بيان اليوم العالمي للمرأة: منظمة حرية المرأة في العراق
قفي صفا متراصا ضد اعدائك لا تتنازلي عن ثوريتك وحريتك ومساواتك
منـــظمة حـــرية المــرأة تـــطالب بــحل وزارة المــــرأة واللجنة الوطنية العليا لقمع المرأة في وزارة النفط
تطاولت ممثلة الاحزاب الاسلامية والمكلفة عنوة بموقع وزارة المرأة على مكانة المرأة العراقية بوصفها للمرأة على انها في موقع ادنى من الرجال في مقابلة مع جريدة المدى. واسفرت الوزيرة بذلك عن موقفها المعادي للمرأة وعن كونها ممثلا صادقا عن جماعات كراهية المرأة الذين تنحدر منهم والذين كلفوها بمنصب وزارة محاربة المرأة وابقاءها تابعة للرجل
ما هي المثلية تعريف مفصل للمثلية
أن الحديث عن المثلية بجزئها الجسدي أو الجنسي يعد بمثابة التابو وأننا لسنا نشجع على المثلية ها هنا بل نعرف عنها ونحاول إحاطتها من مختلف الجوانب انطلاقا من دورنا التثقيفي التربوي وأمانة إيصال الحقيقة للقراء خصوصا لهؤلاء الذين يعانون من رهاب المثلية (الهوموفوبيا). فالمثليون يشكلون شريحة لا يُستهان بها من أي مجتمع ولهم ظروفهم وأسبابهم التي ينبغي الوقوف عندها لمحاولة تقبلهم أو مساعدتهم -حسب الحالة- فإن المثلي-ـيه بالنهاية إنسان-ـيه مثله- ـها مثلك
التحرش الجنسي: آلية جديدة لقمع الحريات
ألا ينبغي على المرأة أن تتحمل جزء من المسئولية أم نكتفي بإلقاء اللوم على الرجل الذي يرى المرأة على أنها جسد مباح العبث به الحقيقة لا تكاد تخفى على احد أن جهل المرأة بحقوقها القانونية سبب رئيسيا في اتساع دائرة التحرش وجهلها بأنها بإمكانها وضع الرجل خلف القضبان لأشهر ما أن لمس جسدها متعمدا
إنجاب الكثير من الأطفال مشغلة المحرومين
طفلة قد تكون ابنة الربيع الثامن أو التاسع تفترش أرضية احد (العلاوي) تبيع بعض الحلوى الرخيصة الرديئة أثارت انتباه احدهم لأنها ليست في المكان ولا الزمان الصحيحين بتاتا ربما تقبلنا واقع عمالة الأطفال والحاجة المعيشية إلا إن مكانا كهذا صعب جدا على الفتيات بعمرها كما وانه محدود الرزق بالنسبة لها
All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote
Monday, July 9, 2012
ايهما أسلم، دكتاتور مستبد ام حرب طائفية جديدة؟
يربط بعض المراقبين نجاح العملية السياسية بثباتها واستمرارها، اي يرضون بمرشح الامريكان وايران في سبيل السيطرة على الاوضاع من الانفلات. ويرضون لنا الدكتاتورية نمطا اعتاد عليه العراق في العقود الاخيرة.
بينما يتشدق البعض الآخر بما يصرّون على كونه ديمقراطية- وخاصة لكونها اوصلتهم الى كراسي البرلمان، ويقترحون سحب الثقة من رئيس الوزراء. والجماهير أعلم بأن لكل كتلة دكتاتورها وشيخها وجنرالها، ولن تختلف النتيجة فيما لو استلمت مقاليد الامور كتلة اخرى.
ويستمر وبالتوازي مع مسلسل العنف مسلسل ارهابي آخر، الا وهو النيل من حقوق الطبقة العاملة ومن الحريات العامة، وبالذات حريات النساء. اذ تتحفنا وزيرة المرأة الممثلة لكتلة المالكي بقراراتها الساعية لقمع المرأة بكل شكل ممكن. اذ بعد ان حاولوا سن القوانين للسيطرة على البستنا ومظهرنا، يسعون من جديد لتثبيت لتفعيل اوامر قضائية تتجاوز وتعتدي على اجسادنا بحجة الشرف والتقوى، من قبيل الاوامر القضائية لفحص بكارة الفتيات والنساء قبيل الزواج، واخضاعهن للارهاب العشائري.
ان السبيل الوحيد امام جماهير الطبقة العاملة التحررية ان تعمل على تنظيم قواها في احزابها ومنظماتها، وان تخطط لبدء عملية سياسية جديدة لا تربط نفسها باي من الكتل السياسية الحاكمة.
قد تكون الانتخابات القادمة واحدة من الطرق للحصول على موطئ قدم لهذه التنظيمات، بيد ان ذلك يجب ان لا يكون الهدف الوحيد، بل ان جذب العمال والنساء والشباب الى عمل سياسي مساواتي تحرري، يعمل على وضع دستوره وتوسيع تنظيمه والعمل عليه الى ان يفرض نفسه على كل من انتهج العمل الميليشياتي والارهابي ... فان ذلك هو السبيل الوحيد لكي نتخلص من هذا الكابوس الجاثم على نفوسنا جميعا.
في ذكرى دعاء خليل اليزيدية التي رُجمت حتى الموت
ترجمة: المساواة
مرة أخرى ارتكب قتله النساء في كردستان العراق جريمة أخرى، بيد أن هذا الحادث تتميز بهمجيتها المطلقة. ففي 7 أبريل 2007 دعاء تلك الفتاة الجميلة والتي تبلغ من العمر 17 عاما ؛ جرجرت علنا في وضح النهار ورجمت حتى الموت . وكانت "جريمة هذه الفتاة" هي الوقوع في حب رجل عربي مسلم. كانت دعاء تنتمي لليزيدية الكردية وهكذا وتبعاً للقيم المتعصبة لهم، لا يسمح لها بالزواج من شخص من خارج " اليزيدية ".
تشير التقارير إلى أن دعاء تركت عائلتها قبل ثلاثة أشهر من تلقي حتفها للعيش مع الرجل الذي تحبه، تخلت عن دينها، وهويتها العرقية وحتى أسرتها لتعيش بظل الحب والعاطفة الإنسانية مع هذا الرجل، وكان هذا قرارا شجاعا، رغم كونها تعيش في مجتمع ذكوري قبلي محكوم بسلطة الأب والتقاليد التي تعتبر المرأة ممتلكات خاصة بالرجل وأقل شأنا دون البشر.
نظم رجال الدين اليزيديين في بعشيقة، قرب الموصل، عملية جلب دعاء من المكان الذي كانت تعيش فيه سرا مع حبيبها وقاموا بتسليمها، تجمع المتظاهرون في وسط حشد من نحو 1000 رجل، في المكان المقرر لإعدامها.
سحبوها إلى الخارج ومزقوا تنورتها لغرض إحراجها وإذلالها ، طرحوها أرضا وركلوها بظهرها ومعدتها وكل جسدها، بينما قام آخرون بضرب رأسها مرارا بحجر كبير. حتى غرق وجهها بدمها -وعلى الرغم من ذلك- فإنها صرخت طلبا للمساعدة. لكن لم يكن هناك أي احد من هؤلاء الرجال يتمتع بشيء من الإنسانية بما يكفي للتدخل ومنع وإيقاف هذا الاعتداء، فقد أصبحوا مجموعة من الوحوش الغاضبة.
في الواقع، احتفل المئات منهم!! متخذين مظاهر احتفالية مختلفة كالصفير والتقاط وتوزيع الصور المروعة لوفاتها وعملية رجمها ، وظلوا يرجمونها ويضربونها ويركلونها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة توقف قلبها !! وانتهت حياة دعاء، هذه الفتاة الجميلة الشابة البريئة، انتهت حياتها التي تكن تطلب فيها شيئا سوى الحب الذي عوقبت بسببه اشد وأقسى أنواع التعذيب والقتل وأكثرها وحشية على الإطلاق، ومِن قبل مَن؟ من أهلها وعشيرتها وبنو ملتها باسم غسل العار!! الذين فرحوا اشد فرح وافتخروا بفعلتهم هذه بل وعدوها انتصارا على من تعدى على شرف (اليزيديين) !!
كان هذا "التطهير" جريمة قتل مروعة، لا إنسانية ومشينة . والآن فإن الجماعات الإرهابية الإسلامية تستخدم هذه الجريمة لأغراض خاصة بها. فقد توعدوا بالانتقام من اليزيديين وقتلهم. بل إن حقيقة هذا الأمر أكثر دناءة مما نتصور، فبعد وقت قصير من رجم دعاء تم قتل 21 عاملا يزيديا بمصنع للنسيج من قبل الإسلاميين بطريقهم وهم عائدون من العمل ؛ إنه رعب من نوعٍ آخر وتعبير جبان عن الغضب .
النساء في العراق وكردستان هن ضحايا حتى في طريقة موتهن!! في كل عام، يتم قتل المئات من النساء عمدا من قبل أزواجهن أو إخوانهن، وآبائهن، أو - كما في حالة دعاء - من قبل الرجال الذين يمثلون دينهن. إن قيمة النساء أقل من السلع الأساسية في المجتمع الكردي. وان الطبيعة الأبوية والقبلية التي يتميز بها المجتمع الكردي خلقت مناخا حيث يتم فيه قبول أي مظاهر أو ممارسات للعنف والاضطهاد ضد المرأة ، لذا فان الحريات الشخصية والمدنية لا يمكن أن توجد حتى أو تمارس من قبل كلا الجنسين بظل هكذا مناخ فلا يمكن لأي شخص التمتع بحياة طبيعية مثله مثل أي إنسان آخر، وخصوصا المرأة فهي تعامل على أساس إنها غرض لإمتاع الرجل وتلبية حاجاته وفيها يكمن رمز الشرف الذكوري القبلي والتي يمكن وبكل بساطة التخلص منها ومحوها كأنها خرقة قماش متسخة ليس لها حاجة.
في مجتمع كهذا، فإن العذرية والنقاء الجنسي هو شرط للحفاظ على حياة المرأة. الوقوع في الحب وفقا لميول الشخص ورغباته واختياراتها الخاصة ممنوع ومحرم. على الرغم من إن هذا لم يتم سنّه بصورة صريحة من قبل القانون. إن حالات الانتحار اليومية بحق المرأة، القتل والرجم هي أدلة وبراهين كافية تضعنا أمام هذا الوضع وحقيقته. إن الأصوات التي التزمت الصمت فيما سبق صارت تصرخ بما تتعرض له المرأة وتفضح هذه الهمجية التي لا يمكن أن تطاق. فهم يريدون كسر القيود اللامرئية في حياتهم، والتعبير بكل حرية عن الحب... ولو لمرة واحدة فقط في حياتهم.
إن قصص الآلاف من النساء اللواتي قتلن بوحشية في هذه المنطقة على مدى سنوات طويلة هي أمثلة لا يمكن تجاهلها. فقط لأنهن عبَرن وتعديّن الخطوط الحمراء، ولأنهن تجرأن بالتعبير عن حرياتهن الشخصية باختيار وعيش حياتهن العاطفية والجنسية وفقا لرغباتهن باختيار شريكهن ولو كان بشيء من التهور.
أنا أدين هذه الأعمال الوحشية التي تمارس بحق النساء وقد كرست حياتي للنضال من أجل تحريرهن. أشعر بمرارة كبيرة أن العديد من هؤلاء النساء الشابات اللواتي يردن التمرد والاحتجاج ضد الحواجز القبلية والدينية والأبوية، هن الآن جثة هامدة، فدعاء والعديد من الأخريات اللواتي كلفهن الأمر حياتهن لم نفقدهن أبدا بل إنهن ما زلن يعشن معنا بقلوبنا .
إن الحل الوحيد هو الكفاح المتفاني والإصرار على نيل حقوقنا وحقوق شعبنا والتضامن مع أصدقائنا وإخواننا وأخواتنا بجميع. أطلقنا حملة دولية لضمان معاقبة المجرمين وإلى حظر جميع أشكال العنف ضد النساء في كردستان.
مشاركة منظمة حرية المرأة في العراق بالمؤتمر الدولي للمرأة (AWID) الذي أقيم في اسطنبول / تركيا
Sunday, July 8, 2012
زيارة وفد منظمة حرية المرأة في العراق لفروعها في الحويجة
نشاطات واحتفالات الأول من أيار في بغداد
رُفعت في التجمع لافتات تضمنت الشعارات والمطالب الملحة لعمال العراق في المرحلة الراهنة، إضافة إلى توزيع بيانات ومنشورات وجرائد الحزب. وردد التجمع الهتافات في جو من الحماس.
ثم ألقيت الكلمات حيث ألقى مؤيد أحمد سكرتير اللجنة المركزية للحزب كلمة بالمناسبة وتلته كلمات كل من فلاح علوان رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، ينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق، رشيد إسماعيل سكرتير لجنة بغداد للحزب، سعد عيسى رئيس لجنة العمال في الصناعات الجلدية في بغداد وغيرهم من فعالي الحركة العمالية.
هذا وقد أجرت مجموعة من القنوات الإعلامية لقاءات مع كل من مؤيد أحمد، عمار شريف، فلاح علوان، ينار محمد، رشيد إسماعيل وغيرهم من القادة والكوادر الشيوعية والعمالية المتواجدين في التجمع.
جدير بالذكر قد أحاطت قوات أمنية كبيرة ساحة الفردوس منذ صبيحة هذا اليوم وأغلقت الطريق بين ساحتي الفردوس والكهرمانة مما منع أعداد كبيرة من المتظاهرين من التجمع في مكان واحد. واستمر طيران الجيش بالتحليق طوال فترة التجمع في سماء المنطقة.
