المزاعم والأفكار التي مثلت فلسفة استعباد الإنسان لأخيه الإنسان". وأكد على ان الحركة أسست للكشف عن مظلومية اصحاب البشرة السمراء ورفع الحيف عنهم واسترداد حقوقهم، " ان السود في جنوب العراق يتعرضون الى الاضطهاد، بسبب لونهم الاسود ونطالب بإنصافهم، باعتبارهم شريحة واسعة ومهمة من الشعب العراقي، ولهم اسهامات كبيرة في مجمل حركة المجتمع". وقال أن "ذوي البشرة السوداء، لم يتسلموا مناصب مهمة في الدولة العراقية منذ تأسيسها، بسبب التمييز، وعدم الإنصاف". ولفت النظر الى "اننا ضحية الافكار الرجعية المتخلفة والأساطير القديمة التي استغلت بشرتنا السوداء التي بسببها أصبحنا بنظرل المتخلفين كالعبيد".
وتؤكد بعض العناصر المطلعة " ان السود في العراق بلغ تعدادهم في عموم العراق مليون ونصف المليون نسمة". واشار الباحث الموسوعي (عبد الكاظم البديري/ باحث ومؤرخ ومؤرشف) الى "بروز عدد من المثقفين والرياضيين من ذوي البشرة السمراء في العراق ومن البصرة تحديدا منهم في المسرح والشعر والرياضة، وبذلك هم لا يختلفون عن بقية اقرانهم من ذوي البشرة البيضاء لا في التفكير ولا في مستويات الذكاء". مؤكدا على "ان اهم المحطات التاريخية لذوي البشرة السمراء في البصرة هي ثورة الزنج التي حدثت في القرن الرابع الهجري، وحاربت الدولة العباسية بقيادة علي بن محمد لأكثر من 15 عاما، وأسست دولتها في منطقة المختارة جنوب ابي الخصيب، التي لم تزل بعض آثارها حاضرة في البصرة". وقال الباحث في علم الاجتماع الأستاذ عارف عبد الله "ان أي مجتمع يتعامل مع مواطنيه وأبناء جلدته وفق معايير اللون فأنه مجتمع مريض ويحتاج الى ثقافة عالية لاستئصال مرضه". وأكد عبد الله على "ضرورة ان تتضافر جميع جهود المرجعيات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والشعراء والفنانين والساسة لتثقيف المواطن العراقي بأهمية هذه الطبقة الاجتماعية الكبيرة والتحذير من مخلفات تهميشها واعتبارها من الدرجة الثانية". وفي الوقت الذي قال (علي رياض/ تاجر) انه "من المستحيل ان يزوج بنته من رجل اسود"، فان في الوقت ذاته أوضح (حسين القريشي/ كاسب) "عدم ممانعته الشخصية من تزويج ابنته من السود الا ان واقع المجتمع العراقي لا يمنحه هذه الفرصة ويعيب عليه ذلك". مضيفا "انه لا يتسنى له مخالفة العرف العام او الخروج عن عاداته وتقاليد لان الانسان ابن بيئته وهو مدني بالطبع لا يمكنه التنصل عن ابناء جلدته". مؤكدا "على وجود بعض الزيجات التي جمعت أصحاب البشرة السوداء والبيض لكنها ضئيلة جدا".
ذوو البشرة السمراء في العراق وثقافتهم المجهولة !
