أياد وجدي - عن موقع الحوار المتمدن- بتصرف
نحن اليوم بصدد الحديث عن ظاهره متصاعدة في المجتمع العراقي و ما حوله من المجتمعات العربية ألا وهى الهوموفوبيا. والهوموفوبيا كمصطلح هو الخوف المرضى من المثليين و رهاب كل ماله علاقة بهم. وتلك الظاهرة ليست وليده اللحظة ولا المرحلة التاريخية بل هي ضاربه في القدم ولكن ليس للبدايات حيث كنا نسمع عن شعراء مثليين الجنس ومع ذلك لم يكن هناك خوف مرضى منهم بل اشتهرت أعمالهم وذاع صيتهم والأمثلة في الشعر العربي كثيرون ومنهم من كتب أشعار غزل في الأولاد. ولكن مع مرور الوقت وذهاب روح التسامح والتفاهم انتهى ذلك الفصل الطيب من تاريخ التعامل مع المثليين لتنقلب الآية ويتحول المثلي إلى عار كبير لا يمكن لأحد إصلاحه وكم من مثليين أودوا بحياتهم للانتحار خوفاً من أهاليهم .
ولكن المجتمع له وجهه نظر وأسباب كثيرة لذلك الخوف المرضى وإن كانت علميا أسباب الفوبيا أسباب نفسيه إلا أن أسباب المجتمع في خوفه من المثلية أسباب تبدو لمن يعتقد بها عقلانيه
أولها وهو انتقاص الرجولة فالمثلى في نظر المجتمع هو ناقص الرجولة وذلك لاعتماد المجتمع الذكوري على إعلاء قيمة الذكورة من خلال هيمنة الذكر على الأنثى في المجتمع وإبرازها بشدة فيبدو المثلى وكأنه تنازل عن حق فريد وأصيل له فنبدو كقطيع من النمور من عاف منهم فريسة قتلوه فهكذا ينظر المجتمع للمثلى على أنه ترك الإناث واختار الرجال. كذلك تنصب اللعنات أكثر على الطرف السالب (البوتوم) في العلاقة المثلية حيث أنه اتخذ دور شبيه بالأنثى بالعلاقة الجنسية وكما هو متعارف عندهم فأنه دور اقل فتزيد نظرة الاحتقار لدى المجتمع له بسبب تنازل الذكر كلياً عن سطوته وتفرده بذكورته.
ثاني الأسباب هو ثقافة عدم تقبل الآخر فالمجتمع العراقي و ما حوله من مجتمعات عربيه دائماً ما تلفظ المختلف وتهدمه فيبدو أقل تغييراً لأسسها و تهديداً لاستقرارها المزعوم فتؤده من البداية حتى لا يتطور الأمر ويتضخم ويتحول لظاهرة. ومثل هذه الأفكار لا توجد في المجتمعات الديمقراطية الحقيقة أو المنفتحة بحيث يعنى لها المختلف روح جديدة وشيء جديد تتعلم منه أو نستفيد منه ولكن المجتمعات الرجعية المبنية على أساس روتيني صلب لا يمكن أن تقبل الآخر أو التغيير.
ثالثاً النظرة الدينية للأمر والذي يعتقد فيها الكثيرون منا وهى أن ذلك الفعل حرام شرعاً حيث إن المجتمع يرفض بشده ذلك ويعامل المثلي- ـيه معامله الكافر وكثيرا ما اتهموا بممارسة تصرفات مجنونه أو بالانفلات والانحلال بل والتطرف أحيانا.
الصفحة السادسة/ السنة التاسعة/ العدد20 /08 آذار 2012
0 comments:
Post a Comment