يذكر إن لجنة بغداد للحزب قامت ومنذ فترة بالاستعداد لإحياء هذه المناسبة برفع لافتات في العديد من مناطق بغداد وتوزيع بيان الحزب ولصق الملصق الخاص بالأول من أيار. وبعد انتهاء التجمع توجه المتظاهرون بمسيرة رددوا فيها هتافات متوجهين نحو المقرات الحزبية ومقرات إتحاد المجالس والنقابات العمالية ومنظمة حرية المرأة في شارع الزعيم.
وفي الساعة 12:30 بعد الظهر أقيمت مراسيم الاحتفال بالأول من أيار من قبل الحزب وبمشاركة اتحاد المجالس والنقابات العمالية ومنظمة حرية المرأة في العراق على قاعة جمعية المهندسين في بارك السعدون في بغداد. بدأت المراسيم بدقيقة صمت إجلالاً لذكرى مضحي الحركة العمالية والاشتراكية تلاها النشيد الأممي. بعدها افتتحت فقرات البرنامج بكلمة الرفيق مؤيد أحمد ومن ثم كلمات الرفاق فلاح علوان، رشيد إسماعيل، علي الكندي (أبو منذر) عن مجلس المفصولين السياسيين، رديف شاكر عن نقابة ذوي المهن الهندسية وسعد عيسى.
بعدها بدأ الحفل الترفيهي الذي تضمن مقطوعات موسيقية وأغان وأناشيد عمالية وألقيت قصائد شعرية. واختتمت المراسيم في جو من البهجة والحماس.
لجنة بغداد
للحزب الشيوعي العمالي العراقي
الأول من أيار 2012
ندوة ثقافية
دورة تعليم الخياطة التي أقامها فرع منظمة حرية المرأة في الحويجة
أقامت منظمة حرية المرأة فرع الحويجة دورة لتعليم النساء الخياطة بمشاركة أربعون امرأة بين آنسة وسيدة، كانت مدة الدورة ثلاثة أيام. تنوعت المحاضرات والدروس وكانت حول تصميم الملابس النسائية، ملابس الأطفال، فنون التطريز وكيفية إدامة وتنظيف مكنة الخياطة. وكانت اغلب المشاركات من الأرامل التي تتطلع وتحرص المنظمة لتعليمهن الخياطة كطريقة يكفلن بها أنفسهن وعائلاتهن اقتصاديا.
يوميات ناشطة نسويه
لم أتوقع مكالمتها بهذه العصبية وبهذه الحدة قالت أنا بحاجة إليك هل أنت في المنظمة أجبتها نعم بعد ساعة جاءت والدموع تنهمر من عينيها العسليتين طلبت لها فنجان قهوة وماء وهدّأت من حالها قلت لها مهما تكن من مشاكل فلا بد ان يفكر الإنسان بهدوء وعقلانية وأنا مصغية لك بشرط ان تكوني صريحة وواضحة فلنتحدث :
" كما تعلمين لدي خمس بنات ولم ارزق بولد. قبل أيام خرجت للتسوق وعندما عدت لم أجد ابنتي الكبرى (ز) والتي تبلغ من العمر عشرون عاما، لم تكمل دراستها بسبب مررنا بها، اشعر بألمها عندما ترى أخواتها في المدرسة، اشعر بمأساتها عندما ترى رفيقاتها في الجامعة بينما هي حبيسة البيت. وقبل فترة طلبت مني ان اشتري لها موبايل كبقية البنات وتعرفين كم هو قاسي أبوها".. تنهدتُ وتحسرت .
أكملي يا عزيزتي (قلت لها)..........." إيه ماذا أقول مذ كانت طفلة جدتها كانت تقول لها لولا أنت ما رزق أبوك البنات.. أنت أنت أنت.. كلمات تسمها أكثر من السم. حاولت إقناع والدها بشراء موبايل لها وسيكون لأخواتها أيضا حتى لا يشعرن بالنقص. وان يكون لكل منهن (لاب توب) كبقية البنات. ان الزمن يتقدم فلا بد ان يساير التقدم. لكنه رفض رفضا قاطعا وتحجج بحجج واهية لكنه قال بأخر المطاف: "أنت حرة". اشتركت بسلفه مالية مع زميلاتي واشتريت لهن (موبايل ولاب توب) فغدون فرحات. أحاول دائما ان أوفر لهن كل متطلبات الحياة بينما (السي السيد) له حياته الخاصة اذ انه منظم أوقاته، حيث هو في وادي ونحن في وادٍ، لم يعر أهمية لأي شيء سوى متطلبات البيت لم يشعر انه أب لخمس بنات. بدأن يكبرن؛ كلما نظرت إليهن اشعر بالفخر كلهن متفوقات بالدراسة ما عدا(ز) لأنها تركت الدراسة ومع ذلك كانت تدرس مع أخواتها تبحث في مواقع الانترنيت عن المواضيع العلمية والبحوث والثقافة. قبل أسبوع سمعت والدها يتحدث معي عن عريسٍ لها مع العلم انه اكبر منها بقليل لكنه ميسور الحال (عذرا لأغنية كاظم الساهر ) ووووو.. انتهى الحديث بالرفض من جهتي والقبول من جهته وقال: " كلمتي يجب ان تنفذ ". اعتزلت (ز) في غرفتها بعد ان أعربت عن رأيها كونها ليست سلعة تباع وتشرى كيفما نشاء فهي إنسانه وكفى .. قلت لها: أنهيتِ كلامك؟ هل هذا كل شيء؟ سكتت... وأكملت الحديث فعرفت أخيرا ان العريس المزعوم هو عم لزوجته الجديدة ".
الكثير منا ينظر إلى الفتاة إنها نقمه بل هي الحياة، زهور و نجوم تتلألأ في الدار، صديقة امها وأبيها . زرعتم الكُره في نفسها منذ الصغر، الخوف من الخروج، لم تشعروها بالأمان والمحبة لم تعطوها قيمتها كإنسانة، الموبايل والانترنيت ليس كل شيء، لم تشعروها بقيمتها كإنسانه؛ بل جئتم لها بعريس لا تحلم به أي فتاة!! أين المحبة أين ذهبت العاطفة أين ذهبت الأبوة ؟ كلها رحلت أو ذهبت مع الريح .. هل الأبوة المقايضة من اجل زوجة شابة أين ذهبت سنين العمر والعشرة وبناء الأسرة؟ من اجل نزوة أقايض ابنتي أي تفكير وأي منطق وجئت الآن تبحثين عن ابنتك وكيف هربت وأين ذهبت وأين هي ألان ؟
هل حاولت الاتصال بالأقارب أو المعارف ؟ أو بلغتم مركز الشرطة أو أي شيء فعلتم ؟ قالت لا شيء سوى إذا عثر عليها سوف يقتلها لان التبليغ اعتبره يمس الكرامة والشرف ويمس الاعتبار العائلي.؟
بدأت الاتصال بعد أن أخذت أرقام هواتف خالتها وأخوالها وبعض الأقارب إلى ان حصلت على نتيجة لقد التجأت إلى خالتها وقالت لها ان والدتها أرسلتها لشعورها بالكآبة وإنها ستكون مع بنات خالتها في أحسن حال. تنفست والدتها الصعداء وتحدث إلى (ز) عرفت إنها هربت من واقع مر ورهيب وإنها كارهه لنفسها وقد حاولت الانتحار وفي اللحظة الأخيرة تراجعت من اجل أمها وأخواتها.
ما هكذا تربى البنات يا أبا (ز) فكر بعائلتك لاتبحث عن زواج جديد بل ابحث كيف تكون أبا صالحا.
فتيات بعمر الزهور (يُقتلن منتحرات) فمن المسؤول؟
فتيات بعمر الزهور (يُقتلن منتحرات) فمن المسؤول؟
إعداد وتقصي: ايناس الوندي
صياغة ومراجعة: ايفان الدراجي
تعد ثانوية اختر للبنات من المدارس المسائية الموجودة في كركوك والتي تأسست منذ أكثر من خمسة عشر عاما، وتميزت بوجود البنات التاركات لدارسة واللواتي لم يتم قبولهن في المرحلة الصباحية أي اللواتي تجاوزت أعمارهن السن القانوني للدراسة الصباحية. الغريب والعجيب في أمر هذه المدرسة أنها تشهد حالات انتحار كثيرة لطالباتها في كل سنة، أي نسبة تتراوح تقريبا بين 10% أو 15% سنويا. تنوعت سبل الانتحار فمنهن من تحرق نفسها ومنهن من تشرب نوع معين من الأدوية أو الحبوب، بينما يلقى البعض الآخر منهن حتفها قتلا بمعدل 10% سنويا تقريبا من قبل الأهل (الأخ أو الأب) والأسباب معروفة وواضحة للجميع ولكن يغض عنها النظر ويتم تجاهلها من قبل الجميع حتى مراكز الشرطة والاسايش وباقي الجهات الحكومية المسؤولة. تتراوح أعمار هؤلاء الفتيات ما بين 14- 20 عاما، أكثرهن مطلقات (بمعدل 20 فتاة مطلقة في كل صف) أو أرامل (بمعدل 10 أرامل في كل صف) أو غير متزوجات أي بمعدل 5% من المجموع الكلي لطالبات المدرسة البالغ تقريبا 500 طالبة من المرحلة الأولى للمتوسطة وحتى المرحلة المنتهية للثانوية. إن نسبة المطلقات والأرامل كبيرة بين الطالبات ومنهن من يتعرض لخداع كبير من قبل الشباب الذين يستغلون أوضعاهن وظروفهن لغرض ممارسة الجنس معهن مقابل مبلغ مالي بسيط ويستخدمن هن بدورهن موانع الحمل المختلفة التي أدت إلى إصابة بعضهن بأمراض كثيرة بينما خلف للبعض الآخر حالة نفسية صعبة . الكثير من البنات يرزخن تحت مختلف الضغوط العائلية من ضرب وشتم وإجبارهن على الزواج المبكر الذي ينتهي بصورة مأساوية اغلب الأحوال فتنعكس نتائجه فيما بعد، إضافة لممارسات أخرى يمارسها الأهل كمنع الموبايلات منهن وحرمانهن من الدراسة أو الغضب الجام الذي يصبه الأب إذا اكتشف أن ابنته على علاقة غرامية مع شاب ما. هذه الأسباب تجمعت -حسب قول الطالبات- لتدفع بهن للانتحار وارتكاب الأخطاء مع الشباب الذين يخدعونهن ويتركوهن بعد أن ينالوا من الفتاة كل ما يشتهون.
إن اغلب عوائل الفتيات متعففة وكل واحده منهن لديها طفلين أو ثلاثة رغم صغر سنهن و بالأخص اللواتي يقطن منطقة (الشورجه) وهي من المناطق الكردية المعروفة في كركوك بتدني مستوى معيشتها من الناحية الاقتصادية كما وتتميز بالعقلية العشائرية المتخلفة المهيمنة هناك مما يدفعهم لدفع بناتهن وهن بعمر الزهور وتزوجيهن مبكرا مما يؤدي لتركهن مقاعد الدراسة. بنفس السياق لكن من زاوية أخرى لكل هذه السلبيات فان هناك مسألة مثيرة للاهتمام ألا وهي تميز بناتهن بالجرأة وعدم الخضوع للتسلط الذكوري مهما كلف الأمر من مواجه وتصدي، لكن هناك بعض الأمور التي تحدث خارج عن إرادتهن إذ يستسلمن عندها للأمر الواقع، فالمدرسة التي لا تشبه المدرسة التي من المفترض أن تكون قد خصصت للتربية قبل التعليم تحدث فيها بعض الممارسات التي تنفي ذلك؛ إذ إن أكثر المدرسات هن اللواتي يدفعن أو يشجعن بعض الطالبات على ارتكاب الأخطاء فعندما يأتي مسؤول ما ويرغب بواحدة منهن ويطلب ذلك إلى أحد المدرسات التي بدورها تفسح له المجال مما يضطر الطالبات أحيانا للخضوع لهكذا أشخاص تحت نير التهديد تجاه المُدرسة نفسها أو المديرة التي أوضحت انه لميس بيدها حيلة تجاه الأمر إذ تقول: "تمنيت لو كان بيدي ما افعله تجاه ذلك، عندما أشاهدهن أتذكر بناتي وأموت حسرت وأقول لو حدث لواحدة من بناتي هذا الشيء ماذا افعل؟ وخصوصا وإن زوجي ليس بغنيٍ فأنا أخاف فقد وظيفتي بسبب التهديدات فإذا حدثت أي حالة انتحار يجب أن لا اذكرها ولا أسال لماذا أو أبحث في الأسباب خوفا من الأهل والمدرسة والتربية والأجهزة الحكومية، ما زلت أذكر أحد حالات القتل التي حدثت في العام الماضي حين طعن أخ أخته 14عشرطعنة في صدرها ولم استطيع الكلام رغم كونها جارتي وكنت على اطلاع بالأسباب؛ حاولت عدة مرات مساعدتها لكنني لم استطيع وحدي وفشلت وهكذا هذا حال مدرساتي البائسات وطالباتي المسكينات ماذا افعل لهن ما بيدي حتى إنه تم منع منظمات المجتمع المدني من الوصول إليهن لذلك قررت طلب باحثة اجتماعية لتساعدهن حتى لو بالحث على توعيتهن وتقديم النصائح لهن وعسى ولعل ينفع ذلك!! "
كيف نتفرج على بناتنا وهن ينتحرن؟
انتحار امرأة في دهوك
إعداد وتقصي: ايناس الوندي
صياغة ومراجعة: ايفان الدراجي
ذكرت مصادر أمنية في دهوك وبالتحديد في قضاء (سميل بقرية جكر) إن امرأة تدعى (بهره ناصر علي) والتي تناهز الثلاثون من العمر أقدمت على حرق نفسها حتى الموت بسبب معاملة زوجها السيئة لها أمام الناس إذ يقوم بضربها حين يعود إلى المنزل وهو في غاية الثمول و يقوم بكسر يديها أو إحدى ساقيها، ويذكر انها قد قامت بتقديم شكوى الى الشرطة و الاسايش عدة مرات والذين بدورهم لم يفعلوا شيئا لها مما دفعها للانتحار. وذكرت احد قريباتها و جارتها: " بهره تزوجت منذ عامين من هذا الشخص السيئ، كانت يتيمة الأبوين ولم تجد احد يعيلها ولم تستطيع الحصول على وظيفة لأنها تركت الدراسة مبكرا ولم تحصل على شهادة. عانت مع هذا الرجل البؤس والحرمان والضرب والشتم حتى انه كان يرغمها على ممارسة الجنس مع أصدقائه عندما يعود ليلا برفقة احدهم، وهذا الذي جعل من (بهره) مجنونة إذ كانت تتمنى الموت بكل لحظة. وفي السنة الماضية حاولت الانتحار أيضا لكن الجيران سارعوا لإنقاذها حينما علموا بذلك. فرحت عندما أصبح لديها طفلة وتمنت أن يتحسن زوجها إذ صار أبا لكنه ساء أكثر يوما بعد يوم. وفي يوم لم نسمع فيه إلا صراخ الطفلة بينما كانت مع والدها عند باب المنزل والدخان والنار يخرجان منه وهو يقول لها: "هذا أفضل لأتخلص منك وغدا احضر زوجه أخرى !!"