أحرار العراق : قبل الحديث عن (تاريخ سود العراق) ( الزنوج ـ ذوي البشرة السوداء) ، يتوجب التوضيح ان العبودية وجدت في تاريخ العالم أجمع، ولم تكن مرتبطة أبداً بالجنس الاسود، بل شملت جميع الاجناس. منذ فجر التاريخ ظلت الجماعات والشعوب عندما تنتصر على أعدائها، أما أن تقتلهم أو تجعلهم أسرى وعبيدا لتستفيد من جهدهم. ولم يكن يهم أصلهم ولون بشرتهم، حتى لو كانوا من أبناء العمومة المنافسين. كذلك كانت العبودية تحصل نتيجة الفقر والمجاعة، إذ أن الكثير من الجماعات والعوائل كانت تفضل أن تبيع أبناها لمن يمنحهم الحياة على أن يموتوا جوعاً. إن وضع العبيد في العراق وفي عموم المجتمعات العربية الاسلامية، ظل مختلفاً تماماً عن وضعهم في أمريكا وعموم الغرب. فهنالك عدة أسباب جعلت العبيد في المجتمعات الاسلامية بوضع محتمل نسبياً مقارنة بالقسوة والوحشية التي عوملوا بها في الغرب وفي أمريكا خصوصاً. فالاسلام والقرآن حثا على عتقهم، كذلك كانت هنالك شخصيات سوداء أسلامية يجلهم المسلمون. فهنالك (بلال الحبشي) مؤذن الاسلام، و(سعيد بن جبير الحبشي) الصحابي، و(عطاء بن رباح النوبي) التابعي والفقيه، و(مهجع) أول شهداء المسلمين، و(جليب) الذي قال عنه النبي (ص) بعد مقتله (هذا مني وأنا منه)، و(نابل الحبشي)، و(أبو لغيط الحبشي). كذلك ينظر الميراث الاسلامي بعين التقدير الى (النجاشي المسيحي الاسود) ملك الحبشة الذي استقبل الصحابة (رض) في هجرتهم الاولى.
ويمكن ذكر نموذج البطل الاسود (عنترة بن شداد) الذي لعب أيضاً دوراً إيجابياً في التراث العربي. ثم ان شعوب العالم العربي بتاريخها التمازجي العريق، كانت بطبعها سهلة بتقبل الغريب، فمن الشائع أن تحصل حالات تزاوج مع النساء السوداوات ليلدن أبناء عرب ببشرة سوداء. والاهم من هذا، ان الاسلام فرض الايمان على العبيد، وبالتالي منحهم حقوق المسلم، مما سمح للكثير من السود أن يبرزوا في تاريخ الشعوب العربية، أمثال (الاخشيدي) سلطان مصر، وأسماء أخرى سوف نتطرق لها. ان من يتمعن جيدا في العراقيين، يكتشف انهم مزيج متداخل من عدة أجناس ظلت تنصهر فيه منذ آلاف السنين: الجنس الابيض (القفقاسي ـ الآري ـ السامي البحر المتوسطي)، الجنس الاصفر (آسيا الوسطى)، والجنس الاسمر (سواحل المحيط الهندي والخليج)، والجنس الاسود (افريقيا). لهذا فأن دماء السود ظلت حاضرة ويمكن ملاحظتها بسهولة على بشرة الكثير من العراقيين وخصوصاً في الجنوب. من الصعب تقدير عدد السود في العراق. ربما بضعة مئات من الآلاف. فليس هنالك أية دراسة عنهم ولا عن تاريخهم أو ثقافتهم. يتواجدون أساساً في المحافظات الجنوبية، ويكثرون في البصرة. إنهم موجودون في العراق منذ العصور الحضارية القديمة، فالمنحوتات الأثرية تظهر أشخاصا سودا بشعر أجعد. ربما تم جلبهم من خلال التجارة مع سواحل جنوب الجزيرة العربية وأفريقيا. ولكن وجود السود أصبح واضحاً في الفترة العباسية. فمع تحول العراق الى مركز للامبراطورية والحضارة العربية الاسلامية أدى الى جلب آلاف السود للعمل في مزارع الجنوب. واستمر جلبهم على شكل أفراد أو جماعات للخدمة. علماً انه كان نوعان من الرق في المجتمع العراقي في أثناء الفترة العباسية: ـ المماليك، وهم من: البيض، من أصول قفقاسية وسلافية وأوربية، وقد تم بيعهم وهم أطفال من قبل أهاليهم بسبب الفقر، وعلى أمل أن يجدوا مستقبلاً لهم في بلاد غنية. وقد لعب المماليك والجواري دوراً مهماً في المجتمع العراقي في تلك الحقبة، سواء في الحياة الثقافية أم السياسية. ولقد تمكن المماليك من أصول تركية وقفقاسية من تكوين سلالات حاكمة في مصر والشام والعراق. وقد برز مماليك