كافي خُلفة.. چذب چذب جدرة ميجي وياه !!
روان يونس
لطالما اعتقدت بحقنا في محاسبة أهلنا..نعم أهلنا الذين كانوا سبب مجيئنا للحياة وعيشها أفقيا وعموديا.. وأول ما يجب أن نحاسبهم عليه ونناقشهم بشأنه هو أسمائنا: لماذا سميتمونا هكذا؟!
يجب ان نحاسبهم على الأرضية والأسس التي وفروها لمجيئنا، التحضيرات والمستلزمات التي تصاحب كل مخلوق بشري يأتي للدنيا .. باعتبارنا كائنات نعتمد تمام الاعتماد عليهم حتى يشتّد عودنا وينبت ريشنا ونطير كالعصافير لا كالتماسيح التي تشق طريقها منذ لحظة خروجها من البيضة!
لمَ الزواج؟
الزواج هو علاقة وتأسيس شراكة بين اثنين هدفها بناء لبنة في صرح المجتمع الكبير، ويعتبر الأولاد من أهم ما ينتج عن هذه المؤسسة وان أي تشوه أو عيب بها إنما يضرّ بالمجتمع..لا يضّر بالأولاد أولا ثم المجتمع..الأولاد. فلماذا هذا العدد الكبير من الأولاد في العائلة الواحدة؟ خصوصا إذا كانت الإمكانيات محدودة أو دونها.. وأتكلم هنا عن الإمكانيات الماديةّ أولا والباقي يترتب عليها تباعا، فان لم تكن العائلة تحضى بمورد مادي مستقر وكافي نوعا ما فان ذلك سيؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي للأبوين وانشغالهم باللهاث وراء لقمة العيش مما يؤدي للتقصير في تربية الأولاد ونقص الاهتمام ومقدار الحنان والاستقرار العائلي النفسي..أي ينتج عن ذلك بيئة غير صالحة نفسيا أولا –وهذا الأهم- لتنشئة هؤلاء الأولاد..
لا تظلموا أولادكم لن يأتي (رزقهم) معهم
احد المسّلات الأيدلوجية الدينية المتوارثة هي ان الطفل يأتي للحياة ورزقه محفوظ.. أي مكفول ماديا مدى الحياة من قبل قوة لاهوتية خارقة وفوق قدرة البشر!! وأصبحت –للأسف- قاعدة وشعار للكثير من العائلات البسيطة تركزّت في اللاوعي عندهم وأصبح همّ توفير الحياة الكريمة للمولود الجديد مرمي على عاتق تلك القوى!! انها مفاهيم خاطئة تماما يجب تصحيحها..ان المولود الجديد هو بمثابة مشروع استثماري لتلك المؤسسة يجب ان تتوفر له دراسة ملمّلة بكل النواحي خصوصا الاقتصادية كي ينجح ولا يتحول الى عائق أو سكين بخاصرة العائلة نفسها والمجتمع..
من ناحية تحديد النسل وبغضّ النظر عن ضرورياتها نسبة للأسرة الواحدة أو المجتمع فهناك من أشاع بتحريم ذلك حيث إن: (الذهاب إلى القول بتحديد النسل فيه مشابهة للكفرة الذين كانوا يقتلون أولادهم خشية الفقر فأنكر الله عليهم ذلك وعابهم به :} وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ {الأنعام:151، و في آية الإسراء:} وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا { الإسراء:31. ) 1
وعن الحث على التكاثر والتناسل: (والتناسل والتكاثر في الذرية مطلب نبوي رغب فيه الرسول فعن أنس بن مالك قال في حديث: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" 2 ، (وعن عائشة قالت: قال الرسول: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا؛ فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء") 3
ان السبب وراء بث وترسيخ هذه القاعدة وتقديسها –ربما- عند مجتمعاتنا الشرقية خصوصا المحافظة منها هو العادات البطريركية المتوارثة والمُعززة بالدين والايدولوجيا –كما ذكرت أعلاه: وهذا ليس طعن بالدين وإنما دعوة للتفكّر مليّا بحيثيات الموضوع ومقوماته- التي تحث على زيادة عدد الأفراد وبالأخص الرجال منهم لتعزيز قوة المجتمع وتكوين قاعدة بشرية واسعة وكبيرة تهدف وتكون أساسا لغاية ما على الأغلب دينية أو عشائرية أو تقوية لهياكل سلطوية معينة كأن يؤّمن جيش من الرجال الفقراء ليخوضوا حروب الجهاد أو غزوات القبائل.
(نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية تحض على تكثير نسل المسلمين وانتشاره، ويعتبر النسل نعمة كبرى ومنَّة عظيمة منّ الله بها على عباده، وقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتابه وسنة رسوله ، ودلت على أن القول بتحديد النسل أو منع الحمل مصادم للفطرة الإنسانية .....، وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها لعباده، ونظراً إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين لتقليل عددهم بصفة عامة، وللأمة العربية المسلمة والشعوب المستضعفة بصفة خاصة، حتى تكون لهم القدرة على استعمار البلاد واستعباد أهلها والتمتع بثروات البلاد الإسلامية، وقد أخبروا عن الكافرين أنهم لا يهدأ لهم بالٌ حتى يُدخلوا المؤمنين المسلمين الموحّدين في دينهم الكفري، وما زالوا يقاتلوننا إلى يومنا هذا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا : }وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {النساء:89 ) 4
* إلى متى سنظل تحت نير بارانويا المؤامرة ؟!!
تستفزني باستمرار الكثير من المشاهدات الملموسة في الحياة الواقعية ، فالكثير ممن يجد نفسه فقيرا أو متعففا أومحتاجا دون غيرهم نلاحظ ان لهم الكثير من الأولاد وبأعمار متقاربة وهذا دليل على توالي عملية (تخليف) مولود كل تسع أشهر!! من الجيد انها ليست اقل!!
هؤلاء الأولاد لا يحظون بحياة كريمة للكثير من الأسباب ليس الفقر أولها بل أنانية الأبوين –والتضرع بأن الشرع أمر بذلك: إن الرب شماعة تعلقون عليها خطاياكم / نيتشه- وعدم مبالاتهم واخذ الامر على محمل الجدية والمسؤولية في إنجابهم، فالأولاد لا يستطيعون اكمال دراستهم ربما اقصى حد لهم هو الثالث الابتدائي –هذا ان دخلوا المدرسة- وحين تعاتب الابوين يتحججوا بانها مرحلة كافية فقد تعلم القراءة والكتابة وهذا اهم شيء!! وان المدرسة تحتاج الى مصاريف كثيرة ؛ نحن الآن بغنى عن تناولها فهي معروفة سلفا.. نلاحظ ان اغلب هذه العوائل يكون فيها أولاد معاقين أو يعانون من امراض مزمنة أو حتى تشوهات ولادية.. الأم الحامل تحتاج الى تغذية خصوصا اذا كانت تحمل بصورة متعاقبة وبسبب الفقر المزمن لا يمكنهم توفير التغذية الجيدة لها فيولد الطفل ناقصا أو مشوها أو معاقا، واذا نجى من ذلك فانه اذا مرض –وهذا طبيعي لكل طفل- تكون مسألة علاجه متلكئة وغير وافية أو صحيحة بسبب الفقر ايضا وكذلك الجهل واللجوء الى الشعوذة احيانا أوعادات قديمة؛ أيضا نحن بغنى عن تناولها هنا.
يكبر الطفل بعد رحلة مريرة بين الجوع والمرض والجهل والتقصير فلا يتمكن من اكمال دراسته –خصوصا البنات منهم- بل ويلجأ الكثير من الاهل الى دفعه للعمل بسن صغيره –هذا ان لم يُشرّد أو يخطف أو يقتل- فيتعرض لمخاطر الشارع ويصطدم بالمجتمع والحياة القاسية التي لا ترحم فينحرف بعضهم ويتحول الى مجرم بينما يُسحق البعض الآخر تحت وطأة قانون الشارع ويُضطهد، فيكبر وقد شٌطب بل استأصل جزء مهم من حياته وهو الطفولة .. بسبب تحمله المسؤولية مبكرا وخوض صراع العيش والنجاة بحياته ..
لو كان لهذين الأبوين ولداً واحد أو على الأكثر اثنين لصارت فرصهم وحصصهم من الحياة اكبر وافضل اذ سيتم التركيز عليه أو عليهما من قبل الابوين ولن يؤدي ذلك الى تشتت طاقاتهم في كسب العيش أو تربيتهم تربية افضل حسب مستواهم المعيشي.