نتأسف شديد الأسف لهذه الشابة التي أحبها اغلب الناس والجيران بسبب أخلاقها الغالية وتواضعها معهم .
تعليق المساواة: بالرغم من مرور سنوات عديدة على صدور المواثيق الدولية المختلفة لحقوق الإنسان وتكريسها نظريا وعمليا وان كانت بتفاوت مختلف بين مختلف الدول ، فلا زالت هذه المواثيق تبدو غارقة في التنظير بعيدا عن إيجاد موقع قدم لها على أرض الواقع .لقد شكل العنف ضد المرأة أحد مظاهر التمييز الخارقة التي تحطم كينونة وذاتية المرأة وترجعها إلى عصور مضت، ومن أنواع العنف الأكثر شيوعا والممارس ضد المرأة مما يضع الاتفاقيات موضع تساؤل عميق: العنف الجسدي من خلال الضرب والتعذيب الممارس في بيت الزوجية بمختلف الأشكال والألوان ويزداد الأمر فظاعة حين تقف الأعراف والتقاليد بجانب الرجل، ناهيك عن ضرب المرأة أو تجاهل شكواها وقمعها والتساهل مع الرجل وفقا لقوانين عرفية خاصة.
يرى البعض من الباحثين في علم الاجتماع بأن العنف الاجتماعي له عدة أسباب يتحرك منها، وأن هناك بعض الجينات التي تتحكم بظاهرة العنف، وهناك أيضاً عنف متعلق بالتربية والسلوك والوراثة، ومن أشمل وأكبر تلك الأسباب إفشال مشاريع الشعوب وتطلعاتها بالحرية والخلاص، وقمعها بالعنف والقسوة، حيث أن رّد الفعل بهذه الطريقة القمعية يولد حالة نفسية طاغية تنعكس على سلوكيات المجتمع وتصرفاته في المستقبل، وتتولد نفسيات محبطة نتيجة لذلك الكبت الذي تمارسه السلطات الحاكمة. بالتالي وصل الفرد في العراق إلى مرحلة من مراحل الإحباط الداخلي ، فتراه عندما ينفجر فإنه ينفجر بانحرافات سلوكية غريبة. علينا أولاً أن نبدأ من المعالجات الحقيقية وأولها الإصلاح العام ، والإصلاح العام يأخذ أبعاداً كثيرة أهمها هو أصلاح الوضع القانوني والوضع السياسي من الناحية المجتمعية، إضافة لذلك فإن وسائل الأعلام يجب أن يكون لها دور كبير في توعية المواطنين على هذا الوضع العدواني المنحرف وتحذيرهم من مخاطره وآثاره، وكذلك برامج التعليم، حيث لازالت برامج التربية والتعليم لا تنشئ المواطن الذي نحلم به ، أو المواطن الذي يتوازى مع ما نطمح إليه من مشروع ديمقراطي واسع لبناء دولة مدنية حديثة مبنية على أسس السلام والتفاهم والتعايش.
الصفحة الثالثة/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز 2012
انتحار النساء العراقيات ناقوس ينذر بمخاطر اجتماعية
انتحار النساء العراقيات ناقوس ينذر بمخاطر اجتماعية؟
الانتحار في ظل غياب العدالة الاجتماعية
ألاء الجبوري/ اعلامية وناشطة بمجال حقوق المرأة
يعتبر العنف الاسري والكبت الاجتماعي والتابوهات العرفية والعشائرية والدينية المغلفة باطر قاسية وخطوط حمراء. ان هذه الاسباب وغيرها احد مسببات الانتحار بل يكون المحرض على جريمة الانتحار ولكن في كل القضايا ينال المحرض عقوبة قانونية رادعة عليها الا في جريمة الانتحار بل ان قضية انتحار المرأة استغلت لقتل المرأة في احيان كثيرة فقد خرجت عدة منظمات مجتمع مدني بأن العديد من حالات الانتحار حرقا في كردستان هي في الأصل جريمة قتل استغلت فيها قضية الانتحار.
الدولة مشغولة بأطرها التشريعية والتنفيذية والإعلام مشغول بكل طاقاته في الصراع السياسي ونحن لا تعي خطورة هذا الملف على البنية الاجتماعية والاسرية العراقية .
حكاية فتاة جامعية: تروي الطالبة الجامعية اميمة حاتم كيف أن صديقتها يسرى تناولت عشرات حبوب الباراستيمول لغرض الانتحار، لأن والدها رفض تزويجها بزميل لها في الجامعة. المثير في الحادثة عام 2010 ان أهلها رضخوا لرغبتها في الزواج بعدما حاولت الانتحار. وتركت الحادثة آثاراً نفسية لا تمحى في شخصية يسرى التي بدت بعد الحادثة خائفة وقلقة، وتنتابها موجات من الإغماء حتى بعد زواجها.
وتشيع في معظم مدن العراق حوادث انتحار النساء، لكن غالبيتها لا ترى الضوء، أو يخفيها أصحاب الشأن عبر تغليفها بقصص وحكايات أخرى تجنبا لإشاعة الخبر على الملأ . ورغم الخجل الذي يبدو على محيا امينة، فانها تروي محاولة انتحارها في سوريا عام 2009، بسبب تخلي خطيبها المقيم في السويد فتقول : أمينة إنها تلقت خبرًا من خطيبها السابق بالانتقال إلى سوريا إلى حين إكمال معاملة سفرها إلى السويد، وفعلا ذهبت إلى دمشق وبقيت هناك حوالي السنة، وأصابها الذهول بعد طول انتظار أن خطيبها تخلى عنها حيث أرسل لها مبلغا من المال ورسالة اعتذار . عندئذ قررت أمينة الانتحار حين وجدت أنها ضاقت بالحياة ذرعا، وعن عودتها إلى العراق أقفلت الباب على نفسها وقطعت شريان يدها، لكن سرعة اكتشاف الأمر من قبل أخيها حال دون موتها وتضيف: “بعد عام على إقدامي على الانتحار راسلني خطيبي وأنه يود إعادة العلاقة والزواج بي ، وأنه نادم على فعلته”. وتضيف أمينة: “اضطررت إلى القبول بذلك تحت ضغط الأهل، وها انا استعد للانتقال إلى السويد."
أما ابتسام فتاة ريفية بعمر 17 سنة احبت شابا تقدم لخطبتها لكن اهلها رفضوه واجبروها على الزواج من ابن عمها فقامت بحرق نفسها قبل حفل الزفاف.
بينما انتحرت شابة بحرق نفسها عندما قام اخوها بحلق شعرها لانها ذهبت الى صالون الحلاقة لقص شعرها ما دفع هذه الفتاة الى الانتحار حرقا وافلات المحرض على الانتحار من العقوبة الاجتماعية والقانونية بل انه وقف في مجلس عزاء اخته المنتحرة ليتلقى التعازي بإنتحار اخته.
ان الارقام المعلنة قد تكون اقل من الحقيقة بكثير فالمجتمع العراقي يرى الانتحار وصمة عار في سجله وخصوصا انتحار المرأة، اذ غالبا ما يربطها المجتمع بشرفها لذا تتجنب العائلة العراقية الافصاح عن الانتحار فتقول انفجرت المدفئة او احترقت بالفرن لكي تخفي قضية الانتحار. او لعبت بسلاح والدها او شقيقها او اخذت العلاج عن طريق الخطأ مما يسبب تعتيم اجتماعي واعلامي ورسمي للقضية مما يزيد من تعقيداتها وعدم وضع الاستراتجيات الخاصة للمشكلة.
ان غياب العدالة الاجتماعية في ظل التغيير الديمقراطي المشوه وسط الفوضى الخلاقة هي التي خلقت احباطا ويأسا لدى المنتحر العراقي بصورة خاصة والعربي بصورة عامة وهيأت له الظروف المناسبة للاقدام على الانتحار اما انتحار النساء وخصوصا النساء في كردستان العراق يعود الى غياب العدالة الاجتماعية في التعامل مع المرأة ومن جانب اخر وسائل الاتصالات الحديثة من موبايل وانترنيت وفضائيات والمسلسلات التركية المدبلجة اخرجت المرأة العراقية وخصوصا المهمشة او القروية من عزلتها وبدأت تطرح الاسئلة حول حقوقها الشخصية في اختيار الزوج والحب وتكوين العائلة.
نوجه السؤل للدكتور الطبيب والباحث الموسوعي رافد علاء الخزاعي استاذ الطب الباطني في كلية طب الجامعة المستنصرية والاستشاري في مستشفى اليرموك حول الانتحار وخصوصا لدى النساء؟
ان ازدياد حالات الانتحار عالميا واقليميا بتعدد الاسباب والطرق واختلاف البيئة والظروف المحيطية لكل حالة بحيث ان في كل اربع ثواني تسجل حالة انتحار على المعمورة والازدياد المضطرد بتسجيل الحالات من سنة 2000 حيث سجلت 870000 حالة انتحار وفي 2010 سجلت منظمة الصحة العالمية اكثر من مليون ومئتان الف محاولة انتحار مؤدية للوفاة واكثر من خمسة ملايين حالة انتحار فاشلة ، ويعتبر الانتحار السبب الثالث للوفاة بعد امراض القلب والسرطان جعل منظمة الصحة العالمية امام تحدي كبير لدراسة الاسباب ووضع المعالجات والحلول اللازمة لتقليل حالات الانتحار والكشف المبكر عن المنتحرين ووضع الاستترايجيات اللازمة من اجل عالم خالي من الانتحار لذلك يحتفل العالم في كل 10 ايلول من كل عام في اليوم العالمي لمكافحة الانتحار في غياب رسمي وشعبي لتدارس هذه الحالة والمرأة تشكل عدد لا باس به من عدد المنتحرين حيث تشكل نسبة اعلى من الثلثين او مناصفة مع الرجل.
ان الانتحار هو التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته. ويرى آخرون أنه قتل النفس تخلصا من الحياة، وقد اختلفت الآراء حول الانتحار هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاس لفشله وعدم الحاجة لاستمرار حياته.
أن قتل النفس أو الانتحار هو سلوك إنساني معروف عبر التاريخ .. ويشترك الإنسان وبعض الكائنات الحية الأخرى في هذا السلوك .. ومثلاً تقدم العقرب على قتل نفسها بنفسها بواسطة اللدغ عندما تجد أنها محاصرة بدائرة من النار ولا تستطيع الخروج من هذه الدائرة .. وبذلك فهي تختار أن تنهي حياتها بنفسها بدلاً من أن تموت احتراقاً .. وهنالك الانتحار الجماعي للحيتان نتيجة فقدان الاتجاه المغناطيسي بسبب التلوث البيئي البحري، وهنالك انتحار البغال في الجبال نتيجة العمل الشاق في حمل الاثقال.
ويبدو أن سلوك العقرب والحيوانات هذا السلوك الغريب له ما يبرره ..!! وربما يعكس إحساساً فطرياً وغريزياً بأن الموت قد أصبح قريباً جداً بسبب اقتراب النار الملتهبة منها وعندها تفضل أن تقتل نفسها بنفسها محافظة على تفوقها وقوتها وكرامتها !!! ، وبواسطة السلاح الذي تستعمله لقتل الأعداء وهو نفس السلاح الذي يحميها ويضمن لها بقاءها واستمرار حياتها وكفاحها فيها.
والحالات المشابهة عند بني البشر ليست كثيرة .. ولكنها موجودة ولاسيما في حالات مثل الحروب والوقوع في الأسر ونفاذ ذخيرة المقاتل وغيرها .. وهي لا تمثل إلا جزءاً قليلاً من حالات الانتحار عند بني البشر . وكذلك نتيجة الحرمان العاطفي والاجتماعي وعدم تحقيق العدالة والشعور بالخذلان والفشل ولذلك نرى انتحار نساء النخبة مثل الناشطة المصرية ذرية.