العراق الجورجيون في الحقبة العثمانية من (1747 حتى1831 ) وكان آخرهم الوالي المصلح الشهير(داود باشا).. والنوع الثاني السود، وهم من الافارقة الذين كانوا يجلبون من شرق أفريقيا من أجل العمل في الزراعة خصوصاً منذ القرن الاول الهجري. وقد تكاثر جلب الزنوج مع الازدهار في الفترة العباسية. وكانت المرأة السوداء مفضلة في الزواج بسبب وفائها وحنانها، فأن (الخيزرانة) أم الخليفة (هارون الرشيد) كانت سوداء من أصل مغربي أو يماني، كذلك كان هنالك تيار ثقافي نشيط يدافع عن السود، من أهم وأشهر رواده الاديب العراقي الكبير (الجاحظ) وهو من ذوي البشرة السوداء، والذي وضع رسالة بأسم (فخر السودان على البيضان)، أبرز فيها فضائل السود ومحاسنهم وصفاتهم الإيجابية، وكذلك (المرزبان) الذي كتب رسالة (فضل السودان على البيضان). كذلك الفقيه العراقي (ابن الجوزي) كتب في الدفاع السود، والعالم (السيوطي)، والعالم (البخاري). لقد شهدت مدينة البصرة في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) ما عرف بـ (ثورة الزنج)، الذين ثاروا على الملاكين وسلطة الدولة. كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة)، وكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها، إذ دامت أكثر من عقدين. لم يترك السود تأثيراً لغوياً وادبياً متميزاً إلاّ في بعض المفردات المنتشرة في اللهجة العراقية. ولكنهم أثَّروا كثيراً في مجالات الرقص والموسيقى والغناء، التي هي في أصلها طقوس دينية مزيجة من معتقدات أفريقيا وطرق المتصوفة المسلمين. مثلاً رقصة (الهيوة) وبعض الايقاعات الجنوبية المعروفة، وما يسمى أيضاً بفنون الخشابة، من غناء ورقص وموسيقى. ومن آلات العزف الايقاعية (المسوندو) (الجكانكا). وفي الفترة الاخيرة تكونت حركة سياسية تطالب بحقوق السود في العراق : (حركة العراقيين الحرة). ولكن السود خصوصاً بحاجة الى مؤسسات أكاديمية ومنظمات ثقافية واجتماعية تعَّرف بهم وبتاريخهم وتراثهم الثقافي وتبث الوعي لدى العراقيين بحقوقهم وخصوصيتهم التاريخية.
أصحاب البشرة السوداء في العراق يطالبون مجلس النواب بإنصاف الأقليات الدينية والعرقية
نيوزماتيك/ البصرة: طالبت حركة العراقيين الحرة التي تعنى بالدفاع عن حقوق ذوي البشرة السوداء مجلس النواب العراقي بإنصاف الأقليات الدينية والعرقية من خلال منح ممثليها فرص التمثيل السياسي في مجالس المحافظات. وقالت الأمانة العامة للحركة في بيان لها اليوم إنها ترى في عدم منح الأقليات الدينية والعرقية مساحة من التمثيل في مجالس المحافظات "قتلاً تاريخيا لوجود الأقليات في العراق وقهراً مصيرياً لإرادتها". وأفاد البيان الذي تسلمت "نيوزماتيك" نسخة منه بأن "حركة العراقيين الحرة ما تزال تحث الخطى من أجل أن تبلغ غاية كل أسود يتحسس ما يلحق به من ضعة المكانة وسوء العيش وعبثية الوجود". وذكر البيان أن السود في العراق "يعانون من مشكلة متعددة الجوانب"، وأضاف "إذ مازلنا نجد من يعرض عن دعوانا ولا يعيرنا أذاناً صاغية مستنكراً مطالبتنا بما تطالب به الأقليات الأخرى وذلك على الرغم من أن السود يشكلون الأقلية الأولى في العراق من حيث العدد والمعاناة" حسب تعبير البيان، الذي حمل عنوان "موقع الأقليات من قانون انتخابات مجالس المحافظات"
وأشارت حركة العراقيين الحرة في بيانها الى أن "عدم حصر أعداد القوميات والطوائف الكبيرة وتوضيح نسب تمثيلها بين السكان يجعل المراقب في شك أعظم وهو يتأمل عجز السلطات عن حصر أعداد أفراد الأقليات وتحديد نسب وجودهم في المجتمع العراقي" مضيفا أن ذلك "يجعل من الصعوبة تصور كيف ستكون مشاركتها في العملية السياسية".
