جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Sunday, July 8, 2012

يسطو على حقي في حضانة طفلي !! ورجال يشكون تعسف القانون!!




يسطو على حقي في حضانة طفلي !! ورجال يشكون تعسف القانون!!
حضانة الطفل للام حق أقره القانون !!
أباء يتهربون من رؤية أطفالهم !!
المسكن حق للأطفال والزوجة المطلقة  واجب على الزوج توفيره !!


 
فاتن الجابري

بانتشار حالات الطلاق في المجتمع العراقي تطفو على سطح الواقع مشاكل عديدة من تبعات هذا الطلاق  كمشاكل الأطفال النفسية وانطوائهم  وعزلتهم عن أقرانهم، لانهم لا يجدون حنان الاب ورعايته وهم في حضانة أمهم وأصعب ما يشعرون به أنهم لا يتمتعون بحضن  الاب  كما بقية الاطفال بل يشاهدونه في مواعيد محددة من قبل المحكمة مرتان في الشهر ولمدة ساعتين،  وقد أعطى المشرع للام الحق في حضانة الطفل لأنها اقدر على رعاية الصغير وأشفق وأرفق بطفلها واصبر على تحمل المشاق في سبيل حضانته.
الحضانة في اللغة  ــ تعني الضم و الإيواء وحضانة الطفل تعني رعايته إلى سن معينة وهي كلمة مأخوذة من كلمة الحضن، واحتضن الإنسان الطفل جعله في حضنه والحضانة تعني التربية في سن معينة للطفل الى أن  يستقل بشؤون نفسه .

عذابات امرأة حاضنة !
بداية الشهر ومنتصفه يوم مرهق ومؤلم  بالنسبة لي ! منذ الصباح الباكر ايقظت أطفالي الثلاثة، وأستأذنت من معلمة أبني الكبير في غيابه،  وانا ايضا تركت دوامي في المدرسة،  كان الصغار غير ميالين للذهاب الى موعد المشاهدة فهم لا يحبون لقاء والدهم، بعد مرور عامين على أبتعاده عنهم وما زالت قضية التفريق في أروقة المحكمة وسط الـتأجيلات العديدة التي يفتعلها زوجي، ليس حبا بي وبأطفاله وانما ليستمرئ عذابي ويدعني معلقة أطول مدة من الزمن هكذا تتحدث أم محمد عن معاناتها في أول الشهر ومنتصفه موعد مشاهدة الاطفال من قبل والدهم، وتستطرد قائلة :
ـــ اشعر أن هاتين الساعتين أصعب ساعات حياتي ولكون أطفالي مازالوا صغارا أعمارهم ست سنوات وأربع سنوات و سنتان يجبرونني على الجلوس معهم وسط صراخهم وبكاؤهم .

يتهرب من مشاهدة أطفاله !!
وتواصل :ــ أود التأكيد أني مازلت أحب زوجي وأتمنى العودة اليه ولم شمل أسرتنا من جديد لكنه لا يحاول تغيير أي شئ في حياته بعد أن غرق بالديون وصار مهددا ومطاردا من قبل الدائنين وتواصل :
ــ لبست أجمل ثيابي تعطرت بالعطر الذي يحب يدغدغ قلبي شوق اليه والى حياتنا قبل حلول المشاكل التي جلبها علينا بيده، في حديقة المحكمة، وجدت رجلا أخر غير زوجي كان مهملا في هندامه وقد أطلق لحيته لم يبال لوجودي طيلة الساعتين والاطفال يتهربون منه ويلوذون بأحضاني .
استمر الحال في تكرار المشاهدة لمدة ثلاثة أشهر وبعدها أنقطع تماما لتهربه من دفع النفقة وبهذا فقد صدر بحقه  ألقاء القبض لذا لم يعد لمشاهدة أطفاله، ولكن أنا ملزمة كل اسبوعين الذهاب الى المحكمة وأنتظاره  ثم العودة مرهقة ومتعبة أسحب اطفالي الى بيت أهلي وأنا أتقطع حزنا على خيبتهم في والدهم الذي يتهرب من مشاهدتهم .