الانتحار معناه ان يقوم الفرد بقتل نفسه عمدا وذاتيا وأكثر الطرق شيوعا هي الشنق ثم القتل بالسلاح الناري او الحرق بالنار ويحدث الانتحار لعدة عوامل منها النفسي حيث حلل فرويد الانتحار بانه عدوان تجاه الداخل، ثم قام عالم اخر بتعريف ثلاث ابعاد للانتحار هي رغبة في القتل ثم رغبة في الموت ثم رغبة في أن يتم قتله.
وعالم آخر وضح بان الانتحار يختلط به عدد من الأحاسيس منها الانعزال اليأس والاكتئاب ويشعر بألم انفعالي لا يطاق ولا يوجد حل سوى الانتحار. أما المدرسة المعرفية فقد رأت الانتحار برؤيا النفق أو التفكير غير المرن حيث أن الحياة مريعة ولا يوجد حل سوى الانتحار والبعض رأى الانتحار أنه تعبير عن البكاء الرمزي أو للفت الانتباه.
ويوجد للانتحار أسباب عضوية منها الوراثة أو نقص السيروتونين وهناك أسباب اجتماعية فسرها عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم حيث فسر الانتحار بسبب تكسر الروابط الاجتماعية والانعزال، وقد تؤثر عوامل الضغوط النفسية وعدم القدرة على كبحها وخاصة الفقر والبطالة.
لذلك اني أرى في هذه واقعة الانتحار عند النساء عندما يعجز عن التعبير اللغوي او الحركي يؤدي الى خرس فكري في ثقب الذاكرة فيكون الانتحار رسالة تكتبها للآخرين وكما قال الفيلسوف الألماني نوفاليس (ان الفعل الفلسفي الحقيقي هو الانتحار).
هنالك انتحار من نوع اخر هو الانتحار في سبيل الوصول للجنة والحور العين وانهار الخمر نتيجة الكبت العاطفي والتأصيل الخاطئ للدين والفكر التكفيري، والمقدمون على هذا النوع من الانتحار يحملون فى طياتهم رغبة الموت والايمان بضرورته من أجل الوصول إلى أهدافهم ولكنها رغبة غير ظاهرة تماماً و لم يكن شبان القاعدة الذين فجروا أنفسهم فى برجي التجارة العالمية بنيويورك طلائع للانتحار الواعي و لكن سبقهم طياري الكاماكازي اليابانيون فى الحرب العالمية الثانية التي انتهت نهاية مأسوية باستعمال الولايات المتحدة أخطر آلة قتل في تاريخ الانسانية (القنبلة الذرية) في هيروشيما و ناكازاكي. وهذا ما يسمى بالطعنة النرجسية..
هل هنالك اسباب اخرى دكتور غير التي ذكرتها حول الانتحار مثل الاعجاب بالفنانين او الانتحار في سبيل الحب؟
لدينا سبب اخر للانتحار هو الشعور بالنقص او الاحباط العاطفي.... ، وهو شعور ممكن أن يكون واقعياً وخيالياً. و لكن عدم القدرة على تخطي ظروفه يجعل ضحاياه كثيرين و من أشهرهم كليوباترا الأميرة المصرية التي انتحرت عندما سمعت إشاعة عن مقتل أنطونيوس ماركوس حبيبها الذي هزمه أوكتافيوس في معركة أكتيوم فانتحرت بلدغة أفعى ليسبقها هو أيضاً. وان قصة روميوا وجوليت رائعة شكسبير هي تعبير عاطفي عن الانتحار. ومن هنا نرى ان شكسبير شجع الانتحار بطريقة ايمائية فكم من روميو وجوليت مكرر في العالم ؟! وهنالك الانتحار بسبب فقدان الاعجاب بفنان او شخص .
(سامحني يا رب على ما فعلت بنفسي. لم أقو على تحمل هذه الصدمة بوفاة أعز وأغلى ما في الحياة عبد الحليم حافظ، فقد كان النور الذي أضاء حياتي. واليوم.. الخميس كرهت الحياة منذ اللحظة التي قرأت في الصحف وفاته!)
بهذه الرسالة الدامعة أنهت أميمة عبد الوهاب محمد – 21 سنة حياتها، بأن ألقت بنفسها من الطابق السابع في البناية ذاتها التي كان يسكن فيها مطربها المعشوق عبد الحليم حافظ !
وكذلك فان الادمان على ادوية النحافة تزيد من حالات الانتحار.. وقد أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 16% ممن يحاولن الانتحار من مدمنات النحافة ، وتخوفهن من زيادة الوزن الذي يصل إلى حد الرعب مما يدخلهن في حالة اكتئاب تدفعهن للتخلص من الحياة ، وبرغم نحافتهن إلا أنهن يلجأن إلى استخدام أقراص المسهلات أو التقيؤ كما كانت تفعل الأميرة الراحلة ديانا مما يحرم الجسم من العناصر المغذية الضرورية له ويؤدي إلى مشكلات معدية وأمراض في القلب وتدهور حالة الأسنان . وأشار التقرير إلى أن معظم النساء اللاتي يعانين من فقدان الشعر وتوقف الحيض في سن مبكرة واضطراب الغدة الدرقية وما يتبعها من آثار هن من مدمنات النحافة.
ان ازدياد حالات الانتحار للمراهقين تحت سن السادسة عشر حيث سجل في الولايات المتحدة اكثر من ثلاثة ملايين محاولة انتحار مما جعل الرئيس اوباما ان ينشى غرفة طوارئ لمتابعة حالات الانتحار للمراهقين. ويقصد به الانتحار في الفئات العمرية دون 15 سنة وهي حالات نادرة وتكون عفوية لا يوجد فيها تخطيط أو تصميم بل تكون نتيجة تأثر الطفل بالخيال حينما يرى أفلاماً أو يقرأ قصصاً خيالية تشجعه عليه.
وتضمن معلومات مفادها أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً ـ نصفهم من الفتيات ـ فكروا بالانتحار العام2002، وأن حوالي الثلث منهم حاولوا الانتحار فعلاً وتلقوا علاجاً سريعاً في العيادات الطبية النفسية الرسمية.
سؤال دكتور هل الفقر وحده يودي للانتحار بالنسبة للنساء ؟
حتى الاغنياء ينتحرون في بحثهم عن السعادة، فهذه كريستينا أوناسيس، هي ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، الذي يعد من أكبر أثرياء العالم.. ولأن كريستينان وريثته الوحيدة فقد ورثت عن أبيها كل ثروته الهائلة، إلا أن ذلك لم يحقق لها السعادة التي تبحث عنها، فقد تزوجت عدداً من المرات، وكان زواجها الأخير من أحد الشيوعين، حيث سئمت حياة الترف والثروة، وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل متهالك في أحد أحياء موسكو الفقيرة، إلا أن الفشل لاحقها في هذا الزواج أيضاً، ففارقت زوجها بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن وحزن مرضي متصل، ولم تستطع الثروة والمال أن تحقق لها أبسط معاني السعادة الإنسانية، وأقل درجات الرضى والطمأنينة، فقررت الانتحار ووجدت ميتة على أحد السواحل الأرجنتينية، بعدما ابتلعت عدداً كبيراً من الحبوب المنومة، وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين عاماً فقط وهي لم تجد السعادة في الغنى والفقر.
دكتور كيف ترى هذا التعريف الذي تفضلت به على واقع الانتحار عند النساء في العراق؟
على الرغم من أن حوادث الانتحار ترتفع في أعدادها في كل دول العالم، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من مليون شخص ينهون حياتهم انتحاراً في كل عام، أو ما يعادل حالة وفاة واحدة في كل 40 ثانية، لكنها في العراق ذات خصوصية، لاسيما ما يتعلق بمحاولات الانتحار المتكررة لفتيات عراقيات، بسبب الطبيعة المحافظة للمجتمع، والتركيبة الاجتماعية والعشائرية، إضافة إلى القيم الدينية، وكلها عوامل من المفترض أن تكون كوابح لعجلة زيادة حالات الانتحار، لكن مع ذلك كله فإن المؤشرات تدل على أن ظاهرة الانتحار في العراق في تزايد من خلال ما تشير اليه الصحافة الاستقصائية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية حيث سجلت 88 حالة انتحار في قضاء سنجار خلال خمسة اشهر وسجل اكثر من 35 انتحار في الديوانية خلال ستة اشهر مقارنة مع تسع حالات انتحار خلال 13 سنة من الحصار الاقتصادي ولم تكن بغداد بعيدة عن هذه الظاهرة فقد سجل فيها 18 حالة انتحار خلال شهرين اما في اقليم كردستان العراق فتتزايد حالات الانتحار لتشمل الاطفال والرجال والنساء والنسبة الاعلى هي انتحار النساء حرقا في العديد من القرى وحتى في مدن الأقليم وهذا ما سجلته منظمات عالمية مشيرة الى خطورة الارقام العالية في الانتحار . فانا مثلا اسبوعيا استقبل فتاة او فتاتين في الردهة انقذن من محاولة انتحار فاشلة اما عن طريق اخذ جرعة كبيرة من الادوية او عن طريق مبيدات الحشرات والقوارض، وبعد العلاج عندما احيلهن الى مركز الاسناد النفسي ارى العائلة تهرب بهن خارج المستشفى لعدم وجود قوانين تجبر المريض الذي لديه محاولة انتحار على خضوعه للإسناد النفسي لوجود ثقافة خاطئة من وصمة الانتحار ووصمة مراجعة الطبيب النفسي .
هل هنالك لديك احصائيات استقصائية عن الانتحار في العراق عبر اطلاعاتك المعرفية ؟
في العراق نفتقد للإحصائيات الدقيقة لعدد الحالات الانتحارية نتيجة التعتيم الاعلامي والضغوطات العائلية والاجتماعية في تغيير صفة الوفاة مثل السقوط من علو او الحرق او التسمم الدوائي او الكيمائي او حادث سيارة او الغرق.لما يترك الانتحار بصمة عار اجتماعية على عائلة المنتحر ولكن من الاحصائيات الغير رسمية من سجلات الصحافة واحصائيات وزارة الداخلية والطب العدلي ازداد الانتحار في عام 2002 من 420 حالة مسجلة الى 870 حالة انتحار مودية الى الموت اما الحالات المسجلة في المستشفيات فهي تشوبها عدم الدقة والاهمال الاحصائي ولكن تسجل اكثر من 2000 حالة محاولة انتحار في بغداد مسجلة في سنوات 2006-2007.
وفي دراسة اخرى في اقليم كردستان ظهر انه ما بين عام 1991 و2006 ونتيجة لاسباب متعددة اقدمت 4159 امرأة على الانتحار،علماً ان الكثير من النساء اللواتي يقدمن على الانتحار وبسبب الخوف والضغوطات لا يفصحن عن اسباب قدومهن على هذه الطريقة ايضا ويتم فقط ادراج اسباب قدومهن على الانتحار تحت مسميات المشاكل الاجتماعية، الاقتصادية، الشرف ، العادات والتقاليد ..الخ.
عام 1991 اقدمت 39 امرأة،1992 اقدمت 79 إمرأة،1993 اقدمت 128 إمراة،1994 اقدمت 113 إمرأة،1995 اقدمت 153 إمرأة،1996 اقدمت 216 إمرأة،1997 اقدمت 158 إمرأة،1998 اقدمت 377 إمرأة،1999 اقدمت 349 إمرأة،2000 اقدمت 202 إمرأة،2001 اقدمت 236 إمرأة،2002 اقدمت 303 إمرأة،2003 اقدمت 325 إمرأة،2004 اقدمت 831 منها فقدت 200 امرأة لحياتها،2005 اقدمت 300 إمرأة،2006 اقدمت 335 إمرأة على الانتحار.
ان ازدياد حالات الانتحار في الاقليات وخصوصا اليزيدية نتيجة كسر الحاجز الثقافي نتيجة الغزو الفكري والفضائيات والاعلام... وخصوصا بعد انتشار المسلسلات التركية المدبلجة وتغير النمط السلوكي لاختراق المجتمع الثقافي وان ابطال المسلسلات التركية اصبح الشغل الشاغل مؤخرا للكثير من متابعي الشاشة الصغيرة، لاسيما من الشباب، متابعة ما سيحدث لأبطال المسلسلات التركية المدبلجة على شاشات الفضائيات العربية، وتحولت شخصيات مثل نور إلى مهند إلى ميرنا وبانه وخليل وعاصي، والعشق الممنوع ودموع الورد وسنوات الضياع ويبقى الحب وتمضي الأيام وغيرها من الأعمال الدرامية ذات جاذبية كبيرة بالنسبة لهم، وهو أمر أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار وذلك بسبب العزلة الدينية والاجتماعية وبسبب العادات المناطقية في تقسيم المجتمع الى طبقات ثلاث يمنع التزواج بينها مما يؤدي الى عزلة اخرى فبعد الانفتاح الاعلامي بدأت النساء المهمشات في المطالبة بحقوقهن وقبل اسبوع في مدينة واسط انتحر طفل بعمر 9 سنوات على طريقة تقليد شنق احد الممثلين وفي بابل انتحرت فتاة بعد رسوبها في المدرسة وهنالك حوادث كثيرة ولكن هنالك تكتيم وتعتيم اعلامي ومجتمعي. لو هكذا حادثة حدثت في احدى الدول المتقدمة لاستنفرت كل السب المتاحة لدراستها لانها تعبر جرح نازف في فشل المجتمع في احتواء ابنائه.