وكان مجلس النواب العراقي قام، لدى تصويته الأسبوع الماضي على قانون انتخابات مجالس المحافظات، بإلغاء الفقرة 50 التي تمنح الأقليات الحصة المقررة في مجالس المحافظات التي تتواجد فيها بغض النظر عن استحقاقها الانتخابي، ما أثار موجة استياء واعتراضات بين أبناء تلك الأقليات التي عبرت عن ذلك في تظاهرات وتصريحات مسؤوليها.
يذكر أن حركة العراقيين الحرة التي تطلق على نفسها أيضا "حركة أنصار الحرية والسلام" كانت تأسست منتصف العام الماضي في محافظة البصرة، وقد جوبهت آنذاك بموجة عارمة من المعارضة والامتعاض على الصعيد السياسي وصلت حد السخرية من قبل بعض الشخصيات السياسية.
وبحسب أمين عام الحركة عبد الحسين عبد الرزاق فإن السود في العراق يصل تعدادهم إلى ما "لا يقل عن مليوني نسمة ومعظمهم من أصول أفريقية".
ومن أبرز أهداف الحركة "اعتبار السود أقلية من الأقليات المشار إليها في الدستور، والتعامل معهم وفق نفس الأسس التي تتعامل بها الحكومة مع الأقليات والأطياف الأخرى"، إضافة إلى "تخصيص عدد من الحقائب الوزارية، وتكليف بعض الشخصيات من السود بالوظائف والأعمال المهمة في الدولة"، و"اعتبار إلصاق صفة العبيد بالسود، جريمة قذف يحاسب عليها القانون وفق أحكام المادتين 433 و 434 من قانون العقوبات النافذ".
المرأة في القوانين العراقية
عن صفحة: المرأة في القوانين العراقية
هل تعلمين ايتها المرأة العراقيه ان المشرع العراقي سمح للزوج بضربك في المادة 41 الفقرة 1 من قانون العقوبات العراقي حيث جاء فيها
انه لا جريمة اذا وقع الفعل أستعمالاً لحق مقرر قانوناً ومن ضمنها تأديب الزوج لزوجته بما هو مقرر شرعاً أو قانوناً أو عرفاً. وبهذا اعتبرك ناقصة الاهلية وساوى بينك وبين الطفل وحرض الرجل على تعنيفك ، وأكثر ما يثير الاستغراب في هذه المادة هو السماح بالتأديب المتعارف عليه في المجتمع ، ماذا اذا كان المتعارف عليه هو ضرب المرأة (بالصوندة)!!؟
أنا لا أؤمن
عفيفة لعيبي
أنا لا أؤمن بكل ما ذكر في الكتب الدينية حتى ولو كان صحيحاً فما يناسب المرأة في العصور الغابرة لا يناسب المرأة في هذا العصر وأنا أقولها بملء فمي أنا لست ناقصة عقل كما ذكر في الحديث ولست عورة كما ذكر في حديث آخر ولست نجسة كالكلب الأسود ولا حتى الأبيض ولا أرضى أن يقال بأن ديتي في حالة قتلي نصف دية الرجل فأنا لست أقل أهمية من الرجل ولست نجسه حتى إنني انقض وضوء الرجل بمجرد الملامسة ولست بلا إحساس لأبقى أربعة أشهر وعشرة أيام في المنزل حداداً على رجل قد يكون أذاقني الأمرين في حياته ولن أرضى أن أحبس في المنزل حتى لا يفتن بي رجل ما ولن أرضى أن أغطي وجهي وكأنني أخجل منه ولست ضلعاً أعوج ولا قارورة ولا أرضى أن يتم قرني بالدابة والسكن في الشئوم ولماذا أصوم وأصلي وأحج وأعمل العبادات