جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Wednesday, October 10, 2012

حجاب الصغيرات وحفلات التكليف تطبيقا للشريعة أم تجاوز على حقوق الطفولة !




فاتن الجابري / ألمانيا

جرى مؤخرا في بغداد حفل تحجيب خمسمائة طفلة يتيمة ويسمى حفل التكليف  وتتم من أجل ذلك احتفالات ومراسيم يحضرها مسؤولون ورجال دين واسر الفتيات المعنيات ،ينظر الكثيرون الى حجاب الفتاة الصغيرة  تقييدا  لطفولتها ويعيق  طريقة لعبها واندماجها مع أقرانها وأعتبره  البعض انتهاكا لحرية الاطفال في الاختيار والتجربة  قضية حجاب الصغيرات تثير جدلا الان على المواقع الاجتماعية في مقالاتهم ، فهناك  رافضين لفكرة تحجيب الطفولة فيما أيد اخرون  الفكرة منطلقين من مبدأ تعويد الفتاة على الحجاب والالتزام الديني منذ صغرها ،كوننا نعيش في مجتمع أسلامي تغلب عليه صفة التدين ،وقد استندوا في رأيهم على ماجاء في القران الكريم من أيات في هذا الموضوع بين مؤيد ورافض تطرح جريدة المواطن موضوع حجاب الصغيرات على ناشطين في حقوق الانسان والطفل واساتذة مختصون .
لا أكراه في الدين 
الكاتب والاكاديمي ضياء الشكرجي عبر عن استهجانه في مقالة يذكر فيها :ــ

مهرجانية تحجيب طفلات صغيرات، ما زلن لم يشبعن لعبا وطفولة. لا أريد أن أناقش موضوع الحجاب، فقد أثبتُّ كإسلامي يومذاك وكمتفقه بالشريعة، أثبتُّ عدم وجوب الحجاب، وكما أعتبر إن اتخاذ قرار نيابة عن طفلات دون سن الرشد العرفي لا الديني، هو اعتداء على حقوقهن ومصادرة استباقية لحريتهن في الاختيار، وهو يمثل تناقضا صارخا، بين دعوى أنهن أصبحن مكلفات، وبالتالي مسؤولات بأنفسهن عن خياراتهن والتزاماتهن من جهة، وبين أن يتخذ الكبار من جهة أخرى من آباء وأمهات ومجتمع ودعاة دين ودعاة إسلام سياسي القرار نيابة عنهن، فالتكليف قرين المسؤولية بين يدي الله حسب الفهم الديني، والمسؤولية قرينة الاختيار الحر، لا الفرض الخارجي من الآباء والمجتمع والسياسة.
مع هذا دعونا نقول - ولو تسامحا - إن هذا السلوك المصادر للحريات والقاتل للطفولة، هو ما يقع تحت عنوان الحرية الدينية، التي ندافع عنها كعلمانيين أكثر من دعاة تسييس الدين والمؤسسة الدينية التقليدية. لكن حتى من موقع الحكمة، وحتى من موقع من يريد الدفاع عن الإسلام السياسي، وإظهاره بمظهر الانفتاح والمعاصرة، ليحببه إلى النفوس؛ هذا التحبيب الذي هو من الشروط الأساسية لتطبيق القاعدة القرآنية للدعوة «بالحكمة والموعظة الحسنة» وقاعدة أن «لا إكراه في الدين»، فبكل تأكيد ليس من الحكمة أن يكون من هو في هذه المواقع السياسية المتقدمة من يقوم بمثل هذا النشاط.