أب حرم من رؤية ابنه !
وللاباء مشاكل في حضانة الاطفال
ــ يقول حميد الساعدي :ــ أهل طليقتي يمنعونني من رؤية أبني ويحرموني منه ولا يأتون به في يوم المشاهدة لعدة مرات الى أن فقدت أعصابي وكدت أن أرتكب جريمة قتل بحقهم لولا مساندة الاصدقاء،  في كل موعد استعد وأشتري مايسعد طفلي  من ملابس والعاب لكني أعود خائبا والادهى أنهم لا يستلمون ماأجلبه ليقولوا للاهل والاقرباء اني مقصر بحق أبني ولم تنفع معهم وساطات الاقارب ولا زلت حائرا وانتظر الزيارة القادمة عسى أن يمنحوني حقي بمشاهدة أبني ويأتون به في الموعد .

يحشو رؤوسهم ضدي !
اما السيدة ام سجاد مطلقة وتقوم بحضانة اطفالها الاربعة تقول :
ــ  احاول ان تبقى صلة اطفالي بوالدهم مستمرة ودائمة واحرص على موعد المشاهدة رغم ممانعتهم وامتعاضهم من الذهاب، لكن بعد عودتهم أرى تغييرا كبيرا في كلامهم واسلوبهم معي وكأنهم يحملوني ذنب الطلاق لان والدهم يحشو رؤوسهم بأفكار وكلمات مشينة بحقي ليجعلهم يكرهونني ويتركونني، لكن كلما فكرت بأني سأفقدهم بعد سنوات حين يبلغون سن 15 يجتاحني الحزن والحيرة سيما أني نذرت حياتي لهم ولم أتزوج خشية أن أزيد عذابهم بزواجي من رجل أخر .
 
المشكلة في القانون !
أما أبو أسعد يشير الى أن القانون الحالي فيه ثغرة كونه أب ويعيش بعيدا عن أطفاله بعد طلاق أمهم :ــ أن القانون الحالي والخاص بسن الحضانة للولد 15 عاما والبنت لحين الزواج أراه مخالفا  للشريعة الإسلامية، والقانون ينص أنه بعد 15 عاما يقوم الأب برفع قضية اسقاط الحضانة عن الأم ولا يتم ذلك إلا بسؤال الابن عن رغبته في الذهاب لأمه أو لأبيه أما بالنسبة للبنت حتي الزواج إن لم تتزوج تستمر الحضانة للام  فأين حق الاب هل يعيش طوال حياته بعيدا عن أطفاله ؟؟

يسطو على حقي في الحضانة !
ـــ  هناء سيدة في الثلاثين جميلة ومتعلمة مطلقة وأم لطفل واحد في الرابعة من العمر تروي تجربتها بحزن وألم يعتصر قسمات وجهها :
ــ حين تم الطلاق بيني وبين زوجي بعد مراجعات وتأجيلات متعبة حصلت على حريتي خلال سنة وكان شرطي للتنازل عن كل حقوقي المادية الاحتفاظ بأبني وافق على هذا الشرط، لانه قد تزوج وأنجب طفلين، وعدت الى بيت أهلي صفر اليدين الا من طفلي الذي عوضني الله فيه، وبعد فترة بدا زوجي يطالب بحقه بمشاهدة الطفل، وصار يأخذه أيام لا بل أسابيع ويضعه في بيت أهله لان زوجته ترفض أن تستقبل الطفل وفي كل مرة يتحايل لاستمالة الطفل وتعويده عليه تمهيدا لحرماني منه وأنا لا أريد أن أدخل معه في قضايا ومحاكم من جديد لذا أستعين بوساطة الاهل والاقارب ومختار المنطقة لاعادته وكلهم يعدونني، لكن والد طفلي لا يعيده الا بمزاجه أوحين يمرض مرضا شديدا، يعود طفلي وقد نسي أمه وتعلق بوالده ويبكي عليه ليل ونهار .زوجي يتحين الفرص لحرماني منه بشكل كامل في حال زواجي مرة أخرى.
 