وحينما أموت وزوجي غير راض عني أدخل النار، ولماذا تقوم الملائكة بلعني حينما أرفض طلب زوجي في الفراش وحينما أقوم أنا بطلبه ويرفض فلا عليه شيء ولن تغضب عليه الملائكة، ولماذا حينما يتوفى والدي شفاه الله أعطى نصف ما يعطى أخي من الإرث بالرغم من أنه عاش حياته منذ تخرجه من الثانوي لنفسه وتزوج أمريكية وعاش في ديارها ولا يسأل عن والده إلا نادراً وأنا من قمت بخدمة والدي أثناء مرضه وكنت أسهر الليالي بجانبه وصرفت عليه وعلى علاجه من مالي وأجلت زواجي وعطلت الكثير من أمور حياتي ومع هذا فأنا بحاجة المال وأخي غني جداً، ولن أرضى أن أكون مجرد جارية ضمن أربع جواري يأتيني الرجل 6 مرات في الشهر وكأنه متفضلاً علي بهذه المرات الستة، ولن أرضى أن يضربني زوجي حتى ولو بمسواك بحجة إنني امرأة ومن حق الرجل أن يؤدب امرأته ولن اقبل أن يرفض زوجي مساعدتي مالياً لعلاجي حينما أمرض بحجة أنه ليس من واجبه شرعاً علاجي أو شراء كفني بعد مماتي، ولا أرضى أن يكذب علي زوجي لأن الكذب على الزوجة يجوز شرعاً، ويؤسفني أن أحمل وألد وأربي وفي الأخير ينسب الطفل لوالده بدون ذكر لمن تعبت عليه ويقتلني حينما أعلم أن الطفل الذكر يخير عند سن السابعة بين والدته ووالده في حال طلاقهما ولكن البنت تعطى لوالدها حتى ولو كانت ملتصقة وتبكي في حجر والدتها، يؤسفني أن المرأة ليس لها الحق في تقرير مصيرها فيستطيع الزوج طلاقها متى ما شاء وإعادتها متى ما شاء وكأنها نعجه يقودها كما يشاء ويبيعها متى ما شاء ويؤسفني أن الزوجة حينما تريد الطلاق يقال لها ردي له مهره حتى لو كان قد مر على زواجها ستون سنة، ويؤسفني أن المرأة تعطى مهراً عند الزواج وكأنها بضاعة تشترى بمقابل، لا أرضى أن أوصف بأنني كفارة للعشيرة وناكرة للمعروف مع أن هذه الصفة موجودة في الرجال أكثر من النساء ولا أرضى أن يعتبرني احدهم ابتلاء ابتلى بي الله والدي الذي سيدخل الجنة إن صبر على بلواه وهو أنا وأخواتي البنات، ولماذا اطرد من رحمة الله بمجرد أنني نتفت إحدى شعرات حاجبي أو لبست الباروكة، ولماذا لا تدخل الملائكة المنزل وأنا كاشفة لشعري، ولماذا حينما يغيب عني زوجي ولا اعرف عنه شيئاً يجب أن انتظره 4 سنوات قبل أن يطلقني القاضي، ولماذا مع كل هذا الاحتقار للمرأة والإنقاص من آدميتها وتفضيل الرجل عليها واعتباره أكفأ وأعقل وأعلى منها بدرجة وهو الوصي عليها والمسئول عنها إلا أنها حينما تخطيء فهي تأخذ نفس عقوبة الرجل ومع هذا هن أكثر أهل النار.
أعرف بأن الكثيرات من النساء لا يرضين بذلك ولكنهن لا يظهرن عدم رضاهم ويخبئنه في أنفسهن وقد يحاولن تغيير تفكيرهن حينما يبدأن في التفكير بهذا الوضع لأنهن يخفن من هذا التفكير حتى لا يشوه الإسلام في نظرهن وحتى لا ينجرفن نحو عدم الإيمان بهذه الموروثات الدينية.
