عشتار العراقية
في الحقيقة أنا مازلت أتفرج وأشعر بالصدمة، لهذا تركت الساحة لمن يريد أن ينفخ الروح في (الثورة) العراقية. وساذكر لكم بعض الأسباب التي لايمكن أن تجعل من هذه الاحتجاجات ثورة، وبعد المزيد من الفرجة تكونت لدي قناعة أشد بموقفي هذا.
1- قيل أن للمحتجين مطالب عددها 13 وأنها قدمت للحكومة العميلة وأنها استجابت او لم تستجب لبعضها او كلها. الثورة الحقيقية لا تقدم مطالب، لأن مجرد تقديم مطلب لحكومة ما يعني انك تعترف بها، وتنتظر أن تلبي مطالبك. أي انك تلعب معها نفس لعبتها (الديمقراطية). وهذه حكومة نصبها الاحتلال لايمكن ان تقدم لها مطالب وانما ينبغي محاربتها وإزالتها من الوجود.
2- رغم اني لم اعثر على كل المطالب المذكورة في مكان على الانترنيت وربما بقصور مني، رغم أني بحثت فعلا ، ولكني لا اعتقد أن من بينها مثلا : إلغاء المعاهدة الاستراتيجية مع امريكا، أو تصفية السفارة الامريكية وإعادة الأرض العراقية التي بنيت عليها اكبر سفارة الى المالك الحقيقي: الشعب العراقي، او إغلاق اكبر محطة سي آي أي في العالم، أو إغلاق القواعد العسكرية الأمريكية المتبقية ، وترحيل المستشارين العسكريين والمدنيين الأمريكان، ومطالبة بالتعويضات من كل البلدان التي اشتركت في تدمير العراق منذ 1991 واثناء الحصار و2003 وحتى الآن. وإلزام الولايات المتحدة بتنظيف البيئة والارض العراقية من مخلفات الاسلحة المحرمة التي استخدمتها ضدنا. هل كان هذا في المطالب؟
3- في أدبيات (الثورة) يكتب البعض عن أن المقاومة العراقية قد طردت المحتل الأمريكي وهي الآن تقاوم المحتل الإيراني ولكن بمظاهرات (سلمية)!! غريبة أن تقاوم اي احتلال سلميا. طالما انه احتلال فهو عدوان، والعدوان لا يقاوم باللطف والكياسة والحنان.
4- فجعت أن أرى أن احد أبطال (الثورة) هو أحمد أبو ريشة!! وأن شهيد الثورة هو عيفان الامريكاني!! أحد الكتاب يقول أن تكتيك الثورات هو ان تتحالف مع الجميع حتى العملاء والفاسدين والمجرمين وخونة الأوطان من أجل احداث التغيير وبعدين الله يسهل ونحاسب هؤلاء !! أليس هذا نفس منطق العملاء المتناحرين الذين جمعهم الامريكان وصرفوا عليهم قبل الاحتلال وفيهم الإسلامي والشيوعي والإقطاعي والملكي من أجل الإطاحة بصدام حسين ثم انظروا اليهم بعد عشر سنوات ومازالوا يتحاربون ويقتلون بعضهم بعضا ويتحدثون عن المصالحة!!
5- شخصنة القضية في (المالكي) وكأن المشكلة هو المالكي، وانه إذا رحل فكل شيء سيكون على مايرام!! هذه حكومة صنيعة الاحتلال وكل من عمل ضمنها من قريب او بعيد هو ألعوبة الاحتلال والحل لن يكون بأن تقول لرئيس هذه الحكومة (ارحل) وانما عليك أن تزيل النظام من جذوره وتطيح بكل المؤسسات التي أقامها الاحتلال. هذه هي الثورة كما أفهمها وكما ينبغي ان تكون.
6- مرة اخرى ، أسأل هل هذه ثورة إذا كان يقودها شيوخ العشائر ورجال الدين؟
وين چانت كل هاي العگل حين كان الرجال العراقيون يغتصبون في سجون الأمريكان على مرأى ومسمع من العالم كله وقد نشرت الصور والأفلام؟ كان الشيوخ في حينها يتوافدون على القواعد الأمريكية لشرب الكوكاكولا والإتفاق على عقود بناء المعسكرات الأمريكية ومزيد من السجون، او كانوا يقبضون لقاء تقديم البلاغات الاستخبارية عن رجال المقاومة ، فأي ثورة يقوم بها هؤلاء الشيوخ خاصة شيوخ الانبار الذين كانت لديهم اكبر القواعد الأمريكية وقد ظلت القاعدة آمنة حتى غادرها الأمريكان. الأنبار التي بدأت منها (الصحوات المأجورة)؟!
7- أخيرا ملاحظة بسيطة: لم ار في أي من الاحتجاجات والاعتصامات شبح امرأة.. لعل المانع خيرا!! المرأة تكوّن (عددا) نصف المجتمع العراقي، والثورة لا تكون حقيقية بدون نساء يشاركن فيها. لماذا لاتشارك المرأة في ثورة عراقية كبرى؟ خاصة حين يقال
أن الدافع الرئيسي لها هو الدفاع عن السجينات؟ لماذا أرى حشودا رجالية فقط؟ شنو الثورة عورة وحرام ؟
الصفحة التاسعة السنة العاشرة/ العدد 23 /08 اذار 2013
0 comments:
Post a Comment