جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Monday, February 20, 2012

عيادة الدكتورة لمـى

تعريف:

أعرّفك عني و أخاطبك كإنسان.. لا يهمني جنسك، دينك، لا يهمني لونك، جنسيتك، يهمني هل تستخدم عقلك أم لا، أينبض في قلبك صوت أحبابك عندما تدّق مصلحتك الشخصيّة الباب؟!..و هل في زحمة رفاقك مكان و لو (قزم) لي و لكلماتي؟!
اسمي:"لمى" لم أختره، و لا أحب الألقاب..أؤمن إيمانا مطلقا بالحب و بالإنسان.. أؤمن أيضاً بقدرتنا على المحاولة، و بشرف المحاولة .
أشبه البشر جميعاً، و إذا بحثت عما أختلف به عن الآخرين فسأختلف بأحلامي التي تهيم في مدينة معافاة الأرواح قبل الأجساد...
الطب مهنتي، و الكتابة هي ملاذي، و طريقي في محاولاتي للمساهمة بغد أفضل..فإن كنت لا تتخيل امرأة تترفع عمّا يقوله الجميع، إلى ما يقوله العقل و القلب، فلا تغامر بالدخول إلى بيتي، و إلى حياتي...
----------------------------------------------------------------

أسرار جنسية / أصنام
د. لمى محمد/ سوريا

إذا كسرت صنمك، قد تنحت آخر.. لكنك مطلقا لن تعبده…

دخل ماهر الغرفة مجرورا من قبل والده، نظر إليّ و كأنه يستنجد بي، و ماهر ذو السحنة السمراء الهزيلة كان قادرا على جعل أمه تحتضنه رغما عن أبيه .
بينما بدأت أمه الدفاع عنه،أسكتها الأب بنظرة حديدية، قائلا :سيحكي ماهر اليوم للدكتورة كيف فقد عقله و تنازل عن دينه، سيحكي لها أيضا كيف رأيته يدخن في الحمام، و كيف تراجع في مدرسته بعد أن كان من أشطر الطلاب…
جلس ماهر على الأرض بإيعاز من أبيه، ضم فخذيه إلى وجهه، ثم بدأ بالبكاء …كان رأسه الصغير أصهب الشعر المهتز بحرقة سببا كافيا لأطلب من والديه مغادرة الغرفة .
طلبت منه الجلوس على الكرسي، و قدمت له كأس ماء (أتوقع تهشمه)…وقلت: لا أحد هنا الآن تستطيع أن تخبرني ما شئت، و أن تخفي ما شئت أيضا… تردد بداية و هو ينظر إليّ بعينين سوداوين حزينتين،وضع الكأس على الطاولة بعد أن شربه كاملا، و بعد أن بدأت عيناه الحديث بقليل تابع هو بصوت متهدج: سأخبرك كل شيء، ليس لأنني مرغم و في السجن، بل لأنني أحتاج إلى من يسمعني، و لأنك لن تخبرين أبي.. ثم صمت لبرهة: لن تخبريه ..أليس كذلك؟! طبعا، بالتأكيد لن أخبره...بدت ملامح الارتياح على وجهه، و بدأ الكلام:
بدأت القصة عندما أتى معلم الفلسفة الجديد"سعد"، ذو الشخصية الخيالية، بجملة جديدة لا عهد لي بمثلها : (لكل زمان أصنامه التي لا يقبل أصحابها المساس بها.. ابحثوا عن الله داخلكم، و استخدموا عقلكم في كل شيء).
عدّل ماهر جلسته،مكفكفا دموعه وهو يقول :أتعلمين يا دكتورة لقد كانت المرة الأولى التي أنتبه فيها إلى أنني أسير وراء أبي دونما تفكير…سعد كان رجلا لم أر مثله من قبل ..حاد النظرات، ذو هيبة،فرضها بكل الاحترام و المحبة…دارت بيننا النقاشات الكثيرة...في البداية كنا و أصدقائي نتحاور معه لكي يمضي الوقت، و نتهرب من الملل في الدروس، لكن و مع استمرار أحاديثه المعتمدة كليا على المنطق، و على احترام عقولنا، استطاع أن يؤثر بي رويدا رويدا …
فأصبحت أفكر : لم ؟ و لماذا ؟ و كيف ؟ …مفردات لم يعلمني أهلي استخدامها أبدا…
أنا مقتنع بكلام سعد بأننا لا نتطور لأننا لا نفكر …هذا أكثر من صحيح …لقد قرأت العديد من الكتب في الفترة الماضية، و تستطيعين القول أن سعد طورني !!لكنني لا أعلم لماذا نسيت أحاديثه،عندما لجأت إلى بيت البغاء…
صمت ماهر قليلا،ثم قال :بدأت الكارثة عندما وقع كتاب من كتب نوال السعداوي -الرجل و الجنس- في يد أبي …ضربني يومها و هو يقول : يلعن أمك على هذه التربية يا عدو الله…أجبته عندها بأنه لا دين لي، و أنني أحتاج إلى القراءة لأتنور ..
كاد يودي بعيني التي قرأت بها …يزمجر كثور هائج : عدو الله، زنديق ..أقتلك بيدي يا كافر…
عاد ماهر إلى البكاء كطفل خائف : لم يكن ضربي هو ما آلمني، إنما مزقني ضربه لأمي و شتمه لها …
بعد تلك الحادثة كرهت الدين،و الكتب، و الأستاذ سعد، و صرت ألجأ إلى "عماد "زميلي في الصف، عماد يضحك دوما، و يلقي النكت، لا هم على قلبه، فهو صاحب أكبر عدد من المعجبات على شبكة الانترنت …نحن دوما يا دكتورة نحتاج إلى من يسمعنا، و يمتدحنا،حتى لو كنا متأكدين أنه أبله ..أليس كذلك؟!
دخلت بيت البغاء للمرة الأولى مع عماد، الذي نعتني بالصوص عندما أخبرته أني لم أمارس الجنس بعد ..و جرني من يدي، كما أنه دفع الأجرة ل "عفيفة "التي لم تكن عفيفة البتة عندما علمتني أصول و أفانين الجنس الشفهي …وصفة الجنس التي كان أبناء صفي يمتدحونها، وكنت أرفضها تماما...
كنت كالمسحور،عفيفة تمتدحني، تتغزل برجولتي، كما أنها لا تفقه شيئا عن الحلال والحرام المفهومين اللذين تسببا في ضرب أمي، و إهانتي …لا أستطيع القول بأني أحسست بالذنب..بل على العكس تماما كنت بالغ الثقة بأنني رجل، و أن أبي لن يقدر على تحطيمي بعد ذلك …
كان "ماهر "يرتجف و يبكي عندما طلب مني إنهاء الأسئلة قائلا: أعلم الآن أني مخطئ، لكنني لا أعتقد أن أبي على صواب … لقد كسرت أصنام أبي، لكني لجأت إلى معابد أسوأ …أحس نفسي في دوامة كبيرة، و أكره الحياة …
الصفحة الأخيرة/ السنة التاسعة/ العدد19 /20 شباط 2012

0 comments:

Post a Comment