أنا بصراحة أرحم هؤلاء الفتيات المستسلمات ولكن حينما أفكر بأنهن رضين بوضعهن أقول “بكيفهم” ولكن أنا إنسان ولي كرامة ولي عقل ولا أرى أن زوجي مثلاً أفضل أو أعقل مني أو قادر على فعل شيء أنا لا استطيع فعله فلماذا أرضى بأن أكون اقل منه حتى ولو بدرجة.
رأينا وضع البلدان التي لا يحكمها سوى رجال وهي أسوأ البلدان أوضاعا على الإطلاق بعكس الدول المتقدمة التي تشارك المرأة الرجل فيها في اتخاذ القرارات السياسية وحكم البلد ويكفي أن مجندات أمريكا المسيحيات واليهوديات أذلوا رجال العراق وأفغانستان القبليين وقتلوا من قتلوا منهم.
كلام مستهلك حفظناه من كثرة ترديده غير منطقي ولا يقنع سوى من لا يريدون تشغيل عقولهم، وإذا كان الرجل يدفع للمرأة المهر ويوفر لها السكن والمأكل فهو أيضا يدفع المال لشراء النعجة ويوفر لها المأكل والسكن.
أعرف إنكم انتم الرجال أصلاً غير مقتنعون بتبريراتكم وتعرفون يقيناً أن المرأة مهانة ولكنكم تكابرون لسبب أو لآخر والدليل إني كلما تحدث مع أحد الرجال عن هذا الموضوع يتحدث كثيراً ثم يصل لمرحلة ويقول خلاص قفلي الموضوع ولكنه يبقى مطرقاً رأسه فتره يفكر في الموضوع.
البطلة ياسمين البرماوي
البطلة ياسمين البرماوي، التي دفعت ثمن مشاركتها في الثورة المصرية باغتصاب جماعي لجسدها في قلب ميدان التحرير، تحدّت الإرهاب الجنسي وفضحت فساد المجتمع المصري، الذي يعتبر أنّ المرأة المغتصبة هي العار، عندما تكلمت علناً عن ما حصل لها أمام العالم كلّه ورأسها مرفوع... شجاعتك تعلمنا الثورة يا ياسمين، كرامتك تعلمنا معنى الكرامة، وحريتك تعلمنا معنى الحرية.
ألف تحيّة لك يا ست البنات !
مفهوم الرجولة
فريدة النقاش
تزايدت في الآونة الأخيرة نغمة العداء للنساء سواء بالتحرش الجنسي المادي بهن من الشوارع وأماكن العمل حتى أن منظمات نسائية تطالب بسن قانون واضح يغلظ العقوبة ضده أو التحرش المعنوي الإعلامي والإعلاني، فقد راجت في الآونة الأخيرة إعلانات تحذر الرجال من انتقاص رجولتهم لو أنهم أكلوا شيئا معينا أو لم يشربوا شيئا آخر، وفي هذا الإعلان على نحو خاص جرت الإشارة إلى الأنوثة - نقيضة الرجولة -
باعتبارها شيئا مخجلا لا يجوز الإفصاح عنه، ووضع المعلنون نقاطا مكان الكلمة.. وأصبح مفهوم الرجولة مرتبطا مباشرة بالفحولة ، فضلا عن سلسلة الإعلانات المخجلة التي أرجو أن تكون وزارة الصحة قد انتبهت لها عن المنشطات الجنسية التي تجعل الرجل قويا بمعنى الفحولة أيضا، بصرف النظر عن قيمه وإنجازاته وأخلاقه.
