جميع الحقوق محفوظة لصالح جريدة المساواة الرجاء ذكر المصدر عند اعادة النشر او الاقتباس

All rights reserved for Al Mousawat Journal Please mention the source when you republish or quote




Sunday, July 8, 2012

أسرار جنسية / سيسي


د. لمى محمد

لتعرف مدى قبح العصفور ..قم بتجزئته

دخل "أيهم "الغرفة بثقة ، وجلس كقائد منتصر ، ثم سألني : ما الذي تحبين معرفته بالضبط ؟ أليس غريبا أن تسأليني لم ذهبت إلى بيت بغاء ؟! أكيد لم أذهب لأصلي …أم تراك تريدين تحليل الأسباب التي دفعتني إلى ما تسمونه "عيب "…استيقظي يا دكتورة ، فحتى زوجك –إن كنت متزوجة- لن يفوّت فرصة كهذه …هذه طبيعة الرجال ، و أنا كما ترين رجل ، و بشواربلست هنا لأحاسبك ،بل لتساعدني ..قالوا لي أنك كنت تذهب إلى ذلك المكان من أجل "سيسي"، وأود أن أسألك عنها ، فربما نستطيع مساعدتها في التخلص من الورطة
تغيرت ملامح "أيهم " ، و بلهجة أخرى قال لي :هل حقا ستساعدينها؟! سيسي ليست سيئة ، سيسي ملاك حقيقي ..ثم شرب كأس ماء على الطاولة ، و وقف وهو يمسك الكأس بيده …نظر إليّ بعينيه الطفلتين ، و رمى الكأس على الأرض، فتحول إلى شظايا زجاجيّة ….دخل الشرطي و أخرجه بعنف…قال لي و هو يغادر :هل يكلف أحد نفسه عناء إعادة لصق الزجاج ، و لمّه…سيسي فعلت ، فأنا كنت كهذه الكأس يا دكتورة….سيسي لم تسكت لحظة واحدة منذ جلست معي ، كانت تحكي و تسرد كمن يزيح عن كاهله هما عظيما: لا أعرف شيئا عن زواج المسيار ..سوى أن أمي تزوجت أبي بموجبه ..لا أعرف شيئا عن أبي سوى أنه أورثني عينين عسليتين، وبشرة سمراء … أما أمي التي كانت كدمية الباربي فلقد سافرت إلى أحدهم في بلد لا أعرفه بتشريع من نوع آخر يسمى زواج المتعة..وتركتني عند جدتي … لم أكن طفلة يوما ..علمتني جدتي كيف أكون عجوزا ، أفكر كالمعمرين ، أتكلم مثلهم ، وأنتظر الموت يوما بعد الآخربعد وفاتها بقيت وحيدة …ثم جاء ابن خالي"جهاد" ليطالب بالورثة التي كنت كأنثى وحيدة جزءا منهاسكنت مع ابن خالي و زوجته و ولديه قرابة الشهر قبل أن يبدأ جهاد زحفه الليلي على جسدي الأعزلأتستطيعين إخباري ما الذي تستطيع فتاة في السادسة عشر من عمرها فعله ؟! دخولي ذلك البيت لم يكن صدفة …أنا اخترت هذه الطريق، فلقد تعدت خسائري حد الممنوعالجنس مرخص له كالكذب تماما … نفسهم هؤلاء الذين يأتون إلينا يشرعوّن عملنا و يكرهون الزنا!!
لن أضيع وقتك لأحكي لك كم من الفتاوى أصدرت على فخذيّ، و كم بوركت من قبل رجال يفتخرون بإيمانهم ، على اختلاف أديانهم!! هم يستحقون أن أكذب عليهم كل يوم ، و أعيش على حسابهم
حدثيني عن "أيهم"…
هذا هو الرجل الوحيد الذي لم أكذب عليه ، أتعلمين لم ؟! لأنه ضل طريقه عندما جاء إلينا ، وهو الوحيد الذي جعلني أحس أنني إنسانة …صدقي أولا تصدقي في مراته الأولى أيهم لم يمسني قط ، لدرجة أنني شككت برجولتهسألته يوما : لم تأتي إلى هنا إذا؟! فأجابني أنه يحتاج إلى من يسمعه دون أن يسخفه ، أو يضحك عليهأمضيت ليال و أنا أسمعه ، ولم أجد كلمة واحدة سخيفة في قاموسه!! ربما هذا هو الحب يا دكتورة
تنهدت سيسي كمن أتعبته كثرة الكلام، ثم صمتت
عندما تزوجني أبو أيهم كنت شيوعية الأفكار و الأقوال…لم تتحول صفتي تلك إلى عار عليه إلى أن أعلنتهافهذه المعاصي التي ابتليت بها كان من الواجب سترها ، و انتمائي إلى الحزب الشيوعي كارثة تحرق جمالي ، زواجي ..و أمومتيبعد طلاقي بعامين ، تزوجت "هيثم" رجل حقيقي يمنح القوة لا الضعف ، و لكنني دفعت الضريبة .. ألغى القانون حضانة أيهم من قبل أمه المجرمة التي تزوجت..!! و فوق هذا أخذه أبوه معه عندما غادر القطر للعمل في الخليجعادوا منذ عدة أشهر ، لا تستطيعين تخيّل كم كنت فرحة برؤيته مجددا، انتظرته تحت بيتهم لألقاه ، و أحدثه و أضمه …فدفعني عنه صارخا : لا أم لي ، عودي إلى زوجك و حزبكهيثم الذي كان يراقب أيهم مؤخرا هو من أخبرني بزياراته لبيت البغاء … اتصلت بأبيه و أخبرته ..فأجابني: الولد ..رجل كوالده …و أقفل الخط في وجهيبعد أن أخبرني هيثم عن علاقة أيهم الوثيقة بإحداهن في بيت البغاء ذاك.. فكرت كثيرا قبل أن أمسك سماعة الهاتف ، و أبلغ الشرطة ، علّي أنقذ ابني من ضياع و أمراض
أتعلمين الأمومة قد تمزق ، وقد تذل أيضا.


الصفحة الأخيرة/ السنة التاسعة/ العدد21 /08 تموز 2012

0 comments:

Post a Comment