هنالك معلومة متداولة ان اغلب اسباب الانتحار هي نفسية ماذا تقول دكتور حسب اطلاعاتك العلمية والمعرفية حول الموضوع ؟
أن أسباب الانتحار يمكننا تقسيمها إلى:
- حوالي 35% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان.
- و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية.
ما هي برائيك الحلول الناجعة التي نضعها امام المختصين واصحاب القرار لتقليص حالات الانتحار؟
مما لاشك فيه أن الحياة البشرية لا تستمر مع انعدام الأمل .. ولابد من بعث الأمل دائماً في مختلف المجالات وبشتى الطرق .. ولولا الأمل لما سقطت النملة ثمانين مرة في طلب حبة شعير!!!
اليوم هنالك مسؤولية شراكة مجتمعية وحكومية يجب ان تضع الحلول الفعالة لمكافحة الانتحار.
- وضع إستراتيجية وطنية من مجلس الصحة النفسية وعلماء الاجتماع لدراسات الاسباب ووضع الحلول التي بحاجة الى جهود حكومية ومجتمعية تنم عن تغيير المناهج التي تدعوا الى اليأس والقنوط والعنف وايجاد دور حقيقي للباحث الاجتماعي في التعليم الابتدائي ورياض الاطفال للمساهمة في الحلول التربوية الناجحة لايجاد الرصانة والتحصين الفكري لجيل محبط من العنف والحروب، والاهتمام بالشباب واليافعين وايجاد مراكز مجتمعية لتنمية قدراتهم على التكيف مع الحياة.
- اقرار قوانين العدالة الاجتماعية في تحقيق فرص المساواة بغض النظر عن الجنس والعرق والطائفة وتوفير مستلزمات المعيشة الاساسية.
- الحد من فرص الحصول على وسائل الانتحار (مثل المبيدات والأدوية والأسلحة).
- علاج الأشخاص من ذوي الاضطرابات النفسية (خصوصاً من يعانون الاكتئاب والفصام وإدمان الكحول)؛ والاهتمام بالصحة النفسية ونشر ثقافة الاستشارة النفسية والسلوكية والاجتماعية ورفع الوصمة المجتمعية عن المراجعين.
- متابعة الأشخاص الذين سبق لهم القيام بمحاولات انتحار.
- الإبلاغ عن الانتحار بطريقة مسؤولة في وسائل الإعلام.
- تدريب القائمين على الرعاية الصحية الأولية.
-المراقبة لوسائل الاعلام والشبكة العنكبوتية والفضائيات لبثها مسلسلات وبرامج تشجع على الانتحار ومحاولات تطويقها قضائيا واعلاميا.
واخيرا نسعى لعالم خالي من الانتحار ولنعيش بحلم جديد وامل جديد.
المتزوجات الاكثر انتحارا
وتشير دراسات ان النسبة الاعلى من المنتحرات هن من المتزوجات فتقول سعاد ان جارتها تشاجرت مع زوجها فعلا صوتها علية فأصر على طردها الى بيت اهلها رغم انها اعتذرت له مرارا وقبلت قدميه لكي لا يطردها الى بيت ابيها القاسي وعندما وجدت نفسها محاصرة بين زوج قاس واب اكثر منه قساوة دخلت الى غرفتها واحرقت نفسها لتموت تاركة خلفها ثلاث اطفال .
وهناك نوع اخر في ظاهرة الانتحار في العراق هو انتحار الطالبات بسبب عدم الحصول على معدل يؤهلها لدخول الكلية وسجلت في العراق حالات انتحار اطفال اذ يقول د. رافد الخزاعي ان اكثر من 50 طفل انتحر في العراق ومنها الخوف من الاسرة كالرسوب في المدرسة مثلا او منع الفتاة من اكمال مدرستها.
الدكتورة سناء صاحب الخزرجي استاذة علم الاجتماع تقول : لا توجد لدينا إحصاءات علمية من خلال مراكز دراسات متخصصة في دراسة تفاقم ظاهرة الانتحار في العراق فالدولة مشغولة في الصراع السياسي ولا تعي خطورة هذا الملف على البنية الاجتماعية العراقية . واضافت: ان هذه الارقام قد تكون اقل من الحقيقة بكثير فالمجتمع العراقي يرى وصمة عار في عملية الانتحار وخصوصا انتحار المرأة، اذ غالبا ما يربطها المجتمع بشرفها لذا تتجنب العائلة العراقية الافصاح عن الانتحار فتقول انفجرت المدفئة او احترقت بالفرن لكي تخفي قضية الانتحار.
الذكور اكثر ميلا للانتحار
تقول الدكتورة شيماء عبد العزيز اختصاص علم النفس بأن احد طلاب الدراسات العليا في جامعة بغداد اجرى استطلاعا عن استعداد الشاب للانتحار فوجد ان 18% من الشباب يميلون الى الانتحار وان الذكور اكثر ميلا للانتحار من الشابات وهذه النتائج خطيرة جدا يجب التوقف عندها لدراسة الاسباب والحلول.
دوافع انتحار المرأة
ورغم أن معظم اللواتي يقدمن على الانتحار يعشن حالة من العزلة، وموجات من الكآبة، تؤدي إلى قتل النفس فان الوضع في العراق يختلف بعض الشيء، ذلك أن غالبية النساء المنتحرات أو اللواتي يحاولن الانتحار لا يعانين العزلة، فهن دائماً وسط الأهل والأقرباء، ومن المفترض أن يعوق ذلك محاولات الانتحار
لكن الباحث الاجتماعي احمد الريس يقول إن هذه الفكرة صحيحة، لكن رغم هذا كله، فان المرأة العراقية تعاني ضغوطات اجتماعية ونفسية وهي داخل الأسرة، ويضيف: ما يحدث ليس عملية تراكمية من كآبة وأمراض أخرى تؤدي إلى تقدم متدرج في الإيمان بفكرة الانتحار، بل أن ما يحدث للفتاة العراقية هو لحظة انفجار بعد فترة زمنية تتباين من فتاة إلى أخرى، وهذا الانفجار يقود إلى محاولة الانتحار المفاجئ
العنف الاسري من مسببات الانتحار
الدكتورة فائزة باباخان . ناشطة وقانونية تقول : يعتبر العنف الاسري احد مسببات الانتحار بل يكون المحرض على جريمة الانتحار ولكن كل الجرائم ينال المحرض عقوبة قانونية رادعة عليها الا في جريمة الانتحار بل ان قضية انتحار المرأة.
كُتب على لافتة عزائها : ضحية قسوة المجتمع !
ربما تكون المرة الأولى التي نقرأ بها هكذا عبارة على لافته عزاء امرأة في بغداد، هي سيدة بالثلاثين من العمر تقطن منطقة السيدية، أمٌ لطفلٍ يبلغ الثلاث سنوات من العمر وزوجة لرجلٍ مُدمنٌ على الكحول أذاقها الأمرين فأحرقت نفسها لتتخلص من مشقة العيش بسببه، كان كثيرا ما يضربها ويُذلها ويعنفها وحتى يحبسها في المنزل لأيامٍ دون مؤنه هي وطفلها ولا يسمح لأي أحدٍ بزيارتها أو أن تزور أحداً بدورها..ربما كان ذنبها الوحيد انها احبته يوما ما وتحدّت اهلها لتزوجه وتحقق حلم عيش الحياة الزوجية وتأسيس أسرة لطيفة معه.
صرنا نسمع الكثير عن تلك الحوادث هنا وهناك فإلى متى ستبقى علامة استفهام كبيرة مشنوقةٌ تتدلى من أفواهنا !!
محاولات قتل المدنيّة والتحضر
اليوم بالألفية الثالثة تعد الدولة المدنية ضرورة وبديهية مؤسِسة لأي نظام معيشي وسلوك مجتمع أو أفراد بأي دولة مواكبة للتطور الملموس بجميع المجالات ونتيجة حتمية تم التوصل إليها بعد التجارب والمراحل التي مرت بها المجتمعات البشرية المتنوعة الفكر والعقيدة وباقي جوانب الاختلاف، فالدولة المدنية تقوم على أساس تنظيم قوانين مدنية بظل مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتفق عليها والتي تقوم على التسامح وقبول الآخر والمساواة بين الأفراد لمختلف الجنسين في الحقوق والواجبات، قوانين مدنية بحته بعيدة عن أي فكر عقائدي أو نظم ايدولوجيا لم يعد صالحا للإنسان اليوم ولم يصلح له بالأمس أصلا والتاريخ يشهد بذلك. قيم مدنية أساسها السلوك السلمي اللاعنفي اللاهمجي متحضر خُلقا ونمطا للمعيشة ولعل من ابسط ابسط السلوكيات المدنية بأي مجتمع هي احترام قوانين المرور والحفاظ على النظافة العامة والممتلكات إذ يمكننا على أساس ذلك قياس مدى تفاعل الناس مع القوانين المدنية للدولة واحترامهم لها ولا يمكن تحقيق ذلك بمعزل عن دور الدولة ومراقبة الالتزام بقوانينها. نبذ العنف والطائفية وعدم السماح لأي مفاهيم رجعية بالتحكم بعقول وسلوكيات الأفراد بأي ذريعة كانت أو بأي حجة مهما انتسبت أو تحججت بالأديان على اختلافها فقد أثبتت همجيتها ووحشيتها وبُعدها التام عن الإنسانية بمفاهيمها الحقيقية ومحاولاتها المستمرة بغية الحفاظ على هيبتها وسطوتها على الناس فكرا وسلوكا رصيدا لإمبراطورياتها الفاشية لتكبيل القدرات وجر العقول نحو أنفاقها الظلامية وإبقائها هناك بعيدا عن التفكير والتشكيك العقلي الذي يؤدي للاكتشاف والتحرر ومن ثم التطور والنهوض.
تفعيل المرأة بالدولة المدنية
إن من أهم أهداف الدولة المدنية هو المصلحة العامة لا الفردية أو المقتصرة على شريحة أو فئة ما من المجتمع وهذا يتطلب العمل الجماعي الذي يرجع أساسه لاحترام المقابل والاعتراف به ومنحه حرية التعبير والتصرف ، أن حرية كل فرد يجب أن تكون خطوطها الحمراء المساس بحريات الآخرين أو التعدي عليهم. العمل الجماعي لن يتحقق بتعطيل نسبة كبيرة منه وإبقائها بإنفاق هؤلاء المظلمة، والنسبة هذه تتمثل بالمرأة التي يتم تفعيلها بتوفير الأدوات الحقيقية لها كالتعليم والثقافة والأمن ومنحها حقوقها القانونية المدنية المساوية للرجل بدءا بحقوقها الاقتصادية واستقلالها المادي ودعم كينونتها ودورها بصنع القرار وبناء المجتمع والدولة. لقد كُتب الكثير وقيل الكثير ونظمت ندوات لاقتراح الحلول العملية لكن الغريب أن كل ذلك يُكسر على حجارة التطبيق، وقد نتفق على مقولة هامة وهي أنه لا بد من تحقيق تربية ناشئة على النظر للأنثى نظرة احترام تماما وتكريس مقولة نصف المجتمع عمليا وليس نظريا، كل من وجهة نظره ومن زاوية اشتغاله.
وزيرة مُدجنّة وقرارات رجعية
أثارت التصريحات المبنية على قرارات أصدرتها ما تُحسب علينا وزيرة لشؤون المرأة من خلال بعض اللجان المتفرعة بدوائر الدولة ومؤسساتها التعليمية جُلبة بين أوساط الإعلام والصحافة ومنظمات المجتمع المدني بين معترض ومؤيد، لكنها مثلت عقلية ذكورية ساذجة أكل عليها الدهر، هدفها الأول والأخير قمع المرأة وتأطيرها إنسانيا داخل مغلفات يقال عنها دينية مبنية على عادات وتقاليد المجتمع الصحراوي طبعا. إن هذه المواقف وغيرها هي السكاكين التي تقف بخاصرة التقدم والتطور الحضاري للمجتمع اجمع حفاظا على هيبة وسطوة الجهات التي تقف خلفها بديهيا والتي تعارض وبشدة قيام الدولة المدنية كونها تسلبها ما تمتعت به طوال عقود مضت وتسحب بساط الولاء والإتباع الأعمى من تحت أقدام قادتها.
" إن مصطلح الدولة المدنية مصطلح حادث، ويطلق في مقابل الدولة العسكرية أي التي يحكمها العسكر ، وهي على هذا تطلق عند من يستعملها على الدولة التي يحكمها غير العسكر ، ويغلب إطلاقها على الدولة التي تحكمها فئة منتخبة من قبل الشعب أي بالنظام الديمقراطي . ومن المعلوم أن الدولة في الإسلام تقوم على أسس ومبادئ خاصة تختلف فيها تماما عن النظام الديمقراطي وإن كان كل من النظامين الإسلامي والديمقراطي قد يجتمعان في بعض الأمور، وبسبب هذا الاختلاف ينبغي الحذر من إطلاق مثل هذه الألفاظ لئلا يلتبس الحق بالباطل" 1.
