رئيسة التحرير
انتهت فترة الاحتلال الامريكي في العراق، ووجدنا انفسنا في مفصل سياسي لا يقل ارهابا عن سابقه.
حصلت رؤوس الميليشيات على ترقية واصبح اسمها رؤوس الكتل السياسية؛ ولكنهم ظلوا اوفياء لعقلية وممارسات الميليشيات من قبيل سياسة تفجير الخصوم الى الاغتيالات الموجهة والعشوائية، الى وضع المجتمع امام عمليات ارهابية ضخمة من قبيل كنيسة النجاة، تفجير وزارة الخارجية...الخ.
واتضح للجماهير ان تمثيل اطياف المجتمع العراقي- اي تمثيل الجماهير عن طريق الاديان والطوائف والاعراق - هو مجرد سبيل لسد طريق الممارسات السياسية المتبعة في العالم اجمع الا وهي تمثيل الجماهير باحزاب سياسية ذات اجندات اقتصادية واجتماعية وسياسية، من احزاب اليمين واليسار والوسط.
أما مسلسل المؤتمرات الوطنية فاصبح مملا مثل ليالي الحلمية ولا تتابعه الجماهير، بل هو فقط لتلهية رؤوس الميليشيات/الكتل السياسية وتأخير اقتتالها فيما بيهما وارهابها للجماهير بعمليات تفجير كبيرة فيما لو لم تقدر على بعضها البعض.
بدأت تظهر جيوب مقاومة صغيرة حول قضايا اجتماعية واقتصادية هنا هنالك، مع الشكر الجزيل لوزيرة المرأة التي وحدت الحركة النسوية ضدها، واعطت دفعا لليسار وتحرّريي المجتمع.
وشكرٌجزيلٌ ثانٍ لنواب كركوك الذي رأوا زاوية من زوايا الحقيقة، عندما اجتمعوا حول مطلب اقتصادي، واكتشفوا ان الانتماءات العرقية والدينية التي تفرقهم لا تعني شيئا بالسياسة، ولكن احتكار الدولة المركزية للموارد وحرمان المحافظات منها هو مطلب وممارسة سياسية حقيقية تجمعهم كلهم. واتبعوا نفس خطوات اهالي صلاح الدين بمخاطبة ميزانية الدولة واقتصادها عوضا عن الخطاب السياسي المسمى بـ "الديمقراطي".
وتظل اساليب المشاركة في مؤتمر قمة العرب واللغط الدائر حوله مساسلنا المفضل لكثرة التصريحات المتناقضة حوله والتي تعكس الصراع ما بين القطب الاسلامي الشيعي الايراني والقطب القومي العروبي المتزاوج مع الاسلام السياسي السني الحاكم في السعودية.
وتدمى قلوبنا على ما يجري بالضد من ثوارسوريا الابطال. اذ بالرغم من رغبتنا العارمة لرؤية نهاية النظام البعثي الدامي هناك، نتخوف من تكرار سيناريو ليبيا حيث التهمت قوى التخلف والظلام بطولات الثوار الليبيين الاوائل، وبدعم وارهاب دولي اشتركت فيه كل دول حلف الناتو.
الصفحة الأولى/ السنة التاسعة/ العدد20 /08 آذار 2012
0 comments:
Post a Comment