أقبال الصغيرات على الحجاب
في الازقة والشوارع والمدارس نجد العشرات من الفتيات الصغيرات المحجبات يتراكضن ويلعبن في براءة طفولية والسؤال هنا هل أخترن أن يكن محجبات أم فرض عليهن من قبل الاهل .
زهراء أحمد في الثامنة من العمر تبتسم وهي تجرجر حجاب رأسها وتخفي شعرها الذي تسلل منه قائلة :ــ أنا أحب الحجاب ولم أشعر أنه يعيقني عن اللعب في الشارع أو المدرسة مع صديقاتي وكلنا في الزقاق محجبات وأنا تأثرت بهن وأرتديت الحجاب .
مريم جاسم عمرها سبعة أعوام تقول أبي نصحني بالحجاب لان جميع أخواتي الاكبر سنا محجبات وعندما وضعته على رأسي جلب لي هدية ،لكني أشعر بالضيق خصوصا عندما يكون الجو حارا لكني لن أخلعه كي لا يغضب والدي .
تمارا رياض  ستة اعوام تختبئ خلف عباءة والدتها وحين تبتسم تبدو أسنانها الامامية فارغة ،وحسب رأي الام فأن الطفلة لاتحب الحجاب وتتضايق منه لكنها تخشى والدها المتزمت جدا .
السيدة الهام راضي أم لاربع فتيات صغيرات محجبات : الحجاب واجب على كل مسلمة وينبغي على الام تعويد أبنتها على أرتداء الحجاب منذ الصغر لئلا تنفر منه بالكبر وأن يكون أسلوب المكافأة والهدايا لاقناع الفتاة لا القسوة والقوة والاجبار .
قمع الطفولة
الصحفية والناشطة راجحة عبود عبرت عن رأيها :ــ  مارايناه خلال حفلة التكليف الشرعي هو تعدٍ صارخ على الطفولة واستغلال لمعاناة اليتيمات  وهم يجسدون افكارهم واهدافهم بأسلمة المجتمع ومصادرة الحريات والقضاء على كل مظاهر الحضارة في الوقت الذي ينصبون انفسهم أولياء وأوصياء على المجتمع وهذا يبدأ كله من مصادرة طفولة الابرياء وادخالهم بمتاهات من الافكار والعقد والسلوكيات التي لاتخدم سوى اهدافهم بجعل المجتمع اعمى لكي يتمكنوا من قيادته والسيطرة بدون رقابة ولا حساب
  ويبدو ان جميع الساسة في العراق على الرغم من اختلافهم على مصالحهم الا انهم متفقون على ارجاع المجتمع الى الوراء وابقاء حالة التخلف والجهل وهم في الوقت نفسه يوجهون  رسالة  واضحة الى قمع حرية المرأة ودورها في المجتمع ومصادرة ارادته وبدل ان يتركوا الاطفال يتمتعون ببرائتهم وطفولتهم ويوفرون لهم كل اسباب الراحة والحياة الكريمة يقودونهم الى افكار ومتاهات اكبرمن اعمارهم وتخيلاتهم وطفولتهم .
فرض الحجاب في المدارس الابتدائية
كريم مطر استاذ التاريخ في جامعة بابل يرى أن :ــموضوع الحجاب بين الشريعة والمجتمع فيه كثير الاراء . عندما تسألين رجل دين عن الموضوع يجيبك احدهم : ان على المرأة ان تحتجب عن الرجال في بيتها ، ويجيبك اخر ان على المرأة ان تستر نفسها بملابس لاتظهر فتنتها ، واخر يقول ان للمرأة الحق في لبس الملابس اللائقة وان كانت تظهر بعض مفاتنها على ان لاتتجاوز الخطوط الحمراء ...ان المجتمع العراقي بصورة عامة مجتمع محافظ ومتمسك بتقاليده الاجتماعية ولكن ليس بالضرورة هذه التقاليد مطابقة لفتاوى المجتهدين .
موضوع حجاب الفتيات دون سن التاسعة (سن التكليف او البلوغ) فيه اراء متعددة ، منهم من يرى ضرورة ان تتعلم الفتاة على الحجاب قبل سن التاسعة وهذا رأي قسم من الاسلاميين ومنهم رجال الدين . في حين يرى اخرون ان الحجاب للصغيرات تكبيل لطفولتهن وتحديد لحريتهن ووقت الحجاب مبكر جدا في هذا العمر ، عندما تدخل الاعدادية ستلبس الحجاب ، او قبل ذلك في المتوسطة .
في رأيي المتواضع ان هذه المسألة (حجاب الصغيرات) تتعلق بنشأة الاسرة وتربيتها ، ويبدو واضحا ان للمجتمع وموروثه الاجتماعي تأثيرا كبيرا على الاسرة وتصرفاتها ، ولا انكر التأثير الديني في المجتمع لكن طبيعة المجتمع عدم التشدد في التفاصيل ومنها زي الصغيرات .
بعد عام 2003 وبسبب زيارات كثير من العوائل العراقية الى ايران وسوريا وبلدان اخرى وجدوا ان هناك حرية واسعة في زي المرأة الناضجة فكيف بالصغيرة ، ولذا ارى ان الدولة هي التي فرضت الحجاب في المدارس الابتدائية دون رغبة كثير من الاسر العراقية .
من الضروري ان يعي المجتمع ثقافته الاسلامية ولكن ليس بالاكراه وانما بالثقافة والتوعية وعدم التشدد في تطبيق الازياء
ان الندوات والدورات الخاصة بالفتيات البالغات سن التكليف خطوة جيدة لكنها في حقيقة الامر لاتمثل الا نسبة ضئيلة في المجتمع العراقي الذي تتباين فيه الاعراف والتقاليد بين منطقة واخرى ، بين الريف والمدينة . ولذلك فأن تأثيرها محدود وهي اقل تأثيرا من التعليم في المدارس الابتدائية.
التميز ضد المرأة
التشكيلية والناشطة في حقوق المرأة ايفان الدراجي تشير الى أن:ــ 