".....والذي نراه اليوم من أمور يحكم عليها بأنها ثقافة وحضارة ما هي إلا رجعية وتخلف، لأن مصدرها زبالات أفكار لقوم لا يقيمون لشرع الله وزنا، ولا يرفعون به رأساً، فأصبح عند هؤلاء الغناء والمعازف والرقص والتمثيل، ودراسة أفكار دارون، وفرويد، وديكارت كل هذا من الثقافة، وهذه أصدق ما يطلق عليها من لفظ هو كونها (سخافة) وسفه عقول، ويوم انخدع المسلمون بها، وساروا وراء سرابها، كانوا على الحال الذي نراه اليوم من الضعف والذل والهوان، و في آية قرآنية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ- آل عمران:149. فعلم بذلك أن ثقافة المسلم إنما تستمد من المنبع الصافي، الكتاب والسنة اللذين أصلهما وحي الله: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ- الملك:14 . ويوم كان هذا مصدر ثقافة الأمة عزت وسادت، ونصرت ومكن لها وأذل الله أعداءها."2
أن مثل تلك القرارات –كما سنبين أدناه- تُعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان يعتمد ترهيبه وتقييد حريته فعندما تتشكل لجان ويخصص مبالغ من ميزانية دولة ما تزال طور الإعمار بعد حروب وخراب طال جميع مؤسساتها من اجل إصدار قرار أو أكثر يستهدف النساء لتقييد حرية الملبس وتضييع الوقت والطاقات في سبيله هو إجراء ساذج، وكلنا نعلم إنها ليست مسألة ملبس فحسب بل تتعداها للفكر والسلوك فحين تُرغم هذه النسوة على الالتزام بزيّ ينسبها لأيدلوجية معينة لا تحترم المرأة ولا تؤمن بتحررها أو تمنحها حقوقها بل حتى تستعبدها إنما ذلك أول الخيط لإحباطها وتقييدها وسجنها بنظمهم وأفكارهم الرجعية البالية . وإنما هو ضحكٌ على الذقون يشغل الجميع بدائرة مفرغه عن ممارساتهم الغير مشروعة والإجرامية وتقصيرهم نحو الناس الذين لولاهم ما شغلوا تلك المناصب فكافئوهم بالضحك عليهم وسرقتهم وتقتيلهم والتسبب لهم بالكثير من الويلات والمصائب.
إن وزيرة كهذه وأي شخص على شاكلتها من شأنه أن يدمر المجتمع لا أن ينهض به بسبب تخلفها ورجعيتها وعدم وضع الأمور بنصابها الصحيح؛ أين هي وزارة شؤون المرأة من : " أكثر من 5. 1 مليون مطلقة وثلاث ملايين أرملة ونحو أربعة ملايين امرأة يجهلن القراءة والكتابة" ؟ 3 حيث:" إن الوزيرة لا تمتلك إحصائيات دقيقة عن عدد الأرامل والمطلقات والمعنفات من النساء" وهي ما زالت (بصدد) الوصول لمعرفة ذلك؟؟!؟
وأين هي من " التقارير الصادرة من وزارة الداخلية والتي تشير إلى أن هناك (987) امرأة عراقية انتحرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية... وهناك تقرير يشير إلى أن أعلى حالات الانتحار سجلت في أربيل وأدناها في دهوك والمناطق الريفية، منهن (239) امرأة أحرقت نفسها في أربيل وتتراوح أعمارهن من 17 إلى 30 عاماً... و أن اغلب حالات الانتحار تعود إلى أسباب نفسية وعنف اسري، وأن 80 % من عمليات الانتحار نفذت عن طريق رش النفط الأبيض على أجسادهن ومن ثم إشعال أنفسهن به "؟؟ 4
هناك آثار كبيرة تشير للتعدي على الحريات الخاصة والعامة لوحظت في الجامعات والكليات وصلت لحد فرض الحجاب الإسلامي مع الزيّ وإلا فان الطالبة التي ترفض الانصياع لتلك الأوامر سوف لن يسمح لها الدخول إلى الجامعة، وهذا يُعد مساسآ مباشرا بالحريات العامة وانتهاكا لها تلك التي –من المفروض- أن يكفلها الدستور العراقي ، وبالرغم من تأكيد الكثير من الطلبة والطالبات على وجود مثل هذه التوجيهات من خلال ما حدث بالكلية التقنية ببغداد – على سبيل المثال لا الحصر- حيث دعا الطلبة لإقالة عميد كلية الإدارة التقنية (جمال الدباغ) و احتجاجات ومطالب أخرى على شاكلتها حدثت بجامعة كركوك على خلفية ذات الانتهاكات بحق حرية الطلبة لدرجة عزل الفتيات عن الشبان في الكافتريات والمحاضرات وعدم إيجاز وجودهما معاً إلا بعقد زواج وهو ما يعد منافيا ً للقانون وبنود الدستور. إلا أن وزارة التعليم العالي نفت إصدارها أي توجيه بهذا الصدد.
إنما نطالب بإقالة هذه التي تُحتسب علينا وزيرة فهي لا تمثل أي أنثى ولا تتعدى كونها أداة يتم التحكم بها بواسطة أحد أزرار لوحة تحكم عملاقة تحوي الكثير من الأزرار، هي لا تتعدى كونها ديكورا يُقنع السُذّج من الناس بأن من تمثله يؤمن بحرية المرأة ودورها الفعال بينما هي ليست سوى ببغاء تُردد ما يُملى عليها هي وباقي الديكورات المُلتحفة حولها!!
يُحكى أن :
المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على : أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير , ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل , واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية .
أما عن الدستور العراقي (لن اعتمده حجة أبدا لاحتوائه الكثير من الفقرات الخاطئة والمُنصبة لصالح البعض دونا عن البقية) لكني سأقتبس منه بعض المواد –لانه محسوب علينا- :
المادة 17:
أولاً :ـ لكل فردٍ الحق في الخصوصية الشخصية، بما لا يتنافى مع حقوق الآخرين، والآداب العامة.
المادة 37:
أولاً :ـ
أ ـ حرية الإنسان وكرامته مصونةٌ.
ج ـ يحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقاً للقانون.
ثانياً :ـ تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني.
في العراق فقط: مظهرك وميولك الجنسية يمكن أن تؤدي لرجمك حتى الموت وتهشيم رأسك
وما زالت الحملة الوحشية التي استهدفت المثليين سابقا في العراق مستمرة منذ بدايتها بعام 2009 حين قامت الميليشيات بممارسة أشد أنواع التعذيب بحقهم وقتلهم بطرق بشعة كـ (إغلاق مؤخراتهم بالصمغ الايراني: وهي مادة لاصقة تؤدي للصق الجلد ببعضه بحيث لا يمكن فتحه إلا بعملية جراحية، وبعد الإغلاق يتم إعطاؤهم مادة مسهلة لشربها ويحصل إسهال بلا وجود منفذ، وهذا يؤدي للموت) والتمثيل بهم ، بعد نشر قوائم تحمل أسمائهم وتحوي عبارة: (سنقوم بالقصاص منكم أيها الفاجرون). وها هم يعيدون الكرّة الآن إذ يتبنى ذلك ميلشيات دينية تتخذ ذريعة الأمر بالمعروف وتنظيف المجتمع تبريرا لجرائمها الوحشية بحق هؤلاء، حيث قاموا هذه المرة بشمل (الإيمو) مع المثليين بل وتعدى الأمر واختلط على كل شاب وشابه يرتدي زيّ عصري أو له تقليعة شعر أو يتزين بإكسسوارات يعدونها غريبة على المجتمع التقليدي، حيث قاموا بنشر قوائم تشمل العديد من الأسماء وتحمل لهجة وعيد وتهديد بالتعذيب والقتل؛ وفعلا تم تعذيب وقتل الكثير من الأبرياء نسبة لزيهم العصري ومظهرهم أو ميولهم الجنسية بطريقة وحشية جدا وهمجية كانت بين الرجم حد الموت وتهشيم رؤوسهم بـ (بلوكة) طابوقة كونكريتية أو دفعهم للسقوط من بنايات عالية وسط تعالي فتاوى تؤيد ذلك وأخرى تحرمه، وكانت تلك الحملة مبنية على أساس صدور أمر عن وزارة الداخلية وفقا للأمر المنشور بموقعها الرسمي (الذي حُذف فيما بعد) بظل التصعيدات والهجمات التي شنتها وسائل الإعلام المحلية والدولية والضغوط التي مارستها المنظمات المحلية والدولية التي قادت حملة للتصدي لهذه الجرائم وإيقافها ، إن حملة قتل هؤلاء الشباب وتعذيبهم والتمثيل بهم إنما هي أحد محاولات ترهيب المواطن فردا ومجتمعا للسيطرة عليه وهي وجه آخر لا يختلف عما مورس بحق الطلبة بدءا بتصريحات الوزيرة وقرارات لجنة النهوض بالمرأة وممارسات الأفراد أو الجهات بحق الطالبات بالجامعات والمعاهد العراقية ، إن كل هذا كان لعبة متقنه رخيصة جبانة لُعبت كالغميضة تناقضت فيها تصريحات المسؤلين الصغار وسط صمت المسؤلين الكبار المباشرين بين الإدلاء بالتصريح ومن ثم سحبه أو إنكاره، والتعتيم الذي صاحب ذلك وإخفاء الأدلة كالجثث وبعض الكتب الرسمية ووثائق الطب العدلي وحشد وتحريض الرأي العام ضد الشباب المساكين الذين لا ذنب لهم يستحق ارتكاب تلك الجرائم بحقهم، وليس هناك أي إنسان عاقل يوافق على هكذا ممارسات بحق أيا كان وتحت أي ذريعة فكيف بتعذيب وقتل أولاد وبنات تراوحت أعمارهم بين الـ 13 و 20 عام فقط لأنه يرتدي قرطا بإذنه أو شعره طويل أو يرتدي بنطالا ضيّقا ؟!؟
إن الشباب هم ركيزة بناء المجتمع وغده المشرق، وعوضا عن ترهيبهم وقمعهم وتقتيلهم كان الأحرى احتضانهم ورعايتهم وتوفير لهم مؤسسات وأنظمة ترفيهية، رياضية وثقافية تسهم في صقل شخصية الفرد منهم وتمكينه ليغدو أداة فاعلة بالمجتمع فينهض به وبذاته، لكنهم انشغلوا عن هموم الشباب الحقيقية ومشاكلهم والتي يمكننا عدّ أن من أهم مقومات حياته بتلك المرحلة من عمره هي التعليم وتوفير فرص عمل ناهيك عن توفير الأمن والاستقرار مثله مثل أي مواطن عراقي له حق على هذه الحكومة (المنتخبة) والتي تقف عاجزة أو متفرجة بينما يضيع شبابنا أو يُضطهد أو يُقتل.
عجبي على حكومة تثبت يوما بعد يوم عن عجزها على إدارة الدولة وتنظيم حياة المجتمع تاركة الإرهابيين وفرق الموت والميلشيات وحتى دول الجوار تعبث بحياة ومصائر أبناء شعبها . ربما لم يكن عجزا أكثر منه سكوتا وتأييدا.
الوثائق المرفقة:
- كتاب صادر عن اللجنة الوطنية العليا للنهوض بالمرأة العراقية تحت عنوان/ توصيات اللجنة، موجهه إلى وزارة النفط/ شركة المنتوجات النفطية/ شعبة الإعلام ، بتاريخ 18:12:2011 والذي يؤكد كتاب سابق الإصدار معطوف على الأمانة العامة لمجلس الوزراء ينص على ضرورة التزام الموظفات بالزيّ الرسمي وعدم ارتداء الملابس المدرجة تفاصيلها أدناه:
يمنع ارتداء: (البديات الضيقة والتنورات القصيرة، البنطلونات الضيقة والستريجات والفساتين الواضحة المعالم، الأحذية الخفيفة الشحاطات، القمصان المبهرجة الألوان واللماعة).
- تعليمات الزيّ الموحد المنشور بلوحة إعلانات جامعة البصرة/ كلية الآداب/قسم الترجمة 2012 والذي ينص على:
منع ارتداء : (البنطلون بالنسبة للإناث ويشمل الجينز والستريج والقماش، التنورة القصيرة وكذلك البوت الطويل والحذاء الصيفي الطويل، اللبس الضيق بكافة انواعه سواء كان قميصا أم تنورة ام بنطلون، البنطلون الجينز المملوء بالجعب والسحابات والأزرار والقماش الممزق وكذلك القميص ذو الربع كم .)
يكون لون الحجاب (للإناث) والزيّ الموحد (عموما) حسب الألوان الواردة في الوزارة حصرا: (القميص الأبيض + البنطلون أو التنورة الرصاصي + السترة النيلي، القميص الرصاصي + البنطلون أو التنورة النيلي + السترة النيلي، القميص البيجي + البنطلون أو التنورة البيجي + السترة الجوزي)
-كتاب صادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/ جهاز الاشراف والتقويم التربوي/ قسم الإشراف التربوي بتاريخ 08:02:2012 معنون بـ (ظاهرة الايمو) وموجهه الجامعات كافة مشيرا لكتاب سابق صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء بشأن الالتزام بأوامر الزي الموحد للطلبة وبما يلائم الذوق العام والحفاظ على مظاهر الحشمة والوقار تنسب الإيعاز بعدم السماح للطلبة لارتداء الملابس المخلة بالآداب العامة داخل الحرم الجامعي وان يأخذ الإرشاد التربوي في الكليات والمعاهد دوره تجاه الطلبة ومتابعة شؤونهم من اجل تخريج جيل واعٍ قادر على مواجهه الغزو الثقافي.
- قوائم تشمل أسماء شباب عراقيين (يقال إنهم إيمو ومثليين) وزعت بمدن مختلفة من العراق تحمل لهجة تهديد ووعيد بالقتل وإنزال العقاب بأقسى الصور والأشكال .