وتصور إعلانات أخرى النساء ككائنات مخادعة أو خاضعة مغلوبة على أمرها أو تتفنن في استغلال «أنوثتها» لتحقيق مكاسب باعتبار أن هذا هو نموذج المرأة التي ارتكبت الخطيئة الأولى طبقا لبعض الديانات والفلسفات، ولكن الطامة الكبرى هي هذا السيل من المسلسلات التي انهالت علينا في «رمضان» وفيها نموذجان تفصيليان للنساء الخاضعات الذليلات في «الزوجة الرابعة»، أما النموذج الآخر فهو النساء الشريرات المتفننات في نسج المكائد في «كيد النسا» .والواقع أنني لم ألتفت إلى هذين المسلسلين - وربما هناك غيرهما - إلا عندما كتب الزميل الشاعر «فاروق جويدة» مستنجدا بمنظمات المجتمع المدني والحركات النسائية المصرية حتى تتصدى لهذه الصور الفقيرة أحادية الجانب التي تنم عن احتقار النساء والتقليل من شأنهن والانتقاص من أدوارهن التي تتزايد سواء في الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية، وهو التزايد الذي لم ينعكس - لأسباب يطول شرحها - في التمثيل السياسي للمرأة.
وإذا ما توقفنا عند مفهوم الرجولة التي تختزله هذه الإعلانات والمسلسلات من الفحولة سوف نجد أنه يعبر عن تيار في الثقافة يزداد وضوحا كلما تفسخ المجتمع وتراجعت قيمه الإيجابية وعلاقاته الصحية في ظل سيادة الرأسمالية الوحشية التي ولدت قيم الفهلوة والربح الخاطف والروح التجارية التي تخاصم الإنتاج والاجتهاد وتحتقر العمل وتراهن على المضاربات وضربات الحظ، وعندما انهارت القاعدة الإنتاجية للبلاد نتيجة سياسات الليبرالية الجديدة مع صعود الإسلام السياسي كان لابد أن تكون القوى الضعيفة في المجتمع هي الضحية الأولى لهذه السياسات، وعلى رأس القوى الضعيفة توجد النساء والفلاحون الفقراء والمهمشون.
وقد نجح التاريخ الطويل للتمييز ضد النساء الذي امتد لآلاف السنين وغرس جذورا قوية في كل الثقافات الإنسانية مرتبطا بالدور الإنجابي للمرأة وبخصائص جسدها في تجذير الصورة النمطية المرتبطة بالديانات والفلسفات القديمة التي رأت أن المرأة كائن ضعيف فاسد بطبيعته لأنها صنو الخطيئة والدنس، أما الرجل فهو القوي الممثل للخير والشرف حامي القبيلة وحامي المرأة والأطفال. وفي حالة التدهور الثقافي - كتلك التي نعيشها في أيامنا هذه - يجري اختزال القوة المفترضة للرجال في الفحولة الجنسية وتتراجع أي اعتبارات أخرى، ويجري تحقير المرأة باعتبارها موضوعا للجنس ،ومن يتابع الهجوم الشائن الذي يشنه واحد ممن يسمون أنفسهم رجال دين الآن على الفنانة «إلهام شاهين» يجد تجسيدا شاملا لمثل هذه المفاهيم للرجولة والأنوثة حين تحمل قناعا دينياً حيث المرأة «موطوءة» على حد تعبيراتهم المبتذلة.
ويسير هذا التوجه الرجعي المعادي للنساء - والذي لا يخلو من الخوف من قدراتهن - يسير على العكس تماما من اتجاه التاريخ حيث تتزايد أدوار النساء على الصعيدين العالمي والمحلي ،ويكفي أن نشير إلى أن 30% من الأسر المصرية تعولها نساء كما يساهمن في إعالة الـ 70% الأخرى. ومن المفارقات الغريبة أن تنبعث هذه المفاهيم البالية في ظل نهوض حركة قوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء وحرياتهن ويزداد إبداعهن في كل المجالات وبخاصة في مجال إنجاز ثورة 25 يناير التي شاركت فيها النساء على نطاق واسع بصورة خلاقة لفتت نظر العالم كله إذ خرجن في المظاهرات وبتن في الميادين واستشهدن وكتبن اللافتات. ولكن صعود الإسلام السياسي الذي يرى في المرأة عورة، متواكبا مع هيمنة سياسات الرأسمالية الطفيلية التي ترى في المرأة سلعة كان لابد أن ينتج هذه الأفكار الاختزالية البائدة المعادية لإنسانية الإنسان فلا ترى في الرجل إلا فحولته الجنسية ولا ترى في المرأة إلا جسدها.