أبتعاد الابناء عن الاباء
أب اخر يشيرالى عدة ثغرات في القانون الحالي والتي تصب جميعها في صالح الأم الحاضنة، ففي حالة حدوث انفصال بين الزوجين يقوم الأب برفع دعوي قضائية "برؤية طفله" يتم تداولها بالمحكمة ما بين ثلاثة إلي أربعة أشهر وبعدها يصدر حكم قضائي لصالح الأب بأحقيته في رؤية الابن في أقرب مكان لإقامة الحاضنة وهي الأم وإذا كان هناك منازعات شديدة بين الزوجين وهناك مخاوف أمنية يتم اللقاء بقسم الشرطة ولكن هذا يحدث نادرا جدًا، وحسب الحكم القضائي الذي يحصل عليه الإخصائي الاجتماعي المسئول عن المكان.. فتقوم الأم بتسليم الابن له وعليه يقوم بتسليمه للأب ولمدة ساعتين فقط  .
 
الحضانة للام حق أقره القانون !
المحامية فاطمة العبدلي تشير مؤكدة :
ــ لقد أعطى المشرع للام الحق في حضانة الطفل لأنها اقدر على رعاية الصغير وأشفق وأرفق بطفلها واصبر على تحمل المشاق في سبيل حضانته من غيرها سواء أكانت حال قيام الزوجية أم بعد  الفرقة ويترتب على كون الحضانة حقا للمحضون انه ليس للام أن تتنازل عن الحضانة بل انها تجبر على حضانة الطفل وخصوصا في السنتين الأولى من حياته حرصاً عليه وعلى مصلحته فإذا كان الطفل لا يرتضي غير حضانة أمه ففي هذه الحالة تجبر على حضانة الولد .
 
ماهي شروط الحضانة ؟
ــ شروط الحضانة فقهاً وقانوناً فتمثل البلوغ والعقل والامانة والقدرة على تربية المحضون وصيانته وإتحاد الدين وعدم الزواج بأجنبي .
اما القانون العراقي فمع انه لم ينص صراحة على سبيل التعريف فإن نصوصه احتوت على وجوب مراعاة مصلحة المحضون وتغلبها على مصلحة الأب والام معا كما في الفقرات 1و4و6و7 من قانون رقم 57 من قانون الأحوال الشخصية وقد اعتبر المشرع العراقي الحضانة حقا للام والطفل معا فاذا أسقطت الأم الحضانة بقى حق الطفل كما إن مسألة الحضانة من النظام العام لا يمكن التنازل عنها .
الا ان المشرع اغفل عن ما يمكن ان تتحمله هذه الام من مشاق ليس تذمرا من بقاء الطفل في حضانتها،  نحن كمجتمع شرقي جعل المرأة لا تستطيع في الغالب ان تتخذ رأيها بنفسها بل غالبا ما تحتاج الى شخص يحدد لها ما يجب ان يكون ويخطط لها حياتها فغالبا ما تضطر المرأة للذهاب الى بيت الاهل عند حدوث خلاف بينها وبين زوجها وفي كثير من الحالات التي أراها باعتبار عملي كقانونية تضطر الأم إلى التخلي عن حضانة أطفالها بسبب الأهل فلا يستطيع الاهل استقبالها هي واطفالها اما لضيق الحال او بسبب التقاليد الاجتماعية او ان مكان السكن للعائلة لا يكفي لعائلة ثانية اما مسألة الزواج فغالبا ما تمنع الام الحاضنة من حقها في الزواج وتهدد بحرمانها من اطفالها حتى وان اعطاها المشرع العراقي الحق في الزواج والاحتفاظ بحضانة الأطفال الا اننا غالبا ما نخضع للأعراف والتقاليد اكثر من القانون الا ان هنالك مسائل يستطيع القانون ان يسيرها بالاتجاه الصحيح من هذه المسائل واهمها  في نظري والتي تستطيع ان تساعد الأم الحاضنة ولا تضطرها للتخلي عن اطفالها هي مسألة السكن فعند توفر السكن للمرأة واطفالها من قبل الاب حتى بعد لانفصال فهذا يساعدها على تكوين جو مناسب للطفل ولها.