1- فتوى: الدولة المدنية في ميزان الإسلام رقم: 77538 ، عن موقع اسلام ويب
2- فتوى: يحكم على الثقافة بميزان الشرع رقم: 32376 عن موقع إسلام ويب
3- عن وزارة الشؤون الاجتماعية
4- تصريحات الوزيرة نفسها
لتحميل الوثائق الرجاء الضغط على الرابط
الانعكاسات السلبية للطلاق على المرأة والطفل
أحلام العبيدي
كثرت حالات الطلاق وبالأخص في السنوات الاخيرة في مجتمعا وهذه حاله من الحالات ذات المردود السلبي على المرأة والطفل بالذات دون الرجال فالنساء هن المبتليات اولا واخرا بالمردودات السلبية لهذه الحالة فنظرة المجتمع اليوم والذي بات يعيش فيه كثير من متخلفي العقول فالنظرة للمرأة المطلقة نظرة سيئة ليس فيها اي انسانية ولااحترام وهذها ماتعانيه غالبية النساء المطلقات وباتت كثير من النساء يرضخن للعنف الرجل واضطهاده خوفا من الطلاق ونظرة المجتمع لهن وهذا من اشد انواع العنف المستعمل ضد المرأة فهنا سيكون وضعها اشبه بالعبدة الاسيرة المقيدة بقيود الزوج الجلاد والمجتمع الغير متفهم ان للطلاق اسباب عديدة وكثيرة فالزواج المبكر هو احد الاسباب الرئيسه للطلاق فالزواج المبكر ينتهي أولا وآخرا بالانفصال لعدم النضوج الفكري والعقلي والثقافي بل وحتى عدم نضوج المشاعر نفسها بين الطرفين كما ان هناك بعض العوائل يشجعون الطلاق للاستفادة من مهور بناتهن فالمهر الؤخر يستلمه الاب او الاخ اوالعم فالمرأة بنظرهم كالسلعه تباع وتشتري كما يحلو لهم وهذاعين الغبن لحقوق المرأة كذلك انمن اسباب الطلاق العنف المستعمل من قبل الرجل واضطهاده لحرية الزوجة كمنعها من ممارسة حقوقها الدراسية وحق ممارسة العمل وهذا ما يجبر الزوجة على الطلاق لكسر قيد الزوج السجان ان كل هذه الاسباب وتلك بالتالي تنعكس سلبيا على الاطفال الذين يعيشون حالة غير متوازنة وضياع لايعرفون الى اين سؤدي بهم ولربما سيؤدي بهم الى هاوية لايمكن الخروج منها ابدأ لذلك يجب القيام بحملات توعية للمرأة والرجل في نفس الوقت توعية تامة من الناحية الاجتماعية والثقافية والاخلاقية والوجدانية وان يفهم المجتمع ككل بان المرأة المطلقة امرأة طبيعية لاعيب فيها ابدأ حالها حال اي امرأة اخرئ فهناك كثير من الرجال لايودون الزواج من مطلقة ويترددون في ذلك لاسباب لايعرف الرجل نفسه دائما بسبب تقاليد وعادات طبعت في مخيلة لايمكن له مسحها ابدأ فعلى الرجل ان يعيد النظر في تفكيره ويمسح كل الشؤائب كي يسود الحب والسلام والتفاهم في المجتمع كي يعيش الجميع بسعادة ورفاه .
حول وصول الاسلاميين الى الحكم في مصر: اختطاف الثورة من الثوّار التحرريين
استمع العالم اجمع الى الكلمات المضطربة للمستشار فاروق سلطان المكلّف باعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر يوم 24 حزيران، بينما كان يلّم بكل خلفيات ودواخل ومخالفات صناديق الاقتراح، ويخوض بتفاصيل دقيقة لدرجة انها صعبة التصديق، وكأنه يحاول بها اثبات نزاهة من ليست له سابقة في النزاهة؛ مدركا ان وطأة كلماته قد تقود الى ما لا يقل عن حرب شعبية، حرب تبدأ من ساحة التحرير مما جعلهم ينشرون الآلاف من قوات الأمن والجيش بل وحتى الطائرات الحربية حول مبنى وزارة الداخلية، وكذلك مبنى وزارة المالية تحسبا من فوضى تتسبب باجتياح لها.
ينظر البعض الى هذه الانتخابات وكأنها النتيجة المرتجاة من ثورة ساحة التحرير، ولذا يُصابون بخيبة أمل واحباط سياسي عندما يرون ان الشوط الاخير منها لم يكن بين مرشحي ثوار ساحة التحرير، بل هي مابين القوى المضادة للثورة، سواء ممثل النظام القديم-مرشح العسكر احمد شفيق، ومرشح جماعة الاخوان المسلمين الذين امتطوا موجة الثورة بعد ان خانوها مرارا وتكرارا، ليقطفوا ثمار المعارك التي خاضها الثوار من الذين قاتلوا وقتلوا من اجل حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وبالرغم من الضربة الاستباقية للمجلس الاعلى للقوات المسلحة والتي حُل البرلمان بمقتضاها – والذي كان باكثرية من جماعة الاخوان المسلمين- وكذلك الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية؛ الا ان النتيجة اتت وفق سوأ التوقعات، وأُعلن محمد مرسي اول رئيس اسلامي لجمهورية مصر العربية. وقد يكون المجلس الاعلى للقوات المسلحة قد قرر التلاعب بنتائج الانتخابات في الساعات الاخيرة لكي يتجنب الصدام مع الآلاف من عناصر الاخوان المسلمين المنتشرين في ساحة التحرير والمهددين ببدء حرب في حال عدم اعطائها لمرشحهم.
وبذا استلمت مئات الملايين من الجماهير في العالم العربي والشرق اوسطي الخبر الكارثي لنمو عقدة سرطانية جديدة في اكبر بلد عربي، بعد ان ظهرت العقد السرطانية السابقة في تونس وليبيا ما بعد الثورات. وتظل السابقة الأولى لوصول الاسلاميين عن طريق تغيير سياسي في ايران بعد ان حلت كارثة الجمهورية الاسلامية قبل عقود والتي اتت ايضا من خلال اختطاف الثورة من اصحابها التحرريين والعمال. ودأبت هذه الجمهورية على تسميم بلدان كثيرة محيطة بها وبشكل طائفي منها العراق ولبنان والان تستقتل في الدفاع عن نظام الاسد البعثي العلوي في سوريا. وطبعا ان القطب الثاني للتسمم الاسلامي والطائفي يكمن في المملكة العربية السعودية صاحبة أسوأ نظام اقتصادي واجتماعي ومنافٍ لحقوق الانسان في العالم اجمع. اذ ان الطبقة الحاكمة ترى نفسها ممثلا مباشراللآلهة، وتستعمل تسميات (خادم الحرمين الشريفين) وتفرض من خلال ذلك وصاية على كل من اعتنق الدين الاسلامي.
في مشهد مثقل بالجمهوريات والمملكات والثورات الاسلامية؛ لم يكن العالم العربي المثقل بتلك الجراح والعقد السرطانية في حاجة لخبر من قبيل وصول مرسي الى سدة الرئاسة. تظل المواساة الوحيدة كون العسكر قد هيئوا من الوثائق الدستورية المؤامراتية مما لم يترك للاخوان المسلمين المجال لكثير من التحرك.
بعد ان اصيبت ادارة البيت الابيض بالهلع من الثورة المصرية لخسارتها اكبر حليف في المنطقة، لم يتناسى المرشح الاسلامي ان يطمئنها بالوعود خلال حملته الانتخابية، بانه سيكون وفيا في الحفاظ على نظام رأسمالي تابع في خلال فترة رئاسته المقبلة مما سيستمر باثقال البلد بديون قادمة مما يستحيل تسديده في المستقبل القريب. ولم يكترث ان يقدم التفسيرات المقنعة للمواطن المصري الجائع بكيفية توفير الطعام والسكن والخدمات له في نظام يعتاش على الديون الخارجية المحمّلة بفوائد مخيفة. كان جل اهتمام الاخوان المسلمين وبعد ما يقرب من قرنٍ على نشائتهم ان يتشاركوا مع النخبة السياسية المسيطرة في نهب موارد المجتمع وثرواته والابقاء على نظام اقتصادي يزيد العامل فقرا ويتخم البرجوازي ويمنحه بعضا من السلطات السياسية وخاصة اذا كان اسلاميا يصفق لمرشح الاخوان محمد مرسي ويدعمه.
وكما هي العادة في مرشحي التىجوازيين، يتقول كلاما مثاليا هو اقرب الى الكذب بانه رئيس لكل المصريين وانه لديه نائبا من الاقباط وامرأة ضمن كابينته. ولا يتفوه بكلمة حول انهاء حالة اللامساواة وتحقيق الحريات والتي من اجلها اشتعلت الثورة من ساحة التحرير. كما وانه قبل بكل شروط المجلس العسكري ولا يزال منقادا لهم وبالرغم من كونهم ممثلي النظام السابق. اما من ناحية الحريات العامة وبالذات حرية المرأة، لعل اكبر انجاز للاخوان في مرحلة ما بعد الثورة هو انهم جعلوا الحد الادنى لعمر زواج الانثى 14 عاما، واضفوا بذلك الشرعية الاسلامية على اغتصاب الطفلات من قبل الرجال، وهو هوس يمتاز به السلفيون والمتطرفون في وحشيتهم والتي تحتاج الى غطاء ديني لابقاء هؤلاء المجرمين احرار طليقين في المجتمع. هو هذا رئيس كل المصريين المستغلين للمرأة، المستغلين للطفولة، والمستغلين للطبقة العاملة على حساب اغناء برجوازيتهم.
والأنكى من كل ذلك هو ان بعضا من اليسار المصري من الاشتراكيين والشيوعيين اعتقدوا انهم بتصويتهم لمرسي يقتصّون من رموز النظام السابق، متناسين مدى الاجرام الذي يأتي به الاسلاميون مما يدمّر حياة اجيال قادمة من الأناث والشباب والاغلبية العاملة والمعطلة عن العمل، ممن سيفرض عليهم الجوع وانعدام السكن والحقوق الاقتصادية.
ان غسيل الأدمغة الذي قامت به الحكومات المتعاقبة منذ زمن محمد نجيب، والسادات، وناصر، ومبارك ولغاية الآن والذي حرص على بناء صرح للمقدسات اولها الدين وثانيها الجيش، كان العدو الأكبر للجماهير الثائرة في ساحة التحرير، والتي لم تتوقع ان يتظافر هذان العدوّان، ويمسك احدهما بيد الآخر لكي يضبط الخناق حول ساحة التحرير، ويسعى عاى الابقاء على كل ما كرسّه النظام السابق من لامساواة اقتصادية واجتماعية واستبداد. والفرق الوحيد هنا، ان الجماهير ستخسر المزيد من الحريات العامة وأولها حرية المرأة والشباب والاطفال.
تعازينا الحارة لجماهير مصر ونساء مصر التحرريات. لدينا أمل كبير بان تكون هذه الصفعة خافزاً لشوط جديد من الثورة، ولكن هذه المرة دون الانخداع باي من المقدسات التي فرضتها عليكم الحقبة السابقة.
نعم لحرية الانسان ومساواته.
عاشت الثورة المصرية.
ينار محمد
العراق: مختبر الإسلام السياسي الجديد / إيران: 30 عاما من الثورة: 30% من الملحدين!
العفيف الأخضر
منذ الآن، على مؤرخي صعود وأفول الإسلام السياسي أن يتخذوا من إيران مختبراً لتحليل ورصد مصائر الإسلام السياسي الذي جعل من أساسيات مشروعه الديني- السياسي استئصال الحداثة الغربية من أرض الإسلام ليزرع على أنقاضها "الحداثة الإسلامية" بما هي "إعادة الخلافة والتطبيق الكامل للشريعة".
الثورة الإيرانية، كأول ثورة ظافرة في تاريخ الإسلام السياسي الحديث، نموذجية في محاربتها المدروسة للحداثة. فقد هيأت جميع التدابير واتخذت جميع الاحتياطات الضرورية لاجتثاث الحداثة الغربية بسد المنافذ التي يمكن أن تتسلل منها إلى وعي الإيرانيين وأسلوب حياتهم. بما أن المؤسسة المدرسية هي وسيلة أساسية لإعادة صياغة وعي الأجيال الجديدة، فقد بادرت القيادة الإسلامية إلى إغلاقها لمدة سنتين لأسلمة المناهج والكادر المدرسي لتأثيث الوعي الجمعي بالأحكام الشرعية والرؤية الإسلامية للعالم. طردت حوالي 40 ألف مدرس وجامعي من المشكوك في ولائهم للمشروع الإسلامي، أوقفت إرسال البعثات للجامعات الغربية ومنعت الطلبة من الالتحاق بها. و"حرصاً على الفضيلة"، ألغت الاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات. كما شكلت ميليشيات رجالية ونسائية لفرض السلوك الإسلامي في الشارع، وحظرت السفور : يعاقب القانون الإسلامي من "تسيء ارتداء الحجاب" بـ 15 يوماً سجناً أو75 جلدة، وفرضت على النساء اللون الأسود كحداد دائم على الأئمة، وعلى غيبة الإمام الـ 12، ورجمت حوالي ألفي امرأة…
بالمثل تمت أسلمة الإعلام، هذه الجامعة بلا جدران الضرورية لإعادة صياغة الشعور واللاشعور الجمعيين. منعت الصحافة الغربية وكذلك الدِش (الأطباق اللاقطة) لمنع مشاهدة الفضائيات العالمية، وحظرت استيراد الأفلام الأجنبية….