سيتوارد سؤال بذهن القارئ: ما الذي يتوجب علينا فعله؟ هل نمتنع عن ممارسة وعيش الحياة الزوجية الطبيعية بأبسط مفرداتها أو نكلف أنفسنا مصروف طرق الوقاية من الحمل؟ يعني بين قوسين (نبطّل نعيش؟) .. ليس المقصود هنا ان تمنعوا أنفسكم من ابسط حقوقكم المتمثلة بإرضاء وإشباع غرائزكم الطبيعية والتي يلجا لها الناس أحيانا للتنفيس والتخفيف عن ضغط الحياة وعيش ولو لحظات هانئة بشيء من المتعة.. لكن فلنحسبها..أوليس الإنفاق على وسائل منع الحمل ارخص و اقل ضررا من إنجاب طفل بصورة غير مدروسة وبدون معطيات؟ دعونا من ذلك، هناك طرق أخرى ووسائل بين الزوجين يمكنهم من خلالها منع حدوث الحمل ، لا داعي لذكرها اذ ليس الغرض من موضوعنا التثقيف بالجنس مع اننا نعرف ضرورة ذلك في مجتمع أقصى ما تتعلمه فيه أغلب البنات من أمهاتهن هو وصيتها لها ليلة الدخلة (بفتح رجليها ووضع قطعة القماش الأبيض تحتها وتلطيخها بالدم أكثر ما يمكن!! وهي وصايا لا تساعد على زيادة رقة ورومانسية التجربة الجنسية الأولى بين الزوجين).
المسألة أكبر من كل ما هو مذكور أعلاه.. إن الإتيان بطفل للحياة بمعطيات تحت المستوى المقبول هو بمثابة جريمة ترتكب بحقه مدى عمره لان تبعاته ستظل تلازمه وتترتب عليها حياته وتُبنى وفقها مهما حاول تصحيح وضعه وتحسينه حين يكبر، لكل قارئة وقارئ عزيز: أرى إننا نحتاج وعياً أعلى وإدراكا اكبر لهذه الحقيقة؛ هذا من باب، ومن باب آخر فإنه يتم توفير العناء والجهد في تربية وتوفير سبل العيش لسبعة أولاد أو حتى أكثر.. ربما واحد منهم فقط يكون نصيبه من حياة هانئة في ظل ابوين قادرين على تربيته اكثر نجاحا دونا عن البقية. أنها ليست مسألة صحن إضافي فحسب بل مقومات حياة بأكملها ومن ضمنها معاناة حياتية طويلة وطاقة تحملية محدودة.
" أبنائكم ليسوا لكم، أبنائكم أبناء الحياة" / مقولة للكاتب جبران خليل جبران
يجب ان نحاسبهم على الأرضية والأسس التي وفروها لمجيئنا، التحضيرات والمستلزمات التي تصاحب كل مخلوق بشري يأتي للدنيا .. باعتبارنا كائنات نعتمد تمام الاعتماد عليهم حتى يشتّد عودنا وينبت ريشنا ونطير كالعصافير لا كالتماسيح التي تشق طريقها منذ لحظة خروجها من البيضة!
لمَ الزواج؟
الزواج هو علاقة وتأسيس شراكة بين اثنين هدفها بناء لبنة في صرح المجتمع الكبير، ويعتبر الأولاد من أهم ما ينتج عن هذه المؤسسة وان أي تشوه أو عيب بها إنما يضرّ بالمجتمع..لا يضّر بالأولاد أولا ثم المجتمع..الأولاد. فلماذا هذا العدد الكبير من الأولاد في العائلة الواحدة؟ خصوصا إذا كانت الإمكانيات محدودة أو دونها.. وأتكلم هنا عن الإمكانيات الماديةّ أولا والباقي يترتب عليها تباعا، فان لم تكن العائلة تحضى بمورد مادي مستقر وكافي نوعا ما فان ذلك سيؤدي إلى عدم الاستقرار النفسي للأبوين وانشغالهم باللهاث وراء لقمة العيش مما يؤدي للتقصير في تربية الأولاد ونقص الاهتمام ومقدار الحنان والاستقرار العائلي النفسي..أي ينتج عن ذلك بيئة غير صالحة نفسيا أولا –وهذا الأهم- لتنشئة هؤلاء الأولاد..
لا تظلموا أولادكم لن يأتي (رزقهم) معهم
احد المسّلات الأيدلوجية الدينية المتوارثة هي ان الطفل يأتي للحياة ورزقه محفوظ.. أي مكفول ماديا مدى الحياة من قبل قوة لاهوتية خارقة وفوق قدرة البشر!! وأصبحت –للأسف- قاعدة وشعار للكثير من العائلات البسيطة تركزّت في اللاوعي عندهم وأصبح همّ توفير الحياة الكريمة للمولود الجديد مرمي على عاتق تلك القوى!! انها مفاهيم خاطئة تماما يجب تصحيحها..ان المولود الجديد هو بمثابة مشروع استثماري لتلك المؤسسة يجب ان تتوفر له دراسة ملمّلة بكل النواحي خصوصا الاقتصادية كي ينجح ولا يتحول الى عائق أو سكين بخاصرة العائلة نفسها والمجتمع..