توفير السكن للمرأة الحاضنة واطفالها
ــ  تشير المحامية فاطمة العبدلي الى أن مسألة السكن التي ذكرها القرار رقم 77 لسنة 1983 والتي أعطت الحق للمطلقة بالبقاء في دار الزوجية لمدة 3 سنوات اعتبارا من تاريخ الطلاق فبرأي المتواضع تعتبر بعض فقراته ناقصة وتحتاج الى تعديل وذلك لأنه اشترط لكي تتمتع بهذا الحق ان تكون غير موافقة على الطلاقا وان لا يمكن الطلاق طلاقا خلعيا وكان حريا به ان يكون هذا الحق مطلق في حالة وجود اطفال ولا تملك منزل مستقل لها ولأطفالها وبين القرار ان الزوجة تستطيع المطالبة بهذا الحق فقط في دعوى الطلاق فلا يحق لها  المطالبة به في دعوى مستقلة ومن الشروط التي وضعها المشرع ان لها هذا الحق فقط اذا كان الزوجين قبل الطلاق يسكنوا في دار مستقلة وكذلك بين قرار رقم (1) لسنة 1983 على انه تنتقل الحقوق والالتزامات الخاصة بالدار او الشقة المستأجرة الى الزوجة عند طلاقها من زوجها المستأجر اذا بدت رغبتها في اشغالها بصفة مستأجرة وهذا ايضا اعتبره اخلال فماذا تفعل الام اذا كانت لا تملك عمل تدفع منه ايجار ففي هذه الحالة تضطر الى السكن في دار اهلها والخضوع لشروطهم وكان حريا بالمشرع ان يجبر الاب على  توفير مسكن للام والاولاد لكي يضمن لهم الحياه الكريمة وعدم شعورهم بالنقص ولكن الحقيقة تذكر رغم هذه الثغرات التي ذكرنها الا ان الحضانة دائما ما تكون للام سواء قبل الطلاق ام بعده ومن الدعاوي التي تعتبر النتيجة بها معروفة ولا يحتاج الى نقاش في المحاكم الاحوال الشخصية .
الطلاق وتأثيره على الاطفال
 
أعراض عصابية ومشاكل أكتئابية
الاخصائي النفسي الدكتور فلاح عباس ــ النجف يجمل  تاثيرات الطلاق على الاطفال من الناحية النفسية مشيرا الى أن :
ــ الطلاق يعني انهيار الكيان الاسري واثاره تستمر مع الطفل مدى الحياة وتبدأ بشكل اعراض عصابية ومشاعر اكتئابية وقد تتطور الى اضطراب وجنوح سلوكي...والى اعتلال الشخصية.. كأن  تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية وشعور بالضياع نتيجة فقدان الجو الأسري الذي كان يعيش فيه بين الأب والأم تكثر الأعراض النفسية للأطفال في مرحلة الطلاق فيشعرون بالقلق والتوتر والإحباط واليأس وتظهر في صورة أعراض جسدية من صداع - آلام المعدة - تبول لا إرادي فضلا عن حالات مرضية اخرى .
فقدان الرعاية وكنتيجة لتشتت الطفل بين منزل الاب والام يؤدي الى عدم استقرار الطفل نفسيا
تتبعها مشاعر الحزن والظلم وأحساسه بالاهانة والاختلاف عن بقية أقرانه، وكأنعكاس منطقي يأخذ بالانزواء والانطواء وعدم رغبته في العلاقات الاجتماعية
سميرة سلمان حساني باحثة اجتماعية في شؤون الاسرة والطفل تؤكد على أن :
ــ من أخطر المشاكل التي يواجهها الطفل بعد انفصال الوالدين، فقدان الحب والرعاية والاهتمام والامان في حضنهما وتزداد تلك المشاكل النفسية لديه في حالى زواج أحدهما أو كلاهما فتبدأ لديه نوبات الغضب والعدوانية على نفسه ومن حوله
وبمرور الزمن تنمو مشاعر الكره لوالديه اللذان تسببا في قهره وظلمه والاهتمام بمشاكلهما وحياتهما الجديدة وتضيف ايضا كلما كان الطفل صغيرا كان تأثير الطلاق عليه أقل كما لو انه كان رضيعا او لايعي ما يحدث لكن التاثيرات تتفاقم حين يكون قد كبر وتعود على حياته بظل الوالدين وخصوصا في مرحلة المراهقة حيث تتسبب في مشكل وعقد نفسية لديه.


الصفحة السادسة/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز  2012

0 comments:

Post a Comment