حقيقة واحدة فاتت قيادات الإسلام السياسي، سواء في السودان حيث يقضي القانون الإسلامي بالجلد على كل امرأة لا ترتدي الزي الإسلامي، أو في غزة حيث أصدرت الشهر الماضي قانوناً إسلامياً يعطي للشرطة – دائماً حرصاً على الفضيلة – الحق في "تفقد الأماكن الخاصة والعامة لمنع الاختلاط والسفور الفاضح" وعرض المناظر المثيرة للشهوات مثل العرائس البلاستيكية، وفرض الحجاب على المحاميات… أو في إيران، حيث كل تعبير حر عن غرائز الحياة يُعاقب بالسجن والجلد والرجم، هي حقيقة "روح الحقبة" التي تعلو ولا يُعلى عليها. الحداثة التي حاولوا سد منافذها بالحدود الشرعية الفتاكة، تسللت إليهم من حيث لا يحتسبون. المحامية السودانية المهددة بـ 40 جلدة رفضت عفو الرئيس السوداني عنها وهي مصرّة على حضور المحكمة بالبنطلون الذي يجرمه القانون الإسلامي ودعت السودانيين إلى مشاهدة حفلة جلدها بعد صدور الحكم عليها… مطلبها الوحيد هو إلغاء هذا القانون الإسلامي. نقابة المحامين ولجنة حقوق الإنسان والإعلاميون والمثقفون في غزة أدانوا قانون حماس الاسلامي التفتيشي. أما في إيران فحدث عن مقاومة الشريعة ولا حرج. قبل منع الاختلاط في المدارس والجامعات كان الشباب المدرسي والجامعي لا يمارس الجنس إلا بعد 3 شهور من التعارف في المتوسط. أما بعد منع الاختلاط فأصبح يمارسه منذ اللقاء الأول. في عهد الشاه كان معدل البغاء في إيران أقل بكثير من المعدلات العالمية. أما بعد فرض الحدود الشرعية العتيقة فقد تحولت إيران، بشهادة صحافتها، إلى ماخور بلا جدران تُمارس فيه كل ألوان "الرذيلة" تحت سمع وبصر ميلشيات "الفضيلة"! يرفض سائقو التاكسي التوقف لنقل رجال الدين، ومنذ السنوات 1990 لم يعد اسما علي والحسين شائعين بين المواليد الجدد. فقد عُوضا باسمين وثنيين : داريوش [اسم لملوك الأسرة الإخمينية] وأراش [البطل الأسطوري الذي رسم حدود إيران بأربع حجرات رماها في الاتجاهات الأربعة]. محاربة لهذه العودة إلى الأسماء ما قبل الإسلامية، أصدرت الجمهورية الإسلامية قانوناً يمنع تسجيل الأسماء غير الإسلامية! تركت غالبية المؤمنين خاصة في المدن شعائر الإسلام. الجامع الذي كان يصلى فيه، في عهد الشاه، بين 3 و5 آلاف مصل لم يعد يصلي فيه إلا 15 صلاة الصبح و25 صلاة الظهر. ولأول مرة عرفت إيران ظاهرة الجوامع والمساجد الفارغة من المصلين. سنة 2000 كشف نائب رئيس بلدية طهران، حجة الإسلام علي زم، في تقرير البلدية السنوي أن 75% من الشعب و 86% من الطلبة تركوا الصلاة. رداً على هذا الترك الجماعي لـ"عماد الدين" رصدت الجمهورية الإسلامية شهر أكتوبر من كل عام للحث على الصلاة. في ختام ولايته، اعترف الرئيس خاتمي للسفير الألماني بأن نسبة من يصومون رمضان هي 2% فقط وكانت في عهد الشاه أكثر من 80%. في مارس الماضي، أجرت المستشرقة الفرنسية ، مارتين غوزلان، تحقيقاً عن الثورة الإسلامية نشرته الأسبوعية الفرنسية "ماريان" عنوانه الفرعي "30 عاماً من الثورة الإسلامية: 30% من الملحدين"! النسبة هائلة في مجتمع إسلامي شبه تقليدي خاصة، إذا علمنا أن 25% فقط من الأوربيين يقولون أنهم لا دين لهم و6% فقط يقولون أنهم "ملحدون مقتنعون". ألا يحق لرئيس "اتحاد الملحدين بفرنسا" أن يصرخ مبتهجاً: "مرحباً بالثورة الإسلامية حتى في فرنسا" حيث نسبة الملحدين أقل بكثير منها في الجمهورية الإسلامية!
فمن الذي هزم مشروع الإسلام السياسي؟ ليس قطعاً المخابرات البريطانية ولا المخابرات الأميركية بل هو "الجنرال" حداثة أبو السلاح الضارب، ثورة الاتصالات، التي قضت على قابلية المجتمعات المغلقة للحياة. الإسلام السياسي بمشروعه المضاد للحداثة، لا يملك مجتمعاً بديلاً لمجتمعه الإسلامي المغلق تعريفاً إلا إذا غير طبيعته، أي تخلى عن الشريعة بما هي الولاء والبراء أي كراهية الكفار ومن يتحالف معهم من المسلمين، و"الجهاد إلى قيام الساعة" وتطبيق للحدود الشرعية…، كما فعل حزب العدالة والتنمية التركي الذي لم يعد من الممكن سياسياً وسوسيولوجياً تصنيفه في الإسلام السياسي الذي تجاوزه بتحقيق 3 انتقالات حاسمة: انتقال من الشريعة إلى القانون الوضعي بإلغاء عقوبة الإعدام والزنا وإعطاء المسلم الحق في تغيير دينه؛ والانتقال من الجهاد، لتحرير فلسطين، إلى فاعل متحمس للسلام العربي الإسرائيلي؛ وأخيراً الانتقال من وسواس وحدة الأمة بما هي"جسد واحد" إلى بداية اعتراف واعدة بالأقليات بدءاً بالأقلية الكردية بإنشاء تليفزيون يبث بالكردية وتعليم اللغة والأدب الكرديين لأول مرة في الجامعة. وهكذا انتقل حزب أوردوغان من الإسلام السياسي، المتموقع في أقصى يمين المسرح السياسي، إلى وسط اليمين، الوحيد المقبول اليوم سياسياً. مثلما انتقلت أنظمة ومنظمات أقصى اليسار الأمريكية اللاتينية إلى وسط اليسار الوحيد القابل للحياة سياسياً. ومنذ الآن غدا انتقال حزب العدالة والتنمية إلي وسط اليمين مقياساً لانتقال أنظمة وتنظيمات الإسلام السياسي الأخرى إلى ذات الموقع إذا وعت ضرورة إنقاذ نفسها من السقوط بحروب داخلية أوخارجية أو بقائها كتنظيمات على الهامش.
ثورة الاتصالات تحمل لشباب ونساء مجتمعات الإسلام السياسي المغلقة تثقيفاً ذاتياً مضاداً للثقافة الشرعية المفروضة عليهم، وإعلاماً مضاداً للإعلام الإسلامي الرسمي الفاقد للمصداقية. وهكذا أطاحت بالتعليم والإعلام اللذين أراد بهما الإسلام السياسي تطويع الوعي الجمعي لسيطرته الإيديولوجية. ثورة الاتصالات جعلت بكل بساطة بقاء المجتمعات المغلقة على الحداثة وتيارات العولمة استحالة في القرن الحادي والعشرين. إذ انها جعلت البشرية تعيش في بيت من زجاج لا تخفي فيه خافية عن عين قناة سي إن إن والانترنت … ثورة الاتصالات تقدم للشعوب التي يحكمها الإسلام السياسي صورة عن الحقبة التاريخية التي تعيش فيها تختلف راديكالياً عن نظام الإسلام السياسي التي ترزح تحته : عالم النقاش الحر والمتعارض بلا محرمات، عالم علماني يتعايش فيه الفردي، الخاص والكوني في سلام، عالم النسبية والشك اللذين لا يتساكنان تحت سقف واحد مع هذيان الحقيقة المطلقة واليقين الأعمى الملازمين لفقه الإسلام السياسي، عالم الفرد، الصانع لقيمه والمقرر لمصيره في الحياة اليومية بنفسه، والمتصرف بحرية في جسده بما هو كلٌ لا انفصام له، بين جسم بشري خبيث وروح إلهي طاهر، كما هو في شرائع الإسلام السياسي؛ عالم الفرد المالك لرأسه يفكر به كيف شاء، والمالك لفرجه يستمتع به على هواه بضابط واحد وحيد: التعاقد الحر بين الراشدين الراضين. هذا المفهوم المعاصر للجسد الذي استرد وحدته واعتباره واستقلاله وقيمته كف عن كونه موضوعاً لحقوق الله، أي حدوده الشرعية البدنية، كما كف عن كونه ملكاً للعائلة أو للعشيرة أو للأمة يُعاقب بأشد العقوبات البدنية بشاعة كالجلد والرجم إذا حاول الفرد تحريره من هذه المصادرة التي تفرضها شريعة الإسلام السياسي. مفهوم الجسد المستقل والحر والفردي الذي عممته ثورة الاتصالات في العالم كله أصاب في مقتل مفهوم الجسد المصادر من ميلشيات الإسلام السياسي ونظامها الأخلاقي الشرعي المتقادم. من هنا التمرد على اللباس المفروض على المرأة في إيران والسودان وغزة؛ كما على الزواج الإجباري وعلي الجلد والرجم حتى الموت، المرادفة جميعاً في وعي البشرية المعاصرة الجمعي للعودة قروناً إلى ما قبل الحضارة.
عالم الفضائيات والانترنت والمحمول والتليفون هو عالم تمازج وتلاقح القيم والعادات والثقافات والديانات مما يجعل الحدود بينها مفتوحة مثل موضة رقص المحجبات على أنغام الموسيقى الراقصة – وكل من الرقص والموسيقى محرمان شرعاً – في جامعة الأزهر، أو تناول المحجبات للخمور في مقاهي القاهرة أو تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال تبادلاً رمزياً للأدوار الذي يقض مضاجع فقهاء الإسلام السياسي؛ هو عالم التنوع الثقافي حيث تتعايش سلمياً تيارات اللامبالاة الدينية والإلحاد والتدين الانتقائي والإيمان الفردي والطقوس الوثنية التي يمارسها 56% من ساكنة العالم.
ثقافة الكراهية لـ "الشيطان الأكبر" وتصدير الثورة والجهاد التي نشرها وصدّرها الإسلام السياسي الإيراني ماتت في وعي الشعب الإيراني، الذي يتطلع إلى ظهور حكومة رشيدة تقيم علاقات ودية مع دول الجوار والغرب، وتشجع الحوار والتبادل الثقافي والتجاري والتنمية الاقتصادية والاستقرار. الكراهية في إيران غيرت معسكرها فلم تعد للغرب بل غدت لحزب الله وحماس وميليشيات العراق المتهمة جميعاً بأنها "تأكل خبز الإيرانيين". مثلما أن الدعاء بالموت لم يعد لـ "أمريكا" بل لـ "الديكتاتور" أحمدي نجاد!
رداً على مجتمع الإسلام السياسي الإيراني المغلق الذي فرضته "حكومة الله" كما سماها الخميني، ردت غالبية الإيرانيين بتحويل مساكنهم إلى مجتمعات مصغرة مفتوحة تباح فيها جميع محرمات المجتمع الإسلامي المغلق، من الكحول إلى الجنس مروراً بالرقص والموسيقي والأغاني والتبرج والأزياء والعادات الغربية التي تحرمها وتجرمها شريعة "حكومة الله"؛ وينزع النساء الحجاب والثياب السوداء التي أرغمن، تحت طائلة الجلد، على ارتدائها حداداً على الأئمة … ويلبسن الألوان الباسمة…
يسود اليوم في الجمهورية الإسلامية مناخ علماني لم تعرفه إيران قط في أوساط الطلبة والمثقفين والنساء والطبقات الشعبية الحضرية. في جنوب طهران الفقير يرفض الناس الاستماع إلى دعاة "مجاهدي خلق" المعارضة قائلين لهم : "أنتم أيضاً متدينون مثلهم"! طلبة مدرسة قم المتخصصة في تكوين الملالي، لا يرون مستقبلاُ للجمهورية الإسلامية خارج العلمانية! كيف نفهم هذه الظاهرة المحيرة : كلما كانت الحكومة إسلامية كلما قل اهتمام المسلمين بالإسلام، فيتركون شعائره ويستخفون بمحرماته ومقدساته. بل ويضعون ثوابته موضع تساؤل وشك؟
وظيفة الدين الأساسية هي أن يكون ملاذاً عندما ينسد كل ملاذ دنيوي. تحت كل راشد طفل لابدٌ تحركه رغبات الطفولة اللاهبة في الأمن الذي يؤمنه أب حام عطوف. الرب هو الرمز لهذا الأب الذي يشكو إليه الابن ضُرّه كلما عدت عليه العوادي. في ظل "حكومة الله" يفقد الله قيمته كملاذ. والفقهاء الذين غادروا المساجد إلى الإدارات والوزارات يضيعون وظيفتهم الرمزية كملاذ وتتآكل شرعيتهم الدينية. سقوط هيبتهم الروحية ينعكس سلباً على الإسلام الذي ينطقون ويفتكون باسمه. 5 سنوات بعد الثورة الإسلامية، عاد الكاتب المصري المعروف عادل جندي إلى إيران. سأل صديقه الإيراني: كيف ترى الوضع اليوم في إيران؟ أجابه: "في عهد الشاه كنا نشكو الشاه إلى الله، والآن لا ندري لمن نشكو الله" في ظل حكومة الله ! لعل هذا ما وعاه أخيراً منير شفيق، سيد قطب الإسلام السياسي المعاصر، عندما نصح قادة الإسلام السياسي بالبقاء الدائم في المعارضة تجنباً لمخاطر تولي مقاليد الحكم، فقد عاين أن ظهور الحكومة الإسلامية يتزامن مع اختفاء الملاذ الديني وانفتاح باب الخروج من الدين على مصراعيه!