تقديم : للفنان ميثم راضي
مصطفى العدوي
جلس المبرمج على سجادة نقشت عليها طلاسم من أزمنة بعيدة..محلق في جو السماء..لا يلمس جسده السجادة..أمسك بقلمه الذي يشبه وحشا أسطوريا بعين واحدة و سنه الذي يشبه أنف تنين..و لعله كان يكتب به..فلا هو أمسك بالقلم..و لا سن القلم الرهيب قد ترك أثره على لفائف البردي؛ لم يكن يكتب بأي لغة معروفة..فقط كان يترك مجموعة من الخطوط القصيرة و المنسابة كدقات القدر.. إعتاد دوما أن يصنع حيوات و يبني أحلام..يزهق أرواحا و ينتصر لعروش..يهدم ممالك و يبني أخرى..يصنع الدراما من الحب؛ أضائت له مجموعة ذات الكرسي و احاطت به سحابات النجوم مثل الخل المنسكب الذي اعتاد أن يمحو به كل شيء شكله بأحباره في القديم؛ كل شيء هنا سرمدي..حيث كان بمقدورك أن تتحرك بهدوء..و أن تطير في الفضاء حيث شئت..و بطلي يحمل اسما ينتمي إلى أرض بعيدة حمل مثله ملك مخنث إسمه (سمنخ كا رع)..هنا سأسميه (كا. (حيث الجحيم.."كنت أعرف ترتيلك..نصطف في جو المساء..النسمات البارده في الجو الحارمخيفة كالمجهول..صوتك الخاشع الباكي..و حيث أطلت علينا الشجرة المتحركة..تشتعل كعقرب باللون الأصفر و الأحمر..ثم تعود لتهدأ..تتنفس..الموت حيا أسوأ كوابيسي..و الشمس حمرت السماء و أنت في قبالتها جالس القرفصاء..بينما كنت تخلخل اهاننا في الحديث بين الجنة و النار..كان الجحيم شجرة".و حيث البيت.." الذي صار ذكرى و تراب..تراه من فلق في زجاج نافذته الأزرق كشف عن كراسي مرتبة بأذرعها الفضية و جلودها الخضراء..تفوح منه رائحة الـ(سولار) الذي نظفت به النساء كل الأركان..و وشى لك الصمت بكل الأفعال الماجنة لـ(آريا)..شهية مثل مثل قطعة لحم مدهون بالنبيذ و مشوي على الفحم..و مشاهد الشرفة البليدة لزمن متوقف..و الصندوق الزجاجي الذي وضعت فيه جمجمة كتب عليها "غدا ستصبح مثلي "...". و حيث السحاب.."اكتسب المرء القدرة على التحليق.."و في الملكوت موعد".. و حين أشرق القمر لم يشرق..حجبته السحابات..كنت أحكي في الصغر أن عين الإله لم تنظرني..محمل بالحقائق التي خلفتها أنوار الراقصة زينة شجرة عيد الميلاد تحترق..محمول على اجنحة التثاؤب..صعدت..أمي السماوية بين السماء و الأرض..عارية و ناهدةو عذراء و طفلة..و سقتني كطفل حتى إرتويت من ثديها..ثم حملها الريح..و رأيت القمر". و حيث الجليد.."كنت تؤدي رقصتك..تقطع بي الطريق..كل الطرق القديمة..كل الحانات..حيث كان الملأ يفرون..شربوا الـ(كونياك) ليهربوا من برد السنوات الجافة..مؤخرتك العظيمة تشبه ذكرا لطائر داجن..محاط بريشك و ذكرك المزعوم..و عند هذه النقطة إحترت هل أنت الصديق الملحد أم الشاب ذو اللحية..و حبيبتك هي حبيبتي..تنادي كلانا بـ(يا مائي)..و هي الرهان بعدد مرات يا روحي التي ستقولها لأحدنا أكثر من الأخر..كنت ترقص رقصة (البطريك)..تتأرجح......و هي أيضا". الفوهات الدائرية أخاديد و حفر القمر..شاهد قبر مرمري..كتب عليها تعويذة.."لا ينبغي للقلم أن يلمس الصحيفة..سيمقتك الكل لأنك تتحرك بحرية".. كانت الأرض البدر تضيئه.. تشرق بزرقتها على ظلامنا السرمدي.
الصفحة الحادية عشر/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012
0 comments:
Post a Comment