جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Wednesday, March 21, 2012

سيكولوجيا المثلية الجنسية والتصفيات الجسدية في العراق


عامر صالح – موقع الحوار المتمدن - بتصرف

لقد اتخذ من المثلية الجنسية في العراق واجهة جديدة وعنوانا للتصفيات الجسدية، إلى جانب ما هو شائع من واجهات دينية ، وعرقية ومذهبية للتصفيات، وإنزال عقوبة القصاص، أي القتل بحق الأفراد الذين يمارسون فعل المثلية الجنسية، كما ترد التهمة على لسان القاتل المحترف!!.وعلى ما يبدو فأن القتل في العراق لا تدرك نهايته، بل هو في طور البحث عن واجهات مختلفة لضمان استمراره.ويعكس ذلك بكل الأحوال أزمة الديمقراطية المستعصية على الحل، إلى جانب غياب الأمن والقضاء المستقلين، باعتبارهما الجهات الوحيدة لضمان الحق والعدل والاستقرار. ومن السخرية بمكان ، كأن المثلية الجنسية تكتشف لأول مرة في التأريخ العربي والإسلامي، وفي العراق بشكل خاص، ويستدعي من المقيمين على (الأخلاق العامة)!!حملات (استنفار وطنية) لاجتثاثه على نسق ما جرى سابقا من حملات لاستئصال الإرهاب أو اجتثاث البعث ، فلا الإرهاب قضي عليه ، ولا أجتث البعث، بل تحولت إلى حملات للحوار مع الاثنين.وعلى ما يبدو فأن الإخفاق بكل شيء يدفع أحيانا إلى تدمير ما تبقى من الأشياء.
أن المثلية الجنسية قديمة قدم التأريخ، بشقيها: المثلية الذكرية والمثلية الأنثوية.وكلا الظاهرتين موغلة في التأريخ. وفي الوقت الذي تعكف فيه مراكز أسلامية عديدة في العالم على دراسة التخفيف من عقوبة قتل المثلي فعلا إلى عقوبات أخرى اخف من الأولى ، تجنبا للفتنة الاجتماعية في ظروفنا المعاصرة،  وانطلاقا من الفهم الديني الذي مفاده:  "أن الفتنة أشد من القتل وأن كل فتنة حرام"، يتصدر العراق قائمة الدول التي تصدر الفتنة الاجتماعية. وفي ظل هذه الفوضى العارمة…..من يعلم منا،  أن الكثيرون من يمارس القتل على تهمة( المثلية) هم أنفسهم كانوا مثلين في فترة من فترات العمر، أو لازالوا كذلك….بل قد يكون ممارسة القتل هو آلية سايكو-عقلية للانتقام من الأخر والتكفير الذاتي ، عندما لا تتوفر الفرص للانتقال إلى حالة أفضل لدى صاحبه.
وإذا كانت المثلية الجنسية استثناء ، والاتصال بالجنس الآخر هو القاعدة،  فأن الاستثناء يتواجد جنبا إلى جنب مع القاعدة، ولا يمكن إقصاءه بوسائل الإبادة الجسدية. و هذا يشكل مظهرا من مظاهر تشوه القاعدة وتصدعها وعدم مقدرتها على احتواء الاستثناء. ونحن نعلم أن الاستثناء لا يتحول إلى قاعدة إلا في حالات محدودة جدا،  كما هو الحال في السياسة، وكما هي الحالة في العراق، حيث من السهل في ظل (ديمقراطيتنا العريقة) أن يتهم الجميع بالجنسية المثلية ، ويستحق القتل،  ويخرج الجميع (لا شرف له)! وتلك هي على ما يبدو (بدائلنا الناجحة) للكهرباء والماء ومحاربة الفساد وتحسين ظروف الحياة العامة وحقن الدماء.


الصفحة السادسة/ السنة التاسعة/ العدد20 /08 آذار 2012

0 comments:

Post a Comment