من ناحية تحديد النسل وبغضّ النظر عن ضرورياتها نسبة للأسرة الواحدة أو المجتمع فهناك من أشاع بتحريم ذلك حيث إن: (الذهاب إلى القول بتحديد النسل فيه مشابهة للكفرة الذين كانوا يقتلون أولادهم خشية الفقر فأنكر الله عليهم ذلك وعابهم به :} وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ {الأنعام:151، و في آية الإسراء:} وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا { الإسراء:31. ) 1
وعن الحث على التكاثر والتناسل: (والتناسل والتكاثر في الذرية مطلب نبوي رغب فيه الرسول فعن أنس بن مالك قال في حديث: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" 2 ، (وعن عائشة قالت: قال الرسول: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا؛ فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء") 3
ان السبب وراء بث وترسيخ هذه القاعدة وتقديسها –ربما- عند مجتمعاتنا الشرقية خصوصا المحافظة منها هو العادات البطريركية المتوارثة والمُعززة بالدين والايدولوجيا –كما ذكرت أعلاه: وهذا ليس طعن بالدين وإنما دعوة للتفكّر مليّا بحيثيات الموضوع ومقوماته- التي تحث على زيادة عدد الأفراد وبالأخص الرجال منهم لتعزيز قوة المجتمع وتكوين قاعدة بشرية واسعة وكبيرة تهدف وتكون أساسا لغاية ما على الأغلب دينية أو عشائرية أو تقوية لهياكل سلطوية معينة كأن يؤّمن جيش من الرجال الفقراء ليخوضوا حروب الجهاد أو غزوات القبائل.
(نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية تحض على تكثير نسل المسلمين وانتشاره، ويعتبر النسل نعمة كبرى ومنَّة عظيمة منّ الله بها على عباده، وقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتابه وسنة رسوله ، ودلت على أن القول بتحديد النسل أو منع الحمل مصادم للفطرة الإنسانية .....، وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها لعباده، ونظراً إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين لتقليل عددهم بصفة عامة، وللأمة العربية المسلمة والشعوب المستضعفة بصفة خاصة، حتى تكون لهم القدرة على استعمار البلاد واستعباد أهلها والتمتع بثروات البلاد الإسلامية، وقد أخبروا عن الكافرين أنهم لا يهدأ لهم بالٌ حتى يُدخلوا المؤمنين المسلمين الموحّدين في دينهم الكفري، وما زالوا يقاتلوننا إلى يومنا هذا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا : }وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {النساء:89 ) 4
* إلى متى سنظل تحت نير بارانويا المؤامرة ؟!!
تستفزني باستمرار الكثير من المشاهدات الملموسة في الحياة الواقعية ، فالكثير ممن يجد نفسه فقيرا أو متعففا أومحتاجا دون غيرهم نلاحظ ان لهم الكثير من الأولاد وبأعمار متقاربة وهذا دليل على توالي عملية (تخليف) مولود كل تسع أشهر!! من الجيد انها ليست اقل!!
هؤلاء الأولاد لا يحظون بحياة كريمة للكثير من الأسباب ليس الفقر أولها بل أنانية الأبوين –والتضرع بأن الشرع أمر بذلك: إن الرب شماعة تعلقون عليها خطاياكم / نيتشه- وعدم مبالاتهم واخذ الامر على محمل الجدية والمسؤولية في إنجابهم، فالأولاد لا يستطيعون اكمال دراستهم ربما اقصى حد لهم هو الثالث الابتدائي –هذا ان دخلوا المدرسة- وحين تعاتب الابوين يتحججوا بانها مرحلة كافية فقد تعلم القراءة والكتابة وهذا اهم شيء!! وان المدرسة تحتاج الى مصاريف كثيرة ؛ نحن الآن بغنى عن تناولها فهي معروفة سلفا.. نلاحظ ان اغلب هذه العوائل يكون فيها أولاد معاقين أو يعانون من امراض مزمنة أو حتى تشوهات ولادية.. الأم الحامل تحتاج الى تغذية خصوصا اذا كانت تحمل بصورة متعاقبة وبسبب الفقر المزمن لا يمكنهم توفير التغذية الجيدة لها فيولد الطفل ناقصا أو مشوها أو معاقا، واذا نجى من ذلك فانه اذا مرض –وهذا طبيعي لكل طفل- تكون مسألة علاجه متلكئة وغير وافية أو صحيحة بسبب الفقر ايضا وكذلك الجهل واللجوء الى الشعوذة احيانا أوعادات قديمة؛ أيضا نحن بغنى عن تناولها هنا.
يكبر الطفل بعد رحلة مريرة بين الجوع والمرض والجهل والتقصير فلا يتمكن من اكمال دراسته –خصوصا البنات منهم- بل ويلجأ الكثير من الاهل الى دفعه للعمل بسن صغيره –هذا ان لم يُشرّد أو يخطف أو يقتل- فيتعرض لمخاطر الشارع ويصطدم بالمجتمع والحياة القاسية التي لا ترحم فينحرف بعضهم ويتحول الى مجرم بينما يُسحق البعض الآخر تحت وطأة قانون الشارع ويُضطهد، فيكبر وقد شٌطب بل استأصل جزء مهم من حياته وهو الطفولة .. بسبب تحمله المسؤولية مبكرا وخوض صراع العيش والنجاة بحياته ..
لو كان لهذين الأبوين ولداً واحد أو على الأكثر اثنين لصارت فرصهم وحصصهم من الحياة اكبر وافضل اذ سيتم التركيز عليه أو عليهما من قبل الابوين ولن يؤدي ذلك الى تشتت طاقاتهم في كسب العيش أو تربيتهم تربية افضل حسب مستواهم المعيشي.
سيتوارد سؤال بذهن القارئ: ما الذي يتوجب علينا فعله؟ هل نمتنع عن ممارسة وعيش الحياة الزوجية الطبيعية بأبسط مفرداتها أو نكلف أنفسنا مصروف طرق الوقاية من الحمل؟ يعني بين قوسين (نبطّل نعيش؟) .. ليس المقصود هنا ان تمنعوا أنفسكم من ابسط حقوقكم المتمثلة بإرضاء وإشباع غرائزكم الطبيعية والتي يلجا لها الناس أحيانا للتنفيس والتخفيف عن ضغط الحياة وعيش ولو لحظات هانئة بشيء من المتعة.. لكن فلنحسبها..أوليس الإنفاق على وسائل منع الحمل ارخص و اقل ضررا من إنجاب طفل بصورة غير مدروسة وبدون معطيات؟ دعونا من ذلك، هناك طرق أخرى ووسائل بين الزوجين يمكنهم من خلالها منع حدوث الحمل ، لا داعي لذكرها اذ ليس الغرض من موضوعنا التثقيف بالجنس مع اننا نعرف ضرورة ذلك في مجتمع أقصى ما تتعلمه فيه أغلب البنات من أمهاتهن هو وصيتها لها ليلة الدخلة (بفتح رجليها ووضع قطعة القماش الأبيض تحتها وتلطيخها بالدم أكثر ما يمكن!! وهي وصايا لا تساعد على زيادة رقة ورومانسية التجربة الجنسية الأولى بين الزوجين).
المسألة أكبر من كل ما هو مذكور أعلاه.. إن الإتيان بطفل للحياة بمعطيات تحت المستوى المقبول هو بمثابة جريمة ترتكب بحقه مدى عمره لان تبعاته ستظل تلازمه وتترتب عليها حياته وتُبنى وفقها مهما حاول تصحيح وضعه وتحسينه حين يكبر، لكل قارئة وقارئ عزيز: أرى إننا نحتاج وعياً أعلى وإدراكا اكبر لهذه الحقيقة؛ هذا من باب، ومن باب آخر فإنه يتم توفير العناء والجهد في تربية وتوفير سبل العيش لسبعة أولاد أو حتى أكثر.. ربما واحد منهم فقط يكون نصيبه من حياة هانئة في ظل ابوين قادرين على تربيته اكثر نجاحا دونا عن البقية. أنها ليست مسألة صحن إضافي فحسب بل مقومات حياة بأكملها ومن ضمنها معاناة حياتية طويلة وطاقة تحملية محدودة.
" أبنائكم ليسوا لكم، أبنائكم أبناء الحياة" / مقولة للكاتب جبران خليل جبران
الهوامش:
[1] القول الفصل في تحديد النسل، مسائل
فقهية معاصرة، احمد بن محمد منصور
[2] رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني في الإرواء رقم
(1784)
[3] الأدلة الشرعية التي تحض على تكثير النسل/ سلسة الأحاديث الصحيحة
المجلد الخامس (2383)
[4] القول الفصل في تحديد النسل، مسائل
فقهية معاصرة، احمد بن محمد منصور
الصفحة الأخيرة/ السنة التاسعة/ العدد19 /20 شباط 2012
0 comments:
Post a Comment