ينار محمد
جرى التقليد في هذه الايام من كل سنة، اي الايام السابقة لليوم العالمي للمرأة 8 مارس، ان نستذكر نضالات التحررين ودفاعهم عن الانسان من كل طغمة مسلّطة على الرقاب وعلى الحريات ... وبالذات على حرية المعتقد.
كما ونستذكر كذلك في 19/20 آذار الذكرى المؤلمة لاحتلال العراق من قبل الطغمة الرأسمالية القابعة في البيت الابيض، والتي ارسلت بجيوشها في طائرات عبر القارات، وحسب ادعائها لكي تحرر رجال ونساء العراق من دكتاتور دموي- ولم يذكروا آنذاك بانهم سوف يكرسوا حكم دكتاتور جديد اثناء احتلالهم- مع فارق واحد – ان الدكتاتورية الجديدة تعتاش على القمع الديني عوضا عن القومي، وتكرس قوانين لاستعباد نصف الجماهير على اساس الجنس، ونصفه الآخر على أساس الطائفة ... وكان لنا درس جديد في السياسة، بان مرض الطائفية ومرض كراهية المرأة وجهان لعملة واحدة. وصاحب هذه العملة ذكوري يحكم باسم الدين.
يقولون بانهم اوصلوا المرأة الى اعلى المناصب، ويهملون ذكر بانها تخجل من مظهرها وتلف رأسها باقمشة ثمناً لذلك المنصب...وكأن ما على رأسها مصدر للجرب او للرذيلة يجب اخفاؤه عن اعين البشر الذكوريين المحترمين.
يتقدم العالم اجمع باعتماده على العلم والثقافة والآداب والفن ويوّفر الرفاهية والوعي لجماهير تتمتع بكل هذه الامكانات. بينما يبتدع "علماؤنا" أساليب لذم المرأة واخفائها عن النظر ان كانت ملكيتهم الخاصة – اي زوجة، ابنة، ام اخت. ولكن لا يعيبهم ابدا ان يستغلونها في زواج متعة، او جعلها ملكاً لايمانهم، او زوجة ثانية وثالثة ورابعة او اكثر، وخاصة ان كان احدهم مقتدرا (العفو اقصد مستغِّلا)- كأن يكون عضو برلمان او وكيل وزارة او ما اشبه من الطبقة التي استغلت كل ما فينا، وحتى تخطط لاستغلال لحومنا ومستقبلنا.
وقد وصلنا الى اليوم الذي يقف فيه المعمم سابقاً ومرتدي البدلة حالياً على شاشات الفضائيات لكي يعظنا بما يجب ولا يجب. وعندما ندير القناة الى فضائية اخرى لا يمكن ان تتفق مع الاولى بشيء، نجد معمماً آخرا يعظ بما يمكن ولا يمكن ...والأدهى من ذلك بان كل من يفرض الحجاب والمثنى والثلاث علينا، قام يتحدث بحقوق المرأة ويرفض اعتقالها، بالرغم من ان النساء تم اعتقالهم في معسكرات الاحتلال والحكومة سواسية، وكانت معاملتهم سيئة في كل مكان ومنذ بدء الحقبة السياسية التي نعيشها حالياً.
يستغل كل منهم منبره لينطق قوانين استعبادنا على اساس الجنس كما على اساس الطائفة ... ويتحررون بالتهم والقدح والذم كما يهوون.
ولربما افضل اسلوب للاحتفال بيومنا او يوم المرأة، بان نتحرر نحن ايضا ونتكلم كلاما غير مسؤول، كما يتكلمه الحكام والمعارضة، وان يكون كلامنا حول رفضهم جملة وتفصيلا ورفض سيطرتهم على اي من مقدرات حياتنا.
اتركوا العراق ايها الاسلاميين الطائفيين المعادين للمرأة وللبشرية بشكل عام... لن نرى يوما هانئا بوجودكم وطغيانكم على مقدرات المجتمع.
ثوري ايتها الجماهير التوّاقة للحرية على كل ذوي العقول المتعفنة والتي تحاول فرض ثقافة كراهية العلم والفن والحرية والمساواة.
لم تكن هذه الافاعي تقدر على الانطلاق من حجورها وتسميمها للعقول لولا دفاع الاحتلال عنها وتقويتها وتوفير اسباب بقاءها.
ورغم كل ذلك، نُديم بنضالاتنا ابدا ودوما.
عاشت الحرية والمساواة
عاش الثامن من مارس رمز نضالاتنا
الصفحة الأولى/ السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
0 comments:
Post a Comment