الحجاب ليس الا تقليدا اجتماعيا نابع من تأثر علماء المسلمين بالحضارات القديمة في كثير مما يخص المرأة. وكذلك تأثيرهم بالكثير من الديانات القديمة الأخرى كاليهودية والنصرانية والمجوسية، باعتبار ان الاديان مشتقة من بعضها البعض منذ اقدم الديانات التي عرفتها البشرية سواء ما تسمى –سماوية او غير سماوية- . والحجاب هو احد الأسس التي على أساسها بني التمييز بين الرجل والمرأة فمنه انحدرت باقي التشريعات التي اضحت قوانينا تدعم التقاليد والعادات القديمة لدرجة القدسية فصارت تابوها يحكم المرأة بمختلف الأعمار. كما وأود توضيح أن للتمييز بين الرجل والمرأة جذورا تعود إلى مراحل تاريخية قديمة في أكثر من حضارة في قانون حمورابي وفى فلسفة أرسطو وفى القانون الروماني وقد عززت اليهودية والمسيحية ذلك كما جرى على سننهم وكذلك فقهاء المسلمين.
اما عن انتشار هذه الظاهرة وجعلها اساسا لمقياس شرف واخلاق المرأة بمجتمعاتنا العربية ففي الثلاثينيات والاربعينيات من القرن العشرين لم تعرف ظاهرة الحجاب إلا باعتبارها قضية اتيكيت أو آداب وليست عقيدة أو فرض. الاخلاق ليست مطلقة: الاخلاق نسبية فما كان حلالا أصبح حراما بمنطق اليوم والعكس صحيح. لكن ظاهرة الحجاب تصاعدت واصبحت موجة ركبت على رأس أجندة الجهات الرجعية الدينية خاصة التي تسلقت للسلطة في هذا البلد وذاك اذ كان هدفهم الاول قمع المرأة وتقييدها وجعلها تابع محكوم ومسيّر ففي ذلك سيطرة على اكثر من نصف المجتمع بصورة مباشرة وضمان السيطرة على ما بقي منه من خلال الادلجة التي ستتوارث من خلال تلك النسوة فهن المسؤلات عن وجود وتربية ونشأة المجتمع باكمله (اذا كنت تريد هزيمة عدوك فقم بتربية أولاده - حكمة شرقية). وضاعت مصداقية المسألة بين تلك الفتوى وهذه وبين هذا المرجع وذاك فمنهم من يجعله فريضة واجبة ومنهم من يسقط عنه الوجوب.
ان مفتاح حل كل تلك الاشكالات في المجتمع التي تعترض طريقنا بالتقدم والتطور ونيل السلام كباقي الدول هو العلمانية.

تقييد حرية المرأة منذ الصغر
حقي كريم هادي
مؤسس ورئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية

يقول :ـــ موضوع حجاب الصغيرات فأنه من المواضيع المهمة التي تستحق كل اهتمام من كافة منظمات المجتمع المدني والمهتمين  في مجال حقوق الانسان والطفل كون حجاب الصغيرات هو فرض طبقي فرضه ويفرضة المتخلفون في المجتمع من اجل ان يكون تقيد حرية المرأة منذ الصغر هو من اهم الاهداف التي يعمل عليها هؤلاء المتخلفون وخصوصا المؤثرين في المجتمع واللذين يفرضون آرائهم على الجماهير الفقيرة والغير متعلمة ويحاولون بشتى الطرق ان يكون دور هذه الاسر الفقيرة هو حمايتهم من المثقفين بعدة طرق يحاولون فيها زج الدين مع التربية الاجتماعية التي تحاول ان تفرض الدولة المدنية والمتحضرة ، وبهذه الطريقة يكتسب هؤلاء المتخلفون رأي الشارع في الحصول على مايطمحون اليه في نشر ثقافة التخلف والاحتواء الفكري الغير مبني على اسس دينية بعيدة عن مثل هذه التصورات في تقييد حرية الطفل تحت عدة مسميات واهداف غير نبيلة وغير شرعية.

الحجاب فرض على المسلمة
السيد شاكر الموسوي يقول أن الحجاب فرض على المسلمة أما بالنسبة للفتيات الصغيرات  يجب على وليهن أن يؤدبهن بآداب الإسلام، فيأمرهن بأن لا يخرجن إلا ساترات لعوراتهن، خشية الفتنة وتعويداً لهن على الأخلاق الفاضلة حتى لا يكن سبباً في انتشار الفساد، ويأمرهن بالصلاة في خمار، ولو صلت بدونه صحت صلاتها. لقول النبي محمد ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار..(
وتوضح هذه الآية الإيضاح البيّن ذلك الحجاب، فلا ترتضيه إلا ساتراً لمحاسن المرأة كلها مما يشوق القلب ويلوثها بجرثوم الشهوات، ويبقى من المرأة حديثها الذي هو من وراء حجاب : {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} سورة الأحزاب (32).
فالحديث رغم الحجاب الساتر والحائل دون رؤية الوجه الحسن يجب أن يكون جدِّياً للغاية حازماً لا يتطرق إليه وهن في اللهجة ولا نعومة في الصوت والعبارة ولا تطرُّف في الموضوع وقد أمر تعالى النساء أن يظللن في بيوتهن لأن فيها عملهن الثمين المنتج ألا وهو تربية البنين والبنات وإعداد جيل للمستقبل صحيح في الجسم والعقل، ولكن إذا اضطررنَ إلى الخروج فقد وجب عليهن صيانة للأخلاق العامة ولسلامة قلوب الناس جميعاً أن يتأدبن بالشرع الآتي: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى...} سورة الأحزاب (33).


الصفحة الرابعة/ السنة التاسعة/ العدد22 /20 اكتوبر 2012

0 comments:

Post a Comment