المساواة
جميل أن تُعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه لكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك./ جبران خليل جبران
هكذا تجمع هؤلاء الشباب الغيور والداعي للفخر للقيام بحملة كان هدفها الاول تنظيف مدينتهم وحث سكانها على العمل على رفع الاوساخ وعدم الرمي بها بغير الحاويات المخصصة لها. انطلق حملتهم عبر الفيسبوك وجالوا شوارع مدينة البصرة شهورا.. تجمعوا على اهداف انسانية لم يبتغوا منها أي مكسب او شهرة او مصلحة ما. جمعوا عددهم الخاصة للتنظيف من عربات واكياس جمع نفايات ومكانس وانطلقوا بالشوارع تحت شمس لا تقل حرارتها عن الـ 50 مئوية، وبالليل كانوا يتجمعون بعد الفطور بشهر رمضان للقيام بذلك... شباب وبنات من مدينة البصرة لم يمنعهم شيء عن هدفهم.. كانوا نقطة نحو انطلاق المفهوم الجديد لشباب العراق، الايجابي الحر المكافح الانساني الذي يود ان يبني بلده ويحافظ عليه، الجيل الذي يحمل وعيا وشعورا عاليا بالمسؤولية نحو ناسه ومدينته الذي يؤمن بالتغيير نحو الافضل ويسعى ويعمل له...حملتهم هذه لم تكن مجرد تنظيف للمدينة، كانت راسلة توعوية للجميع اذا شجعوا من خلالها الكثير للانضمام اليهم كما واستقطبوا اهتمام بعض الجهات.
توسعت بعدها وانطلاقا من الخير والانسان بداخلهم نحو مساعدة الناس ؛ فوجدناهم يتفقدون الايتام ويدخلون الفرحة والبهجة لهم من خلال فعاليات للاطفال او من خلال حملتهم لاكساء اكثر من 170 طفل يتيم، اذ اصطحبوا معهم الاطفال لشراء ملابس العيد وباقي الاحتياجات الاخرى.
زاروا امهاتنا وآبائنا بدار العجزة وتفقدوا امورهم وآنسوهم ، دغدغوا ذكرياتهم ولبوا احتياجاتهم.
وقفوا مع شرطي المرور في الشوارع وساعدوه على تنظيم السير في اسبوع المرور . وكما جاء على لسان احد شباب الحملة: " كنا في معرض البصرة الدولي نشارك باعمال بصرية يدوية ورسمنا وصممنا ..نحن شباب مستقلون تماماً ..غير منتسبين لحزب أو منظمة أو جهة ، إنما انتمائنا للبصرة اولا وللعراق ثانيا واخيرا ، نعم انتمائنا للعراق فقط لكي نشعر بهمومه ونبكي لألمه، وطموحنا هو ان تكون بصرتنا نظيفة .. رأينا ان المسؤولية على عاتقنا كبيرة ..فنحن نخرج في كل جمعة للتنظيف والتثقيف في احد مناطق البصرة ، ولكن بدون مساعدة المجتمع معنا لن نستطيع ان ننظف البصرة والمساعدة تتمثل بالنزول معنا ميدانيا .. او المحافظة على نظافة شوارع وأزقة بصرتنا عبر وضع النفايات والقمامة بمكانها المخصص لها وبموضعها الصحيح .. ورويدا رويدا ومع مرور الايام حضر معنا في الحملة التي نقوم بها لتنظيف مدينتنا الجميلة مشاركون متطوعون من ثمان محافظات ومجموعة أشخاص من منظمات المجتمع المدني".
الصفحة العاشرة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012
0 comments